تتواصل حتى 19 سبتمبر.. «جولات قرش الحوت» مغــامــــرة اســتـثـنـائـيـة
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
تُعدّ المياه الشمالية لدولة قطر موطنًا لأكبر تجمع معروف لأسماك قرش الحوت في العالم، وتشكل هذه الظاهرة الطبيعية فرصة استثنائية لمراقبة هذه الكائنات البحرية العملاقة عن كثب في بيئة بحرية غنية بالتنوّع الحيوي.
وفي هذا السياق أطلقت قطر للسياحة، بالتعاون مع «اكتشف قطر»، موسم جولات «قرش الحوت في قطر» لعام 2025، كواحدة من أبرز التجارب الطبيعية الفريدة في البيئة البحرية على مستوى الدولة والمنطقة.
ويأتي تنظيم جولات «قرش الحوت» بهدف تعزيز السياحة البيئية، وتمكين الزوار من التمتع بتجربة غنية بالمعلومات حول سلوك هذه الكائنات المهيبة، ودور دولة قطر الريادي في حماية الكائنات البحرية المهددة بالانقراض والحفاظ على البيئة البحرية.
وجاءت عودة جولات قرش الحوت بحلتها الجديدة نتيجة للتعاون المثمر بين عدد من الجهات في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك قطر للطاقة ووزارة البلدية ومواني قطر والخطوط الجوية القطرية ووزارة البيئة والتغير المناخي والإدارة العامة لأمن السواحل والحدود، حيث تُسهم هذه الشراكات في تعزيز الجانب التشغيلي للجولات بشكل فعّال، مما يرفع من مستوى الخدمات والتجربة المقدمة للزوار.
وفي هذا الصدد، قال السيد عمر عبدالرحمن الجابر رئيس قطاع تنمية السياحة في قطر للسياحة، «تُمثل عودة جولات قرش الحوت خطوة مهمة في مسيرتنا نحو تعزيز السياحة البيئية المستدامة التي تعكس ثراء الحياة البحرية في دولة قطر»، لافتا إلى أنه يتم العمل حاليًا على استكمال التحضيرات لإطلاق الموسم الجديد، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص لضمان تقديم تجربة استثنائية تتماشى مع أفضل المعايير البيئية والسياحية، ولتطوير هذا المنتج السياحي المميز في الدولة.
وتنطلق الجولات على متن قارب فاخر بإشراف مرشدين بحريين متخصصين، حيث يتم تقديم تجربة تعليمية متكاملة للزوار تشمل عرضاً شاملاً حول أنماط هجرتها وخصائصها البيولوجية، وأهمية أسماك قرش الحوت في النظام البيئي البحري.
ويمتد موسم الجولات من شهر يونيو حتى سبتمبر المقبل، حيث يمكن للزوار استكشاف تجمعات قرش الحوت التي يصل طولها إلى 20 قدمًا في منطقة حقل الشاهين البحرية الواقعة على بُعد ساعتين ونصف الساعة تقريبًا من ميناء الرويس.
ومنذ انطلاقها في عام 2022، استقطبت الجولات أكثر من 1200 زائر، مع تسجيل مشاهدات تصل إلى أكثر من 600 قرش حوت في الرحلة الواحدة.
وتُعد دولة قطر واحدة من الوجهات القليلة عالميًا التي توفر برنامجًا متخصصًا لحماية ودراسة أسماك قرش الحوت، مما يعكس التزامها الراسخ بالحفاظ على البيئة البحرية وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية رائدة في السياحة المستدامة.
ويمكن للمقيمين والزوار الاستفادة من هذه الرحلات كما يمكن لركاب التوقف المؤقت (الترانزيت) العابرين من مطار حمد الدولي المشاركة فيها أيضا من خلال الحجز عبر الموقع الرسمي لـ «visit qatar».
وجولات قرش الحوت تمثل فرصة استثنائية للمسافرين الذين تتجاوز فترات توقفهم في الدوحة عددا معينا من الساعات، إذ يمكنهم استغلالها في خوض مغامرة بحرية لا تُنسى، تعيد تعريف مفهوم التوقف المؤقت وتحوله إلى تجربة فريدة تُثري رحلتهم، بدلا من أن تكون مجرد انتظار في صالات المطار.
كما أن الخطوط القطرية، من خلال موقعها الإلكتروني المخصص لعروض العطلات، تتيح للزوار الدوليين إمكانية دمج هذه الرحلة البحرية ضمن باقات «التوقف المؤقت» وذلك عبر تنسيق كامل مع «اكتشف قطر» -الجهة المنظمة للرحلات- بما يراعي المدة المتاحة للمسافر ويضمن ملاءمتها لتوقيتات الطيران، كما توفر الخدمة إمكانية النقل من وإلى المطار، مما يجعل التجربة سلسة ومتكاملة تبدأ من لحظة الوصول إلى الدوحة وحتى العودة للمطار بعد قضاء يوم ساحر في قلب البحر.
تنطلق الجولات أيام الخميس والجمعة والسبت وبإمكان الزوار الحجز بين 20 يونيو و19 سبتمبر وإضافة جولة مشاهدة «أسماك قرش الحوت في قطر» إلى الباقات التي تشمل رحلة الطيران + الإقامة الفندقية.
وتستغرق جولة قرش الحوت 8 ساعات من السادسة صباحا حتى الثانية ظهرا، وتتكلف 710 ريالات (195 دولارا) للفرد، وبخصم 50% للأطفال تحت عمر 12 عاما، ويتم خلال الجولة توفير وجبتي الإفطار والغداء وتوفير خدمة الإنترنت على متن القارب، كما يمكن توفير خدمة النقل للذهاب والعودة إلى القارب.
جدير بالذكر أن هذه الرحلات «جولات قرش الحوت» شهدت إقبالا كبيرا حيث تم حجز رحلات شهري يونيو ويوليو بالكامل، ما دفع القائمين على التنظيم دراسة زيادة عدد الرحلات الأسبوعية.
كائنات عملاقة صديقة للبشر
أسماك قرش الحوت كائنات عملاقة لطيفة لا تشكل خطرًا على البشر، فهي ليست من المفترسات كأسماك القرش، بل تتغذى بالترشيح، وتقتات على الفرائس الصغيرة مثل العوالق والحيوانات الصغيرة. يتميز بجلده المرقط وأسلوب حياته الفريد، ويوجد في المياه الدافئة حول العالم.
ومن حيث الحجم هو أكبر أسماك القرش وأكبر الأسماك على الإطلاق، حيث يصل طوله إلى 12 مترًا أو أكثر.
المظهر: يتميز بسمات فريدة، بما في ذلك رأسه العريض المسطح، وعيونه الصغيرة، وخمسة أزواج من الشقوق الخيشومية الكبيرة، والزعانف الظهرية والزعانف الصدرية الطويلة.
التغذية: يتغذى على العوالق والحيوانات الصغيرة عن طريق الترشيح، حيث يفتح فمه الكبير ويسحب الماء ثم يصفيه من خلال خياشيمه، مما يجعله من الأنواع غير المفترسة.
السلوك: يسبح ببطء وثبات في الماء، مما يجعله سهل المراقبة للغواصين والسباحين.
الموطن: يعيش في المياه الدافئة والمدارية في جميع أنحاء العالم.
التجمعات الموسمية: تتجمع أعداد كبيرة من أسماك قرش الحوت في مناطق معينة خلال مواسم محددة، مثل قطر خلال فصل الصيف، حيث تكون المياه دافئة ووفرة العوالق.
الأهمية البيئية: يلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي البحري كونه من الحيوانات المفترسة التي تتغذى على العوالق، مما يساعد في الحفاظ على التوازن البيئي.
التهديدات: يواجه العديد من التهديدات، بما في ذلك التلوث البلاستيكي وتدهور الموائل وأنشطة الصيد وضربات القوارب. الحماية: يعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض، وتتخذ العديد من الجهود لحمايته والحفاظ على أعداده، بما في ذلك برنامج قطر الخاص بحماية ودراسة أسماك قرش الحوت.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات قطر اكتشف قطر الأكثر مشاهدة بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
جولات مكوكية للمبعوثة الأممية في ليبيا.. هل تنجح بحشد الدعم لخارطة الطريق؟
طرحت الزيارات التي تقوم بها المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه إلى عدة دول عربية وعالمية بعض التساؤلات عن علاقة هذه الخطوات بحشد موقف داعم لخارطة الطريق الأممية المرتقبة والدع نحو الانتخابات وملف إخراج المرتزقة من ليبيا.
وزارت تيتيه عدة عواصم من أجل التسويق لخارطة الطريق بدأتها بالعاصمة الإيطالية روما والتي عقدت فيها عدة اجتماعات مع مسؤولين إيطاليين، من بينهم مستشار رئيسة الحكومة الإيطالية، ميلوني.
حل شامل ومستدام
كما زات المبعوثة الأممية العاصمة البريطانية لندن التقت خلالها عددا من المسؤولين البريطانيين على رأسهم وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية، هاميش فالكونر لبحث آخر التطورات السياسية والأمنية في ليبيا، وكذا التحضيرات لإحاطة البعثة المقبلة أمام مجلس الأمن الدولي المقررة في 21 أغسطس، وخطة إطلاق خارطة الطريق الأممية نحو حل شامل ومستدام في ليبيا.
وعربيا.. زارت تيتيه دولة المغرب التقت خلالها وزير الخارجية، ناصر بوريطة لبحث التطورات السياسية والأمنية في ليبيا، وملامح خارطة الطريق المقرر طرحها أمام مجلس الأمن الدولي.
فهل تنجح المبعوثة الأممية في حشد موقف دولي وعربي داعم لخارطة الطريق والانتخابات في ليبيا؟
تناغم وملامح خارطة الطريق
من جهته، قال رئيس اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد معزب إن "جولات المبعوثة الأممية الخارجية لحشد موقف داعم لخارطة الطريق المرتقبة قد تنجح لحساسية الوضع الليبي واتفاق الدول جميعها لضبط الوضع الداخلي الليبي، كما أن خارطة الطريق المقدمة تبدو مما تسرب منها مقبولة محليا وإقليميا ودوليا".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "ملامح الخارطة هي في تركيزها على توفير البيئة الملائمة لأي سلطات جديدة بحيث يكون هناك تناغم فيما بينها وتعالج جميع مكونات الدولة بمعني توحيد المؤسسات التي تدعم الحكومة في تنفيذ عملها ومعالجة السلطات التشريعية ومشروع الدستور، وبخصوص ما تردد عن خطة لإخراج المرتزقة فإن البعثة الأممية لا علاقة لها بهذا الملف"، وفق قوله.
"فشل وتعميق الأزمة"
في حين أكدت عضو هيئة صياغة الدستور الليبي، نادية عمران أن "المبعوثة الأممية لن تنجح في حشد أي دعم عربي ودولي لخارطة طريق تفضي لاعتماد دستور دائم ينهي المراحل الانتقالية وتجري استنادا عليه انتخابات رئاسية وتشريعية".
وأشارت خلال حديثها لـ"عربي21" إلى أن "البعثة الأممية لن تنجح في إخراج المرتزقة والأجانب، لكنها قد تنجح في زج ليبيا في مرحلة انتقالية تعمق الأزمة كسابقاتها من الخطوات التي اتخذتها البعثة"، وفق تقديرها.
حفتر وعرقلة أي حلول
الأكاديمي والمحلل السياسي الليبي، فرج دردور قال من جانبه إن "كل ما تقوم به تيتيه من تحركات تعد مكررة من ضمن وظائف رؤساء البعثة الذين سبقوها، أما الدول الأربعة الأوروبية التي اعتادت أن تصدر بيانات مشتركة تعلن فيها مواقفها ودعمها لجهود الحل في ليبيا فهي أيضا معتادة، حيث لم تجد في الماضي أي صدى على أرض الواقع".
وأضاف: "قد تستطيع البعثة تغيير الحكومة في طرابلس وهذا الأمر حصل في السابق عدة مرات، ولكن سيبقى الوضع في المنطقة الشرقية مثلما هو عليه، فلن يعمل حفتر تحت إدارة أي حكومة لا في الماضي ولا مستقبلا، وسيستعمل "عقيلة صالح" لعرقلة أي جهود تلي تغيير الحكومة إن حصل"، حسب رأيه.
وتابع لـ"عربي21": "سيعود عقيلة صالح من جديد للعمل على انقسام المؤسسات، وهذا ما تعودنا عليه من حفتر في كل مراحل التسويات السابقة، والسبب أنه يعول على الوقت فلربما سيسيطر أبناؤه مستقبلا على كل ليبيا، عندها سيتم الاعتراف به"، كما صرح.