أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جديدة بقيمة 250 دولاراً على جميع الزوار غير المهاجرين الراغبين في دخول الولايات المتحدة، تحت مسمى “رسوم نزاهة التأشيرة”، في خطوة تهدف إلى تعزيز الرقابة على دخول الأجانب وتحقيق ما وصفته بـ”الانضباط في الالتزام بقوانين الهجرة”.

ووفقًا لوسائل إعلام غربية، تشمل هذه الرسوم الجديدة المسافرين المؤقتين من فئات السياحة، والأعمال، والدراسة، وستُدفع عند إصدار التأشيرة إلى جانب الرسوم المعتادة، ويُستثنى من هذه الرسوم مواطنو الدول المشاركة في برنامج الإعفاء من التأشيرة، مثل أستراليا، اليابان، وأغلب الدول الأوروبية.

وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن الرسوم، رغم وصفها بأنها “قابلة للاسترداد”، إلا أنها ستُودع مباشرة في الصندوق العام للخزانة الأمريكية، مع إمكانية استردادها بعد انتهاء الرحلة، في حال التزام الزائر بشروط تأشيرته.

وقال متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي إن تطبيق الرسوم الجديدة يتطلب تنسيقاً بين عدد من الوكالات الفيدرالية، مؤكداً أن الهدف منها هو ردع التجاوزات، وتعزيز أمن الحدود، ودعم إجراءات إنفاذ قوانين الهجرة.

ووفق وزارة الخارجية، بلغ عدد تأشيرات الزوار غير المهاجرين الصادرة خلال السنة المالية 2024 نحو 11 مليون تأشيرة.

ووصف المحامي المتخصص في قضايا الهجرة، ستيفن أ. براون، الرسوم بأنها “شكل جديد من أشكال التأمين”، لكنه حذر من الغموض في آلية الاسترداد، مع غياب تفاصيل واضحة بشأن كيفية إثبات التزام الزائر بالشروط، ومتى يتم استرجاع المبلغ.

العودة إلى “حظر السفر”

القرار الجديد يأتي في سياق تصعيد شامل في سياسة الهجرة والتأشيرات التي تتبناها إدارة ترامب، ففي الشهر الماضي، أعلن البيت الأبيض عن إعادة تفعيل “حظر السفر” الذي يشمل قيوداً مشددة على دخول مواطني 19 دولة إلى الأراضي الأمريكية، استناداً إلى “مخاوف تتعلق بالأمن القومي”.

وجاء في البيان أن الحظر يشمل منعاً كاملاً لدخول مواطني 12 دولة، من بينها: أفغانستان، بورما، تشاد، الكونغو الديمقراطية، غينيا الاستوائية، إريتريا، هايتي، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، واليمن، كما فُرضت قيود جزئية على مواطني 7 دول أخرى، وهي: بوروندي، كوبا، لاوس، سيراليون، توغو، تركمانستان، وفنزويلا.

وأكد البيان أن القرار لا يسري على المقيمين الدائمين الشرعيين أو حاملي تأشيرات سارية، مع استثناءات محدودة لمن تعتبر واشنطن دخولهم “ضرورياً لخدمة مصالح الأمن القومي أو السياسة الخارجية”.

وقال الرئيس ترامب في بيان رسمي: “سنعيد العمل بما يعرف بحظر السفر… لحماية بلادنا من الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين… هذا القرار أيّده الشعب الأمريكي وسيُسهم في تعزيز الأمن القومي”.

ولم تصدر حتى الآن ردود فعل رسمية من الدول المشمولة بالحظر أو المتأثرة بالرسوم الجديدة، لكن من المتوقع أن تثير هذه الإجراءات انتقادات دولية من منظمات حقوق الإنسان، وربما تؤثر على العلاقات الثنائية مع بعض الدول الصديقة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا المهاجرين أمريكا ترحيل المهاجرين دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

ترامب يراهن على الرسوم الجمركية.. ويربح مؤقتاً رغم مخاوف الاقتصاد العالمي

نجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق إنجاز غير تقليدي: فرض رسوم جمركية مرتفعة على بعض من أبرز شركاء الولايات المتحدة التجاريين، ومع ذلك قوبلت الاتفاقات التي تلتها بترحيب واسع، واعتُبرت بمثابة انتصارات سياسية واقتصادية.

ففي وقت لا تزال فيه الأسعار مرتفعة والتضخم يضغط على المستهلك الأمريكي، أقدم ترامب على واحدة من أجرأ خطواته منذ توليه الحكم: فرض ضرائب تاريخية على الواردات. 

وبينما رفض عدد كبير من الاقتصاديين هذه السياسات، معتبرين أنها ستزيد التكاليف على الشركات والمستهلكين، نجح ترامب حتى الآن في قلب التوقعات لصالحه.

السر وراء ذلك وفقا لما كشفه موقع “سي إن إن” هو أسلوب تفاوضي يعتمد على التهديد بأقصى العواقب ثم التراجع عنها، ما يجعل أي اتفاق يُبرم بعد ذلك يبدو وكأنه انتصار. 

فمثلًا، هدد ترامب بفرض تعرفة بنسبة 25% على الواردات اليابانية، لكن الاتفاق النهائي نص على نسبة 15% فقط — رغم أنها لا تزال أعلى من النسبة التي كانت مطبقة سابقًا (1.5%).

ويقول وزير الخزانة سكوت بيسنت: "لترامب دائمًا خطة، حتى وإن لم تكن واضحة دائمًا"، فيما أشار محللون إلى أن المستثمرين لا يهتمون كثيرًا بمستوى الرسوم بقدر اهتمامهم بوضوح الصورة وغياب الغموض.

وقد بدأت الأسواق الأميركية بالتعافي منذ أبريل الماضي، حين جمّد ترامب لمدة 90 يومًا تنفيذ رسوم "يوم التحرير" التي كانت قد أدت إلى هبوط حاد في الأسواق. كما استثنت الإدارة الأميركية الهواتف الذكية والإلكترونيات من الرسوم المفروضة على الصين، ما ساهم في تهدئة الأسواق. وفي منتصف مايو، تم التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع بكين خفض الرسوم الجمركية من 145% إلى 35%.

كما نجحت الإدارة في التوصل إلى اتفاقات مماثلة مع بريطانيا، واليابان، وعدد من الدول الآسيوية مثل إندونيسيا والفلبين. 

واستخدم ترامب الرسوم الجمركية كأداة ضغط لفتح الأسواق أمام المنتجات الأميركية، من لحوم الأبقار إلى الأرز والسيارات.

مع ذلك، لا تزال الصورة بعيدة عن الحسم. إذ يُتوقع أن تفرض رسوم إضافية على عشرات الشركاء التجاريين خلال الأيام المقبلة، كما يلمح ترامب إلى رفع التعرفة العامة من 10% إلى 15% أو 20%.

 وحتى الآن، لا تزال المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي متعثرة، ما ينذر باحتمال تصعيد متبادل.

ويتخوف مراقبون من أن استمرار هذه السياسات قد ينهك الاقتصاد الأميركي مع بدء نفاد المخزون المستورد قبل فرض الرسوم. 

وفيما بدأت مؤشرات التضخم بالارتفاع، لا تزال ثقة المستهلك دون مستوياتها الطبيعية، وسوق العمل بدأ يُظهر بعض علامات الضعف، بينما يواصل الدولار الأميركي الهبوط بشكل حاد.

بالمحصلة، يظهر ترامب اليوم في موقع المنتصر، لكنه انتصار لا يخلو من الهشاشة، وقد يتحول بسرعة إلى أزمة إذا تعثرت الأسواق أو تصاعدت الردود التجارية المضادة.

طباعة شارك دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الولايات المتحدة الأسواق الأميركية الرسوم الجمركية

مقالات مشابهة

  • زائر يلتهم مجددًا عملًا فنيًا عبارة عن “موزة” في متحف بقيمة 6 ملايين دولار
  • أمريكا تفرض رسومًا جديدة على السياح الدوليين..!
  • النسبة الكبيرة تطال «منافسي أمريكا».. ما هو نصيب الدول الإفريقية من رسوم ترامب؟
  • هل تخطط لزيارة أميركا؟.. واشنطن تفرض “رسوما جديدة”
  • وزير الخارجية الإيطالي يدعو لـإضعاف سعر صرف اليورو لمواجهة رسوم ترامب
  • ترامب يفرض شرطاً مقابل خفض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي
  • ترامب يراهن على الرسوم الجمركية.. ويربح مؤقتاً رغم مخاوف الاقتصاد العالمي
  • ترامب: الرسوم الجمركية على بضائع اليابان ستكون 15%
  • لمواجهة رسوم ترامب.. بروكسل تجهّز خطة تجارية بقيمة 100 مليار يورو