هل سمعت من قبل عن “أيام الكلب”؟ إنها أكثر حرارة مما تتخيل!
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
في كل صيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى ذروتها، يظهر في الإعلام الغربي تعبير يعود إلى قرون مضت: “Dog Days of Summer”، أو ما يُعرف تقليدياً بـ”أيام الكلب”.
وراء هذه العبارة تاريخ طويل يجمع بين الرصد الفلكي والموروث الشعبي وتغيرات الطقس، وهي ظاهرة ما تزال تثير الفضول حتى اليوم، خاصة مع تزايد الحديث عن الاحتباس الحراري وطول فترات الحر.
مصطلح “أيام الكلب” لا يُشير إلى الحيوانات الأليفة، بل إلى نجم “الشعرى اليمانية”، ألمع نجم في السماء، والذي يظهر في كوكبة تُدعى “الكلب الأكبر” (Canis Major).
منذ آلاف السنين، لاحظ الإغريق والرومان أن هذا النجم يظهر فجراً في توقيت يتزامن مع أشد أيام الصيف حرارة، وبما أن ظهوره كان يقترن بموجات الحر، فقد ارتبط في أذهانهم بالأمراض، والتوتر، وفترات اللااستقرار، ومن هنا وُلد المصطلح الذي ما زال يُستخدم في اللغة الإنجليزية حتى اليوم، رغم أن الارتباط بين النجم والحرارة لم يثبت علمياً.
في الثقافات القديمة، أخذت هذه الظاهرة معاني متباينة؛ ففي مصر القديمة، كان طلوع الشعرى إشارة إلى فيضان النيل، وهو حدثٌ موسميٌّ كان مؤشراً على موسم خصب.
أما في الموروث الإغريقي والروماني، فقد كانت هذه الأيام تُعد نذير شؤم، وكان الناس يتجنبون اتخاذ قرارات كبيرة أو بدء الحروب خلالها.
العرب بدورهم لم يستخدموا مصطلح “أيام الكلب”، لكنهم قسّموا الصيف إلى مراحل مثل “القيظ” و”جمرة القيظ” التي تشير إلى أكثر فترات فصل الصيف ارتفاعاً في درجات الحرارة، وكان طلوع نجم الشعرى محسوباً في تقاويمهم الفلكية والزراعية.
فلكياً، يُعد ظهور نجم الشعرى اليمانية حدثاً دقيقاً، لكن فترة “القيظ” منه لم يسهل تحديدها بدقة علمياً، ففي التقويم الغربي، تمتد تقليدياً بين 3 يوليو/تموز و11 أغسطس/آب، إلا أن هذه الفترة تختلف من مكان لآخر بحسب خطوط العرض والظروف المناخية.
وفي الشرق الأوسط، مثلاً، تبدأ موجات الحر الشديد في يونيو/حزيران، وغالباً ما تستمر حتى سبتمبر/أيلول، دون أن يُطلق عليها اسم خاص مشابه.
ومع تصاعد حدة التغير المناخي العالمي، باتت هذه الفترة أكثر من مجرد ذكرى موسمية.
وفقاً للبيانات المناخية، فإن “أيام الكلب” باتت تمتد أطول، وتتسم بدرجات حرارة أعلى، مع زيادة في الرطوبة وركود الرياح، هذه الظروف تخلق بيئة مناسبة لارتفاع استهلاك الكهرباء، وتراجع جودة الهواء، وزيادة احتمالات الحرائق، ما يضع الحكومات أمام تحديات إضافية كل عام.
ولا يقتصر تأثير هذه الظاهرة على الطقس فقط، فبحسب دراسات حديثة، تزداد خلال هذه الفترة معدلات الضغط النفسي، والتوتر، ونوبات الغضب.
كما لوحظ ارتفاع في معدلات الجريمة في بعض المناطق، خاصة تلك التي تفتقر إلى وسائل التبريد أو تعاني من تردّي الخدمات الأساسية.
في المدن الكبرى، يُسجَّل ارتفاع ملحوظ في حالات الطوارئ الصحية، نتيجة ضربات الشمس أو الإجهاد الحراري، لا سيما بين كبار السن والعُمّال والمشرَّدين.
على المستوى الثقافي، كانت لهذه الأيام مكانة خاصة في الأدب والفولكلور؛ ففي المسرحيات الإنجليزية الكلاسيكية، كُرّست “أيام الكلب” كرمز لفوضى الصيف واختلال المزاج العام. وتُستخدم عبارة “The dog days are over” في الإنجليزية الحديثة للدلالة على نهاية فترة صعبة.
أما في الثقافة العربية، فلا يوجد مقابل لغوي مباشر، لكن تُستخدم تعبيرات مثل “حرّ لافح” أو “جمرة القيظ”، وتظهر في الأمثال والتحذيرات الشعبية خلال مواسم الصيف القاسية.
التعامل الشعبي مع هذه الفترات يختلف من منطقة لأخرى، حيث يلجأ الناس في الشرق الأوسط إلى تجنّب الحركة في ذروة النهار، وارتداء ملابس خفيفة، والإكثار من السوائل، أما في المدن، فتزداد الحركة في الليل، بينما تعتمد الحكومات على نشرات التوعية الصحية، وتُصدر تحذيرات دورية، وتنصح بتجنب التعرّض الطويل للشمس.
لكن رغم هذه الإجراءات، تظل “أيام الكلب” تمثّل تحدياً متجدداً، خاصة مع تصاعد التغير المناخي، الذي جعل الصيف أكثر شدّة، وغير متوقع في بعض المناطق.
لقد تحوّلت هذه الظاهرة من مؤشر فلكي موسمي إلى مرآة تعكس واقعاً بيئياً متقلّباً، يتطلب مراجعة سياسات التكيّف مع الطقس، لا سيما في الدول التي تعاني من بنية تحتية ضعيفة.
ورغم أن المصطلح قد يبدو غريباً في السياق العربي، إلا أن الظاهرة ذاتها مألوفة لكل من عاش في منطقة حارة، فما تُسمّيه بعض الثقافات “أيام الكلب”، يعرفه سكان الخليج، وبلاد الشام، وشمال أفريقيا، كفصل طويل من التكيّف والتحمّل، وهو ما يجعل هذه الظاهرة فرصة لفهم أعمق للعلاقة المعقّدة بين الطقس والتاريخ والثقافة والإنسان.
بي بي سي عربي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: هذه الظاهرة أیام الکلب
إقرأ أيضاً:
فريق “سامز” يجري أكثر من 60 عملاً جراحياً في مشفى دير الزور الوطني
دير الزور-سانا
تجاوز عدد العمليات الجراحية التي قام بها فريق طبي من الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” في المشفى الوطني بدير الزور 60 عملاً جراحياً باختصاصات مختلفة، خلال زيارة الفريق للمحافظة والتي استمرت ثلاثة أيام.
وأوضح مدير صحة دير الزور الدكتور يوسف السطام في تصريح لمراسل سانا، أن زيارة فريق “سامز” الذي يضم ١٣ طبيباً إلى محافظة دير الزور، جاءت بعد عقد الجمعية مؤتمرها الطبي الدولي الأول في دمشق يوم الجمعة الماضي، مشيراً إلى أن الفريق الطبي اطلع على الواقع الصحي في المحافظة، وقدم نشاطات طبية تشمل معاينات طبية ضمن العيادات في مشفى دير الزور الوطني وإجراء 60 عملاً جراحياً باختصاصات مختلفة، منها 30 عملاً لتنظير هضمي.
وبين الدكتور السطام أن أنشطة فريق “سامز” التي تختتم اليوم تضمنت إقامة ورشة عمل طبية شارك فيها أطباء المشفى الوطني بالمحافظة وغيرها من المؤسسات الصحية، مشيراً إلى أن العمليات التي أجريت والكشف الطبي لعدد من المرضى من مراجعي المشفى، شملت اختصاصات هضمية وصدرية وقلبية.
ولفت مدير الصحة إلى أن فريق “سامز” اطلع أيضاً على الاحتياجات الأساسية للنهوض بالخدمات الصحية في دير الزور، مؤكداً العمل على التعاون لتجاوز هذه التحديات وتحسين الواقع الخدمي الطبي.
بدوره وصف الدكتور أسعد جبير استشاري التخدير في فريق “سامز”، الواقع الطبي في دير الزور بالمؤلم، ويحتاج إلى الكثير من التعاون والدعم لتقديم خدمات أفضل للمرضى، وتلبية احتياجاتهم، ولا سيما نقص الاختصاصات، ومنها اختصاص التخدير حيث يوجد طبيب واحد.
وأكد جبير أهمية دعم الاختصاصات الطبية في الجامعات، لافتاً إلى ما قدمه فريق “سامز” الذي يضم أطباء سوريين مقيمين في مختلف الدول، لدعم المرضى بمختلف المحافظات السورية، ومنها محافظة دير الزور، التي تعاني من تحديات كبيرة في القطاع الصحي.
يذكر أن “سامز” جمعية طبية إنسانية غير ربحية، تعمل على تقديم الرعاية الصحية والتعليم الطبي في سوريا والدول المجاورة، بهدف دعم المجتمعات المتضررة من الأزمات الإنسانية، وتأسست عام 1998 من قبل أطباء سوريين أمريكيين ملتزمين بتقديم الخدمات الطبية والإنسانية للمحتاجين.
فريق سامز الطبي 2025-07-10bdrossmanسابق تفعيل قسم الجراحة العامة وعيادة الأطفال في مشفى صلخد بالسويداءآخر الأخبار 2025-07-10التنمية الإدارية تنشر أسماء المفصولين من وزارة السياحة بسبب مشاركتهم الثورية وتدعوهم للعودة 2025-07-10التنمية الإدارية تنشر أسماء المفصولين تعسفياً من الجهاز المركزي للرقابة المالية وتدعوهم للعودة 2025-07-10برلين.. وزير الإعلام السوري يزور مركز ”iRights Lab” المتخصص في قضايا الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي 2025-07-10الأجندة الثقافية في سوريا ليوم الخميس الـ 10 من تموز 2025 2025-07-10وزير الدفاع السوري يبحث التعاون العسكري مع وفد هولندي 2025-07-10مركز الملك سلمان يواصل دعم مكافحة سوء التغذية للأطفال والنساء بسوريا 2025-07-10نحو تمكين رأس المال البشري: “التنمية الإدارية” تطلق أوسع حزمة تدريبية في دمشق، حلب، حمص، وإدلب ضمن خطتها للربع الثالث 2025-07-10بعد انقطاع دام 13 عاماً… إعادة افتتاح سفارة المملكة المغربية بدمشق 2025-07-10باريس سان جيرمان يسحق ريال مدريد ويتأهل لنهائي كأس العالم للأندية 2025-07-10بيت المونة الدمشقي.. تراث غذائي وفني يعكس أصالة الحياة الأسرية
صور من سورية منوعات محرك طائرة “يبتلع” رجلاً في أحد مطارات إيطاليا 2025-07-09 وصية فريدة… صيني يورث ثروته لقطته ويبحث عن راعٍ أمين 2025-07-09
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |