يشهد محيط السفارة الفرنسية في العاصمة نيامي، تواجدا أمنيا مكثفا، وذلك بعد إعلان باريس تمسكها بالبقاء في النيجر رغم انتهاء المهلة الممنوحة للسفير لمغادرة البلاد، وسط مخاوف من محاولات لإقتحام السفارة من قبل المتظاهرين النيجيريين الذي عبروا في أكثر من مناسبة عن رفضهم للوجود الفرنسي في بلادهم.

وعلى الرغم من انقضاء المهلة التي حددتها السلطات العسكرية للسفير الفرنسي للمغادرة، يسود هدوء مشدد محيط السفارة، في ظل تواجد وحدات من القوات الخاصة الفرنسية داخل مبنى السفارة في نيامي

مصادر أكدت أن المجلس العسكري يحاول من جديد ممارسة الضغط على الرئيس المعزول للتنحي من خلال إرسال وفد وساطة، ورغم ذلك، قام الوفد المقترح من المجلس العسكري برفض البدء في محادثات مع الرئيس المعزول.

وتبدو النيجر حاليا، ساحة للصراع والنفوذ الدولي بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم في يوليو الماضي.

وألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابًا أمام السفراء الفرنسيين يوم الاثنين، وفيه تطرق إلى الأوضاع في مناطق متعددة بما في ذلك الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ.

وأكد ماكرون على أهمية حماية مصالح فرنسا في هذه المناطق وحذر من تراجع دور أوروبا في ظل تعقيدات حرب أوكرانيا.

وأشار ماكرون إلى التحديات التي تواجه السياسة الخارجية الفرنسية، من بينها الانقلاب الذي وقع في النيجر وأدى إلى عزل الرئيس محمد بازوم الذي كان مقربًا من باريس.

ومع تصاعد التوتر بين نيامي وباريس منذ الانقلاب في يوليو، طلب الإنقلابيون في النيجر من السفير الفرنسي مغادرة البلاد، مع العلم أن عدد القوات الفرنسية المتمركزة هناك تبلغ حوالي 1500 جندي.
 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ

إقرأ أيضاً:

اعتراف فرنسا بفلسطين.. دعم من ماكرون للقضية أم استعراض رخيص؟

فقد عقدت الأمم المتحدة جلسة بطلب سعودي فرنسي لدعم العمل على تحقيق حل الدولتين بعدما قالت باريس إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، وإنها ستمضي قدما في المساعدة على بناء هذه الدولة، وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلاما "لا وزن له ولن يشكل فرقا".

ولم تشارك واشنطن في جلسة الأمم المتحدة لأنها تعتبر أن ما يجري مكافأة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي وصفتها متحدثة الخارجية الأميركية تامي بروس بـ"الوحوش"، واتهمتها بالمسؤولية عما يحدث في قطاع غزة لأنها ترفض إلقاء السلاح.

لكن فرنسا التي قال وزير خارجيتها جان نويل بارو، إنها خلقت زخما لا يمكن وقفه، تعرف أنها لن تدفع ثمنا إزاء هذا الحراك المناهض للرغبة الأميركية الإسرائيلية على ما يبدو.

الطعام أهم من الاعتراف بفلسطين

وكان أجدر بماكرون التحرك لإنقاذ من يتساقطون جوعا في غزة لأنهم يحتاجون الطعام والدواء أكثر من احتياجهم لاعترافه بدولتهم غير القابلة للتحقق وفق الحلول الكلاسيكية، كما يقول الكاتب في نيوزويك والمحلل السياسي القريب من البيت الأبيض، بيتر روف.

وخلال مشاركته في حلقة 2025/7/31 من برنامج "من واشنطن"، انتقد روف الرئيس الفرنسي وقادة العالم قائلا إن عليهم "إنقاذ الأطفال من الموت بهذا الشكل المقزز فورا، إذا كانت هناك مجاعة فعلية، ولم يكن الأمر مجرد دعاية تستهدف إيصال المساعدات والسلاح لحركة حماس".

ولم يكن هذا موقف روف وحده، فقد وافقه الناشط السياسي الفلسطيني الأميركي خالد الترعاني، الذي وصف حديث فرنسا عن الاعتراف بدولة فلسطين بأنه "استعراض رخيص يقوم به ماكرون على أشلاء الفلسطينيين الذين قتلوا بيد إسرائيلية وتواطؤ وأذرع أميركية".

وحتى المساعدات التي قالت باريس إنها ستسقطها للفلسطينيين جوا، لا تعدو كونها محاولة لمنح إسرائيل فرصة لتنفس الصعداء وتخفيف الاحتقان في الشارع العربي، ناهيك عن أنها لا تعادل حمولة شاحنة واحدة من الشاحنات المكدسة على الحدود والتي ترفض إسرائيل تمريرها ولا تجد من يجبرها على ذلك.

إعلان

كما أن النقاش الدائر حاليا حول ماهية الدولة الفلسطينية التي تريد فرنسا وبريطانيا الاعتراف بها والشروط التي تضعانها لهذا الاعتراف "يتنافى مع كونها حقا أصيلا للفلسطينيين".

وقبل هذا وذلك، فإن الاعتراف الذي تتحدث عنه فرنسا وغيرها "يكترث لدولة وهمية بلا سيادة، لا يستطيع المسلم فيها الصلاة بالمسجد الأقصى ولا يستطيع المسيحي الصلاة داخل كنيسة القيامة، فضلا عن قتلها حق العودة".

ومع ذلك، لا يمكن التقليل من أهمية الاعتراف الفرنسي بفلسطين، والذي "يمثل خطوة على مسار يفترض أن ينهي هذه الكوارث المترتبة على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي"، برأي المديرة السابقة للسياسات في منظمة "جي ستريت"، ديبورا شوشان، والتي شددت على ضرورة عدم ربط إنهاء مأساة غزة بهذا المسار السياسي.

فالناس في غزة يحتاجون إلى الطعام والدواء بشكل عاجل، وبالتالي فإن على ماكرون ربط هذه الخطوة بإيجاد بصيص أمل في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون والإسرائيليون والأسرى الموجودون بالقطاع، حسب شوشان.

وعلى ما فيه من مواجهة للولايات المتحدة وإسرائيل، فإن قرار باريس الاعتراف بفلسطين لا يخلو من سعي لتحقيق مكاسب سياسية، وإحياء لنظرية الطريق الثالث الذي مثله شارل ديغول من أجل الحفاظ على العلاقة مع الشرق والغرب وإيجاد سياسة خارجية مستقلة، كما يقول الصحفي المتخصص في الشؤون الأميركية والفرنسية فيلافيوس مهينس.

لكن مهينس يقر بـ"وجود استثناء في هذا النهج منذ الحرب الباردة تماشيا مع العالم الذي تقوده الولايات المتحدة"، ويرى أن ماكرون "سحب بهذا الإعلان البساط من تحت قدم اليسار الفرنسي المعروف بدعمه التاريخي للقضية الفلسطينية".

موقف غير مؤثر

في المقابل، يرى روف أن تصريح ترامب الذي وصف فيه الموقف الفرنسي بأنه "بلا وزن" يعكس نظرة قادة العالم لما يمكن أن تقوم به فرنسا في قضية دولية مهمة كقضية فلسطين.

بل إن الكاتب الأميركي يعتقد أن الحديث عن حل الدولتين "ليس إلا محاولة للعودة بالأمر للوراء لأن هذا الحل غير منطقي وقد ينتهي بتكوين 3 أو 4 دول بالنظر إلى من يريدون الانفصال بجزء في غزة أو جزء من الضفة الغربية"، ويرى أن حل هذه القضية "يتطلب رؤى مبتكرة ليس من بينها تهجير الناس من قطاع غزة لإعادة إعماره".

ورد مهينس على حديث روف، بقوله إن التاريخ "هو من سيحكم على هذه الخطوة"، وإنه لا ينبغي تجاهل أن فرنسا "ستكون أول عضو بمجلس الأمن يعترف بفلسطين، وهي لعبة كبيرة تطرح جدلية بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

ولم ينف الصحفي الفرنسي حديث اليسار في بلاده عن أن خطوة ماكرون ستكون بلا تكلفة تقريبا، وأن سعيه للاعتراف بفلسطين لم يوقف تعاونه العسكري مع إسرائيل. ولفت أيضا إلى ربط باريس هذا الاعتراف باعتراف كل الدول العربية بإسرائيل كجزء من المنطقة.

وخلص إلى أن إدخال المساعدات لغزة يجب ألا يكون مرهونا بالاعتراف بفلسطين التي لم يعد ممكنا الوصول إليها عبر اتفاقية أوسلو، مضيفا أن "الحديث العقلاني يقول إن الولايات المتحدة هي أكبر قوة في العالم وإنها تدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا، ومن ثم فإن الموقف الأميركي أهم من كل المواقف والمبادرات الأخرى في نهاية المطاف".

إعلان 31/7/2025-|آخر تحديث: 19:37 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • في عيد الجيش.. هذا ما قالته السفارة الفرنسية في لبنان
  • تراجع تأييد نتنياهو ومخاوف من السفر إلى أوروبا.. استطلاع يظهر تغيّرًا في المزاج الشعبي الإسرائيلي
  • تل أبيب: ماكرون هدم السد أمام الاعتراف بفلسطين
  • الإدارة العسكرية في ميانمار ترفع حالة الطوارئ عقب 4 سنوات ونصف على الانقلاب
  • اعتراف فرنسا بفلسطين.. دعم من ماكرون للقضية أم استعراض رخيص؟
  • قوى تحذر أصحاب عقود العمل المنتهية بتحول حالتهم إلى هروب
  • ماكرون يعلّق على الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي وأميركا
  • الاشغال: انتهاء الأعمال على جسر الفيدار قبل المهلة المحددة
  • محاكمات الشجرة (يوليو 1971): مهرجان الكلاب الجائعة
  • شنجهاي تصارع الإعصار بإجلاء 283 ألف شخص ومخاوف من تسونامي