البرلمان الغائب: حين يتواطأ النظام الداخلي مع التعطيل السياسي
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
3 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: تواصلت حالة الانسداد داخل مجلس النواب العراقي، بعدما أُعلن عن تأجيل جلسة السبت رغم تسجيل حضور 149 نائباً، وهو عدد يتجاوز النصاب القانوني بكثير، ما فتح الباب واسعاً لتساؤلات عن الجهة التي تقف خلف تعطيل العمل التشريعي والرقابي.
وتفاقمت الاتهامات الموجهة إلى رئاسة المجلس، التي يرى مراقبون أنها تتحمل مسؤولية هذا الشلل البرلماني، سواء بسلوكها الإداري أو عبر تغاضيها المتكرر عن خروقات النظام الداخلي.
وتُطرح في هذا السياق تساؤلات جوهرية عن مدى التزام رئاسة البرلمان بواجباتها الدستورية، خصوصاً في ما يتعلق بتفعيل آليات المساءلة بحق النواب المتغيبين. فرغم أن القانون الداخلي ينص بوضوح على وجوب فصل النائب المتغيب عن خمس جلسات متتالية، إلا أن هذا النص ظلّ بلا تطبيق فعلي، ما يؤكد أن الحصانة النيابية تحولت عملياً إلى غطاء للغياب والتعطيل، وليس أداة لضمان حرية الأداء النيابي.
وتتحدث مصادر سياسية عن أن قوى متصارعة داخل المجلس تتعمد توجيه نوابها لعدم الحضور، كوسيلة ضغط سياسي لإفشال جلسات تشريعية يُتوقع أن تُتخذ فيها قرارات لا تتوافق مع مصالحها، أو في إطار رسائل سياسية يُراد إيصالها للداخل والخارج، لتكريس الانقسام وإبقاء البرلمان رهينة الحسابات الحزبية الضيقة.
وبات البرلمان في صورته الحالية بعيداً كل البعد عن كونه سلطة تشريعية رقابية فاعلة، وتحول إلى ساحة تناحر سياسي، وصندوق رسائل متبادلة بين مكونات النظام السياسي، يُستثمر لتعطيل القوانين وتمييع الرقابة وخلق فراغ مؤسساتي مقصود. ومن الواضح أن الأزمة البرلمانية باتت انعكاساً مكثفاً للأزمة السياسية البنيوية في العراق، حيث تغيب الدولة وتتصدر الفصائل والمصالح.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author Admin
See author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تسعى إلى تخفيف حظر محركات الاحتراق الداخلي في الاتحاد الأوروبي
يعتزم الائتلاف الحاكم في ألمانيا، الذي يضم التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، الدفع على مستوى الاتحاد الأوروبي نحو تخفيف القيود المتعلقة بالحظر المزمع على السيارات الجديدة المزوّدة بمحركات احتراق اعتباراً من عام 2035.
وبحسب ما علمته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) من دوائر الكتل البرلمانية عقب اجتماع لجنة الائتلاف، فإن الائتلاف يسعى إلى السماح باستخدام «محركات احتراق عالية الكفاءة» حتى بعد عام 2035.
كما يسعى الائتلاف إلى حلّ خلافه بشأن المعاشات عبر التطلع إلى إصلاح كبير إضافي لنظام تأمين الشيخوخة، مع الإبقاء على القانون الذي يتضمن تثبيت مستوى المعاشات دون تغيير، وذلك بحسب مسودة نص مرفق لمشروع قانون المعاشات المخطط له، والتي اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية في برلين.