مستشفى خولة ينجح في تأسيس برنامج جراحي متكامل لعلاج "الجنف"
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
مسقط- العمانية
نجح مستشفى خولة في تأسيس برنامج جراحي متكامل لعلاج انحراف العمود الفقري (الجنف)، حيث بدأت أولى العمليات الجراحية منذ عام 2012، وشهد البرنامج تطورًا كبيرًا خلال السنوات الماضية بفضل الجهود الوطنية لتوطين هذا النوع من العمليات المعقدة.
وقال الدكتور سلطان بن سيف الكلباني رئيس وحدة العمود الفقري بمستشفى خولة واستشاري جراحة العظام والعمود الفقري لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ البرنامج حقق نقلة نوعية مع إدخال علاج الجنف المبكر في العام الماضي، ما مكّن من التدخل العلاجي للأطفال في مراحل عمرية صغيرة، وأسفر عن إجراء أكثر من 50 حالة.
وأشار إلى أن مثل هذه العمليات كانت تُجرى سابقًا خارج سلطنة عُمان، مما كان يُشكّل عبئًا ماديًّا ونفسيًّا على المرضى وأسرهم، إذ أسهم توطين هذه الخدمات في تخفيف هذه التحدّيات من خلال وجود كفاءات وطنية قادرة على إجراء العمليات المعقدة دون الحاجة لإرسال المرضى إلى الخارج.
وأضاف أنّ هذا الرقم يُعدُّ من أعلى المعدلات في المنطقة، مما يضع مستشفى خولة ضمن المراكز القليلة على مستوى الخليج والشرق الأوسط التي تقدم هذا النوع المتقدم من الجراحات الدقيقة، باستخدام تقنيات حديثة تشمل مراقبة الأعصاب أثناء الجراحة، وأنظمة تثبيت العمود الفقري المتطورة.
وأفاد بأنه تمّ إدخال تقنيات الملاحة الجراحية المتقدمة وذراع الروبوت الجراحي، مما أسهم في رفع دقة العمليات وتقليل المضاعفات وتحسين النتائج الجراحية، ليكون مستشفى خولة من أوائل المراكز في المنطقة التي تستخدم هذه التقنيات في جراحة العمود الفقري للأطفال.
وأشار إلى أنه على مستوى البحث والتوثيق، تمّ الانتهاء مؤخرًا من إعداد وحدة متكاملة توثق تجربة مستشفى خولة في علاج الجنف خلال السنوات الماضية، وذلك في إطار جهود مستمرة لتعزيز التخصُّص والتدريب والتوثيق العلمي.
وبين أنه يُجرى حاليًّا العمل على بحث استراتيجي مبتكر بالتعاون مع تقنيات الذّكاء الاصطناعي، لتطوير وسائل الفحص المبكر للجنف في المدارس، الذي من شأنه أن يُعزز الكشف المبكر ويقلل الحاجة إلى التدخلات الجراحية المعقدة مستقبلًا.
وأكّد على أنّ النجاح الذي تحقق في هذا الجانب جاء نتيجة جهود مشتركة من الأطباء والفنيين والإدارة الصحية، وأنّ العمل جارٍ لتوسيع نطاق الخدمة وتطوير البرامج البحثية والتدريبية لتلبية احتياجات المرضى على مستوى الوطن والمنطقة.
وأكّد على أنّ الاستثمار في تدريب الكوادر الوطنية كان وما يزال مفتاح هذا النجاح، حيث حرصنا على تأهيل الطواقم الطبية والتمريضية والمساندة من خلال حلقات العمل التدريبية داخل سلطنة عُمان وخارجها لضمان جودة الخدمة وسلامة المرضى.
وأفاد بأننا نلمس وعيًا متزايدًا لدى المجتمع بأهمية التشخيص المبكر للجنف، ونفخر بثقة المواطنين في المؤسسات الصحية الحكومية، وخاصة الكفاءات العُمانية التي أثبتت قدرتها على تقديم خدمات علاجية متقدمة بمعايير عالمية.
من جانبه أكّد الدكتور راشد بن محمد العلوي المدير العام لمستشفى خولة لوكالة الأنباء العُمانية أنّ المستشفى يسعى ليكون مركزًا إقليميًّا مرجعيًّا لجراحة العمود الفقري بأيدٍ عُمانية وكفاءات واعدة عبر برامج التدريب المستمرة لتطوير مهارات الكوادر الطبية الحالية عبر حلقات العمل، والمؤتمرات، والزمالات التدريبية المحليّة والخارجية وإجراء أبحاث متقدمة في مجال أمراض وجراحة العمود الفقري، ونشرها في المجلات العلمية المرموقة.
وقال إنّ المستشفى لا يسعى فقط إلى التميز الطبي، بل يضع المريض وتوفير الرعاية الطبية اللازمة له أولوية، مؤكّدًا أن التوسّع في الخدمات التخصُّصية واعتماد أحدث التقنيات، مثل الجراحات الروبوتية يأتي بهدف تخفيف معاناة المرضى، وتسريع شفائهم، وتمكينهم من العودة إلى حياتهم بشكل أفضل.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: العمود الفقری مستشفى خولة ع مانیة
إقرأ أيضاً:
أصوات من غزة.. معاناة الكادر الطبي في علاج المرضى بسبب انعدام الأدوية
في ظل نقص كبير في كل أنواع المحاليل والمكملات الغذائية الضرورية للتعامل مع المجاعة، وتحت وطأة الإرهاق الذي يصيب الكادر الطبي المُجوّع أساسا.
5/8/2025-|آخر تحديث: 13:13 (توقيت مكة)