أبراج المراقبة البريطانية جنوبا: دعم أمني للجيش ورفض اسرائيلي؟
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
في خضم المشهد السياسي المعقّد، وعلى بعد عشرين يوما من الموعد المفترض لتسليم الجيش خطته الأمنية لتسلم سلاح حزب الله، عاد إلى الواجهة الحديث عن العرض الرسمي الذي تلقّاه لبنان الشهر الماضي من المملكة المتحدة، والذي يتضمّن إقامة أبراج مراقبة متطوّرة على طول الحدود الجنوبية، على أن تُسلم هذه المنشآت إلى الجيش .
يهدف المشروع إلى دعم تنفيذ القرار الدولي 1701، وتعزيز مهمة الجيش في مراقبة الحدود الجنوبية، في ظل الوضع المتوتر بين حزب الله" وإسرائيل. ويتضمّن العرض الذي قدمه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي خلال زيارته قصر بعبدا في تموز الماضي، تثبيت أبراج مزوّدة بكاميرات مراقبة نهارية وليلية، وأجهزة اتصال حديثة، وربما أنظمة مسح حراري.
ويذكر أن هذا المشروع يعد استكمالًا لنموذج سابق، حيث أنشأت بريطانيا ما بين عامي 2011 و2019 أبراج مراقبة مماثلة على الحدود الشرقية مع سوريا، وسُلمت لاحقا إلى الجيش في إطار دعمها المستمر للمؤسسة العسكرية. ورحّب قائد الجيش يومها العماد جوزاف عون بالمشروع، معتبرا أن أي دعم يعزز الاستقرار الحدودي ويقوي مهمة الجيش وقوات اليونيفيل في الجنوب، هو محلّ تقدير. إلا أن الحكومة اللبنانية لم تعط موافقتها النهائية بعد، بل أبلغت الجانب البريطاني أن أي بحث في تفاصيل المشروع يجب أن يسبق بخطوات ميدانية أساسية، أبرزها تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، ووقف الخروقات الإسرائيلية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط الخمس المتبقية على الحدود.
وكان مجلس الوزراء في جلستي الثلاثاء والخميس قد ركز حصريا على بند تسليم السلاح، في حين أن بعض الأطراف ترى أن هذا البند يجب أن يناقش فقط بعد استكمال الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات المتكررة.
ورغم الطابع الأمني والتقني للمشروع البريطاني، إلا أن نقاشا سياسيا بدأ يتصاعد في الداخل اللبناني، تحديدا حول وجهة الكاميرات: هل ستركز على الداخل اللبناني لمراقبة تحرّكات حزب الله فقط؟ أم أنها ستغطي أيضا الجانب الإسرائيلي؟ هذه الأسئلة تطرح حساسيات كبيرة في ظل تجاذبات إقليمية متزايدة ومخاوف من رفض إسرائيلي لأي بنية مراقبة تقنية تابعة للدولة اللبنانية على مقربة من حدودها الشمالية.
ويرى العميد المتقاعد منذر الأيوبي أن التعقيدات الأمنية والسياسية الراهنة، لا سيما بعد صدور قرار مجلس الوزراء حول حصرية السلاح بيد الدولة، قد تؤجل أو تعرقل تنفيذ هذا المشروع، خصوصا أن إسرائيل ستعتبره تهديدا مباشرا لمراقبة معسكراتها ومستوطناتها. وبحسب الأيوبي، في حال قبِل المشروع، فإن إسرائيل ستشترط تنسيقا دقيقا مع بريطانيا لتحديد أماكن إقامة الأبراج بما يضمن أن تكون المراقبة باتجاه الحدود اللبنانية فقط، دون استهداف أراضي فلسطين المحتلة.
ويضيف أن تجارب سابقة مع اليونيفيل تؤكد أن إسرائيل قد ترفض أي بنية مراقبة لا تخضع لإشراف دولي صارم، خاصة بعد تدميرها أبراج مراقبة أنشأتها قوات الطوارئ الدولية خلال العدوان السابق على الجنوب. كما يشير الأيوبي إلى أن القرار الأممي 1701 لا ينص صراحة على إقامة مثل هذه المنشآت، ما يطرح إشكالية قانونية إضافية، ولا يُمكن المضي بالمشروع إلا إذا تم حصره بإشراف اليونيفيل أو اللجنة العسكرية الدولية المشتركة. ويتابع الأيوبي أن إسرائيل، في حال وافقت مبدئيا، ستطالب بضمانات تقنية مشددة، مثل: تشفير خاص للبيانات لا يمكن تعديله محليا. نظام خط أمان يوقف العمل تلقائيا في حال رصد استخدام غير متفق عليه. وحتى في هذه الحالة، قد يعتبر الجيش الإسرائيلي أن أي تطور ميداني سلبي أو تصعيد مع حزب الله يسقط التفاهمات ويحول الأبراج إلى أهداف عسكرية.
تنظر بريطانيا إلى هذا المشروع كجزء من دعمها الطويل الأمد للمؤسسة العسكرية اللبنانية. فقد أفادت السفارة البريطانية في بيروت بأن المملكة المتحدة قدّمت منذ عام 2009 أكثر من 161 مليون جنيه إسترليني كمساعدات أمنية للبنان، منها 106 ملايين خُصّصت مباشرة للجيش، وشملت تدريبًا، تجهيزات، وبنية تحتية. وقد توّج هذا التعاون مؤخرًا بمشاركة قائد الجيش العماد رودولف هيكل في اجتماع "مجموعة التنين" في إدنبرة – اسكتلندا، وهي منصة أطلقتها لندن عام 2018 للحوار العسكري بين قادة جيوش المنطقة.
الاجتماع، الذي شارك فيه قادة من عدة دول في الشرق الأوسط، تخلّلته لقاءات رفيعة المستوى بين العماد هيكل ورئيس أركان الدفاع البريطاني الأدميرال سير طوني رادكين، ومسؤولين عسكريين آخرين. وشدّدت بريطانيا خلال اللقاءات على التزامها الثابت بدعم الجيش اللبناني "باعتباره المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان"، وفق ما جاء في بيان السفارة.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة ابراج الجنوب... دعم أمني ام رقابة دولية مقنعة؟ Lebanon 24 ابراج الجنوب... دعم أمني ام رقابة دولية مقنعة؟ 10/08/2025 10:01:35 10/08/2025 10:01:35 Lebanon 24 Lebanon 24 هيئة الملاحة البريطانية: استئناف الرحلات الجوية بعد إصلاح العطل التقني بأبراج المراقبة Lebanon 24 هيئة الملاحة البريطانية: استئناف الرحلات الجوية بعد إصلاح العطل التقني بأبراج المراقبة 10/08/2025 10:01:35 10/08/2025 10:01:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بريطانيا تعرض تشييد أبراج مراقبة حدودية في جنوب لبنان Lebanon 24 بريطانيا تعرض تشييد أبراج مراقبة حدودية في جنوب لبنان 10/08/2025 10:01:35 10/08/2025 10:01:35 Lebanon 24 Lebanon 24 دعوة حكومية لتفعيل عمل لجنة المراقبة وحزب الله يعمم على عناصرها عدم زيارة الجنوب Lebanon 24 دعوة حكومية لتفعيل عمل لجنة المراقبة وحزب الله يعمم على عناصرها عدم زيارة الجنوب 10/08/2025 10:01:35 10/08/2025 10:01:35 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً عبر برّي.. رسالة من محمد رعد Lebanon 24 عبر برّي.. رسالة من محمد رعد 09:45 | 2025-08-10 10/08/2025 09:45:25 Lebanon 24 Lebanon 24 معها زياد.. فيديو نادر لفيروز خلال غناء "يا دارة دوري فينا" Lebanon 24 معها زياد.. فيديو نادر لفيروز خلال غناء "يا دارة دوري فينا" 09:38 | 2025-08-10 10/08/2025 09:38:24 Lebanon 24 Lebanon 24 نقابة المحامين: فليكن دعم الجيش وفاءً لدماء الشهداء Lebanon 24 نقابة المحامين: فليكن دعم الجيش وفاءً لدماء الشهداء 09:36 | 2025-08-10 10/08/2025 09:36:46 Lebanon 24 Lebanon 24 تبيع الأوهام لا الجمال... متى تشنّ حرب حاسمة على "دكاكين التجميل"؟ Lebanon 24 تبيع الأوهام لا الجمال... متى تشنّ حرب حاسمة على "دكاكين التجميل"؟ 09:30 | 2025-08-10 10/08/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 استُقبل بالزغاريد والورود.. البطريرك الراعي في الجنوب (فيديو) Lebanon 24 استُقبل بالزغاريد والورود.. البطريرك الراعي في الجنوب (فيديو) 09:25 | 2025-08-10 10/08/2025 09:25:16 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة شهداء للجيش... هذا ما حصل في وادي زبقين (فيديو) Lebanon 24 شهداء للجيش... هذا ما حصل في وادي زبقين (فيديو) 13:51 | 2025-08-09 09/08/2025 01:51:35 Lebanon 24 Lebanon 24 "معلومات أولية" عن حادثة "مخزن مجدلزون".. ماذا تقول الروايات؟ Lebanon 24 "معلومات أولية" عن حادثة "مخزن مجدلزون".. ماذا تقول الروايات؟ 21:49 | 2025-08-09 09/08/2025 09:49:51 Lebanon 24 Lebanon 24 نقلة نوعية في قطاع النقل العام.. قريباً في شوارع بيروت تاكسي بـ 50 ألف ليرة فقط! (فيديو) Lebanon 24 نقلة نوعية في قطاع النقل العام.. قريباً في شوارع بيروت تاكسي بـ 50 ألف ليرة فقط! (فيديو) 16:30 | 2025-08-09 09/08/2025 04:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الحرارة تلامس الـ45.. موجة الحر مستمرة وتبلغ ذروتها في هذا الموعد Lebanon 24 الحرارة تلامس الـ45.. موجة الحر مستمرة وتبلغ ذروتها في هذا الموعد 11:21 | 2025-08-09 09/08/2025 11:21:32 Lebanon 24 Lebanon 24 صورٌ ونبذة عنهم.. هؤلاء هم شهداء الجيش إثر حادثة زبقين Lebanon 24 صورٌ ونبذة عنهم.. هؤلاء هم شهداء الجيش إثر حادثة زبقين 18:46 | 2025-08-09 09/08/2025 06:46:58 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب هتاف دهام - Hitaf Daham أيضاً في لبنان 09:45 | 2025-08-10 عبر برّي.. رسالة من محمد رعد 09:38 | 2025-08-10 معها زياد.. فيديو نادر لفيروز خلال غناء "يا دارة دوري فينا" 09:36 | 2025-08-10 نقابة المحامين: فليكن دعم الجيش وفاءً لدماء الشهداء 09:30 | 2025-08-10 تبيع الأوهام لا الجمال... متى تشنّ حرب حاسمة على "دكاكين التجميل"؟ 09:25 | 2025-08-10 استُقبل بالزغاريد والورود.. البطريرك الراعي في الجنوب (فيديو) 09:15 | 2025-08-10 وزير سابق: ميثاقية السلاح ربطها "الحزب" بالطائف فيديو مشهد مروع.. طفلة علقت على حافة شرفة منزلها في الطابق الـ 11 وهذا ما حلّ بها (فيديو) Lebanon 24 مشهد مروع.. طفلة علقت على حافة شرفة منزلها في الطابق الـ 11 وهذا ما حلّ بها (فيديو) 11:00 | 2025-08-09 10/08/2025 10:01:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بهوية مزيفة امرأة عالجت آلاف المرضى.. شاهدوا لحظة إلقاء القبض عليها Lebanon 24 بهوية مزيفة امرأة عالجت آلاف المرضى.. شاهدوا لحظة إلقاء القبض عليها 06:43 | 2025-08-08 10/08/2025 10:01:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: فضيحة الأدوية المزوّرة والمهربة.. هكذا خدعت صيدليات كبيرة اللبنانيين Lebanon 24 بالفيديو: فضيحة الأدوية المزوّرة والمهربة.. هكذا خدعت صيدليات كبيرة اللبنانيين 17:17 | 2025-08-07 10/08/2025 10:01:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أبراج مراقبة دعم الجیش فی الجنوب حزب الله هذا ما
إقرأ أيضاً:
اتهامات متبادلة بين بري وسلام والاعمار مؤجل
كتبت سابين عويس في "النهار": ما كاد رئيس مجلس النواب نبيه بري ينهي كلامه، وفيه عتب إلى حد الانتقاد لتقصير الحكومة في إعادة إعمار الجنوب، حتى سارع رئيس الحكومة نواف سلام إلى الرد على نحو لم يقنع الأول، ما دفعه إلى رد مقتضب على الرد، فيه أن "الشمس شارقة والناس قاشعة"، في إشارة إلى عدم اقتناع بري بما أورده سلام، وأن الحقيقة ظاهرة والناس تراها.وإذا كان السجال بين الرئيسين اندلع بسبب ملف الإعمار، فإن الخلفية أعمق وأكبر وتتصل بمواقف سلام من السلاح ومن قيادة بري لملف التفاوض مع الأميركيين. فهل السجال في محله؟ ومن يقول الحقيقة؟
الرئيس بري أسهب في تعبيره أمام وفد جمعية الإعلاميين الاقتصاديين عن ألمه وقلقه لعدم نيل أهل الجنوب ولا سيما القرى الحدودية المدمرة أي التفاتة حكومية، أو حتى رصد ميزانية للتعويضات في موازنة 2026، أو تخصيص مجلس الجنوب بأي اعتمادات في هذا الشأن. وقال ما حرفيته: "هل يعقل ألا تقول الحكومة اللبنانية مرحبا لأبناء القرى الحدودية في عيتا الشعب وكفركلاوحولا ويارين ومروحين والضهيرة وميس الجبل وبليدا ويارون ومارون الراس وكل قرى الشريط المدمرة، هؤلاء الذين عادوا لزراعة حقولهم وافترشوا منازلهم المدمرة؟ يا للأسف، كأن الجنوب ليس جزءاً من لبنان!" ودعا الحكومة والوزارات إلى "أن تكون حاضرة، أقله بالحد الأدنى، كي لا يشعر أبناء الجنوب العائدون بأن الجنوب ليس فعلاً جزءاً من لبنان". وحضّ الحكومة على عدم ربط ملف الإعمار بأي أثمان سياسية، ذاهباً أبعد بالقول إن المجلس لن يصوت على موازنة ليس فيها اعتمادات للجنوب.
لم يرق سلام ما سمعه من اتهامات كالها بري لحكومته، فذكّر بأنه قام والوزراء بزيارة ميدانية للجنوب، ثم أردف مبرراً أن وزارة الشؤون أمنت مساعدات شهرية لـ67 ألف عائلة متضررة، فضلاً عن بدل إيجار شهري لـ10 آلاف عائلة مهجرة، ووزارات الأشغال والاتصالات والطاقة باشرت الإصلاحات الضرورية لإعادة الخدمات، وكُلّف كلّ من مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة الإسراع في الأعمال، وحُوّلت المبالغ المطلوبة، والأهم أن الحكومة حصلت على قرض من البنك الدولي بـ250 مليون دولار لإعادة إعمار البنى التحتية. وغمز سلام من زاوية هذا القانون ليتهم بري بعدم إقراره في المجلس. ولم تفته الإشارة إلى "غياب الدعم الخارجي لأسباب معروفة".
لا يمكن الإغفال أن القرى الجنوبية وأبناءها لم يحصلوا على الدعم الرسمي الكافي والمطلوب. وبذريعة الإمكانات المحدودة للدولة، وفق تعبير سلام نفسه، كان التعويل على الدعم الخارجي، ما أدى إلى ربط ملف إعادة الإعمار بالشروط السياسية المتصلة بنزع سلاح "حزب الله"، الأمر الذي يعني أن ورشة الإعمار لن تنطلق قريباً، وسيبقى شرط نزع السلاح سيفا مصلتاً فوق رؤوس الجنوبيين. وهذا يقود إلى الرأي القائل إن الحكومة ليست مسؤولة عن حرب الإسناد ولم تُسأل عنها عندما تفرد الحزب بخوضها، وبالتالي، لا يمكنها أن تحمل أعباء إعادة الإعمار للمكلفين اللبنانيين الذين تحملوا وزر الحرب وارتداداتها، عبر فرض ضرائب ورسوم لتغطية كلفة الإعمار، وكان على الحزب والرئيس بري التفكير في هذا الأمر قبل خوض مغامرة الإسناد التي انتهت عملياً باستسلام حركة "حماس". ويرى أصحاب هذا الرأي أن بري فتح معركة إعادة الإعمار في سنة انتخابية بامتياز لشد عصب أبناء الجنوب، ولكن من دون أن يكون لهذا الكلام أي أثر في تغيير الوضع الراهن. فلا إعمار قبل تسليم السلاح، حتى لو عطل بري إقرار موازنة 2026، علماً أن مصادر مطلعة كشفت أن الأمور لن تصل إلى هذا الحد، وأن وزير المال ياسين جابر طلب لقاء رئيس المجلس لاستيضاحه موقفه من الموازنة. مواضيع ذات صلة حرب المسيّرات مستمرة بين روسيا وأوكرانيا.. واتهامات متبادلة بين البلدين Lebanon 24 حرب المسيّرات مستمرة بين روسيا وأوكرانيا.. واتهامات متبادلة بين البلدين