حرب اختبار القُدرات.. وتقليم الأظافر.. !!
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
هبَطَ الرئيس الأمريكي على سلم الطائرة الرئاسية ومشى مختالًا. وفجأة توقف في حديقة البيت الأبيض ونظر إلى السماء بحركةٍ تمثيلية في إشارةٍ كمن ينتظر عودة الطائرات الأمريكية بعد أداء مهمة خطيرة وكبيرة بنجاح. وفي مؤتمرٍ صحفي عقده لهذه المناسبة أعلن أن الطائرات الأمريكية شنت فجر ٢٢ يونية ٢٠٢٥ ضرباتٍ جوية بأربع عشرة قنبلة تمكَّنت من تدمير أهم مراكز المفاعلات النووية الإيرانية لتخصيب اليورانيوم بنجاح، وبذلك أصبحت إيران يلزمها بضع سنين لتتمكن من الوقوف علي قدميها مرة أخرى.
* فقد شهد الثالث عشر من يونية الجاري اعتداءً سافرًا بالطائرات المسيَّرة (بدون طيار) لدولة الكيان على جمهورية إيران الإسلامية استهْدَفَ العلماء والخبراء النوويين الإيرانيين، وقادة عسكريين منهم رئيس أركان الجيش الإيراني. وفي اليوم الثاني ردَّت إيران بعددٍ كبير من الصواريخ الباليستية أصابت أهدافها في تل أبيب وحيفا.
* كشفتِ الضرباتِ المتبادلة بين البلدين عن قوة ودقة توجيه الصواريخ الإيرانية وهشاشة منظومة دفاع الكيان الصهيوني. وعندما سُئِل وزير الأمن القومي الإسرائيلي من مدنيين إسرائيليين غاضبين وهم يعتدون عليه: لماذا استفززتُم إيران؟.. .أجاب: «لم نكُن نعرف قوتها التدميرية».
وجدير بالذكر أن ما فعله «ترامب» كان لحفظ ماء وجه أمريكا وإنقاذًا لصديقه نتنياهو من المساءلة القانونية لتورُّط الأخير في قضايا فساد مالي وإداري، تماشيًا مع موقف أمريكا الداعم الدائم لاسرائيل. ولأن الأيام حُبْلىٰ بمفاجآت من طرفَي الحرب وربما من أطرافٍ جديدة ترى في تدخلها السياسي أو العسكري تحقيقًا لمصالحها، لذلك يصعُب التكهُّن بالأحداث، فقد ثبت أن غرور «ترامب» يدفعه إلى جَرّ العالم إلى حربٍ عالميةٍ ثالثة بأموال خليجية.. فقد دأبت أمريكا أن تُلوِّح باستخدام القوة لتظهَر أمام العالم أنها الأقوى، والأقوى يأخذ ولا يُعطي، وتوحي لدول الخليج بأنها مهددة بسبب القواعد الأمريكية الموجودة على أراضيها. ومن ثم يجب أن تدفع ثمن حمايتها.
وعلى جانبٍ آخر، أعلَنَت وكالة الاستخبارات الأمريكية فشَل الضربة على المنشآت النووية الإيرانية (التي زَعَمَ ترامب نجاحها)، ما أصاب إسرائيل بصدمة شديدة.
*نواب البرلمان الإيراني أطلقوا هتافات: «الموت لأمريكا والموت لإسرائيل» عقب تصويت البلدين لصالح مشروع قانون يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
* صرح وزير الخارجية الأمريكي بأن «ترامب» يرى أنه قد يتجدَّد الصراع بين إيران وإسرائيل قريبًا، وفي نفس الوقت أطلق الائتلاف الإسرائيلي للأمن القومي حملةً لاغتنام فرصة انتهاء الحرب على إيران لإقامة «ميثاق إبراهيم» وشرق أوسط جديد.
* فهل تنْطلي على العرب حيلة «ترامب» وإسرائيل بادِّعاء انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟ لا أظن. ولا يجب. وعليهِ فليضع كلٌ إصبعه على زناد سلاحه، ويتخذ لنفسه ساترًا.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
ماكرون: الضربات الأمريكية على إيران ناجحة وانسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي “أسوأ سيناريو”
بروكسل – أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الضربات الأمريكية على إيران كانت ناجحة ويجب استئناف المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني.
وجاء في تصريحات الرئيس الفرنسي، للصحفيين بعد قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والتي تحدث فيها عن عدة قضايا: أنه يجب احترام وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، واستئناف المحادثات وتأطير النشاطين النووي والباليستي هذه هي العوامل المفتاحية”.
وتابع: “ثمة تنسيق وتواصل بين فرقنا والفرق الإيرانيه خلال الأيام والساعات الماضية وسنرى ما ستسفر عليه، لكن الأمل هو تقريب الرؤى والمهم هو النتيجة والنتيجة الأهم هي أن لا يتم استئناف أنشطة التخصيب وأن يكون هناك أيضا تأطير للنشاط الباليستي”.
ولفت أن “ثمة توافق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول هذه النقطة، وسأتواصل مع الأعضاء الخمسه لمجلس الأمن الدائمين لأن مسؤوليتنا هي بقاء معاهده حظر الإنتشار الأسلحه النووية، وبأن لا تخرج إيران منها وأن تتمكن الوكالة من استئناف عملها”.
وتابع: “هي مسؤولية خاصة لفرنسا لكن إلى جانبها الولايات المتحده وروسيا والصين وبريطانيا ولقد قررت الاتصال بكل واحد منهم للتوافق على توحيد وجهه النظر”.
وأشار ماكرون إلى أن ” الأمريكيه كانت ناجحة في فوردو ونطنز وأصفهان، لكن أسوأ سيناريو هو أن لا يؤدي هذا إلى خروج إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لأنه سيكون انحراف عن المسار، وإضعاف جماعي وعليه يجب العمل بهذا الاتجاه وإشراك الأعضاء الخمسة الدائمين لمجلس الأمن”.
وحول إمكانية إستئناف المؤتمر حول حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية الشهر المقبل:
قال ماكرون: الإجابه هي نعم، لكن هذا متوقف على التنسيق مع السلطات السعودية باعتبار أن هذه الخطوة ثنائية، سيكون هناك اتصالات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتحديد موعد جديد هذا ما أرغبه وأتمناه أن يكون بأسرع وقت ممكن”.
وحول وقف إطلاق النار في غزة:
قال الرئيس الفرنسي: “حول غزة شعرت بتصميم وإقدام الرئيس الأمريكي بهذا الخصوص، وهو واعي بأهميه وقف إطلاق النار”.
ورأى أن انخراط ترامب “ضروري بهذا الصدد نظرا للمأساة الدائره هناك”.
وذكر: “لمست في حديثي مع ترامب أنه يعي ذلك ويرغب في الوصول إلى نتيجة”.
وشنت إسرائيل عملية ضد إيران في 13 يونيو، متهمة إياها بتنفيذ برنامج نووي عسكري سري. واستهدفت الغارات الجوية منشآت نووية، وجنرالات، وعلماء فيزياء نووية بارزين، وقواعد جوية. ورفضت إيران هذه الاتهامات، وردت بهجماتها الخاصة.
وتبادل الطرفان الضربات على مدى 12 يوما، وانضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل، حيث شنّت هجوما لمرة واحدة على المنشآت النووية الإيرانية ليلة 22 يونيو. بعد ذلك، في مساء 23 يونيو، شنت طهران ضربات صاروخية على قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، مؤكدة أن الجانب الإيراني لا ينوي التصعيد أكثر.
المصدر: RT