الاحتلال يصعد ومصر تتحرك.. لا لتهجير الفلسطينيين| وخبير: الرؤية المصرية هدفها واضح
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومع تنامي الانتهاكات بحق المدنيين، تتوالى الإدانات الإقليمية والدولية التي تحذر من التبعات الخطيرة للتصعيد العسكري الإسرائيلي.
تطورات الوضع في غزة.. وتهجير الفلسطينيينوفي هذا السياق، عبرت اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية – الإسلامية الاستثنائية المشتركة عن رفضها القاطع لإعلان حكومة الاحتلال نيتها فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تؤكد موقفها الثابت والحاسم برفضها التام لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة لفرض التهجير القسري على سكان قطاع غزة، وتشدد القاهرة على أن أي ترتيبات أمنية أو سياسية مستقبلية في المنطقة لن تنفذ دون موافقتها الصريحة، وبما يضمن الحفاظ على دورها المحوري في المعادلة الإقليمية.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "تسير الرؤية المصرية في إطار واضح وصارم، يقوم على رفض مطلق لكافة أشكال الهجرة، سواء كانت طوعية أم قسرية، وذلك انطلاقا من الالتزام بالمبادئ الإنسانية والقومية، ورفض أي محاولات لتغيير الواقع الديموغرافي في القطاع تحت غطاء النزاعات أو الأزمات".
وأشار فهمي، إلى أن تدين مصر بشكل كامل جميع الممارسات الإجرامية التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين، خاصة في ظل التصعيد الحالي، وترى فيها تجاوزا خطيرا للقانون الدولي والإنساني.
وتابع: "تتحرك القاهرة على أكثر من مسار دولي وإقليمي، حيث تجري اتصالات وتنسيقات فعالة داخل أروقة الأمم المتحدة، ومن خلال الجامعة العربية، بالإضافة إلى قنوات التواصل الدولية، بهدف التصدي لمخططات التهجير، والعمل على ردع الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني".
وفيما يتعلق بالموقف الدولي، أكد فهمي: "ترى مