هل تُقبل التوبة من المال الحرام إذا لم يرد لأصحابه؟ .. مجدي عاشور يجيب
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
تلقى الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، حول إمكانية التوبة من أموال محرّمة أُخذت من الغير دون علمهم، أجاب بأن التوبة لا تكون مكتملة إلا برد الحقوق لأهلها، أو أن يعفوا عنها.
وأوضح أن طرق رد المال في العصر الحالي كثيرة ومتنوعة، كإرساله عبر البريد أو من خلال وسيط.
أما إذا بُذلت المحاولات الجادة لرد المال وتعذر الوصول إلى صاحبه تمامًا، فيمكن حينها التصدق به نيابة عنه.
هل تقبل الصدقة من المال الحرام؟
لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أكدت أن الله لا يقبل الصدقات من مال غير طيب، وأن المال الحرام يحول دون قبول الدعاء ويكون سببًا للعقاب في الآخرة، لذلك فإن التخلص منه واجب شرعي، إما بإرجاعه لصاحبه أو التصدق به عند تعذر ذلك، دون نية نيل الثواب، وإنما لإبراء الذمة فقط.
دار الإفتاء المصرية شدّدت على أن التوبة من المال الحرام لا تصح إلا برد الحقوق، سواء كانت لله كمنع الزكاة، أو للناس كالغصب والسرقة.
فإذا لم يتمكن التائب من معرفة صاحب المال أو ورثته، فالحل أن يُصرف المال في مصالح عامة، بشرط أن يُنسب الأجر لصاحب المال، لا للتائب.
أما عن الحالات التي يختلط فيها المال الحلال بالحرام، فقد أجمعت الجهات الشرعية على أن السبيل الوحيد للتطهير هو إخراج المال الحرام كاملًا، مع الاستمرار في كسب رزق مشروع.
من جانب آخر، رأى بعض العلماء أن المال الحرام لا يصبح حلالًا بالتوبة وحدها، وإنما يجب التخلص منه بالكامل. وهناك رأي آخر يجيز احتفاظ التائب بجزء يسير منه إذا كان في ضيق شديد، على أن يسعى لتحسين دخله بوسائل مشروعة.
وعلى ذلك لا تقبل التوبة من المال الحرام ما لم تبذل الجهود الصادقة لرده لأصحابه، أو يخرج في وجوه الخير باسمهم، دون انتظار أجر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المال الحرام التوبة رد الحقوق الصدقة دار الإفتاء من المال الحرام التوبة من
إقرأ أيضاً:
ما سبب عدم البركة في المال؟.. اجتنب7 أفعال وردد هذا الدعاء
لعل الاستفهام عن ما سبب عدم البركة في المال ؟ يعد أكثر ما يشغل الكثير من الناس ، حيث لم يعد يكفي احتياجاتهم ولا يلبي مطالبهم ، ولعل الاهتمام الكبير من جانبهم بحقيقة ما سبب عدم البركة في المال ؟، هو أن الأمر يتعلق بأحد أهم صور الرزق الذي لا ينقطع العبد عن طلبه طوال حياته، بل إن السؤال عن ما سبب عدم البركة في المال ؟، يشير إلى أحد أكبر تهديدات ومخاوف البعض بل يمكن القول أنه أحد مداخل الشيطان الذي يعد الإنسان بالفقر ، ويعد عدم البركة في المال إحدى إشاراته وعلاماته.
ورد في مسألة ما سبب عدم البركة في المال ؟، أنّ لنزع البركة من المال وذهابها أسباباً كثيرة، ومن أهمّها :
الرّبا قال الله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ)، والمحق يكون بإذهاب بركة هذا المال الذي حصل بسبب الربا، وممّا يزيد الأمر سوءًا جهل العديد من الناس بأحكام الربا والبيوع وغيرها من المعاملات الماليّة، فيقعون في المحظور من حيث لا يشعرون.كثرة الحلف على السّلعة عند البيع حذّر من هذا الفعل نبيّنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وبيّن أنّه من الأشياء التي تنزع البركة، قال صلّى الله عليه وسلّم: (الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ)، ويزداد محق البركة -وإن كان المال يزداد في ظاهره- إذا كان هذا الحلف على السلعة كاذبًا.كتمان عيب أو عيوب السّلعة عند البيع بيّن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّ هذا الفعل من الأسباب التي تنزع البركة من المال، فقال صلّى الله عليه وسلّم: (البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا -أوْ قالَ: حتَّى يَتَفَرَّقا- فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَما وكَذَبا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما)، فأن يبارك الله للبائع في ثمن سلعته التي سينقص ثمنها عندما يبيّن عيبها، فنقص ثمنها خير له من مالٍ كثيرٍ لا بركة فيه يجمعه بكتمان عيوب سلعته.عدم شكر النعم وكفرانها يتجلّى ذلك بعدم حمد الله على نعمه، أو إنكار فضل الله على الناس بتفضّله عليهم بنعمه التي لا تعدّ ولا تحصى، قال الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، والعذاب الشديد يعني سلب النعم من جاحدها -والعياذ بالله-.الذنوب هي عمومًا سببٌ في أغلب ما يصيب الناس من بلاء، ومن البلاء أن ينزع الله عزّ وجلّ من المال بركته، فلا ترجع البركة إلّا برجوع العبد إلى ربّه بالتوبة، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ما نزل بلاءً إلا بذنب، ولا رُفِعَ بلاءً إلا بتوبة".منع الزكاة يكون ذلك بعدم إخراجها إلى مستحقّيها، فمنعُها سببٌ في ذهاب بركة المال، بل يتعدّى بركةَ المال إلى بركاتٍ أخرى؛ كانحباس المطر الذي يرسله الله تعالى ليخرج به من بركات الأرض ما يشاء، قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)، وفي الحديث الصحيح الطويل قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ).البخل والإسراف وعدم التوسّط بينهما قال الله تعالى: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)، فالبخيل يحبس بركة ماله، فلا هو ينتفع ببركته ولا ينفع غيره بها، والمسرف يُضيّع بركة ماله سريعا، فالتوسّط في الإنفاق يديم البركة بدوام المال، فلا يحبسه ولا يذهبه سريعا.دعاء البركة في المالورد أنه ينبغي على المسلم أن يعلم أنّ الرزق ليس إلّا اختبارًا له، وليس علامةً على مكانته، بل المكانة الحقيقيّة تكمن في العمل الصالح الذي يقدّمه، إلا أنّ المال من زينة الحياة الدّنيا، والمسلم يلجأ إلى الله -تعالى- بالدّعاء لطلب الرزق باسمه الرزّاق، فيقول مثلًا: (يا رزّاق، وسّع عليّ رزقي).
وفضلًا عن ذلك، يمكن للمسلم أن يدعو الله -تعالى- طالبًا الرزق باسميه؛ الكريم والجواد، ليوافق الاسم الأمر الذي يدعوه به، ويمكنه أيضًا دعاء الله باسمه الأعظم، أو أن يقول: (يا الله، ارزقني كذا)، أو: (اللهمّ، ارزقني)؛ فاسم الله جامع لصفاته الكريمة بما فيها الجود والكرم.
ويُعدّ الاستغفار من أعظم أسباب الرزق؛ فقد قال تعالى في كتابه العزيز: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
وقد ورد في سنن الترمذي عن عليّ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- قد علّمه دعاءً لقضاء الدين، وهو: (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك).
أسباب البركة في الرزقورد أن الرزق لا يأتي إلّا بتوفيق من الله -سبحانه وتعالى- وعلى المسلم أن يجتهد في تحصيل أسباب الرزق، ومنها :
الإكثار من الصدقة.التزام الاستغفار.تقوى الله -تعالى-.الاجتهاد في الدّعاء.التوكّل على ربّ العباد.الإكثار من التسبيح.الحرص على أداء صلاة الضحى.صلة الرّحم.