“الفصلان الدراسيان” يعودان برؤية تطويرية.. رضا مجتمعي واسع واستجابة للمتغيرات التعليمية
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
البلاد (جدة)
لاقى قرار العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين في مدارس التعليم العام تفاعلًا إيجابيًا واسعًا من أولياء الأمور والطلاب في مختلف مناطق المملكة، حيث عبر الكثير منهم عن ارتياحهم الكبير لهذا التحول، معتبرين أنه يسهم في تعزيز الاستقرار النفسي والأكاديمي، ويمنح الطلاب وقتًا كافيًا للفهم والمراجعة بعيدًا عن ضغوط التتابع السريع للفصول الدراسية.
ويأتي هذا القرار في سياق توجه شامل من وزارة التعليم نحو تطوير النظام التعليمي وفق رؤية تراكمية، حيث أقر مجلس الوزراء اعتماد نظام الفصلين الدراسيين ليكون هو المعتمد في مدارس التعليم العام بدءًا من العام الدراسي المقبل، وذلك بعد سنوات من تطبيق نظام الفصول الثلاثة الذي جاء استجابة لمرحلة استثنائية ركزت على معالجة الفاقد التعليمي. وتؤكد الوزارة أن هذا التحول لا يعني التخلي عن المكتسبات التي تحققت، بل يمثل مرحلة جديدة تركّز على تعميق التعلّم، ورفع جودة المخرجات، وتعزيز الكفاءة التربوية داخل الفصول الدراسية.
وقد استند القرار إلى نتائج استطلاعات رأي ودراسات ميدانية موسعة، شملت آراء المختصين والقيادات التربوية والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وجاء منسجمًا مع احتياجات الميدان وواقع العملية التعليمية. وأظهرت تلك الدراسات تحسنًا ملحوظًا في نواتج التعلم واستقرار الأداء الأكاديمي في البيئات التعليمية التي طُبّق فيها النموذج الأقرب لنظام الفصلين، ما دفع الوزارة إلى تبني هذا النموذج كخيار مستقبلي مستقر.
وتواصل وزارة التعليم سعيها لبناء نظام تعليمي مستدام، يوفر فرصًا متساوية لجميع الطلاب والطالبات، ويقوم على سياسات تعليمية ثابتة ومتسقة، قادرة على الاستجابة للمتغيرات وتحقيق التوازن بين متطلبات الجودة والمرونة. وفي هذا الإطار، حافظت الوزارة على مبدأ الصلاحيات للمؤسسات التعليمية، إذ يتيح التقويم الدراسي للأربع سنوات المقبلة للجامعات الحكومية والأهلية، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والمدارس الأجنبية والمدارس السعودية في الخارج، وضع تقويمها الدراسي الخاص وفق ضوابط ومعايير تقرها الوزارة، بما يضمن توافق النماذج المختلفة مع الأهداف الوطنية للتعليم.
وقد بيّنت الوزارة أن اعتماد العام الدراسي بنظام الفصلين يحافظ على الحد الأدنى المعتمد عالميًا لعدد أيام الدراسة، وهو 180 يومًا دراسيًا، مما يُسهم في مواءمة النظام التعليمي في المملكة مع المعايير الدولية، ويعزز قدرته على التنافس في مؤشرات جودة التعليم وفاعلية التعلّم. كما أن هذه الخطوة جاءت بعد مرحلة انتقالية نجح فيها نظام الفصول الثلاثة في تحقيق أهدافه المرحلية، وفي مقدمتها تقليص الفاقد التعليمي وتوفير فرص تقويم متعددة، الأمر الذي هيّأ البيئة التعليمية للتحول إلى نموذج أكثر تركيزًا واستقرارًا.
وتحرص وزارة التعليم على إشراك مختلف مكونات المنظومة التعليمية في رسم السياسات، وقياس أثرها، وتقديم التغذية الراجعة بشكل مستمر، حيث تُعد مشاركة المجتمع التعليمي والمهني في تقويم الأداء ووضع الحلول أحد الركائز الأساسية التي تنطلق منها الوزارة في تحقيق أهدافها. ويُتوقع أن يسهم هذا القرار في دعم جهود التطوير الشامل للتعليم، ورفع كفاءة الأداء المدرسي، وتعزيز رضا المجتمع، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء نظام تعليمي تنافسي، شامل، ومرن.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مجلس الوزراء نظام الفصلين الدراسيين نظام الفصلین
إقرأ أيضاً:
درجة حرارته ارتفعت في المدرسة.. التعليم تنعى طالب STEM وتكشف تفاصيل وفاته
نعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وفاة الطالب أدهم عاطف محمد بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا STEM ببني سويف، الذي وافته المنية أمس، إثر تعرضه لوعكة صحية، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
وتقدمت الوزارة بخالص العزاء والمواساة لأسرة الطالب.
وحرصًا من الوزارة على كشف جميع التفاصيل المتعلقة بحالة الوفاة، وردا على ما يتم تداوله من معلومات غير صحيحة، تود الوزارة أن توضح أنها أجرت تحقيقا موسعا حوّل ملابسات حالة الوفاة، وفي هذا الإطار تود توضيح ما يلي:
بتاريخ السبت 6/ 12/ 2025، لم يتمكن الطالب من اللحاق بالحافلة المخصصة لنقل الطلاب إلى المدرسة، وقد تواصل والد الطالب مع الأخصائي الاجتماعي عبر "واتساب" وأرسل صورة للطالب وهو على فراش المرض، موضحًا حالته الصحية، وعلى الفور، أكد الأخصائي ضرورة بقاء الطالب في المنزل حتى تمام شفائه، على أن يزوّد المدرسة بتقرير وشهادة مرضية، مع التأكيد لولي الأمر بأن الامتحان سيتم إعادته للطالب لاحقًا حفاظًا على صحته.
في صباح يوم الأحد 2025/12/7، فوجئت إدارة المدرسة بحضور الطالب بصحبة والده الذي أفاد بتحسن حالته، رغم أن علامات الإعياء كانت واضحة على الطالب، قامت إدارة المدرسة والأخصائي الاجتماعي بإبلاغ ولي الأمر بعدم إمكانية بقاء الطالب داخل المدرسة، حرصًا على سلامته وسلامة زملائه، إلا أن ولي الأمر أصر على ترك نجله بالمدرسة معللًا عدم قدرته على اصطحابه مرة أخرى للمنزل، ثم انصرف.
قامت طبيبة المدرسة بالكشف على الطالب، ولاحظت ارتفاعًا في درجة حرارته وحالة إعياء واضحة، وأوصت بضرورة نقله لإجراء كشف خارجي، وقد تم التواصل مع ولي الأمر مرات متتالية لضرورة حضوره، إلا أن الظروف الخاصة التي ذكرها حالت دون وصوله، وبناءً عليه، قام الإشراف الطبي بعزل الطالب في غرفة العزل الطبي ومتابعة حالته وصرف العلاج المبدئي وفق الإجراءات المتاحة.
في صباح الاثنين 2025/12/8، ساءت حالة الطالب، مما استدعى قيام المدرسة بنقله فورًا إلى مستشفى بني سويف العام حفاظًا على سلامته وإبلاغ ولي الأمر بكل ما تم من إجراءات، وبعد حضور ولي الأمر، أصر على نقل نجله إلى التأمين الصحي على مسئوليته الكاملة، ووقع على إقرار رسمي بذلك، ثم نُقل الطالب إلى مستشفى الصدر، حيث وافته المنية مساء الثلاثاء 2025/12/9، وفقًا للتقارير الطبية الصادرة عن المستشفى.
وتجدد الوزارة خالص التعازي لأسرة الطالب، داعيةً المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسكينة في هذا المصاب الأليم.