علي جمعة: المهدي يظهر عند اختلاف الأمة وهذه صفاته كما وردت في كتب العلماء
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن المهدي يخرج على حين اختلاف وفرقة للأمة ربما تكون كفرقتنا هذه واختلافنا، ويجمع الله عليه الناس، وهذا ليس بيد أحد من البشر، فكما جمع على جده ﷺ قلوب الناس، يجمعها له، قال تعالى : (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال :63] فجمع القلوب وتوحيد الأمة هي نعمة من الله سبحانه وتعالى يمتن بها علينا، قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران :103].
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية فيسبوك، أننا تجتمع على المهدي القلوب، بل تجتمع عليه الحكام وتلين قلوبهم له، فإن القلوب بيد الله سبحانه وتعالى، يقلبها كيف يشاء،ويصرفها كيف يشاء، فإذا أذن بخروج المهدي قلب القلوب تجاهه، وجمع الناس عليه.
وقد اعتنى علماء الأئمة بمسألة المهدي وخروجه، فألفوا فيها التصانيف، ومن هؤلاء الإمام السيوطي، فقد جمع فيه جزءاً سماه العرف الوردي في أخبار المهدي، وهو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه، والحافظ عماد الدين بن كثيرة قال في كتابه الفتن والملاحم: «وقد أفردت في ذكر المهدي جزءاً على حدة، وللّه الحمد والمنة».
والفقيه ابن حجر المكي الشافعي، وقد سمى مؤلَّفه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، والشيخ علي المتقي الهندي صاحب كنز العمال، فقد ألف في شأن المهدي رسالة ذكرها البرزنجي في الإشاعة، وذكر ذلك قبله أيضاً ملا علي القاري الحنفي، في المرقاة شرح المشكاة. وملا علي القاري، وسمى مؤلَّفه المشرب الوردي في مذهب المهدي، ذكره في الإشاعة، ونقل جملة كبيرة منه.
والشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين بعد الإلف، وسمى مؤلَّفه "فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر".
ومنهم محمد بن علي الشوكاني، وسمى مؤلَّفه "التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح".
والأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني صاحب سبل السلام، المتوفى سنة 1182 هـ. قال صديق حسن في الإذاعة: «وقد جمع السيد العلامة بدر الملة المنير، محمد بن إسماعيل الأمير اليماني، الأحاديث القاضية بخروج المهدي، وأنه من آل محمد(صلى الله عليه وآله)، وأنه يظهر في آخر الزمان»، ثم قال: «ولم يأت تعيين زمنه إلاّ أنه يخرج قبل خروج الدجال».
فما صفات المهدي ؟ وما الذي يجب على المسلمين في الإيمان به ؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة المهدي المنتظر علامات يوم القيامة المهدی المنتظر
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: قصة سيدنا يونس تعلمنا الصبر وذكر الله في السراء والضراء
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ}، أي ظن أن الله لن يضيّق عليه. لم يعتقد أن الله يعجز عن أن يأتي به، بل ظن أن الله سيمنحه الفسحة، كما اعتاد من ربه -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- من الإكرام وسعة الحال فقوله: {نَّقْدِرَ }، أي نضيق ، لا بمعنى العجز، تنزَّه الله عن ذلك.
واوضح جمعة في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن سيدنا يونس نادى في الظلمات {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ}، وهو في أحلك الظروف، قريب من الهلاك، ولا أمل يُرتجى. لم يحدث من قبل أن نجا أحد في مثل حالته؛ رجل ابتلعه الحوت، وهو في بطنه، لكنه لم ينسَ ذكر ربه، لا وهو يدعو الناس، ولا وهو يفرّ على متن السفينة، لا في لحظة الشدة، ولا في لحظة السَّعة، لا في الظلمات، ولا في ضوء الشمس والأنوار.
{أَنْ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، نبيٌّ مقرب يصف نفسه بالظلم أمام ربه. فما بالك أيها العبد تتكبر على ربك، وتظن أنك لم تعصه قط، وتعتقد أنك دائمًا على الصراط المستقيم؟ ارجع إلى ربك، وحاسب نفسك قبل أن تُحاسب {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}، لم يكن وحده من استجاب الله له، بل هذا منهج عمل لكل مؤمن.القرآن يخاطبك، وهو كنز بين يديك؛ فتدبره كما أمرك الله بالتدبر.
هذه أوامر ربنا - سبحانه وتعالى - بالصبر اصبر على عملك، وأدّه كما ينبغي؛ فإن “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل” واصبر على الناس، ولا تكن إمعة تقول: “أنا مع الناس، إن أحسنوا أحسنت، وإن أساؤوا أسأت” واصبر في دعائك، ولا تقطعه أبدًا، ولا تستعجل الإجابة واصبر على البلاء، ولا تضعف أمام عقيدتك ودينك. فإن الله - سبحانه وتعالى - يحشر الأنبياء يوم القيامة، ومنهم نبي ليس معه أحد، وهو الذي كان على الحق والناس على الباطل واصبر على العمل لله، وعلى عمارة الدنيا، وعلى تزكية النفس. لا تتزحزح، ولا يغرنّك حالٌ لا يرضي الله ورسوله واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل.