مستوطنون يحرقون منازل قرب الخليل والاحتلال يصادر آلاف الدونمات بالضفة
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
أضرم مستوطنون اليوم الأحد النار في منازل فلسطينيين في وادي سعير شمال شرق الخليل بالضفة الغربية، في حين اعتقل جيش الاحتلال فلسطينيين في سلفيت وبيت لحم ونابلس، في ظل مصادرة آلاف الدونمات للاستيطان في بيت لحم والخليل.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس بلدية سعير موسى الفروخ قوله إن مستوطني مستوطنة "أصفر" يواصلون اعتداءاتهم على المواطنين في منطقة وادي سعير، والتي تصاعدت منذ نحو أسبوع.
وأكد الفروخ إصابة فلسطينيين اثنين، وقال إنه جرى علاجهما ميدانيا عقب اعتداء المستوطنين صباح اليوم على منازل المواطنين في منطقة وادي سعير، إلى جانب إحراق مركبة هناك.
اقتحام المستوطنين واد سعير ببلدة سعير شمال الخليل
لتغطية أوسع، تابعونا على قناتنا عبر التيليجرام: https://t.co/npZgVjcZ8p pic.twitter.com/QVNCGFggDa
— قناة القدس (@livequds) July 12, 2025
مصادرة أراضوعلى صعيد متصل، أفادت مصادر للجزيرة بأن قوات الاحتلال سلّمت سكان بلدتي حوسان ونحالين غرب بيت لحم قرارا بمصادرة مئات الدونمات لتوسيع مستوطنة بيتار عيليت.
كما سلّمت سكان بلدتي سعير وشيوخ شمال شرقي الخليل قرارا يقضي بمصادرة آلاف الدونمات من أراضيهم لصالح التوسع الاستيطاني.
وقالت مصادر فلسطينية إن الخرائط التي سلمها جيش الاحتلال للأهالي أظهرت مصادرة مساحات شاسعة قدرت بنحو 3 آلاف دونم لشق طريق بين مستوطنتي أصفر وبني كيدم القائمتين على أراضي الفلسطينيين في البلدتين.
اعتقالات وإصاباتوبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم 3 شبان من قرية مردا شمال سلفيت (شمال) عقب اقتحامها البلدة.
وأضافت الوكالة أن قوات الاحتلال فلسطينيا من بلدة العبيدية شرق بيت لحم (جنوب)، كما اعتقلت 3 أشخاص -بينهم أب ونجله- خلال اقتحامها المنطقة الشرقية من مدينة نابلس ومخيم بلاطة شرق المدينة.
إعلانوأمس السبت، أصيب 5 فلسطينيين -بينهم 4 أشخاص- بحالات اختناق وواحد جراء اعتداء بالضرب خلال اقتحامات نفذها الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن طواقمها نقلت إلى المستشفى 4 إصابات بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز في اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة طوباس (شمال).
وفي مدينة جنين شمالي الضفة، قالت الجمعية إن طواقمها تعاملت مع إصابة لشاب نُقل إلى المستشفى إثر اعتداء بالضرب المبرح من قبل قوات الجيش الإسرائيلي في بلدة فحمة جنوب غرب المدينة.
وبالتوازي مع الإبادة في قطاع غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة -بما فيها القدس– مما أدى إلى استشهاد 998 فلسطينيا على الأقل وإصابة نحو 7 آلاف واعتقال أكثر من 18 ألفا آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
مداهمات واعتقالات في عدة مناطق بالضفة
تشهد الضفة الغربية المحتلة منذ فجر اليوم تصعيدا إسرائيليا واسعا شمل مداهمات واعتقالات وإغلاقات وحملات قمع في عدة محافظات، إلى جانب اعتداءات نفذها مستوطنون.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، حيث أفاد مراسل الجزيرة أن الاحتلال احتجز عشرات الشبان في بلدات الزاوية ومسحة وقراوة بني حسان، وحقق معهم ميدانيا بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
كما أغلقت قوات الاحتلال مدخل بلدة الزاوية بالسواتر الترابية، ومنعت السكان من الدخول أو الخروج بالتزامن مع اقتحامات جديدة لبلدات في محيط سلفيت.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال قرية مسحة وداهمت عدة منازل ونفذت حملة اعتقالات إضافية، بحسب مصادر محلية.
اقتحامات واعتقالاتكذلك، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت البلدة القديمة في نابلس، وتحديدا حارة الياسمينة، حيث اعتقلت الشاب أسعد السمحان.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز السام في محيط المنطقة خلال عملية الاقتحام، بدون الإبلاغ عن إصابات، في حين تبعت القوات الخاصة تعزيزات من الجيبات العسكرية القادمة من حاجز الطور.
ولم تقتصر الاقتحامات الإسرائيلية على سلفيت ونابلس، إذ تجددت المداهمات اليومية في مناطق أخرى من الضفة الغربية، شملت مخيم بلاطة في نابلس وعددا من القرى والبلدات في بيت لحم وقلقيلية، بينها بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، التي شهدت اعتقال 5 شبان بعد اقتحام منازلهم.
وفي القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال شابا من حي الشيخ جراح بعد الاعتداء عليه، كما أغلقت مداخل بلدة الرام شمال المدينة، ومنعت حركة الدخول والخروج منها بشكل كامل، وسط انتشار مكثف لجنود الاحتلال على الطرق الرئيسة.
اعتداءات المستوطنينوفي موازاة ذلك، شهدت الضفة الغربية اعتداءات جديدة للمستوطنين، إذ أفاد مراسل الجزيرة أن مجموعة منهم اعتدت بالضرب على متضامنين أجانب في قرية عين الديوك شمال أريحا.
إعلانوفي بلدة سنجل شمال شرق رام الله، أقدم مستوطنون على إدخال جرار زراعي إلى أراض فلسطينية في منطقة سهل المعرشية، وشرعوا بحراثتها في خطوة وصفها الأهالي بأنها مؤشر واضح على نية الاستيلاء عليها.
ويمنع الاحتلال الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم في منطقة سهل المعرشية منذ إعلانها منطقة عسكرية مغلقة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، على الرغم من أنها لا تبعد سوى 200 متر عن المنازل، وتبلغ مساحتها نحو 8 آلاف دونم.
"الضم الزاحف"ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أن هذه العمليات المتصاعدة في الضفة الغربية ليست منفصلة، بل تهدف إلى "زرع اليأس لدى الفلسطينيين وتقليص إمكانية استمرار حياتهم في مناطقهم" من خلال سياسات ممنهجة تشمل مصادرة الأراضي واقتلاع أشجار الزيتون وقتل المواشي وتسميم آبار المياه، في محاولة لدفع السكان نحو مناطق أقل ضيقا أو تهجيرهم قسرا من مناطق مثل العوجة والخان الأحمر والأغوار الشرقية.
وأوضح أبو عواد في تصريح للزميلة ديانا جرار، أن هذه الإجراءات جزء من إستراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى السيطرة على الضفة وتقليص الوجود الفلسطيني فيها، من خلال إشغال الفلسطينيين بالمشكلات اليومية وإبعادهم عن التفكير في الدولة والاستقلال، في سياق ما وصفه بسياسة "الضم الزاحف" التي تتزامن مع مساعي تهجير سكان غزة وتقليص عدد الفلسطينيين.
ويتقاطع ذلك مع رؤية الباحث في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، الذي يؤكد للجزيرة نت أن العملية العسكرية الحالية تأتي ضمن سياسة "التصعيد على مختلف الجبهات"، أي في لبنان وسوريا وغزة، مشيرا إلى أنها تهدف إلى تعميق حالة القمع في الضفة وتعزيز المشروع الاستيطاني.
ويرى مصطفى أن السردية الأمنية التي يروجها الجيش الإسرائيلي ليست السبب الحقيقي لهذه العمليات، وإنما تُستخدم كذريعة لعرقلة أي إمكانية لبناء كيان سياسي فلسطيني، خصوصا بعد عودة الحديث دوليا عن خيار حل الدولتين.
كما أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول من خلال هذا التصعيد إرضاء مكونات اليمين الاستيطاني داخل الائتلاف الحاكم، خاصة بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتراجع مشاريع الضم والتهجير، معتبرا أن العملية الحالية خطوة استباقية لمنع تشكّل أي بنية نضالية فلسطينية قد تحد من توسع المشروع الاستيطاني.