المدير التنفيذي لقطاع الشؤون التنظيمية للمواد البترولية بدائرة الطاقة لـ«الاتحاد»: ضمان أعلى معايير السلامة في تشغيل أنظمة الغاز بمباني أبوظبي
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
كشف المهندس أحمد الشيباني، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون التنظيمية للمواد البترولية في دائرة الطاقة بأبوظبي، أن الدائرة أطلقت حملة توعية موسعة لضمان تشغيل أنظمة الغاز في المنشآت السكنية والتجارية والصناعية في أبوظبي، وذلك وفق أفضل معايير السلامة والأمان، حيث تمكنت من زيارة أكثر من 11,000 منشأة حتى الآن.
وأشار المهندس الشيباني في حواره مع «الاتحاد»، إلى أن الحملة تهدف التأكيد على التزامها بضمان تشغيل أنظمة الغاز في المنشآت السكنية والتجارية والصناعية وفق أعلى معايير السلامة، حيث تأتي الحملة استمراراً لحملات سلامة الغاز التي أطلقتها الدائرة في عامي 2024 و2025، لتبرز دورها المحوري في تنظيم هذا القطاع الحيوي.
وذكر أن الحملة تندرج ضمن جهود الدائرة لتعزيز الامتثال والمسؤولية، وتشجيع الاستخدام الآمن للغاز، وترسيخ ثقافة السلامة والاستدامة في المجتمع، استناداً إلى نتائج الزيارات الميدانية وعمليات التفتيش المقامة على مستوى الإمارة.
تسربات الغاز
وقال المهندس الشيباني: «كشفت عمليات التفتيش والمسوحات الميدانية التي أجرتها دائرة الطاقة عن مجموعة من المخاطر الشائعة المرتبطة باستخدام الغاز في إمارة أبوظبي، أبرزها تسربات الغاز الناتجة عن التركيب غير السليم أو استخدام مواد غير مطابقة للمواصفات مثل الخراطيم والأجهزة منخفضة الجودة، كما تم رصد غياب أعمال الصيانة الدورية، والتعامل مع شركات غاز غير معتمدة، إضافة إلى تخزين أسطوانات الغاز من دون الحصول على تصريح من دائرة الطاقة».
وأضاف: «للحد من هذه المخاطر، تؤكد دائرة الطاقة أهمية الالتزام الصارم بلوائحها التنظيمية، والتي تنص على منع استخدام أسطوانات الغاز في المباني التي تحتوي على أنظمة غاز مركزية مطابقة للمعايير، وضمان توافر التهوية الكافية ومخارج الطوارئ في المنشآت التجارية، كما تشدد على إجراء أعمال الصيانة الدورية من خلال مزودين معتمدين، والإبلاغ الفوري عن أي تسربات عبر رقم الطوارئ (997)، فضلاً عن تعزيز الوعي المجتمعي من خلال الحملات التوعوية والإرشادات الواضحة لسلامة الغاز بين مختلف فئات المجتمع».
مشروع أنظمة الغاز
وتابع: «يُعد مشروع إعادة تأهيل أنظمة الغاز الذي أُنجز في مارس الماضي أحد أبرز المبادرات الحيوية التي نفذتها دائرة الطاقة في إطار جهودها المستمرة لتعزيز سلامة أنظمة الغاز البترولي المسال المركزي على مستوى الإمارة، وقد شمل المشروع فحص وتحديث الأنظمة القائمة عند الحاجة، واستبدال 450 خزّان غاز مركزي ولوحات التحكم المرتبطة بها، وتركيب أكثر من 10.000 كاشف لتسرب الغاز في المباني، إضافة إلى فصل الأنظمة القديمة أو غير المستخدمة في بعض المنشآت بهدف إزالة أي مخاطر محتملة».
وأشار إلى أنه رافق تنفيذ المشروع جهود توعوية متكاملة قادتها دائرة الطاقة شملت زيارات ميدانية، وورش عمل متخصصة، وحملات إعلامية مكثفة، وأسهمت هذه الجهود مجتمعة في رفع مستوى الوعي المجتمعي، وترسيخ ثقافة السلامة بين مختلف الفئات المستهدفة، وضمان الامتثال للمعايير الدولية المعتمدة، مما يعزز من بيئة أكثر أماناً واستدامة في الإمارة.
المعايير التنظيمية
وذكر المهندس الشيباني أن دائرة الطاقة تعمل بشكل مستمر على مراجعة المعايير التنظيمية ومتطلبات السلامة التي يجب على المنشآت التجارية مثل المطاعم الالتزام بها عند استخدام أنظمة الغاز في إطار سعيها للحفاظ على سياسات تنظيمية مستدامة، وتشمل المتطلبات الحالية امتلاك وثائق محدثة مثل: شهادة المطابقة، شهادة عدم الممانعة، شهادة الإنجاز، عقود الصيانة السنوية، وشهادة الالتزام بمتطلبات السلامة والوقاية الصادرة عن هيئة أبوظبي للدفاع المدني.
وأشار إلى أنه يشترط على المنشآت الغذائية إجراء أعمال الصيانة الدورية في الأوقات المحددة من قبل شركات غاز معتمدة، وعدم الالتزام بهذه المتطلبات، قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحق المنشأة، تصل إلى الإغلاق المؤقت أو الدائم بسبب عدم التقيد باللوائح.
وذكر أن دائرة الطاقة تضمن التزام شركات الغاز ومالكي المباني باللوائح، من خلال عمليات تفتيش منتظمة، ورقابة مستمرة، والتحقق من صلاحية الوثائق وحالة الصيانة بشكل دوري، وتخضع المنشآت التي لا تلتزم بتطبيق الإجراءات التصحيحية ضمن الأطر الزمنية المحددة لإجراءات قانونية وفقاً للائحة التنفيذية لأنظمة الغاز المعتمدة.
وأكد أن دائرة الطاقة تتبنى نهجاً شاملاً ومتطوراً في التوعية المجتمعية يستهدف جميع فئات مستخدمي أنظمة الغاز، وتشمل أبرز المبادرات حملات توعية عبر وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي بلغات متعددة تستهدف السكان والمنشآت، إلى جانب تنفيذ حملات ميدانية دورية في المناطق السكنية والتجارية والصناعية لتعزيز الوعي والممارسات الآمنة، وتنظيم ورش عمل بالتعاون مع الشركاء المعنيين، وتوزيع كتيبات ومطبوعات إرشادية تحتوي على تعليمات السلامة وإرشادات الاستخدام، وتقديم برامج تدريبية حول السلامة، وتهدف هذه المبادرات إلى تزويد أفراد المجتمع بالمعرفة اللازمة، وتبني أفضل الممارسات في استخدام الغاز بشكل آمن ومستدام.
نصائح السلامة
أوضح المهندس الشيباني أن دائرة الطاقة تركز على مجموعة من نصائح السلامة الأساسية والإجراءات المعتمدة لضمان سلامة استخدام أنظمة الغاز، ومن أبرزها تركيب كاشف الغاز الذي يُوفر إنذاراً مبكراً عند حدوث أي تسرب، والاستعانة دائماً بشركات ومزودي خدمات غاز معتمدين لإجراء الفحوص الدورية وصيانة الأنظمة.
وفي المنازل، يُنصح السكان باختبار تسربات الغاز بانتظام من خلال وضع ماء وصابون على الخرطوم، حيث يشير ظهور فقاعات إلى وجود تسرب، كما أنه من الضروري استبدال الخراطيم التالفة فوراً، وإجراء اختبار بعد كل مرة يتم فيها تغيير الأسطوانة أو الخرطوم.
وأضاف: «في حال تم اكتشاف رائحة غاز، يجب فوراً إغلاق صمام الغاز، وتهوية المكان جيداً، وتجنب استخدام أي مفاتيح كهربائية أو مصادر اشتعال، ثم التواصل مع مزود الخدمة أو الاتصال بخدمات الطوارئ، حيث تعمل الدائرة في الوقت الراهن على التوعية بهذه الإرشادات وغيرها، ضمن إطار حملتها التوعوية الهادفة إلى ترسيخ ثقافة السلامة بين جميع مستخدمي أنظمة الغاز».
أصحاب المنازل
ولفت المهندس الشيباني إلى أن دائرة الطاقة تعتمد استراتيجية توعية شاملة ومتعددة اللغات لضمان إيصال المعلومات المتعلقة بسلامة الغاز بشكل فعّال.
وأضاف: «إرسال رسائل نصية قصيرة بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية (DED)، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية (ADAFSA)، ومركز أبوظبي العقاري (ADREC)، لتعريف أصحاب العلاقة ومستخدمي الغاز بمتطلبات السلامة والامتثال التنظيمي، وتوزيع منشورات توعوية بلغات متعددة في المنشآت الغذائية التي تستخدم أنظمة الغاز».
محاضرات
لفت المهندس أحمد الشيباني إلى تنظيم سلسلة محاضرات في «مجالس أبوظبي»، وفرت حوارات مباشرة مع أفراد المجتمع وعروضاً توضيحية يقدمها خبراء من دائرة الطاقة ضمن مجموعات صغيرة، بهدف تعزيز التواصل المتبادل مع العائلات والمستأجرين داخل المنشآت السكنية، والتعاون الإعلامي مع القنوات الإذاعية والتلفزيونية، إضافة إلى الصحف العربية والأجنبية، إلى جانب الموقع الإلكتروني للدائرة (www.doe.gov.ae) الذي يوفر محتوى تعليمياً متميزاً، ونماذج للتعهدات المطلوبة، وإرشادات السلامة بهدف الاطلاع والتحميل.
وقال: تم تصميم الورش بعناية لاستهداف الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، مثل العمالة اليدوية وفرق عمل المطابخ التجارية، وذلك من خلال جلسات تفاعلية ومتعددة اللغات. وتضمنت عدداً من الإرشادات والمحاور الأساسية، أبزرها مبادئ السلامة الأساسية في استخدام الغاز، بما يشمل التخزين والنقل والتركيب السليم لأسطوانات الغاز، طرق كشف التسربات، مع التركيز على استخدام الماء والصابون كأداة آمنة وسهلة لاكتشاف تسربات الغاز أو تركيب كواشف تسرب الغاز.
الاستجابة للطوارئ
وأشار إلى أنه يتم اعتماد بروتوكولات الاستجابة للطوارئ، مثل الخطوات الواجب اتخاذها عند الاشتباه بوجود تسرب، كيفية الإخلاء الآمن، وأهمية الاتصال برقم الطوارئ 997، وعادات السلامة اليومية، مثل إغلاق صمام الغاز بعد كل استخدام، وتجنب وضع الأسطوانات بالقرب من مصادر الحرارة، وضمان وجود تهوية جيدة في أماكن الاستخدام، وعروض عملية توضح كيفية التعامل مع الأسطوانة بأمان ووضعها بالشكل الصحيح، واستخدام أساليب تعليمية تفاعلية تعتمد على الترفيه (Gamified Learning) مثل تقنية الواقع الافتراضي لتعزيز المشاركة، وترسيخ المفاهيم السليمة.
وأكد أن الهدف الأساسي من هذه الورش هو في تحقيق تغيير سلوكي مستدام من خلال التوعية العملية والتفاعل المجتمعي، لضمان ترسيخ المعرفة بسلامة أنظمة الغاز بين الأفراد والأسر في مختلف أنحاء الإمارة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دائرة الطاقة في أبوظبي أبوظبي الحملات التفتيشية المواد البترولية أحمد الشيباني الغاز دائرة الطاقة معايير السلامة الإمارات أسطوانات الغاز أنظمة الغاز فی المنشآت الغاز فی من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
«أدنوك للغاز» تُوقع اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي المسال لشركة «هندوستان للبترول»
«أدنوك للغاز» تُوقع اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي المسال لشركة «هندوستان للبترول»
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت «أدنوك للغاز بي إل سي» عن توقيع البنود الرئيسية لاتفاقية مدتها عشر سنوات مع شركة «هندوستان للبترول» الهندية، لتوريد 0.5 مليون طن متري سنوياً من الغاز الطبيعي المُسال.
وتؤكد هذه الاتفاقية الحضور المتنامي لشركة «أدنوك للغاز» في أسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية، لا سيما في قارة آسيا التي تشهد ارتفاعاً مستمراً في الطلب على هذا المورد الحيوي، وتساهم في تعزيز مكانة الشركة كمُورّد عالمي موثوق للغاز الطبيعي المسال.
كما تساهم هذه الاتفاقية طويلة الأمد في تعزيز علاقات الشراكة مع شركات الطاقة الهندية الرئيسية في سعيها المستمر لدعم أمن الطاقة في الهند، عقب الاتفاقيات الأخيرة التي وقعتها «أدنوك للغاز» مع كل من «شركة النفط الهندية»، و«شركة جيل المحدودة».
أخبار ذات صلةوقالت فاطمة النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك للغاز»: «تُعد هذه الاتفاقية طويلة الأمد مع شركة 'هندوستان للبترول'، والتي تمثل الاتفاقية الثالثة من نوعها التي توقعها 'أدنوك للغاز' مع شركات الطاقة الهندية في العام الماضي، دليلاً على الشراكة الراسخة بين دولة الإمارات والهند في مجال الطاقة. كما تؤكد هذه الخطوة قدرة 'أدنوك للغاز' على المساهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي المسال بشكل موثوق ودعم طموح الهند لزيادة حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة لديها إلى 15% بحلول عام 2030».
وسيتم توريد الغاز الطبيعي المسال من منشأة داس لتسييل الغاز التابعة لشركة «أدنوك للغاز»، والتي تبلغ سعتها الإنتاجية 6 ملايين طن سنوياً. يذكر أن منشأة داس التي تُعد ثالث أقدم منشأة للغاز الطبيعي المسال في العالم، قامت منذ بدء عملياتها الإنتاجية بتصدير أكثر من 3,500 شحنة من الغاز الطبيعي المسال إلى جميع أنحاء العالم.
وتُعد «أدنوك للغاز» إحدى الركائز الأساسية في جهود تنفيذ استراتيجية مجموعة «أدنوك» الهادفة لزيادة سعتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي وصادرات الغاز الطبيعي المُسال إلى الأسواق العالمية. ويشكِّل الغاز الطبيعي وقوداً انتقالياً مهماً، إذ يتميز بانبعاثات كربونية أقل، مقارنة بأنواع الوقود الأحفوري الأخرى، كما يمثل مادة خام أساسية لسلاسل القيمة للقطاع الصناعي.