الثورة نت/..

تظاهر آلاف المستوطنين “الإسرائيليين”، مساء اليوم الخميس، في مدينة “تل أبيب” (يافا المحتلة)، مطالبين بوقف العدوان على قطاع غزة، واستئناف المفاوضات من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى، وذلك عقب عودة وفد العدو “الإسرائيلي” المفاوض من العاصمة القطرية الدوحة.

ووفقا لوكالة “قدس برس” شهدت التظاهرات مشاركة واسعة، حيث سار المحتجون في مسيرات جابت شوارع “تل أبيب” قبل أن تتجمع الحشود في موقع مركزي وسط المدينة.

ورفعت لافتات تدعو إلى التوصل إلى اتفاق شامل ينهي العدوان ويعيد الأسرى.

وأقدم عدد من المتظاهرين على إشعال الإطارات وإغلاق مفترقات رئيسية.

كما شاركت عائلات الجنود والأسرى الاسرائليين في غزة في الاحتجاجات، مؤكدين على أن “استمرار العمليات العسكرية يُعرقل جهود إعادتهم”.

وتتفاقم الكارثة الإنسانية بشكل غير مسبوق في قطاع غزة، مع إغلاق كامل للمعابر منذ أكثر من 140 يوما، رغم وجود اتفاق سابق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تنصّلت منه قوات العدو.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

غزة بين مطرقة العدوان وسندان الخذلان

في مشهدٍ يندى له جبينُ الإنسانية، وتتكسر فيه كلُّ قيم العدل والرحمة، تئنّ غزة اليوم تحت وطأة عدوانٍ وحصارٍ لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلاً.
فصول الإبادة تتوالى، والمجازر تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، بينما أطفالٌ يتضوّرون جوعًا، ونساءٌ يُقتلن بدمٍ بارد، ومدنٌ تُسوّى بالأرض.

يمانيون/كتابات/إلـهام الأبـيض

 

إنها ليست مجرد حرب، بل هي محاولةٌ ممنهجةٌ لإفناء شعب، وتغيير ديموغرافي قسري، تُنفَّذ بضوءٍ أخضر ودعمٍ مطلق من قوى الاستكبار العالمي، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد تحولت غزة إلى سجنٍ كبير، ثم إلى مقبرةٍ جماعيةٍ مفتوحة.
القصف لا يتوقف، والمستشفيات تحوّلت إلى أطلال، والمدارس والمساجد دُمّرت، والمنازل سُوِّيت بالأرض.
لم يكتفِ العدو الصهيوني بالقتل المباشر، بل لجأ إلى سلاح التجويع الممنهج، حيث تُمنَع المساعدات الإنسانية، وتُستهدَف قوافل الإغاثة، وتتحول نقاط توزيع الطحين إلى كمائن للموت، في جريمة حربٍ واضحة تهدف إلى كسر إرادة الصمود لدى شعبٍ أعزل.
إنّ ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية بكل المقاييس، تُرتكب بدمٍ بارد، وتُبث على الهواء مباشرة، لتكشف عن وحشيةٍ غير مسبوقة، وتُسقط آخر الأقنعة عن وجه الكيان الغاصب وداعميه.

وهنا صمت العرب وتخاذلهم: فصلٌ جديدٌ من الخزي. في المقابل، يقف العالم العربي الرسمي في موقفٍ لا يليق بحجم الكارثة، ولا يتناسب مع حجم المسؤولية التاريخية والدينية والأخلاقية.
صمتٌ مطبق، وتخاذلٌ فاضح، وتطبيعٌ مخزٍ، كلها تشكل فصلًا جديدًا من الخزي في تاريخ الأمة.
بينما تُذبح غزة، وتُحاصر، وتُجَوَّع، تكتفي بعض الأنظمة ببيانات الشجب الخجولة، أو تمارس دور المتفرج، بل وتشارك في حصار الشعب الفلسطيني بطرقٍ مباشرة أو غير مباشرة.
هذا الصمت ليس مجرد سلبية، بل هو تواطؤ يشجع العدو على التمادي في جرائمه، ويعمّق جراح الأمة، ويعيد كتابة التاريخ بمدادِ الخزي والعار.
إن هذا الخذلان يُعيد إلى الأذهان مشاهدَ الخذلان التاريخي التي أدّت إلى كربلاء، حيث تُرك الحق وحيدًا في مواجهة الباطل.

لكن في خضم هذا الظلام الدامس، يبرز صوتٌ آخر، موقفٌ مغايرٌ تمامًا، يكسر جدار الصمت، ويعيد الأمل إلى قلوب المظلومين.
إنه موقف اليمن، الذي يعاني هو الآخر من حصارٍ وعدوانٍ قاسٍ، لكنه لم يكتفِ بالاستنكار، بل تحرّك بالفعل، ليقدم نموذجًا فريدًا في التضامن العملي.

لقد أعلن اليمن، بقرارٍ سيادي وشجاع، عن وقوفه الكامل إلى جانب غزة، ليس بالكلمات فحسب، بل بالأفعال التي هزّت أركان القوى العظمى.
فعمليات البحر الأحمر، واستهداف السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني، لم تكن مجرد ردود فعل، بل كانت استراتيجية مدروسة لكسر الحصار عن غزة، وتكبيد العدو خسائر اقتصادية فادحة، وإجباره على وقف عدوانه.
لقد أثبت اليمن أن الإرادة أقوى من الإمكانيات، وأن الصمود قادر على إسقاط مفهوم الردع لدى أقوى الجيوش.
لقد كسر اليمن هيمنة القوى العظمى في أهم الممرات الملاحية العالمية، وأعاد تعريف مفهوم التضامن، ليصبح فعلًا مؤثرًا لا مجرد شعار.

غزة اليوم ليست وحدها فصوت اليمن يصدح بالحق، ويده تمتد بالعون، في مشهدٍ يعيد للأمة بعضًا من كرامتها المفقودة.
هذا التباين الصارخ بين موقف اليمن وموقف غالبية الأنظمة العربية، يكشف عن أزمة ضميرٍ عميقة، ويعيد رسم خريطة الولاءات الحقيقية في المنطقة.

إنها دعوةٌ لصحوةٍ شاملة لإدراك أن الكرامة لا تُشترى،
وأن الحرية لا تُوهب،
وأن النصر لا يأتي إلا بالجهاد والتضحية، والوقوف صفًا واحدًا مع الحق، مهما كانت التحديات.

فالتاريخ لن يرحم المتخاذلين،
ودماء الشهداء لن تذهب هدرًا،
وفجر النصر قادمٌ لا محالة،
لـغزة، وكل فلسطين، بإذن الله، وبإرادة الصامدين المجاهدين.

مقالات مشابهة

  • غزة بين مطرقة العدوان وسندان الخذلان
  • صحيفة: تل أبيب تشارك في محادثات لتبادل مئات الأسرى في سوريا
  • حماس والجهاد تردان على ويتكوف: الوسطاء رحبوا برد المقاومة وملتزمون بوقف العدوان
  • لماذا غضبت واشنطن من رد حماس بينما رحّب به الوسطاء؟
  • آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن
  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الدولية والإقليمية
  • تل أبيب تتسلم رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار وتبدأ دراسته
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب تلقت رد حماس على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار وتدرسه حاليا
  • مستوطنون يعتدون على منشأة زراعية في السواحرة بالقدس