جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-29@22:34:26 GMT

إسرائيل.. الزوال الحتمي

تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT

إسرائيل.. الزوال الحتمي

حاتم الطائي:

 

 

إسرائيل كيان مُجرم وإرهابي مؤقت وزواله النهائي حتميٌ

المنطقة مرّت بمرحلة عصيبة أكدت خطورة وجود إسرائيل في الشرق الأوسط

إيران نجحت في تجاوز الخسائر التكتيكية وحققت النصر الاستراتيجي

 

 

كشفت "حرب الأيام الـ12" بين إيران وإسرائيل عن جُملة من الحقائق الدامغة والوقائع التي لا تقبل التشكيك، وبرهنت على أنَّ إسرائيل كيان مُؤقت وزواله حتميٌ، إلّا أنَّ لحظة الزوال التام لم تحِن بعد، لكننا شاهدنا "بروفة" إسقاطها ومن ثمَّ زوالها، في معركة خاطفة لم يستخدم كل طرفٍ فيها- وبالأخص الإيراني- جميع أسلحته؛ بل حتى لم يكشف عن كل استراتيجياته الهجومية والدفاعية، واكتفى باستراتيجية واحدة مُنظَّمة ومُمَنهَجة، عنوانها الاستنزاف الذي يقود للانهيار من الداخل.

لا شك أنَّ العالم استيقظ فزعًا في الساعات الأولى من يوم الأحد 22 يونيو 2025، على وقع البيان الذي تلاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأداء تمثيلي فج على طريقة البطل الأمريكي الخارق أمثال "بات مان" و"سوبر مان"، يُعلن فيه أنَّ القوات الأمريكية قصفت بالقنابل الخارقة للتحصينات المواقع النووية الإيرانية، زاعمًا أنَّه "دمّر بالكامل" منشأة "فوردو" النووية، إلى جانب تدمير كل من منشأتي نطنز وأصفهان، وهي المواقع النووية الثلاثة التي تمثل جوهر البرنامج النووي الإيراني. وقد جاءت الضربة الأمريكية للمواقع النووية الإيرانية، بعد أقل من 10 أيام على اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية، التي بدأتها إسرائيل بعدوان إرهابي داخل العمق الإيراني، تسبب في اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين في إيران.

ولم يمر سوى يوم وبضع ساعات، حتى شنت إيران هجومًا بالصواريخ الباليستية على قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وشاهدنا لأوَّل مرة نيران الحرب الإقليمية تشتعل في سماء الخليج العربي، وباتت المنطقة وكأنها تحوم فوق فوهة بركان ثائر، تتطاير الحمم البركانية منه، ولا أحد يعلم أين ستسقط!

هذه اللحظات التاريخية التي مرَّت على منطقة الخليج، كفيلة بأن تبرهن مدى خطورة إسرائيل على أمننا القومي العربي والشرق أوسطي، وأنَّ هذا الكيان الذي يمارس الإرهاب ضد الدول وينتهك سيادتها، هو السبب الأول والرئيسي وراء أي عدم استقرار أو اضطرابات في منطقتنا. إسرائيل هي العدو الأوَّل منذ أن وطأت العصابات الصهيونية الشرق الأوسط، واحتلت أرض فلسطين، واغتصبتها، ومن قبل سعت لاحتلال دول أخرى، وهي الآن تحتل أراضي في لبنان وسوريا، ولا تُخفي رغبتها في احتلال مزيد من الأراضي العربية، وخرائطهم المنشورة في كل مكان تفضح مُخططاتهم؛ بل إنهم لا يتورعون عن الإفصاح عنها في كل محفل.

لكن في المُقابل، أكدت حرب الـ12 يومًا، مدى هشاشة إسرائيل من الداخل، فبعد أن تلقت درسًا قاسيًا في السابع من أكتوبر 2023 على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية، وما تلاه من عمليات المقاومة في غزة الصامدة والتي ما تزال حتى اللحظة تُكبِّد الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة، جاءت الضربات الصاروخية الإيرانية لتُبرهن على أنَّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت.

وهذه الحرب كشفت عن عدة جوانب يجب التوقف عندها كثيرًا:

أولًا: إيران على علمٍ ودراية كاملين بالمواقع العسكرية والاستراتيجية الإسرائيلية، ولديها إحداثيات هذه المواقع، وهو ما ساعد على توجيه الصواريخ الباليستية لتنفيذ ضربات دقيقة وناجحة. وهذه نقطة تنسف السردية الكاذبة بأن لا أحد يعلم شيئًا عن إسرائيل!

ثانيًا: لا ريب أنَّ لإيران جواسيس وعملاء على الأرض في إسرائيل، وهؤلاء يمدونها بالمعلومات وتحركات الجيش وتمركزات الدفاعات الجوية.

ثالثًا: نجحت إيران في إضعاف وإنهاك منظومات الدفاع الجوي بطبقاتها المختلفة (القبة الحديدية- مقلاع دواود- نظام أرو"السهم")، وتمكّنت من إشغاله باستراتيجيات مختلفة، لضمان نجاح اختراق الصواريخ للعمق الإسرائيلي.

رابعًا: عاشت إسرائيل لأول مرة منذ تأسيسها، أقوى تهديد وجودي، وخاضت أخطر حرب على الإطلاق، وواجهت أعنف قصف على مدنها.

خامسًا: انهارت إسرائيل من الداخل في غضون 12 يومًا، وعاشت بلا مطار جوي وبلا ميناء بحري، وتعطلت الدولة من شمالها لجنوبها بالكامل.

سادسًا: اضطر المواطن الإسرائيلي للمبيت في الملاجئ تحت الأرض لأيام، ومن كان يعود إلى منزله، تُجبره الصواريخ الإيرانية على الهرب مرة ثانية للملاجئ في غضون سويعات قليلة.

سابعًا: إسرائيل دولة ديكتاتورية يحكمها نظام عسكري فاشي، وحكومة سياسية مستبدة، وأي حديث عن ديمقراطية وحريات فهو محض افتراء وهلاويس بصرية وسمعية. والدليل على ذلك حجم التعتيم الإعلامي المفروض حتى الآن على مدى الخسائر والأضرار التي تعرض لها جيش الاحتلال، أو حجم الدمار الذي أصاب منشآت عسكرية وبحثية واستراتيجية.

ثامنًا: إسرائيل تمارس الكذب والتضليل الإعلامي على الجميع، بدءًا من أمريكا وحتى المواطن الإسرائيلي، الذي لا يعرف حقيقة ما نجم عن الضربات الإيرانية، ولا يملك الحق في طلب المعرفة، وإلّا مصيره خلف أسوار السجن. ومن أجل التكتم على ما جرى في إسرائيل، فإنَّ معظم وسائل الإعلام الدولية ممنوعة من ممارسة عملها في إسرائيل، بما فيها وسائل إعلام أمريكية!

أما إذا تحدثنا عن المكسب والخسارة في هذه الحرب، فلا شك أنَّ الخسائر طالت الجميع، وهذا ديدن الحروب وطبيعتها، لكن المؤكد لنا أنَّ إيران نجحت في تجاوز هذه الخسائر وحققت نصرًا استراتيجيًا، بينما تقلبت إسرائيل في نيران الهزيمة، دون تحقيق أي هدف مما أعلنته، كما يلي:

أولًا: تجاوزت إيران صدمة اغتيال القيادات العسكرية من الصفين الأول والثاني، وتصفية العلماء النوويين، من خلال سرعة تعيين خلفاء لهم، فضلًا عن اتباع نظام مؤسسي يضمن الحفاظ على التكنولوجيا النووية الإيرانية، حتى لو مات العالِم أو الخبير النووي.

ثانيًا: ردَّت إيران لإسرائيل الصاع صاعين، ولم تهدأ الضربات الإيرانية طيلة 12 يومًا، ونجحت في تدمير العديد من المواقع العسكرية والإستراتيجية.

ثالثًا: تعرضت إسرائيل لهزيمة استراتيجية عنيفة، ستُحدث زلزالًا قريبًا في الأوساط السياسية، وتُضاعِف من عوامل رحيل مُجرم الحرب نتنياهو وحل حكومته الإرهابية، وستستمر توابع هذا الزلزال لسنوات طويلة.

رابعًا: على مدى 12 يومًا تجرّع المواطن الإسرائيلي كؤوس الهلع والخوف من أن يسقط صاروخ إيراني فوق منزله.

خامسًا: ما سُمح بنشره من صور ومقاطع مرئية عن حجم الدمار في البنايات والأبراج في تل أبيب وحيفا وبئر السبع وغيرها، يؤكد أن الضرب الإيراني كان ناجحًا للغاية.

سادسًا: فشلت إسرائيل في تحقيق أي من الأهداف المُعلنة: إسقاط النظام الإيراني، تدمير البرنامج النووي، تدمير البرنامج الصاروخي.

بينما في المقابل، ترسَّخت أقدام النظام الإيراني في ظل الدعم الشعبي غير المحدود، ما يُؤكد أن هذه الحرب عززت من توحيد الداخل الإيراني ورفعت من مستوى الوعي الشعبي في إيران، وقدرة المواطنين الإيرانيين على التفريق بين مصلحة الأمة الإيرانية، والخلافات السياسية الداخلية التقليدية والطبيعية.

وفشلت إسرائيل في تدمير البرنامج النووي، وسعت لجرّ أمريكا للحرب، بينما حتى اللحظة لم تقدم الولايات المتحدة ورئيسها ترامب أي دليل مادي على تدمير البرنامج النووي الإيراني، رغم مزاعم القصف العنيف بالقنابل الخارقة للتحصينات.

أما فيما يتعلق بالبرنامج الصاروخي، فما شاهدناه من قصف للعمق الإسرائيلي، يؤكد أن إيران نجحت في تطوير منظومة صواريخ باليستية تتميز بدقة التصويب وقوة التدمير. وظلت إيران تقصف حتى الدقائق الأخيرة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ما يعني أنَّ منصات الإطلاق ما تزال تعمل بأعلى كفاءة؛ بل إنَّ الخسائر التي ألحقتها إيران بإسرائيل في هذه الدقائق الأخيرة من الحرب، كانت أشد وطأة عليها؛ إذ طالت قيادتي الجيش والمخابرات في بئر السبع جنوب إسرائيل.

ومن المُؤكد أنه بعد هذه الحرب، سيدخل الشرق الأوسط بأكمله في عملية إعادة تشكيل جذرية، وفق سيناريو أمريكي إسرائيلي، نستطيع أن نستشرفه ونحن نقرأ الأحداث وما بين السطور، ونتوقع ما يحدث فعليًا في الكواليس. لذلك نرى أن السيناريو المحتمل يعتمد على عدة نقاط:

أولًا: مساعٍ أمريكية حثيثة لوقف الحرب في غزة، في غضون أسبوع، كما صرح ترامب بنفسه، والهدف من وراء ذلك احتواء المقاومة الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس وذراعها العسكري كتائب القسام، والانتقال بعد ذلك إلى تنفيذ جزء من خطة إعمار غزة، على حساب دول خليجية، ولن يكون إعمارًا كاملًا؛ بل ما يمكن أن نصفه بـ"عملية تجميل" خفيفة، لإيهام الرأي العام بأنَّ ثمة تطور ما يحدث في غزة، وأن خطط التهجير لم يعد لها مكان!

ثانيًا: بعد أن تستقر الأوضاع نسبيًا في غضون 3 أشهر، وقبل انتهاء العام الجاري، يُفتح الباب أمام سكان غزة للانتقال إلى دول بعينها، مثل بعض العواصم الخليجية خصوصًا للنخب المهنية مثل الأطباء والمهندسين وغيرهم، أو إلى أمريكا وأستراليا وكندا، ويكون بذلك تهجيرا طوعيا لا قسريا.

ثالثًا: إنشاء ما نسميه "الدرع الإبراهيمي"، والذي سيكون تحالفًا عربيًا إسرائيليًا، يضم الدول المنضمة والتي ستنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، على أن يتولى هذا التحالف توسيع علاقات التطبيع والشراكة مع إسرائيل؛ بهدف مُحاصرة إيران، خصوصًا وأنَّ الأنباء تُشير إلى قرب انضمام سوريا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، بجانب دول خليجية وعربية أخرى.

إن مثل هذا المخطط الاستراتيجي ينطوي على مخاطر غير مسبوقة على المنطقة العربية، وخاصة منطقة الخليج، لأننا سنكون في هذه المرحلة في عين الإعصار فعليًا، والذي يُنذر بدمار كبير. لذلك يجب الانتباه إلى ما يُحاك لهذه المنطقة من سيناريوهات تقودها إلى منعطفات بالغة الخطورة، هدفها الأساسي تدمير إيران بمختلف الطرق بعدما فشل العدوان العسكري الصهيوني الأمريكي، وأخفقت أعتى أجهزة الاستخبارات (الموساد وسي آي إيه) في إسقاط النظام الإيراني من داخله.

ولا شك أنَّ فصول هذا السيناريو ستتضح تدريجيًا خلال الأسابيع المُقبلة، لكن في المقابل نرى أنَّ إيران تعمل جاهدة على مُعالجة نقاط الضعف لديها، خاصةً أنظمة الدفاع الجوي والرصد، ونتوقع أن تلعب الصين دورًا حاسمًا في هذا الجانب، ولا نستبعد أن تكون سماء إيران مُحصَّنة بالكامل في غضون 6 أشهر إلى سنة. ولذلك ستعمل الولايات المتحدة وإسرائيل على تسريع الخطى نحو إغلاق ملف غزة من أجل التفرغ التام لملف إيران، التي يبدو أنها أصبحت أقرب من أي وقت مضى نحو تطوير قدراتها الدفاعية، بل والنووية، ولذلك ستسعى واشنطن وتل أبيب نحو "الضربة الاستباقية"، بكل الطرق. غير أنَّ سؤال المليون: هل ستنجح قوى الشر في تحقيق أهدافها الشيطانية؟

ويبقى القول.. إنِّه في ظل الهزيمة الاستراتيجية التي تكبدتها إسرائيل، فإنَّ الزوال المحتوم- الذي نُؤكد عليه- لم يعد مجرد آمال أو تطلُّعات؛ بل مسألة وقت، تعتمد على ما ستُسفر عنه المواجهات المُقبلة من خسائر أشد وأعنف على هذا الكيان الإرهابي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: البرنامج النووی تدمیر البرنامج إسرائیل فی هذه الحرب نجحت فی ت إیران فی غضون فی الم

إقرأ أيضاً:

خسائر إسرائيل بسبب الحرب مع إيران تصل لنحو 1.5 مليار دولار

بلغ حجم الأضرار المادية لدى الاحتلال الإسرائيلي بعد الحرب مع إيران قرابة خمسة مليارات شيكل (1.4 مليار دولار)، فيما تم رفع 40 ألف دعوى قضائية، وبحلول نهاية الحرب مع قطاع غزة سيصل العدد إلى 50 ألف دعوى على الأقل، كما تقدر الأضرار التي لحقت بمعهد وايزمان ومصافي النفط بنحو ملياري شيكل (أكثر من نصف مليار دولار).

وكشف مراسل الشؤون الاقتصادية لصحيفة "معاريف" يهودا شاروني، أن "لجنة المالية في الكنيست برئاسة موشيه غافني من حزب "يهودوت هتوراة" للمتدينين، ناقشت لأول مرة، مسألة استعدادات الحكومة لتقديم تعويضات للإسرائيليين عن أضرارهم من المواجهة الأخيرة مع إيران كجزء من ضريبة الأملاك، وتركز النقاش على المساعدات التي تقدمها الدولة للشركات التي تضررت عملياتها نتيجة القتال".

وأضاف شاروني في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مدير إدارة التعويضات في سلطة الضرائب، أمير داهان، قدم معطيات مذهلة عن حجم الأضرار التي لحقت بالدولة خلال الأيام الـ12 للحرب مع إيران، كاشفًا عن رفع نحو 40 ألف دعوى قضائية للحصول على تعويضات، مع أنه خلال فترة الحرب بأكملها في غزة حتى اندلاع الجولة مع إيران، بلغ عدد الدعاوى القضائية للحصول على التعويضات سبعين ألفًا".


وأشار إلى أنه "حتى لو انتهت الحرب في غزة الآن، فإنني أقدر أن عددها سيصل إلى 50 ألفًا، لأنه منذ بداية الحرب، دفعنا 2.5 مليار شيكل (أكثر من 700 مليون دولار)، لكن حجم الأضرار يُقدر بـ4.5 مليار شيكل (1.3 مليار دولار)، وسنصل إلى 5 مليارات (1.4 مليار دولار)، وهذه مبالغ لم نشهدها من قبل في الأضرار المباشرة".

وأوضح أن "معهد وايزمان ومحطة بازان اللذين أصيبا في الحرب خلال هجومين ضخمين، يُقدر حجم الأضرار التي لحقت بهما بمليارات الشواكل، فلدينا 25 مبنىً يتعين هدمها، وللمقارنة، فمنذ بداية الحرب وحتى الجولة مع إيران، لم يكن هناك سوى مبنى واحد يتعين هدمه".

وفيما يتعلق بالعجز في صندوق التعويضات، أضاف أنه "قبل بدء الحرب، كان رصيد الصندوق 9.5 مليار شيكل (2.7 مليار دولار)، وفي المجمل، تبلغ المطالبات المرفوعة على الصندوق 6 مليارات شيكل (1.7 مليار دولار)، ولا تزال هناك شركات بأكملها في الشمال لم تقدم مطالبات بعد، على أن يتم قريبًا تقديم قانون للكنيست للموافقة على تقديم تعويضات للشركات في جميع أنحاء الدولة، على غرار القانون الذي تم تقديمه والمخطط الذي تم اعتماده في بداية الحرب".

وأعربت عضو الكنيست أوريت فركاش هكوهين، من معسكر الدولة عن انتقادها لعدم مشاركة أي ممثل عن وزارة المالية في الاجتماع، باستثناء ممثل سلطة الضرائب، بحسب قولها، مُطالِبة بإنشاء آلية تعويض دائمة بناءً على معايير إعلان، أو بدء عملية عسكرية، لأن الإسرائيليين من حقهم أن يعلموا ما يحدث لهم فيما يتعلق باستحقاقهم للتعويض، وهناك سؤال مطروح يتعلق بإجازة العمال غير مدفوعة الأجر، وهو أمر يجب مناقشته".

أما رئيس شركة لاهاف، المحامي روعي كوهين، فقال إن "صيغة التعويض في مسار استرداد النفقات الثابتة، والتي تم تحديدها بعد السابع من أكتوبر، سيتم تطبيقها على الشركات التي تأثرت منذ بدء العمل مع بدء الحرب على إيران، بما يتوافق مع انخفاض حجم الإيرادات، مع تعويض النفقات الثابتة".

ومن ناحية أخرى، ذكرت مجلة "كالكاليست" الاقتصادية، أن "مصلحة الضرائب خصصت 140 فريقًا من صندوق التعويضات للعمل في الميدان، حيث تتعلق معظم المطالبات بالأضرار التي لحقت بالهياكل المنزلية والمباني؛ فيما 7 بالمئة فقط من المطالبات تتعلق بالأضرار التي لحقت بمحتويات المنازل والمركبات والممتلكات الأخرى، وتتركز الفرق العاملة في مدن "بات يام، رامات غان، رحوفوت، وريشون لتسيون".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "منذ اندلاع الحرب على غزة وما قبل المواجهة مع إيران، دفع الصندوق مبلغًا غير مسبوق بلغ نحو 21.65 مليار شيكل (6.1 مليار دولار)، معظمها للشركات، وفي حالة حدوث ضرر للمبنى غير المناسب للسكن، تقرر مصلحة الضرائب إخلاء سكانه إلى فندق، وفي وقت لاحق، قد يتم تقديم المساعدة في استئجار شقة مؤقتة، أو دفع تكاليف الإقامة مع الأقارب، كاشفًا أن الحد الأقصى لتعويض الفرد يبلغ 52750 شيكل (15 ألف دولار)، وللزوجين، أو أحد الوالدين 85517 شيكل (25 ألف دولار)، وللطفل حتى سن 18 عامًا 8605 شيكل (2500 دولار)".

وقارن التقرير بين "طلبات الحصول على التعويضات بين حربي غزة وإيران، فقد تم تقديم قرابة ثمانين ألف مطالبة بالتعويض عن الأضرار المباشرة، وقد عادل عددها في الأسبوع الأول من العملية في إيران 40 بالمئة من المطالبات المقدمة خلال عشرين شهرًا من القتال في غزة والشمال، لأنه في حرب غزة، فإن الجزء الأكبر من المطالبات تم تقديمها في الأسابيع الأولى فقط من القتال".

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "أصحاب أكبر ألف شركة في الاقتصاد الإسرائيلي، لا تشملها خطة التعويضات، يطالبون بنصيبهم فيها، عبر صياغة خطة تعويض قطاع الأعمال، وتعويض الشركات لمئات آلاف الموظفين الغائبين عن العمل بسبب الحرب مع إيران، وسيحاول رؤساء وزارة المالية والهستدروت وقطاع الأعمال تلخيص التفاصيل التي لا تزال مثيرة للجدل".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الخطة تشمل تعويضات للشركات التي تضررت من انخفاض حجم أعمالها بنسبة 25 بالمئة على الأقل، وتعويضات بنسبة 75 بالمئة لأجور الموظفين وسداد النفقات، وفقًا لدرجة الانخفاض في حجم أعمالها، وكلما كان الانخفاض بحجم المبيعات أكبر، كلما كان التعويض أكبر".

وأشارت أن "خطة التعويضات تقضي بتعويض الشركات الصغيرة التي يبلغ حجم مبيعاتها السنوية 300 ألف شيكل (88 ألف دولار)، وانخفض حجم مبيعاتها الشهرية بنسبة 25 بالمئة على الأقل، فيما سيحصل كل موظف غاب عن العمل على 70 بالمئة من راتبه، كما كان الحال خلال جائحة كورونا، لأنه ليس ممكنًا للشركات التي توظف آلاف الموظفين أن تضطر لدفع رواتب عدد كبير ممن لم يستطيعوا الحضور".

وأشار إلى أنه "إذا تضرر صالون حلاقة أو متجر ملابس في مبنى مستهدف، ولن يتمكنا من العودة لنشاطهما حتى يتم الانتهاء من أعمال الترميم والبناء لمدة ستة أشهر، فسيكون من الضروري تعويض أصحابها عن خسارة الدخل لمدة ستة أشهر، رغم تلكؤ وزارة المالية للالتزام تلقائيًا بمثل هذا التعويض، لأن مثل هذه الحالات ظهرت قليلة جدًا في الحرب على غزة بسبب عدم انهيار المباني بأكملها، بعكس ما أصبح عليه الحال في المواجهة مع إيران، وما أسفرت عنه من أضرار جسيمة لحقت بالمصالح التجارية لفترة طويلة".


بدوره، أكد عضو الكنيست فلاديمير بيلياك، أنه "منذ بداية الحرب على إيران، أجوب الدولة بأكملها، وأزور مواقع الضربات الصاروخية، وألتقي وأتحدث مع عشرات أصحاب الأعمال، وأنا على دراية تامة بالصعوبات، ولذلك لا يجب أن يكون هناك أي مماطلة في منحهم التعويضات اللازمة".

وأشار رئيس اتحاد الغرف التجارية شاحر ترجمان، إلى "ضرورة تنفيذ مخطط التعويضات والإجازات غير مدفوعة الأجر على غرار المخطط الذي تم تقديمه عندما بدأت الحرب في السابع من أكتوبر، داعيًا صناع القرار لتوضيح التزامهم بشأن هذه القضية، نحن نتحدث عن عشرات آلاف الشركات، ومئات آلاف الموظفين الذين ينتظرون الرد، لأنها بينما يعمل الجيش بقوة، فإن المستوى الاقتصادي مشلول".

وذكرت بوابة "بيزبورتال" الاقتصادية أن "الصور الملتقطة من مواقع الدمار جراء الصواريخ الإيرانية قاسية للغاية، وربما كانت الصور الأكثر قسوة التي رأيناها منذ هجمات حزب الله على المدن والبلدات الشمالية في حرب لبنان الثانية، أو صور الدمار خلال الانتفاضة الثانية، وسط تقديرات عن آلاف المباني الأخرى التي تضررت، ولم يتم رفع أي دعوى قضائية بشأنها حتى الآن".

ونقلت في تقرير ترجمته "عربي21" عن مستوطني "كريات شمونة" في الشمال أنه خلال أشهر القتال ضد حزب الله، نشأ وضع لم يكن فيه أي مبنى أو منزل لم يتعرض لوابل من الصواريخ من لبنان".

أما موقع "دافار" للشؤون الاقتصادية، فأكد أنه "تم إجلاء قرابة 11 ألف إسرائيلي من بيوتهم إلى الفنادق، فيما يقيم 4 آلاف آخرون مع أقاربهم، وبلغ متوسط تقديم طلبات التعويض يوميًا 3600 مطالبة جديدة".

مقالات مشابهة

  • خسائر إسرائيل بسبب الحرب مع إيران تصل لنحو 1.5 مليار دولار
  • الحرس الثوري الإيراني: استخدمنا 5% فقط من قدراتنا العسكرية بمواجهة إسرائيل
  • الألفية السعيدة.. توفيق عكاشة: هذه هي العلامات التي دفعت إسرائيل لضرب إيران -(فيديو)
  • الكشف عن الخسائر المادية التي تكبدتها إسرائيل في الحرب مع إيران
  • الجيش الإيراني يكشف حصيلة قتلاه خلال الحرب مع إسرائيل
  • الجيش الإيراني يحصي قتلاه خلال الحرب مع إسرائيل
  • الجيش الإيراني يعلن حصيلة قتلاه خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل
  • عاجل. وكالة تسنيم الإيرانية: مقتل سليمان سليماني عالم الطاقة النووية خلال هجوم إسرائيل الأخير
  • كشف نسبة صواريخ إيران التي ضربت داخل إسرائيل من العدد الإجمالي.. والأخيرة تعدد 13 هدفا حققته بـ12 يوما