أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الدكتورة رانيا المشاط، أن الوزارة تستعد لإطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية: السياسات الداعمة للنمو والتشغيل، والتي تمثل رؤية شاملة للإصلاحات الموجهة نحو تحقيق النمو، وتوفير فرص العمل، وتعزيز القدرة على الصمود أمام الأزمات.


جاء ذلك في كلمتها الافتتاحية خلال فعاليات الاحتفال بمرور خمسة أعوام على تأسيس مكتب J-PAL في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وذلك بحضور الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور طارق شوقي، وزير التعليم الأسبق، والدكتور أحمد السيد، المدير التنفيذي لمعمل عبد اللطيف جميل لسياسات التنمية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (J-PAL) بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وليلى حسني، المديرة التنفيذية لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، وجورج ريتشاردز، مدير مجتمع جميل، والبروفيسور أبهيجيت بانرجي، المدير والشريك المؤسس لمختبر عبد اللطيف جميل (J-PAL) بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).


 

وفي مستهل كلمتها، أعربت الوزيرة عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث للاحتفال بمرور خمسة أعوام على تأسيس مكتب معمل عبد اللطيف لسياسات التنمية (J-PAL) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واتخاذه من الجامعة الأمريكية بالقاهرة مقرًا دائمًا له.


وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن الاحتفال يعد تتويجًا تتويج لتحول جوهري في منهجية صناعة السياسات العامة، قائم على تبنّي معايير الدقة، والاعتماد على البيانات، والتركيز على الأثر.


وأوضحت "المشاط"، أن مكتب J-PAL منذ انطلاقه في المنطقة سعى إلى ترسيخ فكرة جوهرية مفادها أن القرارات العامة ينبغي أن تُبنى على أدلة علمية راسخة، وهذه الفكرة تُمثل جوهرًا مشتركًا مع الرؤية التي تنطلق منها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والتي تضع في صميم عملها الحفاظ على الاستقرار الكلي للاقتصاد، وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية، وتعزيز الدبلوماسية الاقتصادية، من أجل تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.


وتجسيدًا لهذا التوجه، أكدت «المشاط»، أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تستعد لإطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية: السياسات الداعمة للنمو والتشغيل، والتي تمثل رؤية شاملة للإصلاحات الموجهة نحو تحقيق النمو، وتوفير فرص العمل، وتعزيز القدرة على الصمود أمام الأزمات.
كما أشارت إلى المحاور الرئيسية الأربعة للسردية، والتي تتمثل في الاستقرار المالي والنقدي وتمويل التنمية، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، ودعم سياسات الصناعة والتجارة، وتنمية رأس المال البشري وتعزيز كفاءة سوق العمل.
وأكدت الوزيرة، أنه في ظل السياق العالمي الراهن، أصبحت الحاجة أكثر إلحاحًا لاعتماد سياسات عامة تستند إلى الأدلة العلمية، وتتسم بالشمولية والعدالة، مضيفة أن الصدمات العالمية بما في ذلك جائحة كوفيد-19، والكوارث المرتبطة بالتغير المناخي، وأزمات الغذاء والطاقة، وتفاقم أعباء الديون، تسببت في تقويض التقدم، وزيادة معدلات التفاوت، وكل هذه المعطيات تفرض على الحكومات ضرورة تبنّي سياسات اقتصادية واجتماعية وبيئية مندمجة، تتسم بالمرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات.


وتطرقت إلى خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتضمن 47% من إجمالي الاستثمارات العامة لتنمية رأس المال البشري، 50% من المشروعات العامة لمشروعات خضراء، تعكس التزام الدولة بالاستدامة البيئية والاقتصاد الأخضر.
وأشارت إلى معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، الذي تم تأسيسه بهدف دعم الحكومات في تنفيذ تجارب ميدانية محكمة، وبناء شراكات قائمة على صنع السياسات المستندة إلى الأدلة، إلى جانب دعم جهود توسيع نطاق البرامج الفعالة عبر أبحاث تقييم الأثر الاجتماعي للسياسات والمبادرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في 9 قطاعات رئيسية تشمل: أسواق العمل، وقطاع الأعمال، والتمويل، وقضايا النوع الاجتماعي، والصحة، والتعليم، والحماية الاجتماعية، والبيئة والتغير المناخي والطاقة، العمل الإنساني.


وتطرقت إلى التعاون بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ومعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالجامعة الأمريكية، لتدشين لإطلاق مركز السياسات المبتكرة للبيئة "حابي" لتحسين الوصول إلى الهواء النظيف والمياه النقية، ويمثل الامتداد الجديد للمعمل المصري لقياس الأثر، والذي يعكس التزام مصر بصنع السياسات القائمة على الأدلة، والتنمية المستدامة، والعمل المناخي.


وأضافت أن المعمل قد شهد منذ تأسيسه نشاطًا ملموسًا، حيث تم إطلاق أكثر من 13 دراسة تقييمية في 12 محافظة مختلفة، شملت أكثر من 36 ألف مشارك، ويأتي هذا العمل ثمرة أكثر من 30 شراكة نشطة مع الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، وشركاء التنمية.


وأشارت إلى محاور عمل المعمل الأربعة والتي تشمل: الحماية الاجتماعية والحد من الفقر، حيث يتم العمل مع الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي لتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل العاملين في القطاع غير الرسمي وأسرهم، بالإضافة إلى التعليم، والتشغيل، وتنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وتمكين المرأة وتنمية الأسرة من خلال برنامج “تحويشة” للتوفير الرقمي، بالإضافة إلى محور: سياسات المناخ والبيئة – بما في ذلك مركز السياسات المبتكرة للبيئة (HAPIE) ضمن إطار مبادرة “حياة كريمة”، حيث يتم العمل في قرى المرحلة الأولى على تقديم وحدات تنقية المياه، بهدف تحسين جودة المياه، وتعزيز الصحة العامة، وزيادة معدلات الاستخدام المستدام لموارد المياه، بما يساهم في بناء مجتمعات أكثر صمودًا أمام التغير المناخي.


وأكدت أن هذا النموذج المتميز للتعاون بين الحكومة المصرية ومؤسسات الفكر والأبحاث الدولية يعكس التزام الدولة بالتوجه نحو تجذير ثقافة صنع السياسات القائمة على الأدلة، وتوسيع نطاق أثر السياسات العامة الفعالة، بما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويُرسخ مبادئ العدالة والكفاءة في تخصيص الموارد.
 

طباعة شارك التخطيط الاقتصادية الوطنية للتنمية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التخطيط الاقتصادية الوطنية للتنمية

إقرأ أيضاً:

وزيرة التنمية المحلية تتابع الموقف التنفيذي لتطبيق الهوية البصرية في جميع المحافظات

عقدت وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، اجتماعًا، اليوم الخميس، مع عدد من القيادات الوزارة لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروع الهوية البصرية على مستوى المحافظات، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

يأتي ذلك في إطار تنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء الذي صدر بناءً على توجيهات القيادة السياسية بتشكيل مجموعة عمل لدراسة مقترح خلق هوية بصرية للمحافظات تسهم في تعميق مفهوم الانتماء الوطني بين المواطنين.

وفي مستهل الاجتماع، أكدت الدكتورة منال عوض أهمية مشروع "الهوية البصرية"، والذي يهدف إلى إبراز القيم الجوهرية الثقافية والتاريخية للمدن والمحافظات، وإضفاء الهوية البصرية على كل الملامح المميزة بمختلف محافظات الجمهورية، وتقديم تجربة متكاملة للتعريف بجوانب المحافظات الثقافية والمعمارية، مشيرة إلي أن مشروع "الهوية البصرية" يستهدف تكوين شخصية بصرية لمصر والدعاية والترويج السياحي لها.

وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أهمية وضع أسس محددة ومميزة للهوية البصرية لكل محافظة بما يضمن خضوع جميع مشروعات الخطة الاستثمارية داخل المحافظة لهذه الهوية، وبما يعكس رؤية حضارية راقية تتسق مع التطورات العالمية، وتُبرز عراقة الماضي وأصالة الحاضر للدولة المصرية.

كما أوضحت د.منال عوض، إن المحليات تقوم بدور كبير لتطبيق الهوية البصرية بالمحافظات، حيث تم اعتماد منهجية الهوية البصرية من مجلس الوزراء ليتم تطبيقها في جميع المحافظات، علاوة على وضع دليل إرشادي لكل المحافظات فيما يخص الهوية البصرية بالتنسيق مع الجامعات والجهات المختصة بما يضمن الالتزام بهذه الهوية في جميع أعمال تطوير الشوارع والمرافق العامة.

