صحيفة البلاد:
2025-07-13@05:46:22 GMT

الشوربة لسعت لساني

تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT

الشوربة لسعت لساني

في إحدى الحفلات الكبيرة التي حضرتها مؤخرًا، كنت متشوقًا لتناول الشوربة التي بدت شهية ومنسقة بعناية، لكن ما إن ارتشفت أول ملعقة منها، حتَّى شعرت بلسعة حادة في لساني، بسبب سخونتها الزائدة. لم أستطع إكمالها، واضطررت طوال الحفل إلى تجنب أي طعام ساخن خشية تكرار الألم. هذه التجربة المزعجة جعلتني أتذكر ما كنا نحرص عليه في إدارة التموين في الخطوط السعودية، أثناء إعادة تسخين الشراب والطعام لتقديمه للركاب، أهمية التحكُّم في درجة حرارة الطعام، خصوصًا الشوربة والمشروبات الساخنة مثل القهوة والشاي، التي غالبًا ما يُبالغ في تسخينها؛ ما يعرِّض الركاب لمواقف غير مريحة، وربما مؤذية، تستوجب الملامة، وربما المقاضاة.

تقديم الطعام في الحفلات، هو أكثر من مجرد اختيار قائمة أطباق ، فهو يعكس ذوق واهتمام المضيف، ويؤثر مباشرة في راحة الضيوف، وانطباعهم عن المناسبة، فدرجة حرارة الطعام، إلى جانب الكمية، وطريقة التقديم، هي من أهم عناصر نجاح أي مناسبة. الشوربة بأنواعها سواء كانت خفيفة، أو دسمة، يجب أن تُقدّم بدرجة حرارة معتدلة، وغير مغلية، بل دافئة بما يكفي لتكون لذيذة، ويمكن تناولها فورًا بدلًا من الانتظار والنظر اليها حتي تبرد، وذلك لتجنُّب حروق الفم، أو اللسان. وينطبق ذلك على القهوة والشاي وكافة أنواع الطعام، فالمبالغة في تسخينها تفقد الضيف متعة التذوق، وتعرضه لضرر محتمل. الحل بسيط ويتمثل في اختيار درجة حرارة خاصة بكل طعام قبل تقديمه، سواء كان سائلًا خفيفًا، أو ثقيلًا، أو حتى صلبًا، وذلك باستخدام أدوات وحافظات تحافظ على دفء مناسب دون إفراط، ومن ناحية أخرى، فإن تقدير الكميات المقدمة لكل ضيف، يسهم في تحقيق توازن مثالي بين الإرضاء وتفادي الهدر. تقديم كميات زائدة يسبب التبذير، بينما الكميات القليلة تترك انطباعًا سلبيًا. يجب أن يكون هناك هامش احتياطي بسيط للطوارئ، خاصة مع الأطباق الأساسية مع مراعاة نوع المناسبة وعدد الضيوف وطبيعتهم، وأما العرض، فلا يقل أهمية؛ إذ إن شكل الأطباق وترتيبها، يضيف إلى التجربة جمالًا وانسجامًا. فالتفاصيل الصغيرة كتنسيق الألوان، وتناسق القوام، والتقديم الفردي، تسهم في خلق أجواء راقية. كما أن تنظيم مكان الطعام، وتوفير لافتات تعريفية واضحة خاصة بالأطعمة التي تحتوي على مسببات حساسية، أو حمية خاصة، يعكس حسًّا عاليًا بالمسؤولية والاهتمام. في النهاية، تجربة ضيف واحدة، قد تكشف مدى دقَّة، أو إهمال التفاصيل . فلو تم الاهتمام بدرجة حرارة تلك الشوربة، لكانت ذكرى ممتعة، بدلًا من أن تكون مصدر إزعاج وألم.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: زين أمين

إقرأ أيضاً:

المغرب يطلق منحة بـ300 ألف دولار لمحاربة هدر الطعام

في إطار التزامه بالتنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، أطلق المغرب منحة تمويلية بقيمة تصل إلى 300 ألف دولار لدعم مشاريع الحد من هدر الطعام وتطوير نظم غذائية مستدامة.

وتستهدف هذه المبادرة، التي تشرف عليها وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، المنظمات غير الحكومية والكيانات غير الربحية والمنظمات الحكومية الدولية، شريطة ألا تتجاوز مدة تنفيذ المشاريع 24 شهراً.

وتشترط الوزارة أن تتضمن المقترحات المقدمة خطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ، إلى جانب استراتيجية لضمان استدامة النتائج على المدى البعيد. كما يمكن النظر استثنائياً في مقترحات تتجاوز سقف التمويل المحدد بشرط تقديم مبررات مقنعة.

آخر أجل لتقديم الملفات هو 29 غشت 2025، ويتوجب إرسال الوثائق عبر البريد الإلكتروني الرسمي: secretariat@ccacoalition.org.

وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية وطنية طموحة تهدف إلى ترشيد الموارد ومواجهة تحديات الهدر الغذائي من منظور بيئي واقتصادي واجتماعي متكامل.

مقالات مشابهة

  • الفاشر: مذبحة متكررة وجرح لا يندمل
  • الفارس الشهم 3 تسلّم طرودا غذائية للأهالي في شمال غزة
  • الأونروا: الاحتلال قتل 800 جائع في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام
  • المغرب يطلق منحة بـ300 ألف دولار لمحاربة هدر الطعام
  • هل سمعت من قبل عن “أيام الكلب”؟ إنها أكثر حرارة مما تتخيل!
  • مدينتان جزائريتان ضمن قائمة المدن الأكثر حرا في العالم
  • دراسة تحذر من عواقب الامتناع عن وجبة الإفطار
  • طرح 33 وظيفة أكاديمية بدرجة "معلم ممارس" في تخصص اللغة الإنجليزية
  • حرارة تصل إلى 49 درجة وأمطار غزيرة في هذه الولايات