شيئ غريب وعجيب فعلا ، فلم أحاول تجميع السيرة الذاتية لقائد من قيادات حركات التظلم والاحتجاج التي أمسكت بخناق السودان بعد استقلاله مباشرة إلا وجدته قد وجد فرصة القبول في جامعة الخرطوم.
القبول في جامعة الخرطوم في أوائل الستينات والسبعينات كان له عدة مدلولات.
أولا كان دليلا على المساواة في حقوق المواطنة وأن وصف السودان بأنه دولة أبارتهايد يستحق أن يكون جريمة جنائية يفتح فيها بلاغ من النائب العام أو أية مواطن متضرر ، لأنه لو كان دولة أبارتهايد لتم منعه من دخول جامعة الخرطوم لأنه من تلك الجهة أو من تلك القبيلة.
وثانيا كان دليلا على الشطارة والتفوق الأكاديمي لأنها كانت عنق زجاجة لمحدودية الفرص مقارنة بما تحتها ، أي أن من قادوا حركات التظلم والاحتجاج من خريجيها كانوا شطار ويعلمون مايفعلون.
ثالثا بداخلياتها وفرت للطلاب القادمين من جميع أنحاء جغرافيا السودان التعارف والتآلف ولكن من الواضح أن من كانت لديهم نوايا وأفكار احتجاجية مسبقة كانوا إنعزاليين وإنغلاقيين مثل أعضاء تنظيم كومولو من جبال النوبة فهؤلاء منظمين من مدرسة كادوقلي الثانوية إذا أخذنا برواية أن كومولو تأسس سنة 1972م في مدرسة كادوقلي الثانوية وليس سنة 1977م وفقا لمقابلة يوسف كوة المشهورة وهو على سرير المرض في إنجلترا قبل عام من موته.
كانت جامعة الخرطوم توفر لطالب الداخلية إمتيازات لم توجد إلا في داخليات جامعات الدول البترولية بعد عقود ، الأكل المجان ، الدعم النقدي للبعض وسمعنا قالوا حتى غسيل وكي الملايات.
هناك شيي مريب وعجيب في جامعة الخرطوم وهو بعض الأساتذة البريطانيين خاصة المتخصصين في اللغات الأفريقية وعلم الإجتماع (الأنثروبولوجي).
بتتبع السيرة الذاتية لبعض هؤلاء يصل المرء تدريجيا لقناعة أنهم لم يكونوا مجرد أساتذة جامعيين بل كانوا صناعا مهرة لمشاريع الإحتجاج والتظلم النكراني الجحودي التي ستمسك بتلابيب وخناق السودان وستظل تقعده وتستنزفه لعشرات السنوات القادمة.
إبراهيم دريج ، يوسف كوة مكي ، عبد العزيز الحلو وعشرات الآخرين ، قبلوا في جامعة الخرطوم وتخرجوا منها وستجد شخصا مثل عبد العزيز الحلو وبعد تخرجه مباشرة في 1979م وجد فرصته في الخدمة المدنية موظفا في هيئة الكهرباء ولكن ما أن تمر سنوات قليلة حتى يغادر للدخول في مسار التظلم والإحتجاج المسلح.
دراسة السير الذاتية التفصيلية مهم جدا في حلحلة وفكفكة هذه الظاهرة ، ولكن كثيرا من السير الذاتية لهم بها فجوات وحلقات مفقودة ربما كان القصد منها إخفاء عطاءات الدولة السودانية لهم خاصة في مجال الدراسات العليا في أوروبا وأمريكا وهو مجال كان يكلف عشرات الآلاف من الدولارات للفرد الواحد.
هذه البلدة تحتاج لبيانات إحصائية من جامعة الخرطوم ووزارة التعليم العالي وديوان شئون الخدمة لتفنيد كل الإدعاءات الكذوب بأن السودان كان دولة أبارتهايد.
أكتب في جوجل أبارتهايد جامعات أمريكا وستجد المعلومات معززة بالصور التاريخية معنى وتطبيق الأبارتهايد وكيف أن بعض الجامعات حين قبل بها أول طالب أسود تم منعه من الجلوس داخل قاعة المحاضرات وكيف أن جامعة حين قبلت بها أول طالبة سوداء قامت قيامة أولياء أمور الطلاب وأستغرق الأمر منها سنوات من النضال القانوني.
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی جامعة الخرطوم
إقرأ أيضاً:
بروس سبرينجستين يشيد بأداء جيريمي ألين وايت في فيلمه السيرة الذاتية
عبّر نجم الروك الشهير بروس سبرينجستين عن إعجابه الكبير بتجسيد الممثل جيريمي ألين وايت لشخصيته في الفيلم السيرة الذاتية "نجني من العدم"، المقتبس من قصة حياته وفترة إنتاج ألبومه الشهير "نبراسكا".
سبرينجستين يشكر طاقم العمل في مهرجان نيويوركألقى سبرينجستين كلمته أمام جمهور مهرجان نيويورك السينمائي بعد عرض خاص للفيلم في 28 سبتمبر، حيث عبّر عن امتنانه العميق لصناع العمل.
وتوجه بالشكر إلى الحاضرين وخصّ بالثناء طاقم الممثلين، مشيدًا بما قدموه من التزام فني وتجسيد واقعي لمراحل مختلفة من حياته.
إشادة خاصة بجيريمي ألين وايتأثنى سبرينغستين بشكل خاص على أداء جيريمي ألين وايت، نجم مسلسل "The Bear"، مؤكدا أنه قام "بعمل رائع" في تقمّص الشخصية. أشار إلى أن وايت لم يكتف فقط بتقليد ملامحه أو صوته، بل نجح في نقل الجوهر الداخلي لشخصيته، قائلاً بسخرية لطيفة "لقد جسّد نسخة أفضل بكثير مني، وأنا ممتن جدًا لذلك".
خلفيات الفيلم ومصادر الإلهاماستند الفيلم إلى كتاب السيرة الذاتية الذي ألفه وارن زانيس بعنوان "Deliver Me from Nowhere"، والذي يوثّق مرحلة إنتاج ألبوم "نبراسكا" عام 1982، أحد أكثر الأعمال تأثيرًا في مسيرة سبرينجستين الموسيقية.
وتولى المخرج سكوت كوبر مهمة كتابة السيناريو والإخراج، في تعاون هو الأول له مع سبرينجستين.
نجوم العمل وتاريخ الإصدار المرتقبيضم الفيلم نخبة من الممثلين إلى جانب وايت، من بينهم جيريمي سترونغ، وبول والتر هاوزر، وستيفن غراهام، وأوديسا يونج، وجابي هوفمان، ومارك مارون، وديفيد كرومهولتز.
وينطلق عرض الفيلم رسميًا في دور السينما بتاريخ 24 أكتوبر، بعد أن حظي بعرضه العالمي الأول خلال مهرجان تيلورايد السينمائي في أغسطس الماضي.
ترقب جماهيري لفيلم يحمل طابعًا إنسانيًا وفنيًاينتظر جمهور سبرينغستين ومحبو السينما على حد سواء عرض الفيلم بفارغ الصبر، خاصة مع ما يحمله من عمق درامي وحس موسيقي يستعرضان واحدة من أكثر مراحل حياة الفنان غموضًا وتأثيرًا. يقدم الفيلم لمحة نادرة عن صراع داخلي وتجربة فنية شكلت حجر أساس في مسيرة أحد أعمدة موسيقى الروك.