وخلال الاجتماع، ناقشت الدكتورة منال عوض، ضرورة وضع تصورًا كاملًا لجميع مداخل المدن بالمحافظات، ضمن الهوية البصرية التي تعكس تاريخ المحافظات المصرية، كما استمعت وزيرة التنمية المحلية إلى المقترحات الخاصة بالمشروع وعرض النماذج المُعدة بشكل أولى والتي تتضمن اللوجو والإعلانات والمعالم الرئيسية ومداخل المدن والميادين بالمحافظات، بما يساهم في إعداد ملف الهوية البصرية بما يتناسب مع القيم الثقافية والتاريخية والتراثية والسياحية التي تتميز بها كل محافظة.

وشهد الاجتماع استعراض عدد من أدلة الهوية البصرية التي تم الانتهاء من إعدادها، والتي بلغت حتى الآن 22 دليلاً إرشادياً مع استمرار العمل لاستكمال باقي الأدلة للمحافظات الأخرى، كما تم عرض أولويات المشروعات الاسترشادية المقرر تنفيذها خلال العام المالي 2025 - 2026 للتعبير عن الهوية البصرية للمحافظات، إلى جانب مناقشة الاجتماعات التعريفية التي تنظمها الوزارة مع المسؤولين بالإدارة المحلية لتعزيز الوعي بأهمية المشروع.

وفي ختام الاجتماع، وجهت وزيرة التنمية المحلية بتنظيم برنامج تدريبي موسع بمركز التنمية المحلية للتدريب بسقارة بالتنسيق مع برنامج تنمية الصعيد ومشروع الدعم الفني للوزارة، يستهدف مسؤولي ومهندسي إعداد وتنفيذ الهوية البصرية في المحافظات، لرفع كفاءتهم وتعزيز مهاراتهم في تطبيق الهوية البصرية على المشروعات المحلية بصورة جاذبة وفعالة.

شارك في الاجتماع كل من الدكتور هشام الهلباوي مساعد الوزيرة للمشروعات القومية، واللواء محمد حسيني مساعد الوزيرة لشئون التنظيم المؤسسي والوكيل الدائم للوزارة، والمهندس علاء عبد الفتاح مساعد الوزيرة للتخطيط العمراني والتنمية العمرانية، والدكتور سعيد حلمي رئيس قطاع التنمية الاستراتيجية والدكتورة نجلاء العادلي رئيس قطاع الإدارة المركزية والتنمية المحلية، للموارد البشرية والمشرف علي التعاون الدولي، والدكتور محمد عفيفي مدير مشروع الدعم الفني للوزارة، والدكتورة شيماء شرف - مهندس بمشروع الدعم الفني.

اقرأ أيضاًوزيرة التنمية المحلية: رفع 675 ألف طن تراكمات مخلفات أسفل محور العصار بالقليوبية

«وزيرة التنمية المحلية»: الحكومة لن تتخلى عن سكان الإيجار القديم عند تطبيق القانون

وزيرة التنمية المحلية تتابع جهود سير العمل في منظومة المراكز التكنولوجية بالمحافظات

مقالات مشابهة

  • "مصر الخير" و"تكامل لحياة أفضل للتنمية المستدامة" تناقشان دور المشروعات الصغيرة في خدمة أهداف التنمية المستدامة
  • اليوم العالمي للسكان.. بطالة الشباب تكشف عجز السياسات أمام الانفجار السكاني
  • وزيرة التخطيط تشارك في وداع السفير البريطاني بالقاهرة
  • وزيرة التنمية المحلية تتابع تنفيذ مشروع الهوية البصرية بالمحافظات
  • وزيرة التنمية المحلية تتابع الموقف التنفيذي لتطبيق الهوية البصرية في جميع المحافظات
  • وزيرة التخطيط: توقيع أول تمويل لمصر مرتبط بالاستدامة بـ 100مليون دولار
  • ارتفاع أسعار النفط مع تركيز المستثمرين على السياسات الأمريكية وتأثيرها على الطلب
  • وزير الخارجية والهجرة يستقبل مدير عام السياسات باللجنة اليهودية الأمريكية
  • وزيرة التخطيط تشهد ختام برنامج تمويل المشروعات كثيفة العمالة مع الاتحاد الأوروبي