الثورة نت:
2025-07-12@06:22:33 GMT

يجب علينا في اليمن أن نكون أكثر حذرًا

تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT

 

يجب علينا في اليمن أن نكون أكثر حذرًا، العدو لا ينام. ما فشل فيه عسكريًا يسعى لتحقيقه أمنيًا. التجارب من حولنا تؤكد أن الاختراق الاستخباراتي كان مدخلًا لكل ضربة موجعة كما حدث في إيران وسوريا ولبنان. هناك لم تكن الحرب العسكرية هي البداية بل كانت المعلومة والعميل والثغرة هي البداية.

في اليمن ونحن نخوض معركة صمود طويلة علينا أن ندرك أن الحرب لم تنته فقط تغيرت أدواتها.

العدو اليوم يراهن على اختراق الداخل سواء من خلال التجنيد السري أو عبر زرع شخصيات تحمل أفكارًا مريبة تتسلل بهدوء إلى مواقع حساسة أو تعمل على إرباك القرار وتفتيت الوعي.

مليارات الدولارات تضخ على مشاريع التجسس والتجنيد وبعضها يتخذ من واجهات مدنية غطاءً لعمله. عملاء لا يحملون فقط سلاحًا بل يحملون أجندة ومهمة وتأثيرًا خفيًا على مؤسسات ومجتمعات.

ما يجعل الأمر أكثر خطورة هو أن البعض ما زال يستهين بالجانب الثقافي والفكري مع أنه الجدار الأول الذي يحمي الوعي من التشويش ويحمي الصف الوطني من التصدع. لا بد من نشر الوعي وتعزيز الثقافة القرآنية ومواجهة كل اختراق ناعم يروج تحت اسم السلام أو حقوق الإنسان أو التنمية.

المعركة اليوم ليست في جبهات القتال فقط، بل تمتد إلى معركة اختراق استخباراتي. ومن لا يحصن نفسه بالوعي قد يصبح جسرًا يعبر منه العدو إلى ما تبقى من السيادة. لذا فإن مسؤوليتنا الوطنية والدينية تحتم علينا أن نكون أكثر وعيًا وأشد حرصًا على أمننا الداخلي.

فالحرب الناعمة لا تقل خطرًا عن الصواريخ، بل قد تكون أكثر تدميرًا إذا ما تغلغلت في مؤسسات الدولة أو أثرت في وعي الناس. يجب على الجهات المختصة من أمن واستخبارات أن تكثف جهودها في مراقبة أي تحركات مشبوهة وأن تتعامل بجدية مع محاولات الاختراق مهما بدت صغيرة.

كما يجب على الإعلام والثقافة أن يقوما بدور أكبر في كشف أساليب العدو وتوعية المجتمع بخطورة الحرب النفسية وأساليب التضليل. إننا في مرحلة تتطلب تكاتفًا حقيقيًا بين القيادة والشعب، بين المؤسسات والمجتمع لبناء جبهة داخلية عصية على الاختراق.

فالمعركة لم تعد فقط حرباً عسكرية مباشرة بل مع عملاء وناشطين وأفكار مشبوهة تتسلل إلى البيوت والعقول بهدوء. علينا أن نحمي اليمن من الداخل كما نحميه من الخارج، وأن نغلق كل باب يمكن أن يتسلل منه العدو، لأن الثغرة الواحدة كافية لتفتح بوابة الخراب.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ماجك سيز ليست الأخيرة .. اليمن يعلن معادلة ’’لا ممر آمن حتى تتنفس غزة’’

أشعلت القوات المسلحة اليمنية من جديد منطقة البحر الأحمر بعملية عسكرية غير مسبوقة باستهداف وإغراق السفينة التجارية “ماجيك سيز”، والتي ترتبط بالعدو الصهيوني، هذا الحدث لا يمثل مجرد هجوم بحري عابر، بل هو تطور نوعي في نمط المواجهة مع “العدو الصهيوني”، خصوصًا بعد استمرار الحرب على غزة لأكثر من تسعة أشهر، وما رافقها من حصار خانق ومجازر بحق المدنيين ، وتصعيد العدو الصهيوني بعدوان جديد على مناطق متفرقة في محافظة الحديدة 

يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي

تصعيد يمني يكسر التوازنات ويعيد رسم معادلات البحر الأحمر

يمثل هذا الهجوم البحري من أهم وأخطر العمليات اليمنية التي أدت إلى غرق كامل لسفينة تجارية ذات صلة العدو الصهيوني، منذ بدء المواجهات البحرية، ما يعكس مستوى الاستعداد العسكري والتقني الذي بلغته اليمن في توظيف قدراتها الهجومية البعيدة المدى في سبيل دعم الشعب الفلسطيني في غزة،  ويؤكد هذا الحدث على نقطة تحول استراتيجية، مفادها أن اليمن بات مستعدًا للذهاب إلى أبعد مدى في التصعيد، حتى لو كلّف ذلك مواجهة مباشرة مع قوى بحرية إقليمية أو دولية.

 

تفاصيل العملية العسكرية

في السادس من يوليو 2025، أعلن متحدث القوات المسلحة اليمنية  العميد يحيى سريع عن استهداف سفينة الشحن العملاقة “ماجيك سيز”، باستخدام مزيج من الصواريخ البحرية والطائرات المسيرة والقوارب الانتحارية،  السفينة كانت ترفع علم ليبيريا، مملوكة لشركة يونانية لكنها تشغل خط شحن يتعامل تجاريًا مع العدو الصهيوني،  تم توجيه ضربة دقيقة للسفينة أثناء إبحارها جنوب البحر الأحمر، مما أدى إلى غرقها بالكامل بعد ساعات من الهجوم.

أظهرت العملية تنسيقًا تقنيًا عاليًا من حيث ، تحديد مسار السفينة بدقة ، واستهداف نقطة ضعف هيكلها من الجهة اليمنى وتنفيذ مناورة هجومية من عدة اتجاهات، على غرار العمليات البحرية النظامية.

ردود الأفعال الدولية

الولايات المتحدة وصفت العملية بأنها “تصعيد خطير يهدد حرية الملاحة العالمية” وطالبت بحشد قوات متعددة الجنسيات لحماية الممرات البحرية في البحر الأحمر أما الاتحاد الأوروبي أعرب عن قلقه العميق من أن المنطقة باتت “على شفير انفجار بحري إقليمي”، في إشارة إلى اتساع نطاق المواجهات.

الصين دعت إلى التهدئة وطالبت بإيجاد “حل سياسي مستدام لإنهاء العدوان على غزة” ، أما روسيا فقد ربطت بين التصعيد اليمني وبين استمرار المجازر في غزة، مشيرة إلى أن تجاهل المطالب الإنسانية يفاقم الصراع.

المواقف العربية 

الإمارات والبحرين نددتا بالعملية، معتبرتين أن “استهداف السفن التجارية يضر بالاستقرار الإقليمي”.

السعودية التزمت الصمت الرسمي، في حين تحدثت مصادر عن اتصالات غير معلنة مع واشنطن والكيان الإسرائيلي لتقييم الوضع.

الأبعاد العسكرية للعملية

الهجوم يؤكد امتلاك القوات المسلحة اليمنية  قدرات بحرية متقدمة ، تشمل رصد ومتابعة السفن عبر الأقمار الصناعية التجارية ، واستخدام الطائرات الانتحارية في بيئة بحرية معقدة ، والقدرة على التنسيق الميداني في المياه المفتوحة.

قد تدفع هذه العملية العدو الصهيوني إلى توسيع عملياتها الجوية ضد الموانئ اليمنية ، وممارسة الضغوط على الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم دعم مباشر في البحر الأحمر، ضمن تحالف جديد.

الأبعاد السياسية والإستراتيجية

على المستوى الإقليمي ، العملية تؤسس لنقطة تحول في الصراع البحري، وتظهر أن اليمن طرف فاعل في معادلات المنطقة ، وأن القوات المسلحة اليمنية تستطيع التعامل مع التهديدات الصهيونية برفع  سقف الرد الإقليمي، ويبعثون برسالة مفادها ’’لن تكون هناك موانئ آمنة طالما غزة تُقصف’’ .

على المستوى الدولي ، ارتفاع تأمين السفن العابرة للبحر الأحمر بنسبة تصل إلى 900٪ ، واضطرار الشركات العالمية إلى تعديل خطوط الشحن، ما يؤثر على التجارة بين آسيا وأوروبا ، وليس مستبعداً أن يعود التدخل العسكري الدولي في اليمن بذريعة حماية الملاحة الدولية .

خاتمة

إن العملية العسكرية  اليمنية ضد “ماجيك سيز” لا تمثل مجرد ضربة عسكرية بل إعلانًا واضحًا بأن اليمن دخل مرحلة جديدة من معركة كسر الحصار عن غزة بكل ما يملك من قوة وتأثير،  وتأتي هذه الخطوة بعد عدوان صهيوني استهدف منشئات مدنية في محافظة الحديدة، يبدو أن الرسالة اليمنية كانت واضحة للعدو الصهيوني ’’لن تنعموا بأمن الملاحة، ما لم تنعم غزة بأمن الحياة’’ ،وأن القوات المسلحة قادرة على فرض معادلات جديدة، حتى في وجه تحالفات بحرية كبرى،  وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي أن يعيد تقييم تعامله مع جذور الأزمة في غزة، لا مجرد ظواهرها العسكرية.

مقالات مشابهة

  • تحذير أممي من ارتفاع عدد الجوعى في اليمن إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر المقبل
  • اليمن والعالم العربي.. الخط الفاصل
  • «البيوضي»: المعارضة نشرت الوعي ضد سلطة فاسدة تختطف المعوزين والقذف بهم لآتون الحرب
  • السلاح في اليمن .. هوية قبَلية وإيمانية متجذرة في الوعي اليمني
  • جنود رافضون للخدمة بجيش الاحتلال: علينا طلب المغفرة من الفلسطينيين
  • ايران: إسرائيل تكبّدت أكثر من 500 قتيل
  • كارثة إنسانية وشيكة في اليمن: أكثر من 17 مليون جائع ومليون طفل مهدد بالموت
  • إعلام العدو: توقف حركة الملاحة الجوية في مطار “بن غوريون” إثر صاروخ من اليمن
  • مجاعة وشيكة في اليمن: أكثر من 17 مليون جائع ومليون طفل يواجهون خطر الموت
  • ماجك سيز ليست الأخيرة .. اليمن يعلن معادلة ’’لا ممر آمن حتى تتنفس غزة’’