ظهرت الجمهورية الإسلامية في معركة الـ(12) يوماً مع الكيان الصهيوني، كما لم يكن متوقعا، وعاش الكيان الصهيوني خلالها أسوأ أيامه كما لم يتصور. فمثّل الرد الإيراني على عدوانه غير المبرر، في طوره الأول واستهدافه مواقع حساسة واستراتيجية أول ملامح النصر، ثم تعزز ذلك بترسيخ معادلة الضربة بالضربة والمنشأة بالمنشأة، وهي مسألة كانت مفاجئة له وللأمريكي، إذ لم يتصورا أن تصل القدرة والجرأة بالجمهورية الإسلامية لأن تضرب أهدافا استراتيجية في عمق الكيان أو أن تتسبب هجماتها في مصرع واصابة عدد من الغاصبين.
المشهد الذي صارت عليه مدن الكيان مع ضغوط حماية المستوطنين الذين يمثلون ثروته لاستمرار كيانه المؤقت، وتوقف العملية الإنتاجية، والملاحة بشقيها الجوي والبحري، وحجم الدمار الذي توزع في مناطق الكيان، فضلا عن الضغوط الخارجية التي كانت تتصور بأنه في مستوى القوة التي تمكنه من تنفيذ ضربات قاتلة للجمهورية الإسلامية فصدمتها النتائج، كل ذلك كان بمثابة مظاهر دالة على تراكم معطيات النصر الإيراني.
طوال عمره لم يتعرض الكيان لمثل هذه الضربات، وطوال عمره، والقناعة الراسخة لديه كانت دائما أنه الأقوى في المنطقة وأنه القادر على فعل ما يشاء بلا رد من أي طرف، إلا أن عمليات الجيش الإيراني المتواصلة صححت لديه هذه التصورات.
من ملامح النصر أيضا، حالة الارتخاء التي ظهر بها الكيان حين اعتقد أن الضربات التي يمكن أن يتعرض لها لن تطال مواقعه الحساسة، لاعتقاده بأن الأمر يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة لا يمكن أن تكون لدى إيران، إلا أنه تفاجأ بضرب العديد من هذه المراكز، فكان منها البحثية النووية ومراكز التخطيط لعمليات الاغتيال ومراكز للقيادة وأخرى بكل دقة.
وفي اللحظة التي بدأ فيها النتنياهو يترنح ظهر المدعو ترامب بالقاذفات الشبحية، لتدارك الكيان قبل السقوط، بجرعة معنوية تمنحه القدرة على التماسك، فقام باستهداف بعض المفاعلات النووية وهو الهدف الذي شن لأجله الكيان عدوانه، ثم ركن الجميع وهماً إلى أن الهدف الأصل قد أمكن النيل منه، ولا شيء يؤكد أكثر من تصريحات ترامب الذي بات معروفا أن ما يقوله لا وزن له.
أما التحرك الأمريكي فقد كشف عن المستوى الذي عليه جهابذة السياسة والمجال العسكري في أمريكا من السذاجة حين تصوروا أن الجمهورية الإسلامية يمكن أن تتعامل مع موضوع المفاعلات النووية وما تم إنجازه على صعيد اليورانيوم المخصب، بهذه السطحية، بحيث تجعل خلاصة سنوات من العمل في البرنامج النووي في متناول أي استهداف بهذه البساطة، ليتبين مرة أخرى للعدو أن هذه المحاولة أيضا باءت بالفشل.
في أول العدوان تحدث الكيان أنه دمر القدرات الإيرانية، ثم بعد أسبوع انتفخت أوداج ترامب بعد عدوانه على الجمهورية الإسلامية، وحينها قال دمرنا القدرات النووية وحان وقت السلام.. فماذا حدث بعد ذلك؟.
جنح الأمريكي والإسرائيلي للسلم، وقبيل سريان مفعول وقف إطلاق النار، قصفت القوات الإيرانية الكيان كما لم يحدث من قبل ثم دكت أكبر القواعد الأمريكية في المنطقة، الواقعة في قطر.. فمن أين جاءت هذه القوة أن كانت تصريحات المعتدين وازنة؟.
ما حدث أثبت أن أمريكا وإسرائيل في نظرتهما للآخرين، إنما يعتمدان على فرضيات بناء على تقييمات غير واقعية، وأثبت أن ضربهما أمر لا يتطلب سوى إرادة وثقة وقبل ذلك إيمان.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
رولز-رويس: المستقبل للمفاعلات النووية المصغرة في تشغيل الذكاء الاصطناعي
تسعى شركة "رولز-رويس" لاستخدام المفاعلات النووية المصغرة الخاصة بها من أجل تزويد مراكز الذكاء الاصطناعي بالطاقة اللازمة لتشغيلها، وهو الأمر الذي قد يجعلها أغلى شركة في المملكة المتحدة، وفق تقرير نشرته "بي بي سي".
وأكدت الشركة أنها تنوي تزويد حكومة المملكة المتحدة بـ3 مفاعلات نووية معيارية مصغرة و6 مفاعلات لحكومة التشيك للاستخدام مع مراكز الذكاء الاصطناعي بدلا من الاعتماد على مصادر الطاقة الكهربائية المعتادة.
وتزود "رولز-رويس" في الوقت الحالي الغواصات النووية بالمفاعلات المصغرة المسؤولة عن تزويدها بالطاقة، وهو الأمر الذي أكده الرئيس التنفيذي لشركة "رولز-رويس" توفان إرجينبيلجيك أثناء حديثه مع "بي بي سي".
وأضاف إرجينبيلجيك أن "رولز-رويس" هي الشركة الخاصة الوحيدة في العالم التي تمتلك قدرات نووية تؤهلها للاستخدام مع الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الشركة شهدت نموا في أسعار أسهمها 10 أضعاف منذ توليه قيادتها في مطلع 2023.
وتعد المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة مثالية للاستخدام كمصدر طاقة نظيف، وذلك بسبب صغر حجمها وسرعة بنائها، فضلا عن انخفاض تكلفة بنائها واستخدامها.
ويرى إرجينبيلجيك أن العالم سيحتاج إلى 400 مفاعل نووي معياري مصغر بحلول عام 2050 بكلفة تصل إلى 3 مليارات دولار للمفاعل الواحد، وهو ما يجعل حجم هذا السوق يقفز إلى تريليون دولار تسعى "رولز-رويس" للاستيلاء عليها جميعا.
ورغم أن هذه التقنية ما تزال ناشئة وغير مجربة، فإن إرجينبيلجيك يرى أنها المستقبل في عالم الطاقة فضلا عن مستقبل الشركة لتحقيق النمو الذي تسعى إليه.
وتمثل المفاعلات النووية المعيارية المصغرة نقطة خلاف بين خبراء الذكاء الاصطناعي والطاقة، إذ يخشى بعضهم من استهلاك المياه اللازم لتبريد هذه المعالجات فضلا عن تبريد مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي المرفقة بها، ومن الجانب الآخر توفر المفاعلات مصدر طاقة متجددا ونظيفا مقارنة بالوقود الأحفوري أو الاعتماد على شبكات الطاقة الكهربائية المعتادة كما يحدث في الوقت الحالي.
إعلانوتعد أزمة الطاقة من أكبر الأزمات التي تواجه مراكز الذكاء الاصطناعي، لذلك تسعى الشركات باستمرار لحلها عبر التوجه إلى مصادر طاقة مبتكرة.
ودفع هذا "غوغل" و"ميتا" و"مايكروسوفت" للتوجه إلى المفاعلات النووية المصغرة الموجودة بالولايات المتحدة من أجل الاستفادة من طاقتها.