احذر العلامات الصامتة.. أعراض مبكرة قد تكشف عن سرطان القولون
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
كشف تقرير طبي عن مجموعة من الأعراض المبكرة التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان القولون، وهو من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال والنساء على حد سواء.
أعراض مبكرة تشير للإصابة بسرطان القولونوأوضح التقرير أن هذا المرض غالبًا ما يبدأ في الظهور بشكل خفي، من خلال علامات قد يظن البعض أنها مجرد اضطرابات هضمية بسيطة، لكنها تستدعي انتباهاً فورياً، خاصة إذا استمرت أو تكررت.
وجاءت أبرز أعراض سرطان القولون المبكرة، وفقا لما نشر في موقع Mayo Clinic وWebMD، وتشمل ما يلي :
ـ تغير مستمر في حركة الأمعاء مثل الإسهال أو الإمساك أو تغير شكل البراز الذي يستمر لأكثر من عدة أيام.
ـ نزيف شرجي أو وجود دم في البراز، ويكون أحيانًا على شكل براز داكن اللون أو أحمر ساطع.
ـ ألم مستمر أو تقلصات في البطن، يصاحبها شعور بالامتلاء أو الانتفاخ دون سبب واضح.
ـ فقدان الوزن غير المبرر، والذي قد يحدث دون تغييرات في النظام الغذائي أو النشاط البدني.
ـ شعور دائم بالإرهاق والضعف العام، الناتج عن فقر الدم بسبب النزيف الخفي داخل القولون.
ـ براز رفيع الشكل بشكل غير معتاد، وهو مؤشر على احتمال وجود انسداد جزئي في الأمعاء.
ـ تشخيص فقر الدم بسبب نقص الحديد، وخاصة لدى من تجاوزوا سن الـ50 دون وجود سبب واضح.
ويشدد الأطباء على أهمية عدم تجاهل هذه الأعراض، واللجوء للفحص الطبي عند ملاحظتها، لأن الكشف المبكر يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير.
ويُنصح بإجراء الفحص الدوري لسرطان القولون لمن تجاوزوا سن الخمسين، أو لمن لديهم تاريخ عائلي مع المرض، حتى وإن لم تظهر عليهم الأعراض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القولون سرطان القولون السرطان اضطرابات هضمية أعراض سرطان القولون بسرطان القولون سرطان القولون
إقرأ أيضاً:
العمل التطوعي.. ضمير المجتمع ونهضته الصامتة
د. ذياب بن سالم العبري
يُعد العمل التطوعي من أنبل صور العطاء الإنساني، وأصدق تجليات الانتماء المجتمعي، فهو لا يُقاس بالأجر، ولا يُقوَّم بالمال، لكنه يترك أثرًا عميقًا في روح الفرد، وفي وجدان المجتمعات التي تؤمن بقيم التعاون والتكافل والمسؤولية الجماعية.
وقد شكّل العمل التطوعي جزءًا أصيلًا من الهوية العُمانية عبر الأجيال، حيث ظهرت ملامحه في الأفلاج، والمزارع، والمجالس، وفي مساندة الضعيف، ومؤازرة الجماعة، دون أن يُطلب شكر أو يُنتظر مقابل. ومع تطور الحياة وتعقيداتها، أصبحت الحاجة إلى تأطير هذا العطاء أكبر، ليُستفاد منه بطريقة منهجية ومنظمة، تساند المؤسسات الرسمية، وتُسهم في دعم التنمية الوطنية المستدامة.
في عُمان، كما في بقية دول العالم، بات من الواضح أن الجهود الحكومية وحدها لا تكفي لمواجهة كل التحديات، خاصة في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والبيئية. وهنا يأتي دور العمل التطوعي كـ"رئة إضافية" تُرفد المجتمع بطاقة بشرية متحمسة، وكمورد اجتماعي يُحسن استثماره عند تهيئة البيئة المناسبة له.
ولا يُمكن إغفال الفوائد العميقة التي يتركها العمل التطوعي على المتطوع نفسه؛ فإلى جانب خدمة المجتمع، يُسهم في صقل الشخصية، وبناء المهارات الحياتية، مثل القيادة، والانضباط، والتواصل الفعّال، وتعزيز الثقة بالنفس. ولذلك، تُولي العديد من الأنظمة التعليمية حول العالم أهمية كبيرة لتضمين العمل التطوعي ضمن البرامج التربوية، نظرًا لما يُحدثه من نضج مبكر في إدراك الدور الفردي في المجتمع.
ومن أبرز الجوانب التي باتت تستحق الاهتمام محليًا، ضرورة استثمار مواسم الإجازات، وعلى رأسها الإجازة الصيفية، لتوجيه طاقات الشباب إلى مبادرات تطوعية مدروسة، تعود عليهم بالنفع، وتُسهم في تنمية ولاياتهم ومجتمعاتهم. كما لا ينبغي إغفال مرحلة ما بعد التقاعد، التي تمثل مخزونًا وطنيًا من الخبرات والمعارف، يمكن أن يُستفاد منها بشكل أكبر إذا ما وُفِّرت قنوات تطوعية مُنظمة تستثمر هذه الطاقات في مجالات التدريب والإرشاد والمشورة.
ومع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، أصبح من الممكن اليوم تفعيل أدوات تقنية المعلومات الحديثة في تطوير العمل التطوعي، سواء من خلال المنصات الإلكترونية التي تُسهّل التسجيل والانضمام وإدارة المبادرات، أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية التي تُمكّن من الربط بين المتطوعين والفرص المتاحة في مختلف مناطق السلطنة. كما أتاح الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات إمكانيات جديدة لتوجيه الجهود نحو المجالات الأكثر احتياجًا، وتقييم الأثر المجتمعي لكل مبادرة.
وتُعد هذه التحولات الرقمية فرصة ذهبية لإعادة تشكيل منظومة العمل التطوعي في السلطنة، ودمجه ضمن برامج التحول المؤسسي والمجتمعي، بحيث لا يكون مجرد نشاط موسمي؛ بل جزءًا من النسيج الوطني الدائم، يقوم على التكامل بين الأفراد، والمؤسسات، والتكنولوجيا.
إن المطلوب اليوم هو أن يُنظر إلى العمل التطوعي كأحد أدوات بناء الوطن وتماسكه، لا كمجرد مبادرة خيرية عابرة. أن يُستثمر في الإنسان، ويُدمج ضمن الخطط الاستراتيجية، ويُفعَّل عبر المؤسسات التعليمية والمجتمعية، وأن يُحتفى به كقيمة سامية تليق بتاريخ هذا الشعب، وتطلعاته لمستقبل أكثر وعيًا وإنسانية.
ويُختَتم السؤال مفتوحًا كما يُفتَح باب التطوع دائمًا: أليس في وسع كل فرد أن يترك بصمته في حياة مجتمعة، ولو بخطوة صغيرة تُؤخذ في صمت؟