لجريدة عمان:
2025-08-08@19:05:31 GMT

الحزن عندما «ترتقي» أرواح بريئة نحو السماء !

تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT

حنيفة بنت سالم السلامية - 

للمرة المليون، حوادث الطرق، وما تسببه من حزن لا يعادله حزن آخر، وخسارة كبيرة لن تعوض حتى وإن صنعنا بأنفسنا ما صنعنا، فالآهات ما هي إلا زفرات في وجه الواقع، تخرج من وجع كامن في أعماق النفس إلى فضاء الدنيا.

إذن كيف نتعامل نفسيا مع فقدان الأحبة؟ طريقة التعامل ليست قرارا داخليا أو أمرا سهلا كما يدعي البعض؛ لأن بعض الجراح لا تلتئم بسرعة بل تظل مفتوحة تنزف حتى مع مرور الوقت، لكن ربما الصبر والتحمل هما من يعينان البعض على تجاوز المحنة الصعبة.

أما «نزيف الأرواح على الطرقات» فقد أصبحت حالة يومية لن تنتهي أبدا، هكذا اقتنع الجميع بعدما عادوا من دفن زهور الحياة في مقبرة الموتى، رجعوا متأسفين على حالة أجساد مهشمة، وبقايا أعضاء بشرية كانت متناثرة وقت وقوع حوادث الموت هذا الصباح، كل هذه الأحداث المؤسفة وغيرها من الأوجاع الخانقة ستظل تطارد من تبقى على وجه الحياة، يستذكر الباقون بأن هذه الحوادث المأساوية تخطف سنويا أعدادا هائلة من البشر.

وفي كل مرة نذكر بعضنا البعض، ماذا يعني أن تكون سببا في حدوث كارثة إنسانية وخسارة عظيمة في الأرواح؟ المصيبة أن الكثير من المتسببين في الحادثة يموتون مع الضحايا، ولن نستطيع أن نسألهم لماذا فعلتم ذلك؟ لكن نسأل أنفسنا الآن -كما يسأل البعض السؤال نفسه- ما ذنب أولئك الأبرياء الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم كانوا على موعد مع الموت في التوقيت نفسه والمكان المحدد واللحظة الحاسمة التي تخرج عليهم تلك المركبة المسرعة لـ«تبيدهم» من على وجه الحياة وتقذف بهم في حفر الموتى؟! أي حزن هذا الذي يربض على قلوبنا كأبناء أو أهل أو أقرباء ونحن نودع أشخاصا نعرفهم، قد يخنقنا ملايين العبرات ونجهش في البكاء لكن ليس لدينا أي «وسيلة أخرى» للتنفيس عن أنفسنا المتعبة.

من العجيب أن نعلم بأن هناك أبحاثا عملية ودراسات أعلنت أن «الدموع التي تخرج من عيوننا ليست كلها سواء، بل إن لكل حالة شعورية دموعا فريدة من نوعها تطلق معها أنواعا مختلفة من السموم التي يحتاج الجسد إلى أن يتخلص منها، فتختلف دموع الحزن عن دموع الندم وغيرها».

ومع ذلك فهذه الدموع قد تكون انفجارا نفسيا يخفف عن قلوبنا حدة الشعور بالفقد، هذه الحوادث المميتة في كل مرة تجعل من قلوبنا منفطرة بالألم والشعور بحجم المأساة التي تخلفها وراءها.

بعض الذين رحلوا عن دنيانا لم نودعهم كما يليق بهم، لكن قلوبنا وصلت إلى حيث ذهبوا، مهما كان الوجع ثقيلا والصدمة كبيرة، إلا أن رحمة الله بهم أكبر من أي شيء في هذا الوجود.

ولكن، إلى متى سيظل التراخي والاستهتار بأرواح الآخرين سهلا على البعض؟ إذا كنا لا نريد أن نعيش في أمان واطمئنان، فعلينا أن لا نحرم الآخرين من فرص الحياة التي يريدونها.. ترفقوا بأنفسكم وبالآخرين.

حالة التهور الجنونية التي تصيب بعض السائقين على الطرقات نقطة يجب الوقوف عليها كثيرا، ليس للمناقشة فحسب وإنما لإيجاد الردع المناسب لهم، أفعال لا يمكن القبول بها أو السماح بتكرارها، تجاوزات خطرة وسرعات جنونية في أماكن لم تكن يوما ساحة للسباق من أجل الموت، وإنما هو طريق نحو السعادة.

لن نخص حادثة معينة لنتحدث عنها، فنزيف الأرواح على الطرقات في موسم معين يجعلنا نتنبه له بشدة، ليس معقولا أبدا ما يحدث في طريق يمتد لنحو أكثر من ألف كيلومتر ليصل السائق إلى وجهته في ساعات قليلة، من أجل تلك الفكرة المجنون تجده يتخطى كل الآمنين السائرين في طرقاتهم طامحين لقضاء وقت جميل.

هذا الجنون يحول كل الأشياء إلى سواد قاتم وإلى مأتم تنصب لها خيام العزاء، فلا تسر أحدا ولا تأتي إلا بالفقد والألم، فلماذا كل هذا التهافت والسرعات؟ لقد أمرنا ديننا الحنيف بحفظ الأرواح من الهلاك، أمرنا الإسلام أن نخفف الوطء وأن لا ننجرف وراء الأفكار السوداء أو اتباع السلوكيات السيئة التي تضر بحياتنا وحياة الآخرين.

عندما تقع كارثة إنسانية فلا مكان لتبرير ما حدث، ولا فائدة من ذكر المسببات، فمن سقط في الفجاعة لن يعود مرة أخرى إلى الحياة، كل شيء قد انتهى وما تبقى ما هو إلا عبرة لمن لم يعتبر، أطفال وشباب وشيوخ يرتقون إلى السماء في غمضة عين، يقضون نحبهم في حوادث لم يكونوا سببا في حدوثها، فأي وجع هذا الذي نتركه لهم بسبب أننا نريد أن نصل إلى وجهتنا بسرعة! هذا ليس مسوغًا يمكن أن يتسبب في إزهاق أرواح الأبرياء، الحوادث المرورية خلال عقود من الزمن آتت على الكثير من الأرواح، والعجيب أن يرحل المتسبب وغير المتسبب على حد سواء، لا يبقى في المكان إلا آثار الفاجعة وبقايا من هياكل حديدية مدمرة! لقد آلمنا رؤية الأحداث وقصص الموت التي لا تنتهي، قلوبنا أصبحت معارك يومية مع الوجع النفسي أكثر من إصابات المرض العضوي، فما نراه ونسمعه لهو شيء يفوق التحمل، فإلى متى سيظل هذا النزيف على طرقاتنا؟ ومع كل حادثة مؤسفة تتفتح الجراح وتنزف القلوب إلى ما شاء الله، وتصدقنا القول الكاتبة مريم ناجي: «فقدان عزيز تعد من الأحداث التي قد يختبرها المرء في حياته، وقد يختبرها أكثر من مرة.. يغادرنا عزيز فيترك في روحنا ندبة كبيرة».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تفضل دايما منور قلوبنا.. يسرا تتمنى الشفاء العاجل لـ محمد منير

حرصت الفنانة يسرا، على تقديم أمنياتها بالشفاء للفنان محمد منير بعد تعرضه لوعكة صحية.

وكتبت يسرا عبر حسابها الشخصي على انستجرام: “بتمنى من قلبي الشفاء العاجل للكينج محمد منير، ربنا يشفيك ويعافيك ويقومك بالسلامة وتفضل دايما منور قلوبنا بفنك وصوتك وتاريخك العظيم”.

يسرا على انستجرام أنشطة في الخيالة والأسمرات.. الثقافة تحتفل بذكرى افتتاح قناة السويس الجديدةموعد طرح فيلم الهنا اللي أنا فيه عبر المنصاتالوردي لايق عليكِ.. بشرى تتألق بأنوثة وعفويةاليوم.. تامر عاشور يخطف الأنظار في حفل مهرجان العلمين

وتعافى الكينج محمد منير  من الوعكة الصحية التي تعرض لها قبل أيام ودخل على أثرها المستشفى وغادر المستشفى مساء أمس.

وقال الكينج محمد منير في تصريحات صحفية إنه الآن في منزله ويواصل حاليا استكمال علاجه وخلال الأيام المقبلة يستعيد نشاطه الفني ويستكمل تسجيل أغنيات ألبومه الجديد وكان طرح له قبل أيام أغنية  " أنا الذي " وسبقها دويتو " الذوق العالي "  مع النجم تامر حسني وحقق الدويتو نجاحا كبيرا وملايين المشاهدات .

أغنية ملامحنا لمحمد منير

وكان محمد منير بدأ موسم الصيف بأغنية " ملامحنا" وحققت نجاحا جماهيريا ساحقا 
ومن بين ألاغاني الجديدة التي سيتم تسجيلها اغاني تلامس احاسيس الناس وتعبر عن أحلامهم وطموحاتهم.

محمد منير بعتذر عن حفله بالعلمين 

وتعرض الفنان محمد منير تعرض لوعكة صحية خلال الأيام الماضية نقل وقرر تأجيل حفله في مهرجان العلمين.

طباعة شارك محمد منير يسرا مرض محمد منير

مقالات مشابهة

  • فاطمة الصادق: عيب والله
  • الحزن يسيطر على مجدي أبو عميرة في جنازة الفنان سيد صادق
  • أرقام صادمة.. وفاة 56 شخصا في الحوادث خلال 7 أيام!
  • تفضل دايما منور قلوبنا.. يسرا تتمنى الشفاء العاجل لـ محمد منير
  • قلوبنا معاكي وبندعيلك.. تامر حبيب يدعم أنغام بعد خضوعها لعملية جراحية
  • تركيا ومقاتلة اليوروفايتر التي تعيد رسم خرائط السماء
  • محمد وأحمد طفلان جمعتهما الحياة وفرقهما الموت غرقا في الترعة.. تفاصيل
  • إطلاق «هوبي» حاملة المروحيات الرابعة.. الصين ترتقي بقدراتها البحرية
  • الديهي: مصر لا تتاجر بالقضية الفلسطينية كما يفعل البعض