مرصد الأزهر: «الاعتراف بالتعددية المذهبية والفكرية واحترامها ضرورة لفهم التاريخ الإسلامي»
تاريخ النشر: 2nd, August 2025 GMT
أكد الدكتور إيهاب شوقي، المشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الاعتراف بالتعددية المذهبية والفكرية واحترامها يمثل ضرورة لفهم التاريخ الإسلامي بشكل علمي وواقعي.
وقال خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، إن "تاريخ الإسلام ليس رواية واحدة"، مشيراً إلى استحالة تقديم التاريخ الإسلامي من منظور أحادي، لأن التعدد يمنحنا فهماً أعمق وأكثر تنوعاً للأحداث والوقائع.
وأوضح شوقي أن دراسة آراء العلماء عبر العصور ضرورة لا غنى عنها، بدلاً من الاكتفاء بقراءة واحدة "مترفة" أو انتقاء الروايات التي توافق الهوى فقط، مضيفاً أن كثيراً من الأحداث التي يستند إليها المتطرفون لا تمتلك رواية واحدة متفقاً عليها.
وشدد على أن "قولنا إن التاريخ الإسلامي ليس له رواية واحدة لا يعني إنكار الأحداث أو التشكيك في التراث، بل دعوة للبحث العلمي المنهجي والانفتاح على الأصوات المختلفة داخله".
وأشار إلى أهمية مبدأ التجرد والموضوعية في تناول التاريخ، موضحاً أن الاستفادة الحقيقية لا تتم إلا عبر قراءة محايدة للأحداث، بعيدة عن التوظيف السياسي أو الأيديولوجي، والاعتراف بالسلبيات كما الإيجابيات.
ولفت إلى أن التاريخ الإسلامي لا ينبغي أن يُختزل في الجانب العسكري فقط، بل يجب إبراز بعده الحضاري، بما يشمل الفنون والعلوم والفلسفة والعمران وقيم التعايش والتسامح.
كما دعا شوقي إلى استخلاص الدروس من التاريخ دون تقديس الأحداث، مبيناً أن الهدف ليس التمجيد أو البكاء على مجد ضائع، بل الفهم والتحليل للاستفادة في واقعنا المعاصر، كما فعل ابن خلدون في مقدمته الشهيرة، التي أصبحت مرجعاً لعلم الاجتماع الحديث.
ولفت شوقي بأن المنهج العلمي في دراسة التاريخ الإسلامي يقوم على التدقيق والنقد وفهم السياقات والمقارنة، بعيداً عن النقل السطحي أو التلقين. مؤكداً أن "القراءة العلمية الواعية تحوّل التاريخ الإسلامي من مادة للصراع إلى مصدر إلهام حضاري يضيء لنا طريق الحاضر والمستقبل".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: آراء العلماء التاريخ الإسلامي المنهج العلمي مرصد الأزهر التاریخ الإسلامی
إقرأ أيضاً: