ناشيونال انترست: الحوثيون ينتقلون لتجارة الكبتاغون ويملؤون فراغ نظام الاسد
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
كشفت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن الحوثيين المدعومون من إيران ينتقلون الآن إلى تجارة الكبتاغون غير المشروعة، التي ساهمت طويلًا في دعم الديكتاتور السوري السابق بشار الأسد.
ونشرت المجلة الإلكترونية تقريراً بعنوان "الحوثيون يقتحمون تجارة المخدرات" أكدت فيه أن تجارة الكبتاغون انتشرت من سوريا إلى اليمن مموّلةً الإرهاب الحوثي، مشيرة إلى أنها "فرصة يحرص الحوثيون في اليمن- الذين لا يترددون أبدًا في تفويت أي مشروع مربح- على استغلالها".
وضبطت الحكومة اليمنية "المعترف بها دوليًا" مؤخرًا 1.5 مليون حبة كبتاغون كانت في طريقها إلى السعودية من الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وتتراوح أسعار هذه الحبة في السعودية بين 6 و27 دولارًا. واستمرت عمليات الضبط طوال شهر يوليو، حيث اعترضت السلطات اليمنية عشرات الآلاف من الحبوب الأخرى في عمليات متعددة.
ومع انحسار انتشار معامل الكبتاغون "مادة كيميائية منشّطة غير مشروعة" في سوريا، ينتج الحوثيون المخدر في اليمن بأنفسهم.
وتتيح حدود اليمن الطويلة والسهلة الاختراق نسبيًا مع السعودية للحوثيين الوصول إلى سوق استهلاكية كبيرة للكبتاغون وغيره من المخدرات.
ولفت التقرير إلى أنه "يمكن للحوثيين استخدام عائدات هذه المبيعات لشراء صواريخ وذخائر أخرى لقصف إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك القواعد الأمريكية".
وسجّل فريق الأمم المتحدة المعني باليمن "لجنة العقوبات" في تقريره المقدم إلى مجلس الأمن الدولي في أكتوبر 2024، تزايد في تهريب المخدرات والاتجار بها داخل اليمن، إذ أبلغت السلطات في اليمن عن ضبط شحنات مخدرات واعتراض القوات البحرية الدولية لمراكب شراعية تنقل هذه الشحنات.
وكشف الفريق الأممي أن جهاز مكافحة الإرهاب في عدن أبلغ بمصادرة كمية كبيرة من المخدرات في ميناء عدن من إحدى حاويات السكر على متن السفينة "فانيسا إم إس سي" القادمة من البرازيل.
ودقّق الفريق في سجلات القضية وأجرى مقابلات مع مسؤولي جهاز مكافحة الإرهاب في عدن في مارس ويوليو 2024، كشفت عن تورط الحوثيين في تهريب المخدرات التي تم ضبطها، وانتهت القضية بإدانة "محمد إبراهيم أحمد المطري" بالسجن لمدة 25 عامًا، خفضت في الاستئناف إلى 12 عامًا.
وخلّف سقوط نظام بشار الأسد في سوريا فراغًا في تجارة المخدرات الإقليمية. لكن نفي ملك الكبتاغون لم يؤد إلى نهاية المخدرات نفسها، ولا إلى صناعة الكبتاغون، ولا إلى اختفاء العرض، وبالتأكيد، لم يؤد إلى تراجع الطلب عليها.
وفي يوليو ضبطت الحكومة اليمنية 16 ألف حبة كبتاغون من إنتاج الحوثيين في منفذ الوديعة الحدودي، ومنعت دخولها إلى السعودية.
وأكدت السفارة الأمريكية لدى اليمن في بيان نشرته حينها أن هذه العملية تبرز الدور الحيوي للحكومة اليمنية في مكافحة تهريب المخدرات وحرمان جماعة الحوثي الإرهابية من مصادر دخلها من الأنشطة غير المشروعة التي تغذي عدم الاستقرار وتهدد السلام الإقليمي. وجددت الولايات المتحدة في البيان وقوفها إلى جانب اليمن في الدفاع عن سيادته وأمنه.
وقالت المجلة الأمريكية إن الدلائل تشير الآن إلى أن اليمن قد يصبح مركزًا جديدًا لإنتاج الكبتاغون. وبينما لا تزال عمليات ضبط الكبتاغون في اليمن ضئيلة مقارنةً بمناطق أخرى في الشرق الأوسط، يسعى الحوثيون إلى زيادة حصتهم السوقية.
وفي عام 2023، أفادت صحيفة الشرق الأوسط أن جماعة الحوثيين حصلت على مواد لمصنع لإنتاج الكبتاغون.
وفي نهاية يونيو 2025، أعلن مدير أمن عدن، اللواء مطهر الشعيبي، أن الحوثيين أنشأوا مصنعًا لإنتاج الكبتاغون في مناطقهم. وأضاف وزير الإعلام، معمر الإرياني، أن ذلك تم بالتنسيق مع النظام الإيراني.
كما تشير عمليات الضبط الأخيرة في اليمن، فإن تجارة الكبتاغون العالمية لم تزدهر مع بشار الأسد فقط.
ودعت "ناشيونال إنترست" واشنطن إلى مراقبة احتمال ظهور مراكز إنتاج جديدة في اليمن، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا استمرار نشاط شبكات المخدرات في سوريا ولبنان.
وذكرت أنه يمكن لصانعي السياسات مواصلة محاسبة تجار المخدرات من خلال فرض عقوبات جديدة، والاستفادة من التوصيات الواردة في الاستراتيجية المشتركة بين الوكالات. وخلصت إلى أنه "بدون تحرك محدث ومستمر من جانب واشنطن، فإن تجارة الكبتاغون ستستمر حتى لو تغير اللاعبون الرئيسيون فيها.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: تجارة الکبتاغون فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
المعلمون في مواجهة الإقصاء القاتل الحوثيون ينهبون رواتب عشرات الالاف من معلمي اليمن لست سنوات ويمارسون أكبر عملية إحلال وظيفي وفق معايير طائفية وسلالية
عشرات الالاف من أسر المعلمين في اليمن يعيشون ظروفا اجتماعية قاهرة في ظل سياسات الإقصاء والقمع التي طالتهم من قبل جماعة الحوثي مؤخرا.
التقارير التعليمية تؤكد تصفية وإقصاء أكثر من 90% إجمالي المعلمين في اليمن البالغ عدد نحو 171000 معلم, إضافة إلى أنهم لم يتلقوا رواتبهم بانتظام منذ عام 2016.
وتسببت هذه السياسات إلى تراجع أعداد المعلمين ,حيث تقاعد بعضهم وبعضهم أصيبوا بأمراض وبعضهم غادروا المهنة إلى مهن أخرى بعد إصدار آليات تشريعية حوثية جديدة للتخلص من الغالبية العظمى منهم .
الآلية الاستثنائية المؤقتة لدعم فاتورة مرتبات موظفي الدولة
في ديسمبر 2024 أصدر الحوثيون تشريعا جديدا أسموه "قانون الالية الاستثنائية المؤقتة لدعم المرتبات" وهو التشريع الذي منحهم ممارسة أكبر لعمليات الابعاد والاحلال في تاريخ التعليم في اليمن، و تحول هذا التشريع إلى نكبة طالت 90% من المعلمين ولم يستفد منه سوى 10% فقط وتمثلت الاستفادة في تلقيهم نصف راتب وفق كشوفات راتب عام 2014 .
وخلال السنوات الماضية وجدت جماعة الحوثي عجزا كبيرا في قوائم المعلمين، عندها لجأت إلى الاستعانة بعشرات الالف من المعلمين الجدد للعمل كمدرسين.
وكشف الخبير التربوي محسن الدار أن "ما يقارب 60 ألف معلم ومعلمة جرى تشغيلهم تحت مسمى متطوعين، دون أن حصولهم على أدنى درجات التأمين الوظيفي أو العقود القانونية، وهو خطوة يراها الخبراء بأنها تعكس غياب الرؤية المستدامة للحوثيين تجاه مستقبل التعليم.
حوثنة التعليم والمعلم
كما كشفت المصادر أن جماعة الحوثي تستعد لمرحلة جديدة من عمليات التدمير الممنهج للتعليم في اليمن حيث بدأت القيادات الحوثية المعينة على رأس هرم وزارة التعليم خطة تفريغ القطاع من الكوادر المؤهلة وإعادة تشكيله، في سياق ما بات يُعرف محليًا بـ"حوثنة التعليم".
وهناك استعداد لتنفيذ سلسلة من الإجراءات المنهجية قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد، تهدف إنهاء خدمات آلاف المعلمين والمعلمات، لا سيما المتطوعين الذين استعانت بهم الوزارة على مدار السنوات الماضية.
وتهدف الخطوة إلى التنصل من دفع مستحقاتهم أو تثبيتهم وظيفيًا، في وقت تشهد فيه المدارس الحكومية تراجعًا حادًا في أعداد الكادر التعليمي المؤهل.
وتهدف جماعة الحوثي من ذلك إلى تنفيذ خطة إحلال واسعة لاستبدال المعلمين الرسميين والمتطوعين بآخرين تم إعدادهم مسبقًا ضمن دورات طائفية تم تأهيلهم مسبقا وتلقوا تدريبات عقائدية مكثفة، وتكليفهم بمهام التدريس في مئات المدارس بمختلف مناطق سيطرتهم.
أكبر عملية سرق للرواتب
ووفقاً لما يسمى الآلية الاستثنائية المؤقتة حصل الموظفون وفي مقدمتهم المعلمين على راتب شهر ديسمبر 2024، في حين أن آخر راتب تم صرفه لهم وفقاً للآلية القديمة كان نصف راتب شهر نوفمبر 2018،وبذلك، أسقط الحوثيون حقوق الموظفين في المرتبات المستحقة للفترة الممتدة لست سنوات، مستحوذين عليها دون أي التزام قانوني أو تعويض.
خلاصة المشهد
أفرزت السياسيات الحوثية تجاه قطاع المعلمين إلى تفاقم الوضع المعيشي لعشرات الالاف منهم والعشرات تعرضوا للاعتقال وأراغمهم على تدريس الفكر الحوثي , وكذلك ارغام الالاف المعلين والمعلومات على التدريس بالقوة دون أي عائد مالي إضافة إلى تدهور جودة التعليم ووصوله إلى مرحلة متقدمة من الهشاشة وتحول المعلم إلى أداه لتكريس الفكر الطائفي, ناهيك عن المخرجات الهشة التي لا يمكن أن تشارك في بناء وطن أو إصلاح وضع.