تبرّع بجهازك تستهدف في دورتها الجديدة جمع 100 ألف جهاز إلكتروني
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
أعلنت المدرسة الرقمية، إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، عن إطلاق الدورة الثانية من حملة "تبرّع بجهازك 2.0"، بهدف جمع 100 ألف جهاز إلكتروني مستعمل، يتم تجديدها وإعادة تدويرها لدعم الطلبة من الفئات الأقل حظاً في المدرسة الرقمية حول العالم.
وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية شاملة تجمع بين التعليم والعمل الإنساني والاستدامة البيئية، حيث سيتم تجميع الأجهزة من الأفراد والمؤسسات، وتجديدها أو إعادة تدويرها وفق أفضل الممارسات البيئية، ما يسهم في دعم المسيرة التعليمية وتحقيق أثر اجتماعي وبيئي طويل الأمد.
ودعت المدرسة الرقمية المجتمَع أفراداً ومؤسسات، إلى دعم المبادرة من خلال التبرع بالأجهزة الإلكترونية المستعملة أو تقديم تبرعات مالية، وذلك عبر القنوات الرسمية بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي، أو من خلال موقع الحملة الإلكتروني: www.donateyourowndevice.org. كما يمكن المساهمة بإرسال رسالة نصية (SMS) إلى الرقم 2441 لمشتركي "اتصالات من &e"، أو إلى 3551 لمشتركي "دو".
مبادرة تعليمية مستدامة
وبعد النجاح الكبير الذي حققته المرحلة الأولى من الحملة، والتي جمعت أكثر من50 ألف جهاز إلكتروني مستعمل بمشاركة أكثر من 100 جهة حكومية وخاصة ومؤسسة تعليمية في دولة الإمارات، أعلنت المدرسة الرقمية تحويل الحملة إلى مبادرة دائمة، ما يعكس التزاماً طويل المدى بنشر المعرفة وتقليص الفجوة الرقمية عالميًا.
وتجسّد حملة "تبرّع بجهازك 2.0" رؤية دولة الإمارات لمستقبل شامل ومستدام، إذ تستهدف تقليل النفايات الإلكترونية بما يعادل 200 طن تقريبًا، وتدعم جهود التحول الرقمي العادل والتعليم للجميع، من خلال شراكات نوعية بين المؤسسات التقنية والإنسانية والبيئية.
وأكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، رئيس مجلس إدارة المدرسة الرقمية، أن تحويل حملة "تبرّع بجهازك" إلى مبادرة دائمة يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بنهج الاستدامة، ويترجم رؤية القيادة الرشيدة في توظيف التكنولوجيا والمعرفة الرقمية كأدوات فاعلة للتمكين الإنساني والمجتمعي.
وأشار إلى أن المبادرة تمثل نموذجاً رائداً في الدمج بين العمل الخيري والتنموي والبيئي، عبر إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية وتحويلها إلى أدوات تعليمية تُمكّن الطلبة من الفئات الأقل حظاً في المجتمعات حول العالم من الوصول إلى تعليم رقمي متكافئ وفعّال، في إطار رسالة المدرسة الرقمية لتوسيع فرص التعلم الشامل والمستدام.
وأكد معاليه أن المبادرة ليست مجرد حملة لجمع الأجهزة، بل رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى خلق أثر طويل المدى، يعزز العدالة الرقمية، ويقلّص الفجوة التعليمية، ويشجّع على مشاركة فاعلة ومسؤولة من جميع فئات المجتمع، ما يعكس القيم الإماراتية الراسخة في التضامن والعطاء المستدام.
من جهته، أكد معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن المدرسة الرقمية أحدثت تحولاً كبيراً في مستوى الخدمات التعليمية المقدمة لأبناء اللاجئين والنازحين والشرائح الضعيفة في الدول والمجتمعات الأقل حظاً، مجدداً ترحيب هيئة الهلال الأحمر بشراكتها الاستراتيجية مع المدرسة الرقمية، إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية، لتعزيز فرص التعليم الذكي بطرق متقدمة ومرنة، ومشيراً إلى أن الهيئة لن تدخر وسعاً في سبيل تحقيق أهداف المدرسة الرقمية وتوسيع مظلة المستفيدين من مبادراتها الإنسانية إقليمياً ودولياً.
وقال إن المدرسة الرقمية تعد إحدى المبادرات النوعية في مجال استدامة العطاء وتعزيز قيم التكافل والمسؤولية المجتمعية، وتجسد دور الدولة في تعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وعلى وجه التحديد الهدف الرابع المتمثل في توفير التعليم الجيد للجميع"، مشيراً إلى أن المبادرة تُعزز الجهود الإنسانية الرائدة لدولة الإمارات حول العالم، وتُرسّخ مكانتها مركزاً رئيسياً للتوجهات العالمية الهادفة إلى تحقيق تنمية قوامها التعليم ونشر المعرفة.
وأضاف: "ما يميز المدرسة الرقمية أنها توفر التعليم الجيد والتعلم ضمن هيكلة تتناسب ورؤى المستقبل، معتمدة فيها على التكنولوجيا والرقمنة، للخروج من إطار التعليم التقليدي إلى نوع جديد من التعليم يُحقق الأهداف، وينعكس على تعلم الطلبة بطريقة تُحقق مستوى عالٍ من الرضا عن مخرجاته، خاصة في المناطق المضطربة والتي تشهد تحديات كبيرة في مسيرتها التعليمية".
وتؤكد حملة تبرع بجهازك، في دورتها الثانية، التزام المجتمع الإماراتي المستمر والمتواصل، بأفراده ومؤسساته، بتعزيز ثقافة العطاء المستدام والمسؤولية المجتمعية، في نموذج رائد للعمل التطوعي والتنموي الهادف، وتركز على تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية إعادة الاستخدام والتدوير للأجهزة الإلكترونية عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة المجتمعية.
وتنظم الحملة بالشراكة بين المدرسة الرقمية وهيئة الهلال الأحمر وشركة "إي سايكلكس"، وبدعم من وزارة البيئة والتغير المناخي، في إطار توحيد الجهود في دعم المبادرات التعليمية المستدامة ومواجهة تحديات النفايات الإلكترونية التي تشير الإحصاءات الدولية إلى أن العالم ينتج منها سنويًا نحو 50 مليون طن، أي ما يعادل التخلص من 800 جهاز كمبيوتر محمول في الثانية الواحدة.
يذكر أن الحملة الأولى أُطلقت عام 2023، ضمن فعاليات عام الاستدامة في دولة الإمارات، بهدف توفير عشرة آلاف جهاز إلكتروني مستعمل بعد تجديده، لتوزيعه على الطلبة الأقل حظاً في المجتمعات المحتاجة، نجحت في تحقيق إنجازات استثنائية بيئية وتعليمية، تمثلت في جمع 50 ألف جهاز إلكتروني، وإعادة تدوير 120 طناً من النفايات الإلكترونية، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يعادل 122 طناً، وتوفير 170 ألف لتر من الوقود، وحماية ما يقارب 32 ألف قدم مربع من الأراضي من التلوث الناتج عن النفايات الإلكترونية السامة.
كما مكنت الحملة طلبة في مختلف الدول حول العالم، من الحصول على فرص تعليم رقمي نوعي يدعم مستقبلهم ويعزز قدرتهم على التعلم والتطور.
وتقديراً للمساهمات المجتمعية الواسعة، شهدت الدورة الأولى تكريم عدد من أبرز الجهات الداعمة للحملة، ومن ضمنها شرطة دبي، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وهيئة دبي للثقافة والفنون، وهيئة الطرق والمواصلات بدبي، وبلدية دبي، وبنك الإمارات دبي الوطني، والجامعة الأمريكية في الشارقة، وشركة "مصدر"، ومجموعة "إي آند"، وطيران الإمارات، ومؤسسة موانئ دبي العالمية الخيرية، وغيرها من الجهات التي كان لها دور محوري في إنجاح الحملة.
وتعد "المدرسة الرقمية"، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، في نوفمبر 2020، ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أول مدرسة رقمية معتمدة من نوعها، وتهدف إلى تمكين الطلاب بخيارات التعلم الرقمي، فيما توفر خياراً نوعياً للتعلم المدمج والتعلم عن بُعد، بطريقة ذكية ومرنة، مستهدفة الفئات المجتمعية الأقل حظا واللاجئين والنازحين حول العالم، عبر توظيف التعليم الرقمي وتقديم مواد ومناهج تعليمية عصرية.
وتتبنى المدرسة الرقمية نهجًا شاملاً للتحول الرقمي في التعليم، يقوم على توسيع الفرص التعليمية عبر خيارات التعلم الرقمي، وتواصل المدرسة الرقمية توسعها، حيث استفاد من برامجها أكثر من 500 ألف طالب ومستفيد من 33 دولة حول العالم، وتوفر المحتوى التعليمي والتدريبي بخمس لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والكردية.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الهلال الأحمر الإماراتي الهلال النفایات الإلکترونیة المدرسة الرقمیة الهلال الأحمر دولة الإمارات محمد بن راشد حول العالم الأقل حظا إلى أن
إقرأ أيضاً:
“باروميتر تريندز” العالمي يرصد وجهَي العملة الرقمية: فرص متزايدة وثقة مشروطة في مستقبل النقود الجديدة
أبوظبي – الوطن:
أكدت نشرة “اتجاهات الرأي العام العالمي”، الصادرة عن إدارة الباروميتر العالمي في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن العملات الرقمية باتت عنصراً فاعلاً في النظام المالي العالمي، لكنها لا تزال تثير جدلاً واسعاً بين الفرص التي تتيحها والتحديات التي تفرضها، خصوصاً فيما يتعلق بالتنظيم والأمان والثقة العامة.
وسلط العدد الجديد من النشرة، الصادر تحت عنوان “وجهان للعملة الرقمية: تحليل آراء الجمهور حول العملات الرقمية”، الضوء على أبرز التحولات في المشهد الاقتصادي العالمي، مدفوعاً بثورة تكنولوجية متسارعة وتوسع غير مسبوق في الأنشطة الرقمية والاعتماد على الإنترنت، مما أسهم في تسريع رقمنة النقود وإعادة تشكيل منظومة المال التقليدية.
وبيّنت النشرة التصنيفات الرئيسية للعملات الرقمية، والتي تشمل العملات المستقرة (Stablecoins) المرتبطة بأصول تقليدية كالذهب أو الدولار، والعملات المشفّرة (Cryptocurrencies) مثل بيتكوين وإيثيريوم، التي تُدار عبر شبكات لامركزية وتواجه تحديات تنظيمية، وأخيراً العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs) التي تصدرها السلطات النقدية الرسمية لتعزيز الكفاءة المالية وتوسيع الشمول، مع ما تثيره من مخاوف حول مركزية الرقابة.
وأشارت النشرة إلى أن زخم التبني العالمي للعملات الرقمية ازداد بوضوح، حيث سجل “مؤشر التبني العالمي” لشركة “تشين أناليسيس” ارتفاعاً كبيراً في الأنشطة الرقمية بين الربع الأخير من عام 2023 والربع الأول من عام 2024، متجاوزاً مستويات عام 2021، وذلك نتيجة نمو الاستثمارات المؤسسية وزيادة استخدام الأفراد للعملات الرقمية، خاصة في الأسواق الناشئة، إلى جانب انتشار التمويل اللامركزي.
وفي هذا السياق، كشفت نتائج استطلاع عالمي أُدرج في النشرة تبايناً ملحوظاً في آراء الجمهور تجاه العملات الرقمية، حيث عبّر 58% من المشاركين عن اعتقادهم بأنهم سيستخدمون هذه العملات في معاملاتهم اليومية خلال السنوات الخمس المقبلة، وتوقع 75% أن تصبح وسيلة الدفع الأساسية عالمياً مستقبلاً، بينما رأى 57% أنها ستُسهِم في تعزيز الشمول المالي. وأشار 54% إلى أنها ستؤثر بوضوح على أداء البنوك والمؤسسات المالية التقليدية. ومع ذلك، لا تزال الثقة محدودة، حيث يرى 55% أن العملات التقليدية أكثر أماناً من الرقمية، في حين عبّر 69% عن دعمهم لتشريعات تنظيمية رسمية، ما يعكس استعداداً أكبر للتبني بمجرد توفر ضمانات قانونية وتشريعية واضحة.
وأوضحت النشرة أنه رغم تصدّر الولايات المتحدة للتدفقات العالمية في سوق العملات المشفّرة، أظهر استطلاع لمركز “بيو” في أكتوبر 2024 أن 63% من الأمريكيين لا يثقون كثيراً أو إطلاقاً بمنصات تداول العملات الرقمية، وهو ما أكدته نتائج تقرير “تبني العملات المشفرة ورأي المستهلكين 2025″، الذي أشار إلى أن 59% من الأمريكيين الملمين بهذا المجال لا يثقون بأمان هذه العملات، مرجعين ذلك إلى مخاوف من تقلب الأسواق، وصعوبة الوصول إلى المحافظ الرقمية، وغياب الرقابة.
في المقابل، أظهرت دراسة لشركة “Strategy&” أن المستثمرين الأفراد في الولايات المتحدة وألمانيا وتركيا والسعودية والإمارات يميلون إلى رفع حصة الأصول الرقمية في محافظهم الاستثمارية، حيث يرى نصفهم أن الدول الكبرى ستحتفظ باحتياطيات استراتيجية من البيتكوين بحلول عام 2030، مما يعكس توجهاً تصاعدياً نحو دمج الأصول الرقمية في المشهد المالي العالمي.
أما على مستوى السياسات التنظيمية، فقد رصدت النشرة اختلافاً كبيراً بين الدول، حيث تتسم اللوائح في الولايات المتحدة بتباين واضح بين السلطات الفيدرالية؛ ففي حين تعتبر هيئة الأوراق المالية العملات المشفّرة أوراقاً مالية، تُصنّفها هيئة تداول السلع كسلع، وتعدّها مصلحة الضرائب ممتلكات. أما الصين، فقد اختارت نهجاً أكثر صرامة، وفرضت منذ يونيو 2025 حظراً شاملاً على تداول وتعدين وحيازة العملات المشفّرة الخاصة، في خطوة تهدف لحماية نظامها المالي.
وخلصت النشرة إلى أن مستقبل العملات الرقمية سيتشكل بناءً على مدى القدرة على تحقيق توازن دقيق بين التقدم التكنولوجي والتشريعات الواضحة والثقة المؤسسية. وبينما تُعد العملات المشفّرة أدوات مالية مبتكرة تحمل إمكانات واعدة، فإن استدامتها تتطلب بيئة تنظيمية تضمن الحماية دون أن تخنق الابتكار.