الجزيرة:
2025-10-16@14:18:24 GMT

كيف تؤثر حرب السودان على جارته الجنوبية؟

تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT

كيف تؤثر حرب السودان على جارته الجنوبية؟

جوبا- رغم مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب في السودان، تتزايد انعكاساتها على دولة جنوب السودان التي أصبحت تعيش مرحلة جديدة من التحديات الأمنية والاقتصادية، إذ يواجه خط أنابيب النفط -الشريان الرئيسي لجوبا– مخاطر تهدد استمرار تصدير النفط الخام عبر الأراضي السودانية بفعل توسّع رقعة المعارك قرب مساره، وسط تصاعد عمليات تهريب السلاح عبر الحدود المترامية.

كما فاقم تدفق اللاجئين الفارِّين من مناطق القتال الأعباء الإنسانية والضغط على الخدمات الأساسية المحدودة أصلا، في أزمة متشابكة تدفع البلاد نحو مزيد من الكوارث.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جنوب السودان: إن الحرب في السودان دفعت نحو 750 ألف لاجئ لدخول أراضي البلاد، مستفيدين من قرار رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، بالسماح لهم بالعبور من دون تأشيرات أو رسوم، تقديرا للعلاقات الوثيقة بين الشعبين.

خريطة جنوب السودان (الجزيرة)كارثة إنسانية

وفي استجابة سريعة، خصصت السلطات في جوبا، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية، معسكرات في ولايات أعالي النيل وشمال بحر الغزال، إلى جانب معسكر داخل العاصمة، لتوفير المأوى والخدمات الأساسية للنازحين الفارّين من القتال المتصاعد، وسط تزايد الاحتياجات الإنسانية الطارئة.

كما طالبت حكومة جنوب السودان المنظمات الدولية بتوفير 1.7 مليار دولار لمقابلة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.

وقال وزير الشؤون الإنسانية، البينو أتاك أكول، في بيان رسمي، إن هذا الدعم ضروري لتوفير الحاجات الأساسية، مشيرا إلى أن "الأعداد المتزايدة تجاوزت قدرات الحكومة المحدودة"، وأن "أوضاع اللاجئين داخل المعسكرات بدأت تتدهور بسبب نقص الموارد وانعدام الخدمات الضرورية"، وهذا يفاقم الأزمة الإنسانية التي تواجهها البلاد.

من جانبه، قال الناشط السوداني في قضايا السلام والمقيم بالعاصمة جوبا، أنس عبد الصمد، إن الحرب السودانية خلَّفت آثارا كارثية على جنوب السودان، من تدفق للاجئين وتعثر صادرات النفط عبر خط بورتسودان، ما أدى لانهيار الاقتصاد وتدهور الأوضاع الأمنية.

إعلان

وأضاف للجزيرة نت أن "الجانب الإنساني شهد آثارا كارثية وسط عجز المنظمات الدولية عن توفير أساسيات الحياة في المخيمات، كما تسبب تعثر تصدير النفط بانهيار سعر الصرف وارتفاع تكاليف المعيشة، في حين تأثَّر الوضع الأمني مباشرة بالضغوط الاقتصادية، خاصة بسبب الحدود المشتركة والطويلة مع السودان".

أطفال لاجئون من السودان ينتظمون في إحدى المدارس داخل معسكر الرنك للاجئين (الجزيرة)تحديات وتأثيرات

وفي مؤشر على اتساع نطاق الأزمة، حذَّر صندوق النقد الدولي من التأثيرات السلبية للحرب السودانية على اقتصاد جنوب السودان، الذي يعاني أصلا تحديات كبرى أبرزها:

ارتفاع الديون الخارجية التي اقتربت من 3 مليارات دولار. انعدام الاستقرار في سوق النقد، بعد أن عطَّلت الحرب صادرات النفط، التي تُمثِّل نحو 98% من الإيرادات، ما تسبب بخسائر مالية هائلة، وانهيار للعملة المحلية بتضخم تجاوز 80%. تراجع النمو وتدهور البنية التحتية. ارتفاع معدلات الفقر والجوع وازدادت تكلفة المعيشة بشكل غير مسبوق.

وبحسب المحاضر بكلية الاقتصاد بجامعة جوبا، دينق ماكور، فإن التأثيرات الاقتصادية للحرب السودانية على دولة جنوب السودان تمثَّلت بتعثر تصدير النفط عبر خط الأنابيب الذي يمر بالسودان، ما أفقد الدولة إيرادات ضخمة وتأخر رواتب موظفي الحكومة لأكثر من عام، إضافة لزيادة الضغط على الخدمات الأساسية مع تدفق أكثر من 750 ألف لاجئ، الشيء الذي فاقم من أزمة الأمن الغذائي.

وأجمل ماكور في حديثه للجزيرة نت التأثيرات الاقتصادية للحرب السودانية على جنوب السودان بنقاط أهمها:

التضخم وانخفاض قيمة الجنيه الجنوب سوداني، أدى لارتفاع أسعار السلع وتدهور الأوضاع المعيشية. تأخر دفع الرواتب تسبب بإضرابات في القطاعات الحيوية كالتعليم، إذ نفذ الأساتذة إضرابا عاما لأكثر من 10 أشهر. انسحاب الشركات الأجنبية، أبرزها شركة "بتروناس" الماليزية بعد 14 عاما، ما يعكس تدهور بيئة الاستثمار في البلاد. قوات الدعم السريع تعزز وجودها شمال دارفور ما يزيد الضغوط والتوتر مع دولة جنوب السودان (الجزيرة)الخطر الأمني

ومع تصاعد حدة القتال في السودان، برزت مخاوف أمنية جديدة في جنوب السودان، مع اقتراب العمليات العسكرية من المناطق الحدودية المتنازع عليها مثل أبيي وكافيا كنجي والميل 14، لا سيما بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على ولايتي جنوب وشرق دارفور وتمددها في غرب كردفان.

وهو ما ألقى بأعباء إضافية على الحكومة لضبط الحدود ومنع تدفق الأسلحة إلى المليشيات التي تنشط من حين لآخر في تلك المناطق الحدودية، وكخطوة احترازية، نشرت وزارة الدفاع في جنوب السودان قواتها على الشريط الحدودي تحسبا لأي طارئ.

وقال المتحدث باسم الجيش بجنوب السودان، الجنرال لول رواي كونغ، للجزيرة نت "منذ بداية الحرب في السودان وضعنا قواتنا في حالة تأهب قصوى على الحدود، للسيطرة على الأوضاع ومنع تدفق الأسلحة إلى أراضينا".

وفي السياق ذاته، أوضح رئيس تحرير صحيفة واجوما نيوز، باطومي أيول، أن اندلاع الحرب في السودان انعكس سلبا على جنوب السودان خاصة في الجانب الأمني، إذ إن ضعف الرقابة الحدودية يسمح بتدفق الأسلحة وارتفاع معدلات الجرائم العابرة للحدود، ما قد يدعم المجموعات المسلحة ويهدد أمن واستقرار البلاد.

إعلان

وأضاف للجزيرة نت "الحاجة لتحقيق سلام عادل وشامل في السودان لم تعد مسألة داخلية فحسب، بل غدت ضرورة إقليمية لضمان استقرار المنطقة بأسرها، وفي مقدمتها جنوب السودان التي تقف على خط النار وتدفع ثمن الحرب نيابة عن الجميع".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الحرب فی السودان جنوب السودان للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

النيل الأبيض تبحث الترتيبات الخاصة باستئناف تبديل العملة في المحليات التي لم تشملها عملية الاستبدال

بحث اجتماع اللجنة الولائية لاستبدال وتغيير العملة بولاية النيل الأبيض برئاسة الفريق الركن قمر الدين محمد فضل المولى، والي الولاية رئيس اللجنة، الترتيبات الفنية والإدارية الخاصة بمواصلة عمل اللجنة في تغيير العملة بالمحليات التي لم تشملها عملية الاستبدال.وناقش الاجتماع بشكل تفصيلي تقرير أداء اللجنة في المرحلة الأولى للتغيير والاستبدال والمعوقات التي واجهتها، وأمن الاجتماع على الإسراع في إدخال المحليات التي لم يشملها التغيير من قبل، خاصة المحليات الحدودية مع دولة جنوب السودان، وذلك عقب مخاطبة اللجنة العليا الاتحادية بواسطة حكومة الولاية وإدارة بنك السودان بكوستي.وأكد اللواء شرطة تاج الدين حبيب الله، مدير شرطة الولاية، أن الاجتماع وقف على جاهزية المحليات والمعوقات التي تواجه عمل اللجنة والترتيبات الأمنية والفنية المرتبطة بعملية الاستبدال، وقال إن اللجنة وجهت بتسخير كافة إمكانات الولاية لإنجاح عملية استبدال وتغيير العملة في هذا الوقت بالذات، والذي تنشط فيه حركة بيع وشراء المحاصيل الزراعية وتوفر السيولة المالية، مما يحقق نجاحا كبيرا لعملية الاستبدال والتغيير.من جانبه، أكد مدير بنك السودان المركزي بكوستي، الأستاذ عبد المنعم عبد العظيم، اهتمام البنك بإكمال عمليات استبدال وتغيير العملة بكافة محليات الولاية، وقال إن إدارته وضعت خطة طموحة لتذليل المعوقات الفنية بالتنسيق مع المديرين التنفيذيين للمحليات المستهدفة فيما يتعلق بتوفير منافذ مصرفية وشبكات اتصالات لاستخدام التطبيقات المصرفية في هذه المحليات.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس السيادة يعود إلى البلاد بعد زيارة رسمية إلى القاهرة
  • أسباب الفشل في السودان وجنوب السودان
  • وزير الخارجية الأسبق: القمة المصرية السودانية بحثت جهود وقف الحرب
  • هريدي: القمة المصرية السودانية بحثت جهود وقف الحرب في السودان والتحضير لاجتماع واشنطن
  • اجتماع بين البرهان والسيسي بالقاهرة يؤكد على دور «الرباعية» لحل الأزمة السودانية
  • الرئيس السيسي يستقبل البرهان بالاتحادية لبحث آخر التطورات في البلاد
  • العراق… دولة على فوهة النفط والعطش
  • رابطةُ العالم الإسلامي تعرب عن تطلعها نحو مخرجات “قمة شرم الشيخ” لتخفيف الكارثة الإنسانية التي يعانيها أهالي غزة
  • النيل الأبيض تبحث الترتيبات الخاصة باستئناف تبديل العملة في المحليات التي لم تشملها عملية الاستبدال
  • 300 ألف شخص يفرون من جنوب السودان بسبب العنف وسط مخاوف من حرب أهلية جديدة