حكم بالسجن 20 عاما للمعارض التشادي سكسيه ماسرا
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
قضت محكمة الجنايات في تشاد أمس السبت بالسجن 20 عاما على رئيس حزب "المحولون" والمعارض البارز سكسيه ماسرا، إلى جانب غرامة مالية قدرها مليار فرنك أفريقي، في تطور يعكس احتدام الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ أشهر.
وجاء الحكم عقب محاكمة انطلقت مطلع أغسطس/آب الجاري وُجهت خلالها إلى ماسرا تهم متعددة، أبرزها نشر رسائل ذات طابع عنصري وتحريضي، والتحريض على التمرد، والتواطؤ في ارتكاب جرائم قتل، فضلا عن المشاركة في أعمال عنف دامية أسفرت عن مقتل 76 شخصا في منطقة مانداكاو جنوبي البلاد.
وكان الادعاء العام قد طالب في 8 أغسطس/آب الجاري بعقوبة أشد تصل إلى 25 عاما بحق ماسرا و58 من المتهمين الآخرين، إلى جانب غرامة جماعية قدرها 5 مليارات فرنك أفريقي لصالح الدولة، مع تجميد ممتلكاتهم.
في المقابل، أوصى ببراءة 9 متهمين آخرين لعدم كفاية الأدلة.
من المنفى إلى قفص الاتهاموسبق لسكسيه ماسرا الحاصل على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة باريس 1 بانتيون سوربون أن شغل منصبا اقتصاديا رفيعا في بنك التنمية الأفريقي، قبل أن يتحول إلى أحد أبرز وجوه المعارضة في تشاد.
وعاد ماسرا إلى البلاد عام 2024 بموجب اتفاقات كينشاسا التي أنهت فترة نفيه السياسي، وفي إطار الترتيبات الانتقالية عُيّن لاحقا رئيسا للوزراء.
لكنه استقال عشية الانتخابات الرئاسية في مايو/أيار 2024، والتي فاز فيها الرئيس الحالي محمد إدريس ديبي من الجولة الأولى.
ومنذ ذلك الحين كثف ماسرا انتقاداته للنظام، واصفا الانتخابات بأنها "مغشوشة"، وداعيا إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية في ديسمبر/كانون الأول، والتي اعتبرها "غطاء لنظام يشبه الفصل العنصري"، في إشارة إلى ما وصفه بالإقصاء السياسي الممنهج.
ورغم لهجته الحادة فإن ماسرا أبدى مطلع عام 2025 استعدادا للحوار، مستجيبا لدعوة الرئيس ديبي لما وصفها بـ"اليد الأخوية".
إعلانلكن التوترات لم تهدأ، خصوصا خلال الذكرى السابعة لتأسيس حزب "المحولون" في مايو/أيار الماضي حين جدد دعوته لتغيير المسار السياسي، مما أثار انتقادات حتى داخل بعض الأوساط المعارضة.
وفي 16 مايو/أيار الماضي أُوقف ماسرا بالقوة على خلفية اتهامات بالتحريض على الكراهية وحمل السلاح، استنادا إلى تسجيل صوتي يعود إلى مايو/أيار 2023، إضافة إلى دوره المفترض في أحداث مانداكاو الدامية.
وخلال جلسات المحاكمة نفى ماسرا جميع التهم، معتبرا أنها "محاولة لتصفية حسابات سياسية"، ومتهما السلطات بعدم احترام الاتفاقات الموقعة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه تشاد الخروج من مرحلة انتقالية عسكرية امتدت لـ4 سنوات، واختُتمت بإقرار دستور جديد في ديسمبر/كانون الأول 2024، وعودة شكلية للحكم المدني بقيادة رئيس ذي خلفية عسكرية.
ورغم هذه التحولات فإن البلاد لا تزال تواجه تحديات أمنية على حدودها وأزمات اجتماعية واقتصادية متفاقمة، وسط انقسامات داخلية تهدد استقرارها السياسي، وتضع مستقبل العملية الديمقراطية على المحك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات مایو أیار
إقرأ أيضاً:
رئيس الكونغو الديمقراطية يعيّن شخصيتين معارضتين في الحكومة الجديدة
ضم رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي اثنين من الشخصيات المعارضة ضمن تعديل وزاري في التشكيلة الحكومية الجديدة، التي أعلن عنها التلفزيون الرسمي فجر اليوم الجمعة.
واحتفظت رئيسة الوزراء جوديث سومينوا تولوكا بمنصبها، بينما عُيّن الزعيم المعارض ورئيس الوزراء الأسبق (2008-2012) أدولف موزيتو نائبا لرئيسة الوزراء ووزيرا للميزانية، وفلوريبر أنزولوني، زعيم حزب سياسي معارض صغير، وزيرا للتكامل الإقليمي.
وتضمّ التشكيلة الجديدة 53 وزيرا مقابل 54 في التشكيلة السابقة، واحتفظ ثلاثة أرباع الوزراء بمناصبهم، من بينهم وزير الاتصالات والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، باتريك مويايا، ووزيرة الخارجية تيريز كاييكوامبا.
ومن بين الوزراء الذين شملهم التعديل إيف بازيبا التي انتقلت من وزارة البيئة إلى الشؤون الاجتماعية، وحلت محلها ماري نيانغي، بينما انتقلت إيمي بوجي من وزارة الميزانية إلى وزارة التخطيط.
وانتظر الشعب الكونغولي بصبر نافد هذا التعديل الوزاري الذي حصل في أعقاب "مشاورات سياسية" جرت سابقا هذا العام، في فترة اتسمت بأزمة أمنية خطرة شرقي البلاد.
ويعاني شرق الكونغو الديمقراطية الغني بالموارد الطبيعية، خاصة المعادن، من نزاعات منذ أكثر من 30 عاما.
ويتولى تشيسيكيدي السلطة منذ كانون الثاني/يناير 2019، وأعيد انتخابه بأكثر من 73% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفازت أحزاب "الاتحاد المقدس" التي ينتمي إليها الرئيس بنحو 90% من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي جرت في اليوم نفسه.
وترشح للانتخابات الرئاسية في 2023 أدولف موزيتو وفلوريبير أنزولوني، وحصلا على 1.13% و0,08% من الأصوات على التوالي.