يمانيون – تقرير
في واحدة من أكثر الجرائم بشاعة بحق الطفولة اليمنية، ارتكب مرتزقة تحالف العدوان الأمريكي السعودي، مساء الجمعة 11 يوليو 2025م، مجزرة دموية بحق خمسة أطفال كانوا يلهون بأمان في حي سكني بمنطقة العرسوم بمديرية التعزية، محافظة تعز.

قذيفة مدفعية أطلقتها ميليشيا حزب الإصلاح التابعة لتحالف العدوان، أنهت حياة الأطفال الخمسة، لتعيد إلى الأذهان سلسلة الجرائم المتكررة التي حوّلت حياة المدنيين في المحافظات المحتلة إلى كابوسٍ يومي.

الضحايا – وكلّهم دون سن الخامسة عشرة – هم:

مبارك ياسر علي أحمد غالب الشرعبي (14 عامًا) أسامة أبو بكر أحمد علي (12 عامًا) بشير أكرم محمد الفضلي (12 عامًا) أنس جواد محمد صالح (14 عامًا) أحمد علي مقبل عبدالله العتمي (12 عامًا)

المصادر الطبية أكدت أن جثامين الأطفال وصلت إلى مستشفى الرفاعي بسوفتيل هامدة، وقد تسببت الشظايا في تمزقات مروعة، ما يؤكد الطابع العشوائي والمتعمد للقصف المدفعي على الأحياء الآهلة بالسكان.

وزارة العدل وحقوق الإنسان: جريمة حرب تستوجب المحاكمة الدولية
وفي هذا السياق أدانت وزارة العدل وحقوق الإنسان في حكومة صنعاء الجريمة بأشد العبارات، مؤكدة أن ما جرى يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وجريمة ضد الإنسانية، تستوجب الملاحقة الجنائية الدولية.

وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن استهداف الأطفال في منازلهم يعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية حقوق الطفل، ويعبّر عن وحشية منفلتة من كل الضوابط القانونية والإنسانية.

وأكدت الوزارة أن الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يُعد مشاركة ضمنية في استمرارها، مطالبةً الأمم المتحدة بفتح تحقيق دولي مستقل وتوفير الحماية الفورية للمدنيين اليمنيين، خصوصًا في مناطق النزاع.

المركز اليمني لحقوق الإنسان: المجزرة وصمة عار في جبين الإنسانية
من جانبه، قال المركز اليمني لحقوق الإنسان إن الجريمة التي استهدفت أطفال الهشمة تندرج بوضوح ضمن جرائم الحرب وفقًا للقانون الدولي الإنساني، وتشكل انتهاكًا فاضحًا لاتفاقية حقوق الطفل التي تحظى بمكانة خاصة في القانون الدولي.

ووصف المركز ما جرى بأنه امتداد لسلسلة جرائم العدوان بحق المدنيين في اليمن على مدى أكثر من عقد، محذرًا من أن استمرار تجاهل هذه الجرائم من قبل المجتمع الدولي يشكل غطاءً سياسيًا للقتلة، ويجعل من المؤسسات الأممية شريكًا في التواطؤ.

مركز عين الإنسانية: القذائف تنزل على الأطفال وصمت العالم يصعد إلى عنان السماء
مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية اعتبر الجريمة امتدادًا لانتهاكات تحالف العدوان ومرتزقته المستمرة، محمّلًا الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، والميليشيات المحلية التابعة لها، المسؤولية الكاملة عن الدماء المسفوكة في تعز وغيرها.

وأكد المركز أن صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم بحق الأطفال والمناطق السكنية يمثل وصمة عار في جبين المنظومة الدولية، مطالبًا بإحالة الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية، والعمل الفوري على رفع الحصار المفروض على الشعب اليمني، باعتباره جزءًا من منظومة الاستهداف الشامل.

السلطة المحلية بتعز: مرتزقة الإصلاح ارتكبوا جريمة يندى لها جبين البشرية
السلطة المحلية بمحافظة تعز أكدت أن الجريمة التي ارتكبها مرتزقة حزب الإصلاح تأتي في سياق ممنهج من استهداف المدنيين، موضحة أن القصف العشوائي على حي العرسوم السكني يُعبّر عن حالة إفلاس أخلاقي وانحطاط في القيم الإنسانية لدى تلك الميليشيات.

وشدد البيان على أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وأن أبناء تعز لن يصمتوا أمام هذا الإرهاب المسلّح الذي يغذيه التحالف، داعيًا إلى تحرّك حقوقي عاجل لإدانة هذه الانتهاكات.

قطاع حقوق الإنسان بتعز: استهداف الأحياء السكنية يعكس النزعة الإجرامية لمرتزقة العدوان
وفي بيان منفصل، أدان قطاع حقوق الإنسان بمحافظة تعز الجريمة واعتبرها خرقًا جسيمًا للمواثيق الدولية، داعيًا المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى عدم الاكتفاء ببيانات الشجب، بل العمل الجاد على توثيق الجرائم، وملاحقة مرتكبيها حتى تطالهم يد العدالة.

وأكد القطاع أن هذه الممارسات الإجرامية تندرج ضمن سياسة القتل الممنهج للمدنيين، وأن استمرار الاستهداف المتكرر للأحياء السكنية هو جزء من مشروع عدواني يهدف إلى إخضاع المناطق الحرة وتدمير الإرادة الشعبية.

مركز نداء الكرامة: الأطفال لم يكونوا هدفًا عسكريًا.. لكنهم قُتلوا بدم بارد
مركز نداء الكرامة للحقوق والتنمية وصف ما جرى بأنه “جريمة قتل متعمدة”، مؤكدًا أن مرتكبيها استخفوا بأرواح المدنيين، وأطلقوا القذائف دون أدنى مراعاة لحرمة الحياة الإنسانية.

وأشار المركز إلى أن الضحايا كانوا أطفالًا يلعبون بأمان في حيهم السكني، داعيًا إلى إدانة دولية صريحة للجريمة، ومحاسبة كل من تورّط أو ساند أو صمت، لأن الصمت – كما جاء في البيان – هو جريمة أخرى.

الطفولة اليمنية بين قذائف الحقد وصمت العالم
تأتي مجزرة الهشمة لتُعيد تسليط الضوء على الثمن الفادح الذي تدفعه الطفولة اليمنية جراء استمرار العدوان وصمت المجتمع الدولي.

إن قصف الأطفال وهم في منازلهم، وموتهم المروّع تحت أنقاض القذائف، ليس حادثًا فرديًا، بل حلقة دامية في سلسلة ممنهجة من الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء دون محاسبة.

أمام هذه الجريمة، يقف اليمن من جديد ليخاطب العالم: إلى متى ستظل الطفولة هدفًا عسكريًا مشروعًا في قاموس التحالف؟ وإلى متى يُسمح لمرتزقة الداخل أن يتحوّلوا إلى أدوات للقتل المجاني بلا محاسبة؟

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

“قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها

 

 

شهد قداسة البابا تواضروس الثاني مساء امس، احتفالية اليوم السنوي للصحافة والإعلام القبطي، والتي أقيمت فعالياتها في المقر البابوي بالقاهرة، بحضور أصحاب النيافة الأنبا تادرس مطران بورسعيد، والأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، والأنبا بطرس الأسقف العام، والأنبا إرميا الأسقف العام، والأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، وعدد من الآباء الكهنة وممثلي الصحافة والإعلام القبطي.

حملت احتفالية يوم الصحافة والإعلام القبطي التي تقام للسنة الثالثة على التوالي،عنوان "الصحافة والإعلام القبطي والبيت المسيحي"، وتضمنت كلمات لصاحبي النيافة الأنبا مرقس والأنبا ماركوس، وندوة أدارها الدكتور رامي عطا مع أ.د سامية قدري أستاذ علم الاجتماع والدكتور سامح فوزي كبير الباحثين في مكتبة الإسكندرية، والدكتور رامي سعيد المتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتم تكريم قنوات أغابي وC. T.V وMe sat وكوجي والمنظومة الإعلامية الرسمية للكنيسة (المركز الإعلامي - الموقع الإلكتروني - قناة C.O.C) ومجلة دنيا الطفل. كما تم تكريم أسماء عدد من الكتاب والمفكرين الراحلين.

وفي كلمته تناول قداسة البابا ثلاث مقولات تخص الأسرة، وهي:
١- "الأسرة أيقونة الكنيسة": وتعني أن الأسرة هي مصدر جمال الكنيسة، فمن الأسرة يخرج القديسون، وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها، ولفت إلى أن العروسين تصلى لهما الكنيسة صلوات سر الزيجة المقدس أمام الهيكل في نفس المكان الذي تتم فيه سيامة الأسقف والكاهن والشماس.
وذَكَّرَ بأن كلمة Family يمكن اعتبارها اختصارًا للعبارة (father and mother I love you).

٢- "منذ أن ظهر الموبايل انتهى عصر الإنسانية": أصبحت الأجهزة هي المتحكم في الإنسان، لذا فلا بد أن نجاهد روحيًا لتقوية أرادة الإنسان، بما يحفظ له قيمته. وحذر من أن الموبايل يسرق الوقت، وبالتالي فإنه يسرق العمر.

٣- "عصر التفاهة": ومن سماته أن الناس يختارون الأسهل والأسوأ، ويصفقون للشخصيات الفارغة ويرفعونها، حتى صار هؤلاء من المشاهير ويحصلون مكاسب خيالية، بينما صارت الشخصيات الجادة على الهامش. والأسرة دور حاسم في هذا فإما تخرج شخصًا تافهًا أو جادًا.

وطالب قداسته الصحافة والقنوات بالاهتمام بإعداد برامج توعوية في سياق تكوين الأسرة بدءًا من سن الطفولة.

مقالات مشابهة

  • صلاح نجم يكتب العنف ضد الأطفال " أبشع الجرائم الأنسانيه "
  • من يتحمل تكسير بعض أرضيات المتحف الكبير؟.. «السياحة» تكشف المسؤول وموعد الإصلاح
  • هل نجح العميل العليمي في دحر مرتزقة الإصلاح بمرتزقة الانتقالي؟
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • لحج.. جبهة صراع جديدة بين فصائل العدوان
  • البرش: نقص الغذاء والأدوية والبرد يحصد أرواح الأطفال في غزة
  • القومي للمرأة يزور مركز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان
  • مركز عين الإنسانية يكشف عن إحصائية جرائم العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن خلال 3900 يوم
  • مصر: كثفنا جهودنا على مدار عامين لدعم الأوضاع الإنسانية في غزة
  • مزهر يدعو لتوسيع الحراك الدولي لمواجهة العدوان الإسرائيلي ويؤكد مركزية دعم الأسرى