أكدت مجلة "أتالايار" الإسبانية، اليوم الاثنين، أن قادة دول "البريكس"، الذين اجتمعوا مؤخرا بجوهانسبورغ، وجهوا ضربة قاصمة للجزائر و"البوليساريو"، من خلال دعم موقف المغرب بشأن قضية الصحراء وتجديد التأكيد على التزامهم بالشرعية الدولية.

وأشارت المجلة المتخصصة في الشؤون المغاربية والعربية، إلى أن "الإعلان الذي توج اجتماع +البريكس+ يدعم دون أدنى لبس الموقف المغربي، الذي أصر دائما على ضرورة احترام المسلسل الذي تقوده الأمم المتحدة بشكل حصري والمساهمة فيه بشكل إيجابي".

وأوضحت المجلة الإسبانية أن بلدان هذه المجموعة أكدت، أيضا، أنه "من أجل حل قضية الصحراء المغربية وإيجاد تسوية سياسية بعيدة المدى لهذا النزاع، فإن احترام قرارات مجلس الأمن ومعاييره أمر ضروري"، مؤكدة أن المجتمع الدولي، سواء على مستوى الأمم المتحدة أو البلدان الإفريقية أو جهات العالم الأربعة، تؤيد المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تستجيب تمام الاستجابة لجميع معايير البراغماتية، الواقعية، التسوية والاستدامة التي يحث عليها مجلس الأمن.

وتابعت "أتالايار" أن "محاولات إدراج هذه القضية في النقاشات قوبلت بالرفض من قبل الدول الأعضاء بالبريكس ولم يذكرها أي منها في تصريحاتها"، مسجلة أن حقيقة عدم اعتراف أي منها بالكيان "الدمية" تظهر أن هذه الدول رفضت استخدام مجموعة "البريكس" لخدمة قضايا خاسرة.

وبحسب المجلة، فإن "هذا الإخفاق من شأنه أن يشكل تحذيرا لأولئك الذين يصرون على الرغبة في منح صدى عالمي لفكر معزول بشكل عميق".

وأشارت المجلة الإسبانية إلى أن "موقف البريكس هذا يوضح أيضا تمسك المجموعة بعلاقاتها وتحالفاتها الإستراتيجية مع المملكة، على الرغم من التدخلات الخارجية".

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: خطة ترامب الاقتصادية تهدّد أسس الازدهار الأميركي

في الوقت الذي تنفس فيه الاقتصاد الأميركي الصعداء بعد موجة ذعر أعقبت فرض الرئيس دونالد ترامب رسومًا جمركية تحت عنوان "يوم التحرير" في أبريل/نيسان الماضي، أطلقت مجلة إيكونوميست تحذيرًا واضحا في تقرير حديث لها، من أن مشروع "القانون الكبير الجميل" الذي أُقرّ في مجلسي الشيوخ والنواب مطلع هذا الشهر، لا يُبشّر بازدهار، بل يهدّد بنسف القواعد التي بُني عليها الاقتصاد الأميركي الحديث.

عجز مالي يُذكّر بالحرب العالمية الثانية

أبرز ما في "القانون الكبير الجميل" هو تمديد التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب في ولايته الأولى، والتي كانت من المفترض أن تنتهي قريبًا.

ورغم أن الجمهوريين يروّجون لهذه الخطوة باعتبارها "إبقاءً على الوضع القائم"، إلا أن إيكونوميست تؤكد أن "الوضع القائم غير قابل للاستمرار أصلًا".

وتُشير الأرقام الرسمية إلى أن العجز في الميزانية الأميركية بلغ 6.7% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر الـ12 الماضية، ومع تطبيق القانون الجديد، من المتوقع أن تستمر هذه النسبة المرتفعة، ليتجاوز الدين الأميركي نسبة 106% من الناتج خلال عامين فقط، وهو ما يعادل أعلى مستوى سُجّل بعد الحرب العالمية الثانية.

ورغم الإيرادات الناتجة عن الرسوم الجمركية، فإنها لا تكفي لوقف تصاعد الدين، ما يعني أن "الانزلاق نحو أزمة مالية سيستمر بلا كوابح"، على حدّ تعبير المجلة.

الدين العام سيتجاوز 106% من الناتج خلال عامين، وهو مستوى تاريخي لم يُسجل منذ الحرب العالمية الثانية (الفرنسية) تقليصات تمسّ الضعفاء

وفي الوقت الذي تتجه فيه معظم الدول المتقدمة إلى رفع سن التقاعد لمواجهة شيخوخة السكان، يختار القانون الأميركي الجديد الاتجاه المعاكس: تخفيضات ضريبية لفئة المتقاعدين، مقابل خفض تمويل "ميديكيد" وهو برنامج التأمين الصحي للفقراء.

وتوقعت التقديرات الرسمية أن يؤدي ذلك إلى حرمان نحو 12 مليون أميركي من التأمين الصحي، في بلد يُفترض أنه الأغنى عالميًا.

إعلان

كما أُدخلت شروط عمل معقدة للحصول على بعض المساعدات، وهي شروط وصفتها المجلة بأنها "متاهة بيروقراطية لا تحقّق نتائج فعلية في رفع نسبة التشغيل".

حنين للوقود الأحفوري

ومن أبرز ما تضمّنه "القانون الكبير الجميل" أيضًا، إلغاء الحوافز الضريبية التي أقرها الرئيس السابق جو بايدن لصالح مشاريع الطاقة النظيفة، تحت ذريعة أن هذه الحوافز كانت مشروطة بسياسات حمائية مثل "صُنِع في أميركا".

لكن إيكونوميست تحذّر من أن هذه الخطوة "تعني عمليًا غياب أي سياسة اتحادية واضحة لتقليل انبعاثات الكربون"، مما سيزيد من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة ويضر بقدرة أميركا على خوض سباق الذكاء الاصطناعي، الذي يعتمد جزئيًا على وفرة الكهرباء.

وكتبت المجلة "العودة إلى الوقود الأحفوري ليست فقط قصيرة النظر، بل تُضعف مكانة أميركا المستقبلية في مجالات التقنية والطاقة".

أزمة ديمقراطية تشريعية

المجلة لم تغفل عن انتقاد الطريقة التي أُقرّ بها القانون، مشيرة إلى أن تمريره عبر ما يُعرف بآلية "التصويت الجماعي" داخل مجلس الشيوخ، كشف عن "اختلال جوهري في قدرة النظام التشريعي الأميركي على التدقيق والإصلاح".

وذكرت أن "أحزاب الحكم لا تحظى بسوى فرصة واحدة في السنة لتمرير قانون ضريبي أو إنفاقي بأغلبية 51 صوتًا فقط، ما يدفعها لتكديس كل شيء في مشروع واحد، بغض النظر عن الجودة والمضمون".

الإنفاق العلمي تراجع تحت إدارة ترامب مما يهدد الابتكار الأميركي (أسوشيتد) نمو اقتصادي بدون أسس

ورغم أن إدارة ترامب تتوقع نموًا بنسبة 5% خلال السنوات الأربع المقبلة، ترى إيكونوميست أن هذه التوقعات "متفائلة بشكل مضلل". فمع ارتفاع أسعار الفائدة إلى 3 أضعاف ما كانت عليه عند التخفيضات السابقة، فإن الحوافز الضريبية المحدودة الحالية لن تُحدث نموًا يُذكر، خصوصًا أن كثيرًا من الإعفاءات الجديدة مجرّد "حِيَل انتخابية"، مثل إعفاءات على الإكراميات والعمل الإضافي.

وتُشير تقديرات بنك "غولدمان ساكس" إلى أنه في حال تأخرت أميركا في الإصلاح المالي 10 سنوات أخرى، فإنها ستضطر حينها إلى تقليص الإنفاق أو زيادة الضرائب بمعدل 5.5% من الناتج المحلي سنويًا وهو مستوى تقشف يفوق ما شهده الاتحاد الأوروبي في أزمته السيادية خلال عقد 2010.

ورغم انتعاش المؤشرات في الأسواق الأميركية، تُنذر مؤشرات أخرى بانزلاق طويل الأمد: فقد تراجع الدولار بنسبة 11% منذ بداية العام، في إشارة إلى "مخاطر حقيقية تتزايد على المدى الطويل".

وتحذّر المجلة من أن هجمات ترامب المتكررة على الاحتياطي الفدرالي، وتقليصه لتمويل البحث العلمي، وتهديده لسيادة القانون، كلها عوامل "تجعل مناخ الاستثمار في أميركا أكثر تقلبًا وخطورة".

واختتمت إيكونوميست تقريرها بتشخيص قاتم، مؤكدة أن "الاقتصاد الأميركي في طريقه إلى أزمة انفجار صامتة، حيث تُخفي الإيجابيات الظاهرة هشاشة عميقة في السياسات والبُنى المالية".

وكتبت المجلة "ترامب لا يهاجم خصومه فقط، بل يهاجم الأعمدة التي جعلت من أميركا دولة عظيمة اقتصاديًا. وإذا استمر هذا النهج، فإن السؤال لن يكون متى تنمو أميركا، بل متى تنهار".

مقالات مشابهة

  • منها مصر والإمارات وروسيا.. ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية جديدة على دول البريكس
  • في الأمن الذي نستظل
  • غرفة الجيزة: مشاركة مصر في قمة البريكس تعزز التعاون مع الاقتصادات الناشئة
  • نواب البرلمان: مشاركة مصر في قمة البريكس نقلة نوعية تعكس ثقة دولية وتفتح آفاق التعاون الاقتصادي
  • المغرب يتقدم إلى المرتبة 39 عالميا في تصنيف أفضل دول العالم لعام 2024
  • مع استمرار غموض موقف السعودية.. قائمة حضور قمة بريكس بغياب زعيم للمرة الأولى
  • وزير الخارجية التركي يشارك في قمة قادة البريكس
  • إيكونوميست: خطة ترامب الاقتصادية تهدّد أسس الازدهار الأميركي
  • عاجل | الأمن العام يوضّح تفاصيل الفيديو الذي جرى تداوله للمشاجرة في منطقة الصويفية
  • 40 ضابطا وجنديا إسرائيليا ما بين قتيل وجريح.. المقاومة توجه ضربة قاصمة للاحتلال