كشفت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن الحوثيين المدعومون من إيران ينتقلون الآن إلى تجارة الكبتاغون غير المشروعة، التي ساهمت طويلًا في دعم الديكتاتور السوري السابق بشار الأسد.

ونشرت المجلة الإلكترونية تقريراً بعنوان "الحوثيون يقتحمون تجارة المخدرات" أكدت فيه أن تجارة الكبتاغون انتشرت من سوريا إلى اليمن مموّلةً الإرهاب الحوثي، مشيرة إلى أنها "فرصة يحرص الحوثيون في اليمن- الذين لا يترددون أبدًا في تفويت أي مشروع مربح- على استغلالها".

وضبطت الحكومة اليمنية "المعترف بها دوليًا" مؤخرًا 1.5 مليون حبة كبتاغون كانت في طريقها إلى السعودية من الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين. 

وتتراوح أسعار هذه الحبة في السعودية بين 6 و27 دولارًا. واستمرت عمليات الضبط طوال شهر يوليو، حيث اعترضت السلطات اليمنية عشرات الآلاف من الحبوب الأخرى في عمليات متعددة. 

ومع انحسار انتشار معامل الكبتاغون "مادة كيميائية منشّطة غير مشروعة" في سوريا، ينتج الحوثيون المخدر في اليمن بأنفسهم. 

وتتيح حدود اليمن الطويلة والسهلة الاختراق نسبيًا مع السعودية للحوثيين الوصول إلى سوق استهلاكية كبيرة للكبتاغون وغيره من المخدرات. 

ولفت التقرير إلى أنه "يمكن للحوثيين استخدام عائدات هذه المبيعات لشراء صواريخ وذخائر أخرى لقصف إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك القواعد الأمريكية". 

وسجّل فريق الأمم المتحدة المعني باليمن "لجنة العقوبات" في تقريره المقدم إلى مجلس الأمن الدولي في أكتوبر 2024، تزايد في تهريب المخدرات والاتجار بها داخل اليمن، إذ أبلغت السلطات في اليمن عن ضبط شحنات مخدرات واعتراض القوات البحرية الدولية لمراكب شراعية تنقل هذه الشحنات.

وكشف الفريق الأممي أن جهاز مكافحة الإرهاب في عدن أبلغ بمصادرة كمية كبيرة من المخدرات في ميناء عدن من إحدى حاويات السكر على متن السفينة "فانيسا إم إس سي" القادمة من البرازيل.

ودقّق الفريق في سجلات القضية وأجرى مقابلات مع مسؤولي جهاز مكافحة الإرهاب في عدن في مارس ويوليو 2024، كشفت عن تورط الحوثيين في تهريب المخدرات التي تم ضبطها، وانتهت القضية بإدانة "محمد إبراهيم أحمد المطري" بالسجن لمدة 25 عامًا، خفضت في الاستئناف إلى 12 عامًا.

وخلّف سقوط نظام بشار الأسد في سوريا فراغًا في تجارة المخدرات الإقليمية. لكن نفي ملك الكبتاغون لم يؤد إلى نهاية المخدرات نفسها، ولا إلى صناعة الكبتاغون، ولا إلى اختفاء العرض، وبالتأكيد، لم يؤد إلى تراجع الطلب عليها. 
وفي يوليو ضبطت الحكومة اليمنية 16 ألف حبة كبتاغون من إنتاج الحوثيين في منفذ الوديعة الحدودي، ومنعت دخولها إلى السعودية.

وأكدت السفارة الأمريكية لدى اليمن في بيان نشرته حينها أن هذه العملية تبرز الدور الحيوي للحكومة اليمنية في مكافحة تهريب المخدرات وحرمان جماعة الحوثي الإرهابية من مصادر دخلها من الأنشطة غير المشروعة التي تغذي عدم الاستقرار وتهدد السلام الإقليمي. وجددت الولايات المتحدة في البيان وقوفها إلى جانب اليمن في الدفاع عن سيادته وأمنه.

وقالت المجلة الأمريكية إن الدلائل تشير الآن إلى أن اليمن قد يصبح مركزًا جديدًا لإنتاج الكبتاغون. وبينما لا تزال عمليات ضبط الكبتاغون في اليمن ضئيلة مقارنةً بمناطق أخرى في الشرق الأوسط، يسعى الحوثيون إلى زيادة حصتهم السوقية. 

وفي عام 2023، أفادت صحيفة الشرق الأوسط أن جماعة الحوثيين حصلت على مواد لمصنع لإنتاج الكبتاغون. 

وفي نهاية يونيو 2025، أعلن مدير أمن عدن، اللواء مطهر الشعيبي، أن الحوثيين أنشأوا مصنعًا لإنتاج الكبتاغون في مناطقهم. وأضاف وزير الإعلام، معمر الإرياني، أن ذلك تم بالتنسيق مع النظام الإيراني. 

كما تشير عمليات الضبط الأخيرة في اليمن، فإن تجارة الكبتاغون العالمية لم تزدهر مع بشار الأسد فقط. 

ودعت "ناشيونال إنترست" واشنطن إلى مراقبة احتمال ظهور مراكز إنتاج جديدة في اليمن، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا استمرار نشاط شبكات المخدرات في سوريا ولبنان. 

وذكرت أنه يمكن لصانعي السياسات مواصلة محاسبة تجار المخدرات من خلال فرض عقوبات جديدة، والاستفادة من التوصيات الواردة في الاستراتيجية المشتركة بين الوكالات. وخلصت إلى أنه "بدون تحرك محدث ومستمر من جانب واشنطن، فإن تجارة الكبتاغون ستستمر حتى لو تغير اللاعبون الرئيسيون فيها.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: تجارة الکبتاغون فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية

قال الإعلامي السعودي زيد كمي نائب المدير العام لقناتي العربية والحدث إن التحركات الأحادية التي نفذها المجلس الانتقالي في حضرموت قبل أيام محاولة لخلف واقع يتجاوز المجتمع المحلي وتوازناته ويتجاهل الطبيعة الخاصة بهذه المنطقة، التي طالما حافظت على مسافة سياسية عن مراكز التوتر.

 

واعتبر كمي في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط بعنوان "ماذا يجري في حضرموت" إن تلك التطورات تفسر الحزمَ الذي أظهرته السعودية في بيانها، واعلانها بوضوح رفضها القاطع لسيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت، وعدّت ذلك خرقاً مباشراً للمرحلة الانتقالية وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، ومحاولة تستدعي مواجهةً سياسية لا تُبنَى على منطق السلاح.

 

وقال الكاتب إن ما يجرِي في حضرموتَ اليومَ لا يمكنُ قراءتُه بمعزلٍ عن تاريخٍ طويلٍ من التشكّل السّياسي والاجتماعي في جنوب اليمن، وأن جنوب اليمن لم يكن يوماً كتلةً سياسية واحدة، بل فضاءٌ واسع من الشَّبكات المحلية والولاءات والمراكزِ المتعددة، معتبرا هذه الخلفية تجعلُ أيَّ محاولةٍ لفرض السَّيطرة عَنْوَةً على محافظةٍ بحجم حضرموتَ مجردَ اصطدامٍ بتاريخ لا يقبل الهيمنةَ المفاجئةَ ولا التحولات القسريَّة.

 

وأكد أن الموقف السعودي وإصراره على إخراج قوات درع الوطن ليس مجرد إجراءٍ عسكري، بل محاولةٌ لقطع الطّريق أمام تكرار نماذجِ انفلاتٍ مشابهة شهدها اليمنُ خلالَ العقد الماضي، ولمنعِ انزلاقِ حضرموتَ إلى فوضَى لا طاقة لها بها.

 

وقال إن اختزالَ القضية الجنوبية في شخصٍ أو فصيل واحد لا ينسجم مع تاريخِ الجنوب ولا مع طموحاتِ شعبه، والقضية ـ كما تراها الرياض ـ تخصُّ أبناءَ الجنوب بكلّ تنوّعهم، ومن غيرِ المقبول تحويلُها إلى ذريعةٍ لفرض السّيطرةِ أو تغيير الوقائعِ بالقوة.

 

وحمل الكاتب السعودي المجلس الانتقالي مسؤوليةَ التجاوزات التي ارتكبتها قواتُه خلالَ الأيام الماضية في حضرموت، وما حدثَ من اعتقالات أو إخفاء قسري ونهبٍ وإخلاء للمنازل بالقوة، وقال بأنها أفعالٌ مقلقة وتتقاطع مع ممارساتِ جماعة الحوثي، ما يجعلُ رفضَ الرياض قاطعاً لأي محاولة لاستنساخِ هذا النموذج في الجنوب أو الشرق.

 

واعتبر كمي ما حدثَ في حضرموتَ ليس مجردَ تنازعٍ على السيطرة، بل اختبارٌ حقيقي لمدى قدرةِ اليمنيين على احترام رواسب تاريخهم، ولقدرتهم على بناءِ استقرار لا يقوم على فرض القوة، والعمل على منع تكرار أخطاء الماضي، وإعادة اليمن إلى مسار سياسي يضمن للجميع شراكةً عادلةً تحفظ الأمنَ، وتعيد رسمَ مستقبلٍ لا مكان فيه للمغامراتِ العسكريةِ ولا لمحاولات إعادةِ هندسةِ الجغرافيا السياسية عَنوَةً.


مقالات مشابهة

  • سعر ومواصفات هيونداي ايونيك 2025 في السعودية
  • السعودية تسمح بامتلاك العقار للأجانب ضمن نظام جديد يبدأ مطلع 2026
  • سعر ومواصفات إم جي 8 موديل 2026 في السعودية
  • ضاحي خلفان يعبر عن أمنيته بتحرير شمال اليمن من قبضة الحوثيين
  • تطوير ميناء المخا.. رهان اقتصادي يعيد إحياء بوابة تجارة هامة في اليمن
  • (أم القرى) تنشر مشروع نظام الرياضة السعودية.. تنظيم الإعلام الرياضي وعقوبات على المتجاوزين ومثيري التعصب
  • اليمن: ندعم جهود السعودية والإمارات من أجل الحفاظ على وحدة الصف
  • حزب الإصلاح يعطل جهود تحرير اليمن من الحوثيين
  • الملف الأسود لتمويل الحرب والتجنيد.. إيران تنقل مصانعها من سوريا لليمن وتوسع شبكات التهريب لإغراق دول المنطقة بالمخدرات
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية