لماذا يصمت العرب على مجازر غزة؟
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
سيف النوفلي
لم يكن الصمت العربي على الدم الفلسطيني في غزة حدثًا عابرًا، بل هو نتيجة تراكمات طويلة ومعقدة، صنعت جيلًا مشوش الهوية، بعيدًا عن قضايا الأمة الكبرى، وفي مقدمتها قضية فلسطين.
إن الجيل الجدي- للأسف- لم يتربَّ كما تربت الأجيال السابقة على قيم الإسلام الحقيقية، ولا على معاني الجهاد في سبيل الله، ولا على بطولات الصحابة ولا ملاحم التحرير، بل تربى على يد “السوشيال ميديا”، حيث تغيب القيم وتُستبدل بالمؤثرين والتفاهة و”الترند”.
وحين يُذكر الجهاد، تُربط الكلمة فورًا بالإرهاب، لأن مناهج التعليم في العالم العربي تم تفريغها عمدًا من آيات الجهاد ودروس السيرة النبوية التي تغرس روح العزة والكرامة.
وبينما كان الطالب المسلم في السابق يقرأ في كتبه عن بدر وأحد واليرموك وحطين، ويعرف معنى أن يكون المسلم مسؤولًا عن قضايا أمته، أصبح اليوم غريبًا عن تاريخه، وعاجزًا عن فهم معنى أن تسقط غزة تحت الحصار والدمار.
أما الجيل الذي سبقهم، فهو بين أمرين: إما أنه مقيد بسلاسل الديون والقروض التي تجعل همه اليومي لقمة العيش وتسديد الأقساط، أو أنه ينعم برغد عيش لا يريد التفريط فيه، فهو يخاف أن يخسر عمله أو نمط حياته إذا نطق بكلمة حق.
ثم تأتي الأنظمة والحكومات العربية لتغلق الباب الأخير، فتجعل من التضامن العلني مع فلسطين أو الدعوة للجهاد جريمة تُقابل بالاعتقال والسجن والملاحقة. لقد أصبح رفع علم فلسطين في بعض العواصم العربية أخطر من التطبيع العلني مع الاحتلال الإسرائيلي!
والنتيجة؟
شعب محاصر في غزة يُذبح أمام مرأى ومسمع العالم، بلا ماء ولا دواء، بلا كهرباء ولا مأوى، والدماء تسيل في الشوارع، بينما العالم العربي مشغول بتحديث “الستوري” ومتابعة مباريات كرة القدم، وكأن الأمر لا يعنيه.
ولكن الحق لا يموت، ومهما سكتت الألسنة، فإن الضمائر الحية لن تموت. وإن جيلًا يُربى الآن في بيوت المقاومة في غزة، وتحت القصف في جنين، وتحت الركام في خان يونس، سيكبر، ويعيد الأمة إلى طريقها الحقيقي، يوم لا ينفع فيه الصمت ولا الخنوع.
قال تعالى:
“وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان” [النساء: 75]
* كاتب عماني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قيادية بالمؤتمر: البيان العربي الرافض لاحتلال غزة حمل رسائل واضحة وقوية إلى العالم بأسره
قالت المستشارة محبوبة شبكة، القيادية بحزب المؤتمر، أن البيان المصري العربي الإسلامي الرافض بشكل قاطع لمحاولات السيطرة الإسرائيلية على غزة، جاء ليحمل رسائل واضحة وقوية إلى العالم بأسره.
وأكدت شبكة،أن هذا الموقف الموحّد يجسد الإرادة المشتركة للشعوب والحكومات العربية والإسلامية في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض أي إجراءات أو مخططات تستهدف تصفية قضيته أو فرض الأمر الواقع بالقوة.
وحملت المستشارة محبوبة شبكة ، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، نتيجة ممارساته العدوانية وفرض الحصار الشامل، وما يترتب على ذلك من حرمان المدنيين من الغذاء والدواء والكهرباء والمياه، في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية.
وشددت القيادية بحزب المؤتمر، على أن مصر، ومعها الدول العربية والإسلامية، بعثت من خلال هذا البيان رسالة مفادها أن أمن واستقرار المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال، ووقف الاعتداءات، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية والقانونية، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.