إدارة ترامب تواجه معركة قانونية مسيسة بحق الطلاب المؤيدين لفلسطين
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحفي زاك مونتاغيو سلط فيه الضوء على جدل قانوني متصاعد بشأن قيام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترحيل طلاب دوليين أبدوا دعما علنيا للقضية الفلسطينية، وذلك استنادًا إلى بند نادر الاستخدام في قانون الهجرة يُعنى بـ"السياسة الخارجية".
وبحسب التقرير، أفاد أربعة من كبار مسؤولي إنفاذ قوانين الهجرة، خلال شهاداتهم أمام المحكمة الفيدرالية في بوسطن، بأنهم تلقوا أوامر مباشرة في آذار/ مارس الماضي من مكتب وزير الخارجية ماركو روبيو لاعتقال عدد من الطلاب الأجانب، بعد أن أُلغيت تأشيراتهم أو بطاقاتهم الخضراء فجأة.
من بين المعتقلين، طالبة دكتوراه في جامعة تافتس، تم تسجيل لحظة اعتقالها على شريط فيديو أثار ردود فعل غاضبة. وأكّد المسؤولون أنهم لم يُطلب منهم قط تنفيذ عمليات توقيف مماثلة طوال مسيرتهم المهنية، ما يعكس سابقة قانونية غير معهودة.
وتقول الصحيفة إن هذه التحركات ترتبط بسياسة عامة انتهجتها إدارة ترامب مع عودته إلى البيت الأبيض، وتقوم على توسيع صلاحيات السلطة التنفيذية لتقييد حرية التعبير، خاصة في سياق دعم القضية الفلسطينية داخل الجامعات الأمريكية.
بند غامض.. وصلاحية فضفاضة
ويعود الأساس القانوني لهذه الإجراءات إلى بند في قانون الهجرة والجنسية الأمريكي الذي صدر عام 1952 وتم تعديله في 1990، ويمنح وزير الخارجية سلطة تقديرية لترحيل أي شخص أجنبي "إذا تبين أن وجوده يُلحق ضررا بمصلحة ملحة للسياسة الخارجية الأمريكية".
غير أن استخدام هذا البند في سياق ملاحقة طلاب بسبب آرائهم السياسية يُعد تطورا مثيرا للقلق، بحسب خبراء القانون الدستوري الذين أشاروا إلى أن المحاكم لم تختبر من قبل حدود هذا النص أمام الحماية التي يضمنها التعديل الأول من الدستور الأمريكي، والمتعلق بحرية التعبير.
اتهامات باستهداف النشطاء المؤيدين لفلسطين
ورفعت منظمات أكاديمية وحقوق الإنسان، بما في ذلك اتحاد الحريات المدنية الأمريكي ومعهد نايت للتعديل الأول٬ دعاوى قضائية تتهم فيها إدارة ترامب بانتهاك واضح للتعديل الأول، وتوسيع غير مبرر لصلاحيات روبيو بهدف "خنق الحريات السياسية في الحرم الجامعي".
وتتهم الدعاوى القضائية إدارة ترامب بانتهاك واضح للتعديل الأول، وتوسيع غير مبرر لصلاحيات روبيو بهدف "خنق الحريات السياسية في الحرم الجامعي".
وفي المحاكمة التي امتدت على مدار أسبوعين، نفى محامو الحكومة أي وجود لسياسة ممنهجة تستهدف النشطاء المؤيدين لفلسطين، واصفين هذا الادعاء بأنه "محض خيال".
غير أن الشهادات أمام المحكمة رسمت صورة مختلفة. إذ أفاد وكلاء الهجرة بأن الاعتقالات شملت طلابا شاركوا في احتجاجات جامعية مؤيدة للفلسطينيين، مثل محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا، ورميسة أوزتورك، طالبة تركية في جامعة تافتس، والتي نشرت مقالا ينتقد مواقف قادة الجامعات الأمريكية من الحرب الإسرائيلية على غزة.
بحسب مذكرة قانونية قدمها أكثر من 150 أستاذا ومحاميا، فإن بند "السياسة الخارجية" لم يُستخدم سوى 15 مرة فقط من بين 11.7 مليون قضية هجرة مسجلة منذ عام 1990، وفي معظم تلك الحالات كان مصحوبا باتهامات أخرى، بينما أُبعد فعليا أربعة أشخاص فقط بموجبه.
وتؤكد نيويورك تايمز أن الطلاب المعتقلين احتُجزوا لأشهر في مراكز احتجاز الهجرة، رغم عدم وجود تهم جنائية ضدهم، وأُفرج عنهم لاحقا في انتظار البت في قضاياهم.
مبررات روبيو ومحاولات التسييس
وفقا للتقرير، استند روبيو في قراراته إلى مزاعم تفيد بأن بعض النشطاء الطلابيين شاركوا في حملات دعم لحركة حماس، المصنّفة كمنظمة إرهابية من قبل واشنطن. لكن منظمات حقوقية مثل مشروع "نيكسوس"، وهي جهة يهودية رقابية، حذّرت من أن تلك المزاعم ليست سوى غطاء سياسي لقمع النشاط المؤيد للفلسطينيين، في إطار أجندة أوسع وردت في وثائق "مشروع إستر" الصادرة عن مؤسسة هيريتيج اليمينية.
وقال جوناثان جاكوبي، المدير الوطني لمشروع نيكسوس: "ما يحدث الآن في بوسطن جزء من مخطط أوسع لتجريم الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، بذريعة محاربة الإرهاب".
المحكمة تتريث.. والحقوقيون يحذرون
أشار القاضي الفيدرالي ويليام يونغ إلى أنه سيحتاج مزيدا من الوقت لدراسة القضية قبل إصدار حكمه، في وقت شددت فيه خبيرة القانون الدستوري بجامعة ييل، كريستينا رودريغيز، على ضرورة متابعة القضية من زاوية دستورية أوسع، كونها تطرح سؤالا خطيرا حول حدود السلطة التنفيذية في مواجهة الحقوق الأساسية.
وقالت رودريغيز: "نحن أمام نص قانوني فضفاض للغاية، يفتح الباب أمام تفسيرات تعسفية قد تمتد مستقبلاً إلى نشاطات سلمية أخرى، من تغيّر المناخ إلى أي قضايا سياسية خلافية".
ترى نيويورك تايمز أن هذه الدعوى قد تمثل لحظة مفصلية في إعادة تعريف العلاقة بين حرية التعبير وحقوق غير المواطنين داخل الأراضي الأمريكية، لا سيما في ظل سياق سياسي مضطرب، وانقسامات داخل المحكمة العليا ذات الأغلبية المحافظة.
وفي الوقت الذي تسعى فيه منظمات حقوق الإنسان إلى وقف عمليات الترحيل المستندة إلى المواقف السياسية، تؤكد الحكومة أنها تتعامل مع كل حالة على حدة، وتنفي أي نية لاستهداف تيار سياسي بعينه.
لكن الوقائع، كما يقول الحقوقيون، تروي قصة أخرى. وهي أن حرية التعبير، حين ترتبط بالقضية الفلسطينية، أصبحت في مرمى نيران القرار السياسي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب طلاب الفلسطينية الهجرة روبيو فلسطين طلاب هجرة روبيو ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: غزة تتعرض لوصاية استعمارية غير قانونية بقيادة ترامب
تناولت صحف عالمية تطورات الوضع في قطاع غزة الذي قالت إنه يتعرض لما يشبه الوصاية الاستعمارية، وكذلك جهود الحرب الروسية الأوكرانية التي رأت أنها تقترب من الانتهاء.
ففي صحيفة لوموند الفرنسية كتب المحامي ألفونسو دورادو والخبير الدولي باتريك زانت، مقالا انتقدا فيه قرار مجلس الأمن الدولي الذي قالا إنه "يرسخ وصاية ما يسمى مجلس السلام على قطاع غزة بعيدا عن أي مشاركة فلسطينية أو إطار أممي متعدد الأطراف".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوموند: إسرائيل تفرض نظاما غير مسبوق من الإرهاب في الضفة الغربيةlist 2 of 2نيويورك تايمز: مخيمات تنظيم الدولة في صحراء سوريا قنابل موقوتةend of listورأى الكاتبان أن القرار "يتيح سيطرة المجلس الذي سيقوده دونالد ترامب على غزة دون حياد أو التزام بالقانون الدولي الإنساني، ويتجاهل القرارات الدولية السابقة ويكرس ما يشبه الوصاية الاستعمارية".
أما صحيفة هآرتس، فعلقت على الدبوس الذي وضعه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وحزبه -وكان على شكل حبل مشنقة- خلال مناقشة قانون إعدام المقاومين في الكنيست الإسرائيلي، قائلة إنه يجب التخلص من هذ الدبوس ومن يرتديه في مزبلة التاريخ.
وأضافت الصحيفة أنه "ليس صدفة أن من يضعون حبل المشنقة كرمز هم أنفسهم من عارضوا كافة صفقات استعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة".
واعتبرت أن تقديس الموت في إسرائيل "أصبح أمرا علنيا وفظا، ويُتباهى به سواء في قتل الناس أو دعوات تجويعهم في غزة أو في عمليات الإعدام خارج القانون في الضفة الغربية".
تبييض الحروبوفي الغارديان البريطانية، كتبت أروى مهدواي مقالا قالت فيه إن مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" كانت في السابق تعني المتعة والمرح وتعزيز السلام لكنها أصبحت اليوم وسيلة ساخرة لتبييض الحروب.
وأضافت أن المسابقة تستمر في مهمتها المتمثلة في الوحدة والتبادل الثقافي من خلال الترحيب الحار بإسرائيل رغم انسحاب 4 دول أوروبية على الأقل هي هولندا وإسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا.
وقالت مهداوي إن المسابقة منعت روسيا من المشاركة عام 2022 بسبب الأزمة في أوكرانيا، مضيفة "لكن يبدو أن الأزمة في غزة مختلفة تماما حيث يجري تجاهل ما تقترفه إسرائيل هناك من جرائم، فضلا عن تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية".
سلام محتمل بأوكرانياوفي ما يتعلق بالشأن الأوكراني، كتب ديفيد إغناشيوس مقالا في واشنطن بوست، قال فيه إن ملامح اتفاق سلام مستدام "بدأت في الظهور تدريجيا".
إعلانوأضاف الكاتب "رغم كل أساليب التفاوض القاسية التي يتبعها ترامب وتعاطفه غير المبرر مع المعتدي الروسي فإن هذه الصفقة تقترب أكثر فأكثر وفقا لمسؤولين أوروبيين وأوكرانيين وأميركيين".
ومع ذلك، يرى إغناشيوس أن ترامب "قد يضيع الفرصة إذا ضغط على كييف وحلفائها الأوروبيين بطريقة تدفعهم لمواصلة القتال رغم التكلفة الباهظة"، وقال إن "هذا سيكون سيئا للجميع وإن هذه لحظة ترامب لكي يطمئن أوكرانيا وأوروبا لا أن يجبرهم على صفقة بالقوة".
وأخيرا، كتب الخبير في الشؤون الروسية توماس غراهام، مقالا في "فورين أفيرز"، قال فيه إن الوقت "ملائم جدا لإنهاء الحرب الأوكرانية"، معتبرا أن ترامب "قادر على لجم المشككين وإتمام صفقة".
وأضاف الكاتب أن النجاح "ليس مضمونا لكنه قد يتحقق مع الجهد الدؤوب"، وأن السؤال الحقيقي "يبقى حول قدرة إدارة ترامب على حشد المهارة والصبر والمثابرة لدفع العملية الدبلوماسية نحو نهاية ناجحة".