أردوغان يعلن التحرك لمناقشة الأسس القانونية لحل الأزمة الكردية
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها خلال اجتماع حزبه التشاوري حول إلقاء حزب العمال الكردستاني السلاح، عن إنشاء لجنة مشتركة في البرلمان مع حزبي الحركة القومية، والمساواة للشعوب والديمقراطية، لمناقشة الأسس القانونية لإتمام حل الأزمة الكردية.
وأدلى أردوغان، اليوم السبت، بتصريحات خلال الاجتماع التشاوري والتقييمي الثاني والثلاثين لحزبه في كيزيلجاهامام.
وفي سياق حديثه، أضاف أردوغان ما يلي: “كما هو معلوم، عقد التنظيم الإرهابي، بدعوة من إمرالي، مؤتمره وأعلن عن حل نفسه. وبالأمس، نفذ التنظيم قراره، وبالأخص قام بإلقاء أسلحته في مراسم خاصة. اعتباراً من الأمس، نأمل أن تكون آفة الإرهاب التي دامت 47 عاماً قد بدأت في الوصول إلى نهايتها. بدأت تركيا، اعتباراً من الأمس، في إغلاق صفحة طويلة، مؤلمة، شاقة، ومليئة بالدموع. اليوم، لا يجب أن ننسى، هو يوم جديد. اليوم، فُتحت صفحة جديدة في التاريخ”.
وأضاف “مشروع تركيا الخالية من الإرهاب الذي اتبعناه مؤخرًا، أقولها بصراحة، ليس نتيجة مفاوضات، أو مساومة، أو عملية أخذ وعطاء. لهذا السبب كنا حذرين للغاية منذ البداية، واليوم نحن أكثر حذرًا. نتابع عن كثب كل المبادرات التي ستوقف إراقة الدماء، وتوقف دموع الأمهات، وتخفف الآلام، وتقوي الأخوة. ومع ذلك، يجب أن يطمئن الجميع إلى شيء واحد؛ لن نسمح بانتهاك شرف وفخر جمهورية تركيا. لن نسمح أبدًا بأن تُطأطئ تركيا رأسها”.
وقال أردوغان: “أولاً وقبل كل شيء، أود أن يعرف جميع أبناء تركيا؛ أن التشكيك في وطنية حب تركيا وشجاعة شريكنا في التحالف، رئيس حزب الحركة القومية السيد دولت بهتشلي وكادره، ليس من حق أحد على الإطلاق. وبالمثل، لا يمكن لأحد أن يشكك في وطنيتي، وطنية كوادرنا البيضاء هنا ومن هم ليسوا هنا، وحبهم لتركيا”.
وأضاف: “لقد انتصرت تركيا. لقد انتصر شعبي. انتصر التركي، والكردي، والعربي؛ كل مواطن من مواطنينا البالغ عددهم 86 مليونًا. أؤكد مرة أخرى؛ لن نكون طرفًا في أي محاولة تستهدف وحدتنا، وسلامتنا، ووطننا، ودولتنا، وأمتنا، وسلامنا، وشرف وفخر دولتنا، ولن نسمح بمثل هذه المحاولات بأي شكل من الأشكال”.
وقال مخاطبا الأكراد “الآن سنجلس ونتحدث. ليس بالأسلحة. سنتحدث وجهاً لوجه، وقلباً بقلب. أخي الكردي، هل لديك مشكلة؟ سنجلس ونتحدث. أخي العلوي، هل لديك مشكلة؟ سنحلها بالحوار. صدقوني، سيأتي الخير إلى مائدتنا”.
“ليست مشكلة مواطنينا الكرد فقط، بل مشكلة إخواننا الكرد في العراق وسوريا هي مشكلتنا أيضًا. نناقش هذه العملية معهم، وهم أيضًا سعداء جدًا. نواصل العمل مع الحكومة السورية وشركائنا الدوليين. وأعتقد بصدق أن صفحة الإرهاب ستُغلق هناك أيضًا، وستنتصر الأخوة”.
مناقشة الأسس القانونيةوبشأن هدف اللجنة المشتركة، قال الرئيس التركي: “عندما تتحد القلوب، تختفي الحدود. كخطوة أولى، سنشكل لجنة في البرلمان التركي، وسنبدأ مناقشة الاحتياجات القانونية للعملية. وكتحالف الشعب، سنبني هذه العملية للمستقبل من خلال العمل معًا كوفد من حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، وحزب المساواة الشعبية والديمقراطية (DEM Parti)”.
وذكر انه: “التقى وفد DEM Parti برئيس برلماننا (نعمان كورتولموش). إن مساهمة برلماننا ذات أهمية حاسمة. اجتمعت مع أخينا المرحوم سري ثريا، ثم مع السيدة بروين بولدان والسيد مدحت سنجار. جلسنا وتحدثنا. هذا يعني أنه ممكن. أشياء أفضل ستحدث”.
وقال “حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، وحزب المساواة الشعبية والديمقراطية؛ نحن على الأقل ثلاثيًا، قررنا السير في هذا الطريق معًا. لدينا هموم. وبما أننا مهمومون، وبما أننا نتكاتف، فسوف نتجاوز هذه العقبات. لم يعد هناك حاجة لقبض الأيدي، سنتعانق، ونتحدث. وسنسير بخطى متبادلة”.
وختم بالقول “تركيا ستنمو بالأخوة، وستقوى بالديمقراطية. وستسير نحو المستقبل بالاستقرار. سنصل إلى تركيا مختلفة جدًا في أقرب وقت ممكن. سنقدم كل التسهيلات لمن يخطو خطوة واحدة. سنفتح الباب على مصراعيه لمن يبحث عن مخرج. المياه لا تجري عكس التيار. وإذا جرت، فسنتخذ الإجراءات اللازمة”.
Tags: أردوغاناسطنبولالبرلمان التركيالمساواة الشعبية والديمقراطيةتركيا
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أردوغان اسطنبول البرلمان التركي المساواة الشعبية والديمقراطية تركيا الحرکة القومیة
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: التحرك المصري أنقذ القضية الفلسطينية من سيناريو التصفية وفرض التهجير
أكد الدكتور إسماعيل التركي، أستاذ العلوم السياسية، أن الدور الذي لعبته مصر في التعامل مع تطورات القضية الفلسطينية خلال العامين الماضيين كان دورًا محوريًا لا يمكن تجاهله، موضحًا أن القاهرة تصدت لمحاولات خطيرة استهدفت تغيير جوهر الصراع وفرض واقع جديد على الأرض.
وخلال مداخلة على قناة «إكسترا نيوز»، أشار التركي إلى أن السياسات التي انتهجها اليمين الإسرائيلي المتطرف سعت إلى تقويض حل الدولتين وإغلاق أي أفق سياسي للقضية الفلسطينية، إلا أن الدولة المصرية تحركت بثبات لتشكل خط الدفاع الأول سياسيًا ودبلوماسيًا، عبر نشاط مكثف على المستويين الإقليمي والدولي، حال دون تمرير هذه المخططات.
وأوضح أن المواجهة لم تكن عسكرية فقط داخل قطاع غزة، بل امتدت إلى ساحة أخرى لا تقل أهمية، تمثلت في معركة الروايات داخل المحافل الدولية، حيث واجهت مصر الخطاب الإسرائيلي القائم على تبرير العدوان، برواية قانونية وإنسانية تستند إلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهو ما أسهم في تغيير المزاج الدولي تجاه إسرائيل.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن هذه الجهود أدت إلى تآكل ملحوظ في صورة إسرائيل على الساحة الدولية، بعدما واجهت انتقادات غير مسبوقة وإجراءات عقابية من دول كانت تعد من أقرب حلفائها، مؤكدًا أن هذا التحول جاء نتيجة عمل دبلوماسي منظم كشف حقيقة الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وفي السياق ذاته، شدد التركي على أن تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وصموده في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية كان عنصرًا حاسمًا في إفشال مخططات التهجير، مشيرًا إلى أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى مستويات كارثية، خاصة داخل مخيمات النزوح، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لتخفيف المعاناة.
وأكد أن المرحلة الراهنة تتطلب تكثيف الجهود لإدخال المساعدات الإنسانية، وعلى رأسها الخيام والمساكن الجاهزة، مع ضرورة ممارسة ضغوط دولية حقيقية لإلزام إسرائيل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ضمن ترتيبات وقف الحرب، التي جرى التوصل إليها برعاية مصرية وبمشاركة دولية.
واختتم التركي بالتأكيد على أن مصر لم تتخل يومًا عن القضية الفلسطينية، وأن الاعتراف المتزايد من دول العالم بالدولة الفلسطينية يعكس نجاح تحرك مصري عربي مشترك أعاد القضية إلى صدارة الأجندة الدولية، رغم حجم التضحيات الإنسانية، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل حاضرة في الوعي العالمي ولن تسقط بالتقادم.