الخير قادم.. 1.5 مليار دولار في طريقها لخزانة مصر.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
إنجازات ضخمة حققتها مصر في قطاع البترول خاصة اكتشافات الغاز، وتستمر في المضي قدما نحو تحقيق رؤيتها للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز في ضوء ما تمتلكه من ثروات ومقومات تؤهلها لتحقيق هذا الهدف.
نجحت الدولة المصرية في تعزيز قدراتها الإنتاجية والتصديرية في ظل إبرامها المزيد من التعاقدات الدولية للبحث والاستكشاف، فضلاً عن تطوير شبكة الموانئ والبنية التحتية ومحطات الإسالة، بما يحقق الإدارة الجيدة لموارد البلاد الطبيعية والاستغلال الأمثل لها.
وتخطو مصر بالفعل خطوات ناجحة في مجال صناعة الغاز، وهناك مشروعات كبيرة خاصة بالاكتشافات تعلن عنها الحكومة متمثلة في وزارة البترول بشكل متواصل.
وتخطط وزارة البترول والثروة المعدنية لحفر 35 بئراً جديدة للغاز الطبيعي باستثمارات تزيد على 1.5 مليار دولار خلال العامين الماليين 2023-2024 و 2024-2025 بهدف زيادة معدلات الإنتاج والاحتياطيات.
قال وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا، إن ثمة خطة يجري تنفيذها لحفر 45 بئراً للغاز الطبيعي بالبحر المتوسط والدلتا باستثمارات نحو 1.9 مليار دولار، شملت حفر 10 آبار تم الانتهاء منها خلال العام المالي المنتهي في يونيو الماضي وأسفرت عن تحقيق عدد من الاكتشافات أهمها كشف نرجس بالبحر المتوسط باحتياطيات حوالي 2.5 تريليون قدم مكعب غاز.
وأضاف في اجتماعه مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أن نتائج المزايدة العالمية للبحث عن الغاز الطبيعي في 12 منطقة برية وبحرية بالبحر المتوسط والدلتا يجري تقييمها عقب إغلاقها في نهاية يوليو الماضي وفق بيان من مجلس الوزراء.
وأشار إلى أن الموقف التنفيذي لخطط تنمية حقل غاز ظهر، تضمنت حفر وإكمال 20 بئراً، علاوة على 5 آبار إضافية بدءاً من عام 2024، لدعم معدلات الإنتاج من الحقل التي تبلغ حاليا نحو 2.2 مليار قدم مكعبة غاز يوميا، موضحا أن الإجراءات المنفذة لدعم كفاءة أداء المحطة البرية للحقل مخطط الانتهاء منها في منتصف العام المقبل، وتشمل مشروعات تطوير وتدعيم الشبكة الكهربية التحت سطحية والمرحلة الثانية لزيادة سعة وحدات المعالجة وتركيب وحدات الضواغط.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور رمضان أبو العلا، الخبير البترولي، إن مصر اليوم تعتبر محط أنظار العالم كله، خاصة أن العالم كله يحتاج للغاز والطاقة، ومصر تتمتع ببنية تحتية جيدة ومصانع إسالة وغاز طبيعي.
وأضاف أبو العلا ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الاكتشافات الجديدة تزود الاحتياطي الاستراتيجي وتعادل ما يتم استهلاكه سنويا، موضحا أن مضمون الاكتشاف دعوة لضخ المزيد من الاستثمارات.
وتابع: اكتشافات الغاز الطبيعي تضمن الثقل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على المستويين المحلي والإقليمي، فضلًا عن دور تلك الاكتشافات في جذب مزيد من الاستثمارات للسوق المصري، وأن هذا الاكتشاف سيكون بمثابة دفعة كبيرة لإنتاج الغاز الطبيعي بمصر.
وأكد أن هذه الاكتشافات تعزز من قدرة مصر في مجال الغاز الطبيعي، موضحا أن الاكتشافات المتكررة دليل اهتمام مصر بقطاع الطاقة ومحاولة الاستفادة القصوى منه خلال الفترة المقبلة.
ولفت: الدولة تعمل على اكتشاف المزيد من كميات الغاز الطبيعي وزيادة احتياطي وإنتاج الدولة منه خاصة وأنه تم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز وتصدير الفائض منه.
ومن جانبه، استعرض الدكتور ثروت راغب أستاذ هندسة البترول والطاقة، الإنجازات التي تحققت في قطاع البترول والغاز في مصر قائلا "إن قطاع البترول على مستوى العالم هو الذي تقوم عليه عماد أي دولة وهو الذي ينهض بالدول ويساهم في زيادة الناتج المحلى"، موضحا أن الدولة المصرية وضعت استراتيجيتين اعتمدت فيهما على زيادة الإنتاج ثم زيادة الاستكشافات، مما استوجب عمل مزايدات بترولية في البحر الأحمر والبحر المتوسط، والتي أدت بدورها إلى ترسيم الحدود في حوض البحر المتوسط، ومعرفة حدودنا الإقليمية والاقتصادية.
وأضاف راغب ـ خلال تصريحات له، أن حقل ظهر يعد من الحقول الضخمة الإنتاج عالميا ، بمقدار 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، حيث استطاعت مصر خلال 28 شهرًا من عملية الاستكشاف الوصول إلى الإنتاج، ثم الوصول للاكتفاء الذاتي في 2018، كما يتم الآن توفير253 مليون إسطوانة بوتاجاز سنويا.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي يولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف من خلال اجتماعاته برؤساء الشركات العالمية وخاصة شركة (إينى) الإيطالية، مؤكدًا أن الوصول لـ673,6 مليون طن إنتاج ثروة بترولية خلال 9 سنوات يدل على وجود خطة ثابتة وهدف محدد للوصول للاكتفاء الذاتي من الغاز وزيادة الاكتشافات البترولية.
ولفت النظر إلى أنه من ضمن الإنجازات التي حققتها الدولة أيضا منتدى شرق المتوسط، الذي انعقد في مصر وجذب دول كثيرة، وله عدة فوائد منها أمن الطاقة العالمي.
وكشف أن مصر أصبحت الآن مركزًا إقليميًا للطاقة، حيث إنها تمتلك إنتاجًا ضخمًا من الغاز، واحتياطيات عالمية ضخمة وتوسعات كبيرة جدًا في الموانئ بالسخنة ودمياط وخلافه، كما قمنا بتصدير 4 مليون طن تقريبا من البتروكيماويات، ولدينا فائض كهربائي.
وفي يونيو الماضي، أعلنت شركة "فينترسال دِيا" الألمانية عن نجاحها في اكتشاف جديد للغاز الطبيعي ضمن امتياز دسوق في منطقة دلتا النيل البرية في مصر.
وتركزت العمليات في البئر الاستشكافية الجديدة (NSG-3) في خزان أبو ماضي داخل امتياز دسوق بموجب اتفاقية تطوير الحقول في هذه المنطقة.
يأتي الاكتشاف الجديد بعد اكتشاف الشركة السابق في منطقة التنقيب في شرق دمنهور في يناير من العام الجاري 2023، ويتم تشغيل مشروع غاز دسوق من قبل شركة «ديسوكو»؛ وهو مشروع مشترك بين فينترسال دِيا والشركة المصرية القابضة للغازات "إيجاس".
فالجدير بالذكر، أن الاستكشافات المتتالية تجعل مصر عنصراً فاعلاً وقوة مؤثرة في سوق الطاقة العالمي خاصة في ظل الاضطرابات والتحديات والمتغيرات الدولية الراهنة وبحث العديد من الدول عن تأمين إمداداتها من الطاقة
وتمتلك مصر عددا كبيرا من اكتشافات الغاز خلال الفترة الأخيرة، ما ساعدت على تغير خريطة مصر للغاز بالعالم كله، وأبرزها حقل “نرجس” و"ظهر"، وهما الأكبر على مستوى الشرق الأوسط حتى الآن.
وكان من أكبر 6 حقول غاز في مصر، والتي تم اكتشافها خلال السنوات الماضية:
ــ حقل ظهر: أعلنت شركة إينى الإيطالية عن اكتشافه في 30 أغسطس 2015، ويقع على مسافة 190 كيلو مترا من سواحل مدينة بورسعيد، وفى عمق مياه 4100 متر في منطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط، على مساحة تصل إلى 100 كيلو متر مربع.
وتقدر احتياطات الحقل "داخل الخزان" بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
ــ حقول شمال الإسكندرية: أحد أهم الحقول المصرية في البحر المتوسط، حيث يقع على بعد 65 كيلو مترا من ساحل مدينتى إدكو ورشيد، ويمتد على عمق يتراوح من 350 إلى 850 مترا من سطح البحر.
وتبلغ احتياطيات الحقل نحو 5 تريليونات قدم مكعب من الغاز من المرحلة الأولى في حقلى تورس وليبرا، وتولى تنفيذ المشروع تحالف مكون من شركة بى بى الإنجليزية و"ديا" الألمانية.
ــ حقل نرجس: تم الإعلان عن اكتشافه الشهر الجاري، ويقع فى البحر المتوسط، باحتياطيات مبدئية معلنة 3.5 تريليون قدم مكعب، المشغل الرئيسى شركة "شيفرون" الأمريكية.
ــ حقل نورس: يقع بمنطقة الدلتا، وتم الإعلان عن اكتشافه فى 2015، ويبلغ إجمالى احتياطى الحقل نحو 2 تريليون قدم مكعب من الغاز، المشغل الرئيسى شركة "أيوك" التابعة لشركة إيني الإيطالية.
ــ حقل أتول: تم اكتشافه في مارس 2015، ويعد واحدا من أهم الاكتشافات الغازية التي حققها قطاع البترول، ويقع على بعد 90 كم شمال مدينة دمياط و50 كم من تسهيلات الإنتاج الخاصة بحقل التمساح بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية في شرق دلتا النيل بالبحر المتوسط، في مياه عمقها 923 مترا.
ويضم حقل آتول 3 آبار بحرية بالمياه العميقة لإنتاج 350 قدم مكعب غاز، و10 آلاف برميل مكثف يوميا.
ــ سلامة والقطامية الضحلة: يقع كشف القطامية على بعد 60 كم شمال مدينة دمياط فى منطقة امتياز شمال دمياط البحرية بمنطقة شرق الدلتا، وتم حفر البئر الاستكشافية "القطامية الضحلة 1" حتى عمق 1961 مترا فى مياه عمقها 108 أمتار تقريبا، ليكشف عن وجود طبقة حاملة للغاز سمكها 37 مترا في صخور رملية عالية الجودة في تكوين البليوسين، بالإضافة لاكتشاف بئر الغاز بالمياه العميقة "سلامات"، منطقة امتياز شمال دمياط، وهو الأول في نطاق شمال دمياط البحرية.
ــ حقل بلطيم جنوب غرب: يقع في البحر المتوسط على مسافة 12 كيلو مترًا من الشاطئ في الجهة المقابلة لحقول أبو ماضي، تم اكتشافه عام 2016، وتصل طاقته الإنتاجية إلى نحو 500 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الغاز البترول مدبولى حقل غاز ظهر البتروكيماويات قدم مکعب من الغاز بالبحر المتوسط البحر المتوسط للغاز الطبیعی الغاز الطبیعی منطقة امتیاز قطاع البترول ملیار دولار شمال دمیاط فی مصر ــ حقل
إقرأ أيضاً:
بنسبة نمو 25%.. 1.6 مليار دولار صادرات الملابس بالنصف الأول من 2025
أعلن المجلس التصديري للملابس الجاهزة، أن صادرات القطاع سجلت قفزة قوية خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2025، محققة نحو 1.608 مليار دولار، مقارنة بـ 1.283 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة نمو سنوي بلغت 25%.
وأشار المجلس في تقريره الشهري، إلى أن هذا النمو جاء امتداداً للأداء الإيجابي الذي يحققه القطاع خلال الأشهر الماضية، حيث سجلت صادرات يونيو وحده 285 مليون دولار، مقابل 199 مليون دولار في نفس الشهر من 2024، بنسبة زيادة بلغت 30%، لتقترب بذلك من أعلى معدل شهري تم تسجيله هذا العام في فبراير بنسبة نمو بلغت 33%.
وحققت الصادرات إلي الولايات المتحدة الأمريكية وهي أكبر سوق للقطاع طفرة بنسبة 16% لتسجل 622 مليون دولار خلال النصف الأول من 2025 مقابل 536 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
من جانبه، توقع المهندس فاضل مرزوق، رئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة، إن الأداء الحالي للصادرات في القطاع سيدفع الصادرات إلي مستويات 3.7 مليار دولار للمرة الأولى في التاريخ، متوقعاً استمرار الارتفاع بشكل سنوي بما يتراوح بين 30 إلي 25%
وأضاف أنه خلال السنوات الخمس المقبلة، يستهدف المجلس تحقيق صادرات بقيمة 12 مليار دولار بحلول عام 2031، وتأتي هذه الخطة كجزء من استراتيجية أوسع لتعزيز القدرة التنافسية للقطاع وجذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة من دول مثل تركيا والصين وفيتنام والهند.
وأضاف "مرزوق" أن تحسن الطلب العالمي وتوسيع قاعدة التصدير كانا من أبرز العوامل المحفزة لهذا النمو، إلى جانب جهود المجلس في فتح أسواق جديدة وتنويع مصادر الطلب، فضلاً عن تقديم الدعم الفني والترويجي للمصدرين.
وأكد رئيس المجلس، أن النتائج الإيجابية المتحققة تأتي ثمرة لجهود مكثفة لتحسين تنافسية المنتج المصري، عبر مبادرات تشمل التدريب، وتوسيع قاعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وحل العوائق التي تواجه المصدرين، والترويج الخارجي المكثف.
وشدد على أن المجلس يسعى إلي التوسع في الأسواق الإفريقية والآسيوية، واستغلال اتفاقيات التجارة الحرة، إلى جانب تعزيز القيمة المضافة، وتحديث خطوط الإنتاج، وتدشين مدينتين متخصصتين في النسيج والملابس في الفيوم والمنيا، وهي الرؤية التي يعمل عليها المجلس.
وأشار المهندس فاضل مرزوق إلى استمرار التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية لضمان استدامة الدعم المقدم للقطاع، خصوصًا في ملفات رد الأعباء، وحل مشكلات الشحن واللوجستيات، وتسهيل الوصول إلى التمويل بأسعار مناسبة، بما يعزز فرص التصدير ويوفر العملة الأجنبية.