الجزيرة:
2025-07-26@13:18:37 GMT

أطفال التوحد في غزة وجع بلا صوت تنهكه المجاعة

تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT

أطفال التوحد في غزة وجع بلا صوت تنهكه المجاعة

لم تترك المجاعة القاتلة في قطاع غزة بيتا إلا طرقت أبوابه، ولا طفلا إلا ألقت بثقلها عليه، دون أن تفرق بين مريض أو سليم، كبير أو صغير.

ومع استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي -منذ شهور- في إغلاق معابر القطاع الفلسطيني المنكوب ومنعه إدخال الإمدادات الإنسانية، يعيش السكان كارثة إنسانية غير مسبوقة حيث بات الجوع مشهدا يوميا مأساويا يفتك بجميع الفئات، وعلى وجه الخصوص الأطفال والنساء وكبار السن.

ووسط هذا المشهد المأساوي، تتجلى واحدة من أكثر القصص إيلاما، يرويها المصور الصحفي مجدي قريع، عن ابنه المصاب بالتوحد الذي لم يفهم معنى الحرب أو الحصار، لكنه عبر بلغة الألم الصامتة عن جوعه، كما لم يفعل من قبل.

ولم يكن قريع يتخيل يوما أن يأتيه ابنه المصاب بالتوحد ليعبر عن جوعه، وهو لا يتكلم، إلا أن المجاعة المنتشرة في كافة أرجاء غزة جعلته يأتي إليه، يضرب بيده الصغيرة على بطنه بشدة، في صرخة غير منطوقة لكنها مفهومة "أنا جائع".

ويقول الصحفي في منشور مؤلم عبر صفحته على فيسبوك "في ظل المجاعة القاتلة، سأتحدث لكم عن ابني المصاب بالتوحد. منذ أن اكتشفت إصابته، كرست وقتي وجهدي لمساعدته على التعلم وملء يومه بين المؤسسة التي يتأهل فيها، والأنشطة الترفيهية كركوب الدراجة الهوائية في ملعب اليرموك، والسباحة في مسبح خاص. ولم يكن يسأل عن الطعام بسبب كثرة خروجه من المنزل، وكان ذلك جزءا من علاجه وتفريغ طاقته السلبية".

ويشار إلى أنه منذ بداية الحرب "اختفى كل شيء" وتوقف عن اصطحاب ابنه إلى الخارج بسبب موجات النزوح المتكررة، وتدمير الأماكن التي اعتاد الذهاب إليها معه، مضيفا "تغير سلوكه بشكل ملحوظ، وكأن كل ما بنيته معه على مدار سنوات قد انهار فجأة".

ويتابع "بالأمس، ولأول مرة، جاءني يضرب بيده على بطنه بشدة. إنه لا يتكلم، وكأنه يقول لي بوضوح: أنا جائع. لا يوجد شيء أشتريه له ولا لإخوته. هو لا يعرف أننا في حرب أو في مجاعة.. هو فقط يريد أن يأكل".

إعلان

وقد لقي منشور المصور تفاعلا واسعا على منصات التواصل بالقطاع، وعبر كثير من المعلقين عن حزنهم العميق، مؤكدين أن قصة مرضى التوحد هذه ليست استثناء، بل تمثل شريحة واسعة من الأطفال الذين يعانون بصمت.

وعلق أحدهم قائلا "هذه قصة طفل واحد مصاب بالتوحد، لكن هناك مئات الحالات التي لم تكشف بعد في ظل الحرب الوحشية والمجاعة التي تضرب القطاع".

وأشار مغردون إلى أن كثيرا من أطفال غزة يعانون من سوء تغذية حاد، وأن الحاجة ماسة لتوفير الغذاء والرعاية، لا سيما لذوي الاحتياجات الخاصة، لأنهم لا يفهمون معنى الحرب أو فقدان الطعام، كل ما يريدونه هو أن يأكلوا.

وكتب آخر تعليقا موجعا "بنتي عمرها سنة ونصف السنة، أمس قالت لي: بابا ننه (خبز).. لم أعرف ماذا أقول لها".

وقد اعتبر مدونون آخرون أن أطفال التوحد في غزة يواجهون صعوبات مركبة، فإلى جانب نقص الغذاء، فإن أصوات القصف المتواصلة منذ ما يقارب 22 شهرا تؤثر عليهم نفسيا وسلوكيا، مما يستدعي تدخلا عاجلا لحمايتهم ورعايتهم.

صباح الخير… خلف كل صباح نعيشه، أطفال غزة يموتون جوعًا وحصارًا خانقًا، بلا ماء ولا غذاء، وبين الركام يبحثون عن الأمان.
???? لا تغلقوا قلوبكم عن وجعهم، وادعوا لهم بالفرج والرحمة. #غزة #أطفال_غزة pic.twitter.com/gwGRpHYLX0

— Afaf Mugahed Ahmed (@Afaf_mugahed) July 24, 2025

وتساءل كثيرون عن دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية فيما يتعرض له الأطفال في غزة، لا سيما المصابين بمرض التوحد وذوي الإعاقات الذهنية الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة لا تتوافر في ظل الحرب والحصار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

رسالة تجمع بين الإبداع والعطاء.. سحر أحمد: استخدم الفن لعلاج مرضى التوحد

تحدثت سحر أحمد، مدرس مساعد بكلية الفنون الجميلة وكلية التربية الفنية، عن فن الحلي والجداريات، قائلة: يجب علينا أن نحب ما نعمله، ونشعر بأهمية الفن ودوره في المجتمع.

أسوان في 24 ساعة| إشادة بقاهرة الأمية.. أعمال فنية بواجهات العمارات.. ومشروع لتطوير طريق الساداتنشرة الفن| صورة جديدة لـ أنغام في المستشفى.. مغني الراب فليكس يتلقى عزاء والدته غدا

ولفتت خلال حوارها ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، إلى أنها تدرس في محافظات الصعيد بدون أي مقابل مادي، وذلك بسبب حبها للفن ورغبتها في تعليم الشباب، متابعة: أقدم قطع فنية فريدة ومميزة ولا أعمل على تكرار القطع الفنية.

وأضافت: أقوم برسومات ملح، بالإضافة إلى الرسم على الملابس القديمة وتجديدها وإضافة روح جديدة على كل قطعة.

وأوضحت أنها تعالج مرضى التوحد والدمج وذوي الاحتياجات الخاصة بالفن، متابعة: العلاج بالفن هو نوع من أنواع العلاج النفسي.

طباعة شارك التربية الفنية الفنون الجميلة العلاج النفسي الخاصة بالفن

مقالات مشابهة

  • بين تراجع الجيش واستمرار المجاعة.. هكذا تبحث إسرائيل عن مخرج من حرب غزة
  • بأجساد هزيلة وأعين غائرة وبطون خاوية.. أطفال غزة هدف مشروع لآلة القتل الصهيونية
  • رسالة تجمع بين الإبداع والعطاء.. سحر أحمد: استخدم الفن لعلاج مرضى التوحد
  • جدعون ليفي: صور المجاعة في غزة تذكر بالهولوكوست ومعسكرات الاعتقال
  • صحف عالمية تدعو لإنقاذ سكان غزة من المجاعة وتطالب بوقف الحرب
  • ١١٣ شهيدا من الجوعى في غزة غالبيتهم أطفال
  • مراسل ذي انترسبت يروي شهادته عن المجاعة التي تسبب بها الاحتلال في غزة
  • ارتفاع كبير في حالات التوحد.. ما الذي يحدث؟ وهل ينبغي القلق؟
  • ''هذا مش دايت ولا رياضة''.. أبناء غزة يوثقون أثر المجاعة على أجسادهم بصور قبل وبعد