صنعاء تُحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في مشهد تعبوي جامع يُجدد العهد ويعزز الارتباط بالمشروع القرآني
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
يمانيون | تقرير
في سياق تعبوي عميق يتجاوز الطقوس الشكلية إلى مضامين التحشيد والتذكير بالمسؤولية التاريخية، شهدت محافظة صنعاء، بجميع مستوياتها الرسمية والمجتمعية، سلسلة فعاليات جماهيرية وخطابية وثقافية إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، سبط رسول الله صلى الله عليه وآله، في يوم عاشوراء، تحت شعارات الثورة والكرامة والارتباط بالمشروع الحسيني كعنوان للصمود اليمني في وجه العدوان الأمريكي الصهيوني.
رمزية عاشوراء في الخطاب الرسمي والشعبي
في قلب الفعاليات المركزية التي نظمتها عدد من المكاتب التنفيذية بمحافظة صنعاء، جرى التأكيد على أن إحياء هذه الذكرى لا ينفصل عن معركة التحرر الراهنة التي يخوضها الشعب اليمني إلى جانب محور المقاومة.
وأوضح وكيل المحافظة لشؤون البلديات والبيئة، محمد الحباري، أن استحضار عاشوراء ليس مناسبة تاريخية فحسب، بل محطة تعبئة عملية لإحياء المنهج الحسيني في مقارعة قوى الطغيان والاستكبار المعاصرة، ممثلة بأمريكا والكيان الصهيوني وأتباعهما من الأنظمة الخانعة.
وفي ذات الفعالية، أكد مسؤول قطاع التعليم الفني والمهني، عزيز الرجالي، أن التمسك بنهج الحسين يمثل درع الأمة وهويتها التي يحاول الأعداء النيل منها، مشدداً على مواصلة الصمود والاستعداد لمواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني والصهيوني انطلاقاً من قواعد الثورة الحسينية ومبادئها التحررية.
أما مدير التوعية بهيئة الزكاة، إبراهيم حميد الدين، فقد استعرض البعد التراجيدي في فاجعة كربلاء كعنوان لسقوط الأمة آنذاك، مؤكداً أن صمت الأنظمة اليوم أمام مجازر غزة يُعيد إنتاج المأساة بشكلٍ أشد مأساوية.
صنعاء الجديدة.. عاشوراء محطة للتعبئة والاستنهاض
في مديرية صنعاء الجديدة، جاءت الفعالية الخطابية لتؤكد من جديد أن ذكرى الإمام الحسين تمثل بوصلة للأحرار في تصحيح مسار الأمة المنحرف.
وأشار مدير المديرية، عبدالله المروني، إلى أن فاجعة كربلاء كانت نتيجة لانحراف عميق في الأمة، ما يحتم على الأجيال المعاصرة استلهام مبادئ الثورة الحسينية في تجديد الالتزام بثقافة الرفض والاستعداد الدائم لمقارعة الطغاة.
أمن محافظة صنعاء: عاشوراء انتماء سلوكي ومؤسسي
من جهتها، جسدت إدارة أمن محافظة صنعاء من خلال فعالية مركزية ورسالة تنظيمية متقدمة، أن الارتباط بعاشوراء ليس شعورياً فقط، بل يمتد ليصبح سلوكاً مؤسسياً وانضباطاً مسؤولاً.
حيث شدد المحافظ عبد الباسط الهادي، في كلمته، على ضرورة استلهام دروس عاشوراء في تعزيز المسؤولية وتحقيق العدالة، مؤكداً أن التخاذل في وجه الطغيان كان السبب الأول في حدوث الفاجعة الكبرى.
وتم خلال الفعالية تدشين عمل فرع جهاز المفتش العام في المحافظة، في خطوة إصلاحية وتنظيمية تتزامن مع إحياء الذكرى، ما يضفي على المناسبة بعداً رقابياً يتصل بالسلوك الأمني والانضباط المؤسسي، ويجعل من عاشوراء مناسبة للمراجعة والمحاسبة وليس فقط للذكرى.
وأكد اللواء عبد الله الهادي، المفتش العام، أن هذه الخطوة تهدف إلى تصحيح الاختلالات ومحاسبة المتجاوزين، بما ينسجم مع القيم الحسينية في رفض الظلم والفساد.
إحياء يتجاوز الخطاب إلى الفعل المقاوم
الفعاليات النسائية التي شهدتها مديريات محافظة صنعاء، لا سيما في سنحان وبني بهلول، كانت شاهداً على الحضور الشعبي العميق للمرأة اليمنية في مشروع المواجهة الحضارية.
حيث أكدت الكلمات في الفعاليات أن ذكرى عاشوراء تُجسّد معاني التضحية والفداء، وأن ما يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم من فظائع صهيونية، ما هو إلا امتداد لنهج يزيد العصر.
ودعت الكلمات إلى ترجمة ذكرى كربلاء عملياً من خلال دعم المقاومة الفلسطينية، ومقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، ومواجهة الغزو الثقافي، وتجسيد القيم الثورية في الواقع العملي داخل البيوت والمدارس والمجتمع.
عاشوراء اليمن… انبعاث مشروع وليس مجرد ذكرى
ما شهدته محافظة صنعاء من فعاليات خطابية وتنظيمية ونسائية إحياءً لعاشوراء، يُعبّر بجلاء عن مدى تجذر ثقافة الحسين في الضمير اليمني المقاوم.
لقد تحولت الذكرى إلى مشروع وطني وسياسي وعقائدي يتجسد في الجبهات وفي مؤسسات الدولة، في الميدان والإدارة، في الوعي الجمعي للرجال والنساء، للكبار والصغار.
ومن رحم كربلاء، يتجدد العهد على المضي في طريق لا يُساوم ولا ينكسر، طريق العزة والثورة، طريق الرفض المطلق للخضوع للطغاة والمستكبرين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: محافظة صنعاء
إقرأ أيضاً:
لقاء موسّع بصنعاء لتدشين فعاليات ذكرى عاشوراء
وخلال التدشين، أشار عضوُ مجلس الشورى، يحيى المهدي، إلى أن ذكرى عاشوراءَ محطةٌ مهمةٌ لإعادة بناء الأُمَّــة الإسلامية وتصحيح مسارها، والمضي على طريق الجهاد والعزة والكرامة والنصر والتمكين على الأعداء.
ولفت إلى أن اليمنيين نصروا الإمام الحسين -عليه السلام- واليوم يجدّدون عهدَهم ونصرتهم لأعلام الهدى وآل بيت رسول الله والأمة الإسلامية، والسير على نهج الإمام الحسين في مواجهة الطغيان الصهيوني والأمريكي، ونصرة غزة وفلسطين.
من جهته أكّـد وكيل أول أمانة العاصمة، خالد المداني، أهميّةَ إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين -عليه السلام- واستلهام الدروس والعِبَر من حادثة كربلاء وثورة سيد الشهداء، التي تُعدّ ثورةً ضد الطغيان والمجرمين.
وأوضح أن الإمام الحسين ثار ضد الظلم والانحراف الذي لحق بالأمة الإسلامية، وخرج لإصلاح شأنِ الأُمَّــة والدفاع عن دين الله والحق، لافتًا إلى أن الكثيرَ من المغالطات وتزييف الحقائق عمد إليها أعداءُ الإسلام؛ لتجهيل الأُمَّــة عن مظلومية الإمام الحسين ومواقفه، والمبادئ والقيم التي ضحّى مِن أجلِها.
وأشَارَ الوكيل المداني إلى أن "الإمام الحسين ضحّى بروحه وأهله وأصحابه في سبيل إعلاء كلمة الله، وإعادة الأُمَّــة الإسلامية إلى المسار الصحيح، ورفض الخنوع والذل، وقارع طغاة العصر".
بدوره، استعرض مسؤول قطاع الإرشاد في أمانة العاصمة، الدكتور قيس الطَّل، موجِّهاتٍ ثقافيةً لإحياء ذكرى عاشوراء الذي كان من أعظم رموز الإسلام.
وأوضح أن نتائج وعواقب تفريط الأُمَّــة مع الإمام الحسين -عليه السلام- كانت كارثيةً على الأُمَّــة الإسلامية، محذِّرًا من عواقب التفريط تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني والمقدَّسات.
وأشَارَ الطَّل إلى أن الأُمَّــة تفتقدُ للموقفِ الحسيني بالثأر ضد الظلم والطغيان، وأنه يجبُ على الجميع أن ينهجوا هذا الموقفَ الشجاعَ ضد طغُاة العصر من الصهاينة والأمريكان.
ولفت إلى أن "قائد الثورة، السيدَ عبد الملك بدر الدين الحوثي، والشعب اليمني، يقارعون الطغيان الصهيوني والأمريكي، مثلما قارع الإمامُ الحسين طُغاةَ عصره".