الإمارات تتوّج اليوم أبطال أولمبياد الكيمياء الدولي
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
دينا جوني (أبوظبي)
تُختتم اليوم الأحد فعاليات الدورة السابعة والخمسين من أولمبياد الكيمياء الدولي (IChO 2025)، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 6 إلى 14 يوليو، بمشاركة هي الأكبر في تاريخ المسابقة، إذ تجاوز عدد الطلبة المشاركين 360 طالباً وطالبة من أكثر من 90 دولة حول العالم.
وسيشهد الحفل الختامي عرضاً لأبرز محطات هذه النسخة الاستثنائية من الأولمبياد، بما في ذلك مشاهد من مجريات الاختبارات النظرية والتقنية، والأنشطة الثقافية والمعرفية التي شارك فيها الطلبة، إلى جانب تكريم الفائزين بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، تقديراً لإنجازاتهم الأكاديمية. كما تتضمن فقرات الحفل مراسم تسليم علَم الأولمبياد إلى الدولة التي ستتولى استضافة النسخة المقبلة من المسابقة، إيذاناً بانتهاء فعاليات الدورة الحالية، ومواصلة مسيرة هذا الحدث العلمي العالمي.
وانعقدت اختبارات الأولمبياد النظرية والعملية في معرض إكسبو الشارقة، بينما احتضن فندق إنتركونتيننتال دبي الاجتماعات الأكاديمية واللقاءات التحضيرية، وسط برنامج مصاحب اشتمل على جولات ثقافية وتعليمية، أُتيح خلالها للطلبة استكشاف ملامح الحياة في الإمارات، والانخراط في أنشطة تعكس التنوع الحضاري والاهتمام بالتعليم العلمي المتقدم.
وتأتي استضافة الإمارات لهذا الحدث العالمي ضمن مساعيها لتعزيز مكانتها كمركز دولي للابتكار والمعرفة، وترسيخ حضورها في استقطاب الفعاليات التعليمية الكبرى، بعد سلسلة من الاستضافات الناجحة لأحداث مشابهة، أبرزها أولمبياد العلوم للناشئين (2021) وأولمبياد الأحياء الدولي (2023).
أولمبياد رقمي
تميّزت نسخة هذا العام من الأولمبياد بجملة من الابتكارات التقنية غير المسبوقة، أبرزها إلغاء أوراق العمل المطبوعة في الاختبار النظري للمرة الأولى، والاستعاضة عنها بأجهزة لوحية ومنصات رقمية متطورة، وهو ما مثّل خطوة مهمة في تقليل الهدر الورقي وتعزيز مفهوم الاستدامة في البيئات التعليمية.
ورأى عدد من المشرفين على الفرق الدولية أن هذا التحوّل الرقمي أضاف بُعداً جديداً إلى التجربة، من حيث تدريب الطلبة على التكيّف السريع مع أدوات تكنولوجية تماثل ما يُستخدم في المختبرات الجامعية الحديثة، مؤكدين أن إعداد الأسئلة وطريقة عرضها إلكترونياً تطلبا مهارات تحليلية ومنهجية تفوق الحفظ والاسترجاع.
وأشاد مدربون ومشرفون تربويون بالمستوى الذي أظهره عدد كبير من المشاركين، مؤكدين أن التميّز في هذا النوع من المنافسات لا يعتمد فقط على ما يُقدمه النظام التعليمي من محتوى، بل يرتكز بالدرجة الأولى على الجهد الفردي والمثابرة الشخصية.
وأشاروا إلى أن الفرق التي حققت نتائج متقدمة هذا العام -ومنها فرق سبق لها الفوز بميداليات ذهبية- تبنّت نماذج تدريب تعتمد على التعلّم الذاتي المكثف خارج الصف، وهو ما يعكس وعياً متقدماً لدى الطلبة تجاه طبيعة الأولمبياد ومتطلباته العالية.
فريق إماراتي واعد
شارك الفريق الوطني الإماراتي في الأولمبياد بتركيبة ضمّت أربعة طلاب موهوبين، تم إعدادهم على مدى أشهر من خلال مخيمات تدريبية داخلية وخارجية، شملت ورشاً تخصصية، وتدريباً عملياً في مركز سيريوس بروسيا، إلى جانب معسكر علمي نهائي نُظم في جامعة الإمارات.
وأكد عدد من الطلبة الإماراتيين أن التحضير المكثف منحهم فهماً أعمق لتخصص الكيمياء، وجعلهم أكثر قرباً من اختياراتهم الأكاديمية المستقبلية. وأشاروا إلى أن طبيعة الأسئلة التي واجهوها خلال الأولمبياد كانت مختلفة عمّا اعتادوا عليه، وتتطلب مهارات تحليل وتفكير مستقل، أكثر مما تتطلب استرجاعاً مباشراً للمعلومة.
تفاعل لافت
شهد الأولمبياد تفاعلاً لافتاً بين الطلبة من مختلف الجنسيات، حيث عبّر العديد منهم عن تقديرهم لتجربة التلاقي المعرفي عبر «لغة العلم»، التي أزالت حواجز اللغة والثقافة، وفتحت أمامهم باباً لتبادل الآراء والنقاش حول موضوعات علمية بمنهجية مشتركة.
واعتبر مشاركون أن ما عاشوه من حوارات وتفاعل خارج قاعات الاختبار لا يقل قيمة عن المنافسة نفسها، مؤكدين أن الكيمياء، بصيغها وأفكارها، كانت الوسيط الفعلي الذي جمعهم، ومنحهم انطباعاً أوسع عن إمكاناتهم المستقبلية في فضاء علمي عالمي. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي الأولمبياد الإمارات الكيمياء
إقرأ أيضاً:
تهديد بهدم قبر عزّ الدين القسّام.. ما الرسالة التي يسعى بن غفير إلى إيصالها؟
بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، قامت قوات الأمن بإزالة كاميرات مراقبة كانت مثبتة حول الضريح، كما أبعدت شخصاً كان يحرس الموقع.
هدّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، بهدم قبر الزعيم القومي العربي عز الدين القسّام الواقع في بلدة تعرف اليوم باسم نيشر قرب حيفا، شمال إسرائيل.
ونشر بن غفير، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، مقطعاً مصوراً عبر حسابه على تلغرام يظهر فيه برفقة قوات أمن وهي تستخدم رافعة لتفكيك خيمة أُقيمت قرب القبر لأغراض الصلاة.
ووُلد عز الدين القسّام في سوريا، وقُتل عام 1935 خلال مواجهة مع قوات بريطانية، بعد أن شارك في نشاط مسلّح ضد السلطات الانتدابية والحركة الصهيونية في فلسطين قبل إنشاء دولة إسرائيل عام 1948. ويحمل الجناح العسكري لحركة حماس اسمه تكريماً له.
"خطوات عملية"وعبر منصّة إكس كتب بن غفير: "يجب إزالة قبر الإرهابي الكبير عز الدين القسّام في نيشر. وقد اتخذنا الخطوة الأولى (في سبيل ذلك) فجر أمس".
وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، أزالت قوات الأمن كاميرات مراقبة كانت مثبتة حول الضريح، وطردت شخصاً كان يحرسه.
ويأتي هذا التهديد بعد دعوة سابقة أطلقها الوزير في آب/أغسطس الماضي خلال جلسة برلمانية إلى هدم القبر، الذي سبق أن تعرض مراراً للتخريب على مدار السنوات الماضية.
رد فلسطيني: انتهاك للمقدسات وطمس للذاكرةوفي أول رد فلسطيني، وصفت حركة حماس ما قام به بن غفير بأنه "تعدٌّ غير مسبوق على الحرمات، وانتهاكٌ للمقدسات، واستباحةٌ لقبور الأموات".
وقال القيادي في الحركة محمود مرداوي إن "ما حصل ليس مجرد اعتداء على قبر، بل محاولة لطمس ذاكرة أمة وإزالة شاهد من شواهد كفاحنا المستمر".
وأضاف مرداوي أن "التطرف أصبح سياسة رسمية معلنة، تستوجب موقفاً دولياً لوضع حد لهذا التوحش".
Related بن غفير يقتحم الأقصى وسط مفاوضات شرم الشيخ: "أصلي للنصر وتدمير حماس"فيديو - بن غفير يتباهى بإهانة أسرى فلسطينيين ويدعو إلى إعدامهمبن غفير يرتدي "دبوس مشنقة" خلال مناقشة قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين استفزازات متكررةيأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة تصريحات واستعراضات استفزازية يتبناها بن غفير ضد الفلسطينيين. ففي وقت سابق، دعا إلى اعتقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ما دفع الرئاسة الفلسطينية إلى تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن "التصريحات الخطيرة والتحريضية" التي وصفتها بأنها "دعوة صريحة للمسّ بحياة قائد الشعب الفلسطيني".
كما أثار مقطع فيديو نُشر الاثنين على منصة "إكس" موجة تفاعل واسعة، بعد ظهور بن غفير وهو يرتدي دبوساً على شكل حبل مشنقة خلال جلسة لجنة الأمن القومي في الكنيست. وشاركه في ارتداء الشارة عدد من أعضاء حزبه "عوتسما يهوديت" (القوة اليهودية)، في خطوة رمزية تزامنت مع مناقشة مشروع قانون ينص على إعدام أسرى فلسطينيين.
وقال بن غفير في المقطع: "نحن نعقد نقاشاً آخر في اللجنة برئاسة تسفيكا فوغل، حول مشروع القانون الذي قدّمه ليمور سون هار ميلخ". وأضاف: "القانون هو عقوبة الإعدام للمخربين، وهو خطوة كبيرة جداً في إسرائيل.. وكما ترون هذه الشارة، نحن نريد إما حبل المشنقة، أو المقصلة، أو الكرسي الكهربائي.. عقوبة الإعدام للمخربين".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة