هل يغير تسارع وتيرة عمليات المقاومة من المعادلة بغزة؟ الدويري يجيب
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن طبيعة المعارك الدائرة في قطاع غزة، وتزامن العمليات العسكرية للمقاومة في أكثر من جبهة، تشير إلى تطور نوعي في أداء المقاتلين الفلسطينيين، مما قد يؤثر على مجريات المعركة لصالحهم رغم الفارق الهائل في القدرات.
وأكد الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- أن ما جرى في خان يونس والشجاعية والذي وصفه إعلام الاحتلال الإسرائيلي بالحدث الأمني الصعب، ووجود مروحيات هجومية وطائرات إجلاء يؤشر إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف الاحتلال، وهو ما يتكرر عادة بعد عمليات قنص أو كمائن معقدة.
ووضح أن ما يميز هذه العمليات أنها استهدفت الفرقة 36 المدرعة، والفرقة 98 التي تضم وحدات المظليين، وهما من أبرز تشكيلات النخبة في الجيش الإسرائيلي، بالتالي تشير هذه الضربات إلى اختراق نوعي لقدرات الاحتلال في عمق مواقعه المحصنة.
وسبق أن أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع اشتباكات عنيفة وجها لوجه في القطاع، وهو ما اعتبره الدويري ساحة تبرز فيها "مهارات المقاتل الفلسطيني الفردية"، حيث لا تُجدي الأسلحة الثقيلة والطيران، وتُحيد قدرات الدعم الناري، مما يمنح المقاومة أفضلية ميدانية.
المسافة صفر
وأضاف أن المقاتل الفلسطيني بات يفضل الاشتباك من مسافة صفر، لأنه يضمن له معادلة قتال عادلة نسبيا، ويمنع تدخل الطائرات أو المدفعية، مشيرا إلى أن عقيدة المقاومة تعتمد على إعداد قتالي صارم يبدأ بالعقيدة، ويمر عبر مراحل التدريب الجسدي والمهاري وصولا إلى القتال الجماعي والمنفرد.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أعلنت تدمير دبابة ميركافا في حي الزيتون، ونشرت صورا لمحاولة أسر جندي إسرائيلي في خان يونس قبل تصفيته، بينما بثت سرايا القدس صورا لقنص جندي على جبل الصوراني، وتدمير جرافة شرق المدينة، مما يعكس شراسة المعارك وتنوع تكتيكات المقاومة.
إعلانولفت الدويري إلى أن المقاومة لا تملك ترف المبادرة دائما، وأن تزامن المعارك يعكس بالأرجح محاولة إسرائيلية لتشتيت الجهد المقاوم، لكن المفاجأة تكمن في قدرة المقاومة على التعامل مع ذلك، وتوظيف تكتيكات حرب العصابات بمهارة من خلال كمائن وقنص وإغارات ليلية.
واعتبر أن ما يجري حاليا هو استمرار واضح لحرب استنزاف، بدأت مع مواجهة عربات "جدعون" وتفجيرها بأدوات محلية مثل "شواظ" و"العبوات البرميلية"، مما يدل على قدرة المقاومة على التصنيع العسكري الابتكاري تحت ظروف الحصار والعدوان.
رواية المقاومة
وفي هذا السياق، قال إن الفيديوهات الأخيرة تثبت صدق رواية المقاومة، وتفند أكاذيب الناطقين العسكريين الإسرائيليين، مستشهدا بمشهد الجندي الذي فرّ من حفارة في خان يونس، وهو ما يكشف ارتباك الجنود الإسرائيليين وتراجع معنوياتهم تحت ضغط المواجهات القريبة.
وأكد الدويري أن نجاح المقاومة في أسر جندي، أو حتى المحاولة لذلك، يمثل ضربة نفسية وسياسية لإسرائيل، مشيرا إلى أن فشل الاحتلال في تحرير الأسرى منذ 3 أشهر رغم الخسائر الكبيرة، يفضح عبثية المعركة، ويمنح المقاومة أوراق قوة إضافية.
وبحسب الدويري، فإن فصائل المقاومة باتت تدير المعركة وفق آليات متطورة، تشبه من حيث الوظيفة "هيئات الأركان"، وتعمل بتنسيق عالٍ يصعب اختراقه، مستفيدة من تعدد وحداتها، واستخدامها لتكتيكات مرنة وفق المعطيات الميدانية.
وتحدث عن تحول جوهري في الأداء الميداني للمقاتلين، الذين باتوا لا يطلقون رصاصاتهم إلا بدقة، وتطور عملهم نحو تشكيلات صغيرة أشبه بـ"الذئاب المنفردة"، قادرة على تنفيذ مهام نوعية بإمكانات محدودة، كما ظهر في كمين بيت حانون الأخير.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من الإطار إلى طاولة الشراكة: العراق نحو صياغة معادلة السلطة
12 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: يشهد المشهد السياسي العراقي تحولاً حاسماً مع إعلان عضو الإطار التنسيقي محمود الحياني عن عقد اجتماع واسع يجمع جميع المكونات الوطنية ، بهدف حسم ملف الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة الجديدة.
يأتي هذا الاجتماع، الذي يضم ممثلين عن الكتل البرلمانية والأحزاب الرئيسية، في سياق يتجاوز الروتين السياسي المعتاد، حيث يركز على وضع المعايير النهائية لاختيار مرشحي الرئاسات، إلى جانب رسم الخطوط العامة للبرنامج الحكومي المرتقب، وسط آمال متزايدة في تجاوز التعثر الذي طال أمده بعد الانتخابات الأخيرة.
ومع ذلك، يبرز هذا اللقاء كخطوة جريئة نحو الانفتاح بين القوى السياسية، بعيداً عن السياق التقليدي الذي يشهد فيه السنة والشيعة والكرد اجتماعات منفصلة، مما يعكس رغبة ملحة في بناء جسور الثقة.
يجلس ممثلو الكتل الكبرى على طاولة واحدة لأول مرة منذ فترة، يناقشون تقسيم الوزارات والهيئات الحكومية، قبل أن يخرجوا بإعلان موحد.
هذا النهج، الذي يعتمد على الشراكة الوطنية كوصفة علاجية، يعيد إلى الأذهان تجارب سابقة نجحت جزئياً في تهدئة التوترات، لكنه يواجه تحديات في ظل الضغوط الاقتصادية والأمنية المتصاعدة.
من جانب آخر، تظل المعادلة غير المكتوبة التي تحكم تشكيل السلطات في العراق قاعدة أساسية لهذا الاجتماع، حيث يحتفظ الشيعة بمنصب رئيس الوزراء، والسنة برئاسة البرلمان، والكرد برئاسة الجمهورية، مع حصص موازية في الوزارات والأجهزة والمؤسسات.
وتُبنى هذه المعادلة على سنوات من التفاوض الشاق، تضمن تمثيلاً عادلاً يمنع التهميش، لكنها تثير تساؤلات حول قدرتها على دفع إصلاحات جذرية.
و تبرز فكرة “حكومة الجميع” كرمز للانتقال من التوازنات المؤقتة إلى شراكة مستدامة، تجمع تحت مظلتها الأقليات والقوى الناشئة، لتكون أكثر شمولاً مما كانت عليه الحكومات السابقة.
بالإضافة إلى ذلك، يُعد هذا المشروع الشامل الخيار الوحيد الواقعي للعراق في ظروفها الحالية، حيث يجمع بين الاستقرار السياسي والاستجابة للتحديات الاقتصادية، بعيداً عن مخاطر الفراغ الحكومي أو التصعيد الطائفي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts