الأسبوع:
2025-08-05@09:17:44 GMT

زياد الرحباني.. حزن أمّة في صمت فيروز

تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT

زياد الرحباني.. حزن أمّة في صمت فيروز

أكثر ما يؤلم في رحيل زياد الرحباني هو حزن فيروز، أم لبنان، التي بانكسارها ينكسر الوطن بأكمله.. صمتها في هذا الفراق لا فراغ فيه، بل حزن مكتوب بحروف لا يمكن أن تُقال.

الأم التي كان صمتها أعذب من أغنياتها تُلقي نظرة أخيرة على رفيق اللحن والدم، على زياد، وما أدراكم من يكون زياد الرحباني! هو كما غنت فيروز: «كيف أراك عريان ولا أبكيك يا ابني، أوجاعك حرقت أكبادي.

. آلامك خرقت فؤادي أحياة لوالدتك يا ولداه بعد موتك».

مات (زياد)، فبكى عليه لبنان والعالم أجمع عندما رأوا صمت أمه فيروز الموجع. ولِمَ لا يبكون على شخص مثل (زياد)، الفنان الشامل والمفكر، الذي يشتهر بأسلوبه الساخر واللاذع في تحليلاته للحياة والمجتمع والسياسة؟

ورغم ذلك كان تواضعه مثارًا للإعجاب، فهو الذي كان يقول عن نفسه: «أنا مش فنان، أنا عامل مزيكا، الموسيقى بالنسبة لي كانت هي أهم شي بيضل، وكل شي تاني بيروح».. ويضيف: «بكتب اللي بحسو، وبغني اللي بفكر فيه».

كان لزياد داخل المجتمع اللبناني مكانة خاصة، فكان يقوم بدوره كفنان واعٍ يسعى لتنوير الجمهور وتنبيههم للأوضاع الراهنة، وكان يقول: «أنا ما عم بحرض حدا، أنا عم بوعّي الناس على اللي عم بيصير فيهم».

لم يكن زياد فنانًا وملحنًا ومسرحيًا فحسب، بل كان صوتًا للمجتمع اللبناني بكل تناقضاته وواقعه المرير. تميزت أعماله بالقدرة على التعبير عن وجع الناس وسخريتهم وضحكاتهم في وجه الصعاب. كان فنه يلامس قضاياهم اليومية، السياسية والاجتماعية، بأسلوب ساخر وعميق في آن واحد.

الرحباني الابن، المجدد صاحب البصمة الخاصة، كانت له علاقة خاصة بأمه جارة القمر، التي أقنعها بتأدية ألحانه وغناء كلماته، بعد أن كانت هي أيقونة المدرسة الرحبانية الكلاسيكية، أبدت قلقًا وتحفظًا على هذا التوجه الجديد، فزياد كان يقدم موسيقى مختلفة تمامًا عن تلك التي اعتاد الجمهور سماعها من فيروز. إلا أن إصرار زياد ورؤيته الفنية الفريدة، بالإضافة إلى ثقة فيروز في موهبته، دفعاها لخوض هذه التجربة، وأثمر هذا التعاون عن أعمال خالدة مثل ألبومات «وحدون»، و«إلى عاصي»، و«كيفك إنت»، التي قدمتها فيروز بصوتها الساحر في قالب موسيقي جديد وغير مألوف، مضيفة إلى رصيدها الفني بعدًا آخر من الإبداع والجرأة.

ولم يقتصر تأثير زياد على الموسيقى فحسب، بل امتد ليشمل المسرح أيضًا، حيث قدم مسرحيات مثل «بالنسبة لبكرا شو؟» و«شي فاشل» التي جمعت بين الكوميديا السوداء والنقد الاجتماعي العميق، مؤكدًا مكانته كفنان شامل لم يخشَ كسر القواعد وتقديم الجديد.

زياد الذي غاب الأسبوع الماضي بعد معاناة مع المرض والاكتئاب، هو الابن الأكبر للسيدة فيروز بين أربعة إخوة، منهم (هالي) الذي ما زال على قيد الحياة، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وظهر لعدة مرات مع والدته التي اهتمت برعايته بشكل كامل. فيما توفيت (ليال)، الابنة الثالثة، عام 1988 وعمرها 29 عامًا بسبب انفجار في المخ، وهو نفس المرض الذي توفي بسببه والدها عاصي الرحباني، وبقيت (ريما)، الابنة الصغرى التي تبلغ من العمر 60 عامًا، وهي مخرجة وناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ظهرت، وهي تساند أمها الحزينة الصامتة في شموخ، كما أنها تشارك صورًا، ومقاطع فيديو نادرة لفيروز، وكانت مسؤولة عن إعلان خبر وفاة شقيقها زياد وتفاصيل الجنازة التي حضرها مسؤولون كبار في لبنان وفنانون عرب في مشهد كان صمت السيدة فيروز فيه يعلو على كل الألحان.

وعندما غنت «يا رب عُمري ما ذقت الحزن.. .إلا من بعد ما غبتَ عن عينيّ!».. بقيت هذه الكلمات صدىً لحزن أم لبنان، وحزن وطن بأكمله على فنان كان صوته مرآةً لواقعنا.

وداعًا (زياد)، ستبقى ألحانك وكلماتك حيةً فينا ما دامت فيروز تغني.

اقرأ أيضاًملحن لبناني: زياد الرحباني خلق لغة كاملة تنتقل بين الأجيال

الأم الحزينة.. طلب مؤثر من فيروز قبل دفن ابنها زياد الرحباني

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فيروز زياد الرحباني الموسيقار اللبناني زياد الرحباني فيروز وزياد الرحباني زیاد الرحبانی

إقرأ أيضاً:

فشل استراتيجي غير مسبوق.. ما الذي يحدث داخل الموساد؟ 

#سواليف

نقلت صحيفة معاريف العبرية، أن المؤسسة الأمنية لدى #الاحتلال، عبرت عن خيبة أمل كبيرة من أداء #الموساد في تحقيق أحد الأهداف المركزية للاحتلال، وردا على ذلك، افتُتحت وحدة خاصة في #الشاباك.

وقالت الصحيفة، إن الضغط يتصاعد بشأن التقدّم في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى؛ فمنذ مدة وجهت انتقادات للموساد ورئيسه، إذ يُتَّهم بمحاولة متعمّدة لتجنّب التعامل مع قيادة حماس في الخارج، ويعتقد مسؤولون في الجهاز الأمني أن الموساد يفعل القليل جدا في ما يتعلق بحماس الخارج، ما اضطر الشاباك إلى فتح وحدة تختص بحماس الخارج، على الرغم من أن هذا ليس من صلاحيات الشاباك الطبيعية.

ووفق الصحيفة، فإن حقيقة أن قادة حماس، الذين تم تصنيفهم كـ”أهداف للموت”، “لا يزالون يعيشون ويتنقلون في حين لا يقوم الموساد بتحييدهم؛ تُعتبر فشلا ونقطة سوداء تُسجّل على الموساد الإسرائيلي الذي “غفا أثناء الحراسة”، حسب التقرير.

مقالات ذات صلة صحيفة بريطانية: إسرائيل تغلق تحقيقات جرائم حرب في غزة وتثبّت الإفلات من العقاب 2025/08/03

وفقا لـ”معاريف”، فإن “إسرائيل في هذه اللحظة في نقطة متدنية، لكن بضع خطوات كفيلة بقلب الموازين. ولهذا، تحتاج إسرائيل إلى ثلاثة أمور: قيادة فيها بالغ مسؤول، اتخاذ قرارات مهنية لا سياسية فقط، وتحرك حاسم في كل ساحات القتال، في غزة والخارج، في الميدان العسكري والسياسي”.

وتعيش “إسرائيل” وفق الصحيفة العبرية، في الأيام الأخيرة وضعا إشكاليا؛ حيث عجز المستوى السياسي أدى إلى واحد من أكبر الإخفاقات التي عرفتها “إسرائيل”، على المستوى السياسي، الاستراتيجي، والأهم أن “إسرائيل” لم تحقق الأهداف التي وضعتها لنفسها: تحرير خمسين أسيرا وإزالة حماس من القطاع.

مقالات مشابهة

  • أخصائي تغذية يكشف أسرار بشرة فيروز الصافية بعزاء نجلها
  • ما الذي جرى؟
  • فشل استراتيجي غير مسبوق.. ما الذي يحدث داخل الموساد؟ 
  • من وحي زياد الرحباني
  • معانا ريال.. حفيدة فيروز تحتفل بزفافها وسط نجوم الفن | صور
  • من وزير الثقافة السوري.. رسالة إلى فيروز هذا ما جاء فيها
  • ما الذي تعانيه منظومة التربية من تحديات؟
  • بـصورة مؤثرة.. هذا ما قاله غسان الرحباني لـريما ابنة فيروز
  • التحالف الذي لم تطأ اقدامه أرض السودان لا يحق له التقرير بشان أهله