أزمة نفسية كارثية تضرب المجتمع الإسرائيلي بعد حرب غزة وخبراء الصحة النفسية في تل ابيب يعلنون حالة طوارئ غير مسبوقة
تاريخ النشر: 23rd, November 2025 GMT
حذر الآلاف المتخصصين في مجال الصحة النفسية لدى الاحتلال، من "حالة طوارئ نفسية واجتماعية غير مسبوقة"، بسبب المتضررين والمصابين باضطراب ما بعد الصدمة، جراء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة بعد 7 أكتوبر، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
وحسب ما ذكرت الصحيفة؛ فبعد مطالبات المتضررين والمصابين باضطراب ما بعد الصدمة بشأن الوضع النفسي الصعب الذي يمرون به في أعقاب أحداث 7 أكتوبر والحرب، انضم المهنيون أيضا إلى مطالباتهم، حيث اجتمع عشرات الآلاف من المعالجين في مجال الصحة النفسية - بمن فيهم علماء النفس، والأطباء النفسيون، والأخصائيون الاجتماعيون، ومعالجو الفنون - معا للتحذير من "حالة طوارئ نفسية واجتماعية غير مسبوقة".
وفي نداء عاجل لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، دعوا حكومة الاحتلال إلى العمل فورا لتقديم استجابة واسعة النطاق للصعوبات النفسية التي نشأت لدى الجنود بسبب الحرب.
وفي رسالة تُعد سابقة في شدتها، حذر المعالجون، بمن فيهم الأطباء النفسيون، وعلماء النفس، والأخصائيون الاجتماعيون، ومعالجو الفنون، من أن "الصحة النفسية الإسرائيلية تمر بأزمة كارثية وغير مسبوقة. لقد أدى الجرح الصادم النازف لفترة طويلة إلى خسائر باهظة للغاية، والبيانات التي جمعناها لا تترك مجالا للشك: يفرض الحاضر أيضاً ثمناً باهظاً على الصعيد النفسي - الفردي والجماعي".
كما كتبت النقابات أن "الروح الإسرائيلية أصيبت بكارثة وتدهورها - في غياب استجابة واسعة النطاق ومهنية - من المتوقع أن يحدث في المستقبل القريب".
وحسب "يديعوت أحرونوت"، بذلت وزارة الصحة لدى الاحتلال إلى جانب مختلف الهيئات الصحية، بما في ذلك صناديق المرضى، في العامين الماضيين، جهودا كبيرة لتلبية الطلب الهائل على خدمات الصحة النفسية في إسرائيل، لكن الإهمال التاريخي المستمر لعقود في القوى العاملة والبنية التحتية والميزانيات في هذا المجال يجعل من الصعب جداً تضييق الفجوات بالسرعة المطلوبة.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
أعراض اكتئاب وأزمات نفسية.. دراسة جديدة تكشف آثار الحرب على سكان قطاع غزة
أظهرت النتائج أن نسبة البالغين الذين يعانون مستويات عالية من الضغوط النفسية ارتفعت من نحو 20% في عامي 2020 و2023 إلى أكثر من 67% في أوائل عام 2025.
أظهرت دراسة جديدة تتبع الصحة النفسية للبالغين في قطاع غزة أن مستويات الضغوط النفسية قد تضاعفت ثلاث مرات خلال السنوات الخمس الماضية، مع تسجيل ارتفاع حاد عقب تصاعد الصراع في أكتوبر 2023.
وأجريت الدراسة، التي نشرتها مجلة eClinicalMedicine، على 677 شخصًا ممن تتجاوز أعمارهم 40 عامًا، ضمن ثلاثة مسوح منزلية أجريت في أعوام 2020 و2023 و2025. وركزت على قياس أعراض الاكتئاب، واضطرابات النوم، والشعور المستمر بالتوتر وانعدام القيمة، لتقييم مدى التأثر النفسي للسكان.
وأظهرت النتائج أن نسبة البالغين الذين يعانون مستويات عالية من الضغوط النفسية ارتفعت من نحو 20% في عامي 2020 و2023 إلى أكثر من 67% في أوائل عام 2025. وشمل هذا الارتفاع جميع الفئات الديموغرافية، ما يشير إلى انتشار واسع لمشكلات الصحة النفسية المرتبطة بالعنف المستمر، والتهجير المتكرر، وتدمير البنى التحتية.
Related دراسة: ألعاب الواقع المعزز والافتراضي تحسّن الصحة النفسية وتخفف الإحساس بالوحدةمن الذاكرة إلى الصحة النفسية والمناعة.. كيف ينعكس انتظام النوم على جسدنا؟فرنسا تفتح تحقيقًا جنائيًا حول تأثير "تيك توك" على الصحة النفسية للأطفالوأكدت الدراسة أن غزة كانت تعاني مسبقًا من مستويات مرتفعة من الضغوط النفسية، إلا أن الحرب الأخيرة زادت من تفاقم هذه الأزمة، من خلال تعريض السكان لحالات تهجير متكررة، وفقدان منازلهم، وصعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية.
وبحسب البيانات، فقد أفاد أكثر من 99% من المشاركين بتعرضهم لحادثة تهجير واحدة على الأقل بحلول عام 2025، بمعدل وسطي يصل إلى أربع حالات تهجير لكل شخص.
ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج توفر قاعدة علمية مهمة لصانعي السياسات والمنظمات الإنسانية، من أجل تصميم برامج دعم نفسي واجتماعي، تهدف للتخفيف من العبء النفسي الذي يواجهه سكان غزة.
كما دعت الدراسة إلى تقديم خدمات طويلة الأمد للصحة النفسية، ودعم جهود إعادة البناء، بالتعاون مع المجتمع الدولي.
وفي تقرير سابق نشرته يورونيوز، كشف أن الأطفال في غزة يواجهون أزمة نفسية حادة نتيجة استمرار الصراع والنزوح المتكرر، حيث يعاني أكثر من مليون طفل من اضطرابات نفسية وسلوكية متعددة تشمل التبول اللاإرادي، الكوابيس المتكررة، نوبات الهلع، والانطواء الاجتماعي، إضافة إلى سلوكيات عدوانية مرتبطة بالصدمات النفسية. وأوضح التقرير من خلال شهادات عائلات ونازحين أن هذه التأثيرات لا تقتصر على الصدمات المباشرة الناتجة عن القصف وفقدان المنازل، بل تمتد لتطال الحياة اليومية للأطفال، فتؤثر على نومهم، دراستهم، وقدرتهم على اللعب والتفاعل الاجتماعي، وتقلل من طموحاتهم وآمالهم في المستقبل.
وأشار التقرير إلى أن انهيار المراكز الصحية النفسية نتيجة الحرب جعل الأطفال محرومين من الدعم والعلاج المناسب، بينما يواجه الأهل أنفسهم صعوبات نفسية تقلل من قدرتهم على تقديم الرعاية العاطفية لأبنائهم.
وفي السياق، حذرت منظمات دولية مثل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية من أن هذه الأزمة النفسية المتفاقمة قد تترك آثارًا طويلة الأمد على التطور المعرفي والاجتماعي للأطفال، ما يجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب واضطرابات السلوك في المستقبل.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة