عالم أزهري: لا تقهروا أبناءكم على اختياراتكم الجامعية.. واسمحوا لهم برسم طريقهم
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن تدخل الآباء في اختيارات الأبناء للكلية الجامعية بشكل قهري قد يؤدي إلى أضرار نفسية جسيمة، مطالبًا الأسر بضرورة احترام رغبات أبنائهم والتعامل معهم باعتبارهم بالغين قادرين على اتخاذ قراراتهم المصيرية.
دراسة تخصصات لا يحبونهاوأوضح المهدي، في تصريح له، أن ما يتكرر في العيادات النفسية من حالات لأبناء أُجبروا على دراسة تخصصات لا يحبونها هو جرس إنذار للمجتمع، حيث يعاني بعضهم من تعثر دراسي مزمن أو فقدان الشغف، وقد يتحول الأمر أحيانًا إلى شكل من العقاب النفسي الموجه للآباء، من خلال الفشل أو التراخي المتعمد، وكأن الطالب يقول: "لن أنجح لكم فيما أجبرتموني عليه".
وشدد المهدي، على أن بلوغ الشاب أو الفتاة سن الثامنة عشرة يعني أنهم في مرحلة من النضج تسمح لهم بالاختيار، ولا يصح نزع إرادتهم بدعوى أنهم "لا يعرفون مصلحتهم"، مضيفًا أن الحوار والإقناع مساران ضروريان، لكن القرار الأخير يجب أن يكون بيد الطالب.
وأشار المهدي إلى أهمية التخطيط بمرونة، من خلال وضع هدف رئيسي وبدائل واقعية، وعدم اختزال المستقبل في كلية واحدة، مستشهدا بحالة العالم الراحل الدكتور أحمد زويل، الذي لم يتمكن من دخول كلية الطب رغم رغبته، فاختار كلية العلوم، وبرز فيها حتى أصبح من كبار علماء الكيمياء في العالم، وحصل على جائزة نوبل، متسائلًا: "ماذا لو دخل أحمد زويل الطب؟ هل كان سيصبح زويل الذي نعرفه؟".
ودعا الأهل إلى الثقة بأبنائهم، ودعمهم في خياراتهم بدلاً من فرض مسارات قد لا تتوافق مع مواهبهم أو ميولهم، قائلاً: "من حق الأبناء أن يُكملوا طريقهم بأقدامهم لا بأوامر الآخرين".
https://youtu.be/R20Goc4hBPQ?si=HMFJge9hW2o9u55f
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أستاذ طب نفسي عالم أزهري الدكتور محمد المهدي الثانویة الأزهریة 2025
إقرأ أيضاً:
حدثوا أبناءكم وذكروهم
دائمًا ما نسمع قيادتنا تردد بأن المواطن السعودي هو ثروة الوطن الحقيقية. وأن الوطن قام على سواعد أبنائه المخلصين الذين قدموا الغالي والنفيس لرفعته وازدهاره.
كثير من الأجيال الجديدة يجهل ما قام به الأجداد من جهد وعمل عندما كانت الموارد محدودة، و كيف أنهم تحملوا الظروف القاسية، حتى تنعم أجيالنا بالرخاء. وكيف أن البعض كان يسافر عبر البحار لعدة شهور كي يعمل. أو أن يسافر لإجراء عملية تعد اليوم إجراء طبيًا بسيطًا يقوم به الطبيب في أقرب مستوصف.
لابد لنا أن نحدث أبناءنا عن أجدادهم الذين كانوا يمشون المسافات الطويلة لإيصال أبنائهم إلى أماكن الدراسة، أو للبحث عن طبيب يعالج المريض منهم.
لابد من تذكير أبنائنا بذلك ليس لكي يقدروا أجدادهم فقط، ولكن ليعلموا أن عليهم العمل أكثر حتى تحصل الأجيال القادمة على حياة افضل. وأن ما وصلنا اليه وما حصلوا عليه من رخاء لم يكن بالسهل. بل بفضل الله- تعالى- قبل كل شيء، ثم بفضل رجال وسيدات كانت راحتهم في رفعة الوطن من أجل سعادة وسلامة أبنائهم.
يجب أن يكرموا السابقين بالمحافظة على ما وجدوه، وأن لا يضيعوه؛ بل يعملون للإضافة إليه.
وإذا أردنا أن تدوم النعم التى تغمرنا للأجيال القادمة، علينا ان نحافظ عليها وأن نشكر الله عليها.
حدثوا أبناءكم عن التراحم والترابط بين أفراد المجتمع، وكيف أنهم كانوا يتحركون لمساعدة المحتاج منهم. وكيف كان سكان الحي يقومون على خدمة الأرامل ويتسابقون لقضاء حاجاتهم.
علموا اولادكم أنهم بحاجة إلى الجميع، بحاجة الى الضعيف قبل القوي.
كان التراحم بين جميع طوائف المجتمع.
وأذكر ما حدث لأحد كبار رجال الأعمال، عندما تسببت تقلبات السوق في إفلاسه. وخسرمئات الملايين، وعاد إلى نقطة الصفر، فما كان من رجال الأعمال الذين يعرفونه في منطقته إلا أن ساعدوه؛ للحصول على عقود عمل جديدة؛ لكي يتخطى خسائره، ويعود كما كان.
هناك مقولة لابن خلدون:” الأيام الصعبة تخرج رجالًا أقوياء، والرجال الأقوياء يخرجون الرخاء، والرخاء يخرج رجالًا ضعفاء، والرجال الضعفاء يخرجون الأيام الصعبة”، فهل نستطيع ان نعكس هذه المقولة ونكون الاستثناء لها؟