خطاب تاريخي لأردوغان يعلن فيه انتهاء مسيرة الإرهاب في تركيا (شاهد)
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إن بلاده دخلت مرحلة تاريخية جديدة مع بدء ما وصفه بـ"نهاية آفة الإرهاب"، مؤكداً أن "فجر تركيا العظيمة والقوية يبزغ اليوم"، بعد 41 عاماً من المواجهة مع تنظيم "حزب العمال الكردستاني" (بي كي كي)، الذي أشار إلى أنه بدأ بإلقاء سلاحه.
وجاءت تصريحات أردوغان خلال كلمة ألقاها في اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة، حيث أعلن عن فتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد، مشدداً على أن تركيا خرجت منتصرة، وأن الانتصار ليس حكراً على طرف دون آخر، بل هو "نصر للأتراك والأكراد والعرب ولكل مواطن من أبناء هذا الوطن البالغ عددهم 86 مليوناً".
AK Parti 32. İstişare ve Değerlendirme Toplantısı https://t.co/DgMsXZRlgw — Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) July 12, 2025
لجنة برلمانية للإشراف على نزع السلاح
كما كشف أردوغان أن المرحلة المقبلة ستشهد تشكيل لجنة برلمانية خاصة تتولى مناقشة الإطار القانوني لعملية نزع سلاح "بي كي كي"، متعهداً بإدارة العملية "بحساسية كبيرة" ودون المساس بمشاعر أي طرف، وقال: "سنتابع بدقة خطوات تسليم السلاح، وسنسعى لإنجازها بسرعة".
وشدد على أن ما وصفه بـ"مشروع تركيا الخالية من الإرهاب" ليس نتيجة مفاوضات أو مساومات، بل ثمرة جهود وطنية طويلة ومحكمة، قائلاً: "نغلق اليوم قوساً فُتح قبل أكثر من أربعة عقود، واليوم هو يوم للفرح والاحتفال لشعبنا العزيز".
سقوط ذريعة المعارضة
وهاجم أردوغان أحزاب المعارضة التركية، قائلاً إن "أكثر من يزعجهم قرب نهاية الإرهاب هم هؤلاء"، مضيفاً: "إذا كانوا وطنيين، فلماذا لا يفرحون بانتهاء الإرهاب؟ لأن لعبتهم سُحبت من أيديهم، ومهما فعلوا فسوف يخسرون".
واعتبر أن نهاية الإرهاب تعني إسقاط الورقة التي كانت تستخدمها المعارضة لـ"الضغط على الدولة وابتزازها سياسياً"، مضيفاً: "مع اختفاء العنف، لن يكون لديهم ما يوظفونه لإثارة الخلافات، وستتضح نواياهم الحقيقية أمام الشعب".
وربط أردوغان هذا التحول الكبير بالتغيرات الإقليمية في كل من سوريا والعراق، والتي قال إنها ساهمت في الحد من نشاط التنظيمات الإرهابية، إلى جانب تعزيز قدرات تركيا العسكرية والأمنية.
وقال في هذا السياق: "طوّرنا صناعاتنا الدفاعية وأنتجنا أسلحتنا محلياً، ونجحنا في تأمين حدودنا عبر عمليات عابرة للحدود، دون الاعتماد على الخارج"، مضيفاً أن هذا التطور هو ما مكّن الدولة من فرض السيطرة على الميدان وكسر شوكة الإرهاب.
التركيز على التنمية.. وطيّ صفحة المواجهة
أكد أردوغان أن الحكومة ستوجه طاقتها من الآن فصاعداً إلى تحقيق التنمية والازدهار، بعد عقود من التفرغ لمكافحة الإرهاب، قائلاً: "سنحشد مواردنا من أجل رخاء تركيا، وليس لمحاربة التهديدات".
واعتبر أن "عندما تتحد القلوب، تختفي الحدود"، مضيفاً أن التضامن بين مكونات الشعب التركي "هو أساس قوة الدولة، وشرط لبقائها".
كما شدد على أن بلاده لن تسمح بـ"المساس بكرامة الجمهورية التركية"، قائلاً: "موقفنا اليوم واضح.. لا نقوم بأي عمل لا يخدم مصالح تركيا، ولن ننحني أمام أي ضغط".
أردوغان: لن نُفرط بكرامة الدولة ولا مصالحها
وفي ختام كلمته، أشار الرئيس التركي إلى أن بلاده "تتابع عن كثب كل المبادرات التي من شأنها وقف إراقة الدماء، وإنهاء آلام الأمهات، وتعزيز الأخوّة بين أبناء الوطن"، مؤكداً أن الهدف النهائي هو "تركيا موحدة، خالية من الإرهاب، تنعم بالاستقرار والنماء".
وقال: "مشروعنا ليس فقط القضاء على الإرهاب، بل بناء وطن أكثر قوة وثقة، يعيش فيه الأتراك والأكراد والعرب في كنف التضامن والوحدة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية أردوغان تركيا حزب العمال تركيا أردوغان الأكراد حزب العمال سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إسراء بدر تكتب مصر واجهت الإرهاب.. وملحمة البرث شاهد لا يُنسى
منذ اللحظة التي خرج فيها ملايين المصريين في ثورة 30 يونيو 2013 مطالبين بإنهاء حكم جماعة الإخوان، أدركت الدولة المصرية أنها لا تواجه خصمًا سياسيًا فقط، بل تنظيمًا يحمل في قلبه فكرًا متطرفًا وسلاحًا موجهًا ضد الوطن. وما إن أُطيح بالإخوان من الحكم حتى انكشفت حقيقة مشروعهم، وبدأت حرب مفتوحة ضد الدولة، كان فيها الإرهاب هو السلاح، وسيناء هي الميدان.
لم تكن المواجهة عسكرية فقط، بل كانت حربًا شاملة شنتها الدولة المصرية ضد فكر ظلامي، وتنظيمات إرهابية استغلت سقوط الإخوان لتفجير كمائن، استهداف الكنائس، اغتيال الجنود، ومحاولة شل مؤسسات الدولة. وتحمّلت القوات المسلحة والشرطة العبء الأكبر من المواجهة، ودفع أبناءها أرواحهم فداءً للوطن.
سقوط الإخوان كشف الوجه الحقيقي للجماعة التي لطالما ادعت السلمية. أعقب عزلهم موجة عنف ممنهجة، استهدفت كمائن الجيش والشرطة، ودور العبادة، ومؤسسات الدولة، وسقط خلالها مئات الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة، بل ومن المدنيين الأبرياء، في محاولة فاشلة لإسقاط الدولة أو جرّها إلى الفوضى.
واجهت الدولة المصرية هذا الإرهاب بثبات أمني وعسكري، وبحرب فكرية وإعلامية. شنت القوات المسلحة والشرطة عشرات الحملات العسكرية في شمال سيناء، وأعادت السيطرة على مناطق كانت تحت تهديد دائم من عناصر تكفيرية، وتحطمت أوكار التطرف تباعًا.
وفي موازاة ذلك، كانت هناك حرب من نوع آخر تخوضها المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية، لتفكيك الخطاب المتطرف وكشف زيف شعارات الجماعات الإرهابية.
من المحطات الخالدة في هذه الحرب، جاءت ملحمة البرث التي استُشهد فيها العقيد أحمد المنسي ورجاله في مواجهة تنظيم إرهابي بسيناء عام 2017. كانت هذه المعركة بمثابة نقطة فاصلة في الوعي الشعبي، حين أدرك المصريون حجم التضحيات المبذولة، وأصبح منسي ورفاقه رموزًا للوطنية الخالصة.
رغم تفوق الإرهابيين في العدد والعتاد، قاوم منسي ورجاله ببسالة حتى الرمق الأخير. رفض الانسحاب، رفض الاستسلام، وفضّل الشهادة على أن يُرفع علم الإرهاب فوق نقطة عسكرية مصرية. وقد استشهد ومعه عدد من أبطاله، لكنهم أفشلوا المخطط، وأكدوا أن أمن مصر لا يُنتزع بالسلاح، ولا يُخترق بالدم
ملحمة البرث لم تكن مجرد معركة، بل رمزًا للثمن الذي دفعته مصر لتحرير مؤسساتها من قبضة جماعة استباحت الوطن باسم الدين، لقد خاضت مصر بعد الإخوان معركة البقاء والهوية، وواجهت الإرهاب بعزيمة وإرادة ودماء طاهرة. ومنسي ورفاقه ليسوا مجرد شهداء، بل عناوين حقيقية لوطن لا يُهزم، وجيش لا يترك موقعه، وشعب لا ينسى من ضحى لأجله. وستظل ملحمة البرث دليلًا على أن من خانوا الوطن سقطوا، ومن دافعوا عنه خُلدوا.
ملحمة البرث كانت تجسيدًا لصورة الجندي المصري وقت الشدة، الذي يختار الشهادة على أن يرى علم بلاده يُهان. واستشهاد "منسي" لم يُطفئ نوره، بل جعله خالدًا في قلوب المصريين، ورمزًا خالصًا للبطولة والولاء.
وقد نجحت مصر خلال السنوات الماضية في كسر شوكة الإرهاب وتقليص عملياته بشكل كبير، كما استعادت السيطرة الأمنية على المناطق التي كانت ملتهبة. لكن الأهم من ذلك، أنها كسبت معركة الوعي، وفضحت حقيقة الجماعات التي تاجرت بالدين وسعت لهدم الدولة من الداخل.
حرب مصر ضد الإرهاب بعد الإخوان لم تكن مجرد صراع أمني، بل معركة من أجل بقاء الدولة وهويتها الوطنية. ومع كل شهيد سقط، وكل خلية أُجهضت، تأكد أن مصر لا تُهدد، وأن جيشها وشرطتها وشعبها سد منيع أمام من يحاول العبث بأمنها واستقرارها.