ليست مجرد كلاب ضالة.. أزمة بيئية وصحية تنتظر حلًا عاجلًا
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
توازن هش: لماذا يضر قتل الكلاب الضالة ببيئتنا وصحتنا؟
أزمة الكلاب الضالة: خطر على الإنسان وتدهور للبيئة
في شوارعنا وحوارينا، تتصاعد أزمة الكلاب الضالة التي لا تهدد سلامة المواطنين فقط، بل تسبب أيضًا خللاً في التوازن البيئي، هذه القضية المعقدة تتطلب حلولًا شاملة تراعي حقوق الإنسان والحيوان، وتأخذ في الاعتبار الأثر البيئي على المدى الطويل.
في كل حي، تتكرر حكايات المعاناة مع الكلاب الضالة، عبد الرحمن، الشاب الذي تعرض للعقر أثناء سيره في مدينة 15 مايو، لم يكن سوى واحد من ضحايا هذه الظاهرة. وفي حدائق الأهرام، تحولت لحظات لعب طفل بريء إلى صرخات استغاثة بعد أن هاجمه كلب، هذه القصص ليست فردية، بل هي جزء من معاناة يومية يعيشها الكثيرون، يضطرون على إثرها إلى المستشفيات لتلقي اللقاحات الوقائية ضد مرض السعار، ذلك المرض القاتل الذي يتربص بالضحايا.
الخوف الذي تسببه هذه الكلاب للكبار والصغار أصبح جزءًا من حياتنا اليومية، فالكثيرون يضطرون إلى تغيير مواعيد خروجهم وطرقهم لتجنب مواجهتها، خوفًا من هجوم قد ينهي حياتهم.
في المقابل، هناك وجه آخر لهذه الأزمة يتعلق بالبيئة. على الرغم من أن بعض الناس يرون أن قتل الكلاب الضالة هو الحل للقضاء على هذه الظاهرة، إلا أن هذا الحل يسبب ضررًا كبيرًا للبيئة، فالكلاب الضالة، مثلها مثل أي كائن حي في النظام البيئي، تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التوازن، فهي تتغذى على الفئران والقوارض والنفايات العضوية، وبالتالي تساهم في تقليل انتشار الأمراض التي تنقلها هذه الكائنات، وتساعد في تنظيف الشوارع من بقايا الطعام والنفايات.
عندما يتم قتل هذه الكلاب، فإن هذا يترك فراغًا في السلسلة الغذائية، مما يؤدي إلى زيادة أعداد القوارض والحشرات بشكل كبير، هذه الزيادة بدورها تؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض، وتسبب تدهورًا في النظافة العامة.
يؤكد الخبراء والأطباء البيطريون أن الحل الأمثل يكمن في اتباع استراتيجيات شاملة ومستدامة، برامج التعقيم والتطعيم هي الحل الأفضل، لأنها لا تمنع تكاثر الكلاب فحسب، بل تحميها وتحمي الإنسان من الأمراض الخطيرة مثل السعار.
كما أن هناك دعوات لإنشاء ملاجئ متخصصة لهذه الكلاب، توفر لها الرعاية اللازمة بعيدًا عن الشوارع، هذا الحل يضمن سلامة المواطنين، ويحافظ على حياة الحيوانات، ويساعد في الحفاظ على التوازن البيئي.
تظل قضية الكلاب الضالة دعوة مفتوحة لنا جميعًا لإيجاد حلول إنسانية وفعالة، تضمن حق المواطن في الأمن والأمان، وحق الحيوان في الحياة، وتحافظ على بيئتنا من التدهور.
اقرأ أيضاًانتشار الكلاب الضالة يهدد سلامة وأمن المواطنين في بورفؤاد وبورسعيد
القبض على شخص تسبب في نفوق كلاب ضالة بالجيزة
مبادرة شاملة لإنهاء أزمة الكلاب الضالة في أسوان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مرض السعار النظام البيئي أزمة الكلاب الضالة اللقاحات الوقائية قتل الكلاب الضالة الکلاب الضالة
إقرأ أيضاً:
أنشطة رياضية وصحية ومعارض توعوية ضمن "أسبوع البريمي للسمنة"
البريمي- الرؤية
بدأت، الأحد بمحافظة البريمي، فعاليات أسبوع البريمي للسمنة 2025 "وعي وحركة" التي تنظمها لعدة أيام؛ المديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة البريمي، ويضم الأسبوع حزمة من الفعاليات والأنشطة التوعوية المتنوعة.
رعى حفل انطلاق الفعاليات وافتتاح مؤتمر السمنة 2025 بقاعة غرفة التجارة والصناعة بالمحافظة سعادة هلال بن راشد الغيثي، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية البريمي، بحضور عدد من مسؤولي المؤسسات الحكومية بالمحافظة وجمع من المدعوين.
وتشمل فعاليات الأسبوع مؤتمرًا وندوة علمية، وأنشطة رياضية وصحية ومعارض توعوية حول مخاطر السمنة وسبل الوقاية منها والتعامل معها، تستهدف في أغلبها شرائح المجتمع المختلفة، والعاملين الصحيين وذوي الاختصاص بهذا الجانب.
وتضمن البرنامج عددًا من الفعاليات منها كلمة للدكتورة ليلى بنت سالم الساعدية، مديرة دائرة الرعاية الصحية الأولية بالمديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة البريمي، والتي قالت: "لقد أصبحت السمنة من أبرز تحديات القرن الحادي والعشرين الصحية؛ فالأرقام العالمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن أكثر من 43% من البالغين يعانون من زيادة الوزن، وأن السمنة تطال ما يقارب 16% منهم، أي ما يزيد على ستمائة وخمسين مليون إنسان حول العالم. وما يزيد الأمر خطورة هو انتشار السمنة بين الأطفال والمراهقين، إذ سجلت التقارير الحديثة وجود 120 مليون طفل مصاب بالسمنة، ما ينذر بعقود قادمة من المعاناة الصحية والاقتصادية، أما على الصعيد المحلي، فإن الأرقام الوطنية تعكس صورة لا تقل أهمية عن التحدي العالمي".
وأضافت: "هذه النسب ليست مجرد تقارير دورية، بل هي مؤشرات تستدعي مضاعفة الجهد لتصحيح المسار، وذلك لارتباط السمنة الوثيق بأكثر من 45% من الأمراض المزمنة، كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين، ولا يقف تأثير السمنة عند الجانب الصحي فحسب؛ بل يتعداه ليشكل عبئا اقتصاديا كبيرا؛ إذ تشير التقديرات إلى أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تداعيات السمنة والتغيب عن العمل قد تصل إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي".
وبيّنت الساعدية: "وانسجاما مع رؤية عُمان 2040 التي جعلت من جودة الحياة والصحة المستدامة ركائز أساسية للتنمية الوطنية؛ نتطلع إلى أن تكون محافظة البريمي نموذجا وطنيا في تطبيق البرامج الوقائية وتعزيز الصحة العامة، وترتكز رؤيتنا المستقبلية على تطوير بيئة حضرية تشجع النشاط البدني، وتدعم ثقافة الغذاء الصحي في المدارس والمؤسسات، وتفعل الحلول الرقمية الحديثة لمتابعة المؤشرات الصحية، وتبني شراكات محلية تجمع مؤسسات الدولة والمجتمع والقطاع الخاص. إننا نطمح إلى أن تتحول البريمي إلى بيئة صحية متكاملة، تُسهم في الحد من السمنة، وتدعم رأس المال البشري، وتترجم تطلعات رؤية عمان 2040 إلى واقع ملموس يرفع جودة الحياة ويحفظ صحة الفرد والمجتمع".
وفي ختام برنامج الافتتاح كرم سعادة هلال بن راشد الغيثي، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية البريمي، المحاضرين والمنظمين للمؤتمر والجهات الداعمة لفعاليات الأسبوع.
وافتتح سعادته المعرض التوعوي المصاحب وتجول في أركانه واستمع من القائمين عليه إلى شرح واف عن محتوياته التي استعرضت أبرز المبادرات الناجحة في التصدي للسمنة على مستوى القطاعات المختلفة.
وشارك في المؤتمر الذي يعد أولى فعاليات أسبوع البريمي للسمنة قرابة (100) مشارك من الفئات الطبية والطبية المساعدة من مختلف محافظات سلطنة عمان، وقد حاضر خلاله محاضرون من عدد من مستشفيات سلطنة عمان.
واشتمل المؤتمر على جلسات علمية تضمنت محاضرات عدة من بينها: فهم عبء السمنة من التوجهات السكانية إلى الآليات البيولوجية، السمنة في الممارسة (تقييم المرضى وتحديد المخاطر الصحية)، التحدي المتزايد لسمنة الأطفال. ومن محاضرات المؤتمر كذلك: التأثير النفسي للسمنة، العلاج الطبي بالتغذية (أداة أساسية في إدارة السمنة)، استهداف السمنة بالتدخلات الدوائية، العلاج الجراحي والرعاية بعد جراحات السمنة .
وسعى المؤتمر إلى تحقيق العديد من الأهداف منها: استعراض قضية السمنة وانتشارها وعوامل الخطر والمضاعفات المرتبطة بها، واستكشاف إستراتيجيات الوقاية والعلاج من السمنة، ومناقشة الآثار النفسية للسمنة على جودة الحياة والعلاقات الاجتماعية، ودمج العلاج الغذائي الطبي مع تعديل نمط الحياة.
ومن الأهداف أيضا: تسليط الضوء على دواعي البدء بالعلاج الدوائي ومحدداته في حالات السمنة، تسليط الضوء على دواعي جراحة السمنة ومحدداتها، وإدارة وضع المريض بعد العملية.