الكوليرا تنتشر في السودان.. صور مروعة لجثث متعفنة والمياه الملوثة تهدد حياة الملايين
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
تصاعدت المخاوف في السودان من احتمال اندلاع موجة جديدة من وباء الكوليرا مع اقتراب فصل الخريف، بعد انتشار صور وصفتها صحيفة “سودان تربيون” التركية بأنها تظهر جثثاً متعفنة لمصابين بالوباء في مناطق متفرقة من البلاد.
هذه المشاهد أثارت ذعراً واسعاً لدى السكان والناشطين، ولفتت الأنظار إلى التحديات الصحية والأمنية التي تواجه البلاد في ظل استمرار الحرب وتأثيراتها على البنية التحتية والخدمات الصحية.
ونشرت الصحيفة على موقعها الرسمي صوراً التقطها متطوعون من الخرطوم وولاية الجزيرة وأقاليم دارفور، أظهرت مئات الجثث المتعفنة لضحايا الكوليرا، مما يؤكد تفشي الوباء على نطاق واسع خلال الأشهر الأخيرة.
وأكدت مصادر رسمية في ولاية الخرطوم صحة هذه المشاهد، فيما أفاد متطوعون في مناطق جنوب أم درمان بأنهم دفنوا العديد من الجثث خلال الأيام الماضية، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى مياه صالحة للشرب وتعاني من تلوث محطات المياه نتيجة النزاعات المسلحة.
وحذرت تقارير طبية من أن سكان المنطقة الجنوبية من أم درمان يعتمدون على مياه ملوثة أدت إلى إصابة الكثيرين بالوباء، فيما كشف تقرير للرقابة الصحية التابع لوزارة الصحة عن فحص 1412 مصدر مياه، تبين أن 328 منها لا تفي بالمواصفات الصحية المطلوبة، ما يزيد من خطر انتشار المرض.
وأكد مصدر رسمي في وزارة الصحة بولاية الخرطوم، طلب عدم ذكر اسمه، وجود جثث متعفنة في جنوب أم درمان، وأوضح أن الجهات الصحية والأمنية قامت باتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع الوضع، مشيراً إلى أن عمليات التعقيم لا تزال مستمرة في تلك المناطق، رغم عدم الإفصاح عن تفاصيل المواقع بسبب ظروف الأمن.
وفي إقليم دارفور، تشير إفادات المتطوعين إلى انتشار مئات الجثث في شرق وغرب وجنوب الإقليم، وسط معوقات كبيرة أمام فرق الكوادر الطبية، حيث ترفض قوات الدعم السريع التعاون مع المتطوعين في احتواء الوباء، مما يفاقم من الأوضاع الصحية والصعوبات في السيطرة على التفشي.
هذا وتزيد صعوبة الأزمة مع توقف خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي فرضتها قوات الدعم السريع في بعض المناطق، مما يحد من إمكانية التواصل ونقل المعلومات، ويعرقل جهود المساعدة الطبية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل أوضاع إنسانية معقدة في السودان، بعد سنوات من النزاعات المسلحة التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف، وتعطل البنية التحتية الصحية، وسط تحذيرات الأطباء والمتخصصين من كارثة صحية واسعة مع حلول فصل الخريف.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اصابة بالكوليرا السودان الكوليرا الكوليرا السودان مرض الكوليرا وباء الكوليرا
إقرأ أيضاً:
مياه المحيطات يتغير لونها والعلماء قلقون من تداعيات اقتصادية
تشهد مياه المحيطات تغيرا ملحوظا في ألوانها، حيث أصبحت أكثر اخضرارا في المناطق القطبية، وأشد زرقة في المناطق الاستوائية، وفقا لدراسة جديدة نشرت في 19 يونيو/حزيران في مجلة "ساينس".
ويعزى هذا التغير إلى تراجع تركيز صبغة الكلوروفيل الخضراء في بعض المناطق، وزيادتها في أخرى، وهي صبغة تنتجها العوالق النباتية، الكائنات الدقيقة التي تقوم بعملية البناء الضوئي وتشكّل قاعدة السلسلة الغذائية في المحيطات.
هذه التحولات، التي تم رصدها باستخدام بيانات الأقمار الصناعية على مدى 20 عاما، قد تحمل تأثيرات بعيدة المدى على النظم البيئية البحرية، بل قد تهدد مستقبل مصايد الأسماك العالمية، خاصة في الدول التي تعتمد عليها في غذائها واقتصادها، بحسب المؤلف الرئيسي للدراسة هايبينغ تشاو، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة ديوك.
اعتمد الباحثون على بيانات من جهاز تابع لوكالة الفضاء الأميركية ناسا، يقوم بمسح شامل لكوكب الأرض كل يومين، ويقيس الأطوال الموجية للضوء المنعكس من سطح المحيطات.
واستخدم الفريق هذه البيانات لتقدير تركيز الكلوروفيل كدليل غير مباشر على وفرة العوالق النباتية، لكنهم استبعدوا المناطق الساحلية من التحليل، لأن خصائص المياه الضوئية هناك تختلف بسبب الرواسب المعلقة.
يقول تشاو في تصريحات للجزيرة نت: "كشف التحليل عن اتجاه واضح، حيث تتراجع الكتلة الحيوية للعوالق النباتية في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، بينما ترتفع في المناطق القطبية، وخصوصا في نصف الكرة الشمالي". وأضاف: "هذا التباين يعكس نمطا شبيها بالتفاوت في توزيع الثروة داخل المجتمع".
وللتغلب على الضوضاء الخلفية في البيانات، استعان الفريق بمفاهيم اقتصادية مثل منحنى لورنز ومؤشر جيني، والتي تستخدم عادة لقياس التفاوت الاقتصادي أو مؤشرات النمو السكاني. "فكرنا، لماذا لا نستخدم هذه المؤشرات لرصد كيفية تغير توزيع الكلوروفيل في المحيطات؟ وقد كشف التحليل عن حقيقة مذهلة: المناطق الخضراء أصبحت أكثر اخضرارا، والمناطق الزرقاء أصبحت أكثر زرقة" يقول الباحث.
إعلانلكن الفريق البحثي أوضح أن هذه التغييرات لا يمكن نسبها حاليا بشكل قاطع إلى تغير المناخ، نظرا لأن فترة الدراسة لم تتجاوز العقدين. ويقول تشاو: "هذه المدة قصيرة نسبيا للحكم على آثار الظواهر المناخية طويلة الأمد. نحتاج إلى مزيد من البيانات على مدى العقود القادمة لفصل أثر التغير المناخي عن تأثيرات دورية مثل ال نينيو".
قد تؤثر التحولات في مواقع العوالق النباتية أيضا على دورة الكربون العالمية، فعندما تمتص هذه الكائنات ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التمثيل الضوئي، ثم تموت وتغوص إلى قاع المحيط، فإنها تساهم في تخزين الكربون بعيدا عن الغلاف الجوي. ويوضح الباحث أن مكان وعمق هذا التخزين لهما تأثير كبير، فالكربون المخزن في أعماق لا تعاود المياه فيها الظهور بسرعة يبقى هناك لفترة أطول، مما يساعد في تقليل الاحترار. أما الكربون المخزن على أعماق سطحية، فيمكن أن يعود بسرعة إلى الغلاف الجوي.
ولا تقتصر المخاوف على التغيرات المناخية فقط، بل تمتد إلى تهديد الأمن الغذائي، فالعوالق النباتية هي الغذاء الأساسي للكائنات البحرية الصغيرة، والتي بدورها تغذي الأسماك والحيتان وغيرها من الكائنات الأكبر. ويضيف تشاو: "إذا استمر تراجع العوالق في المناطق الاستوائية، فقد نشهد تحولات في توزيع الأسماك، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على الدول الجزرية والمناطق الساحلية منخفضة ومتوسطة الدخل، التي تعتمد على مصايد الأسماك كمصدر غذائي واقتصادي رئيسي".
ويلفت الباحث إلى أن لون المحيطات هو بمثابة بصمة رقمية للنظام البيئي البحري، وإذا تغيرت هذه البصمة، فإننا بحاجة إلى فهم ما يحدث، لأن أي خلل في قاعدة السلسلة الغذائية قد يؤدي إلى تداعيات يصعب تداركها لاحقا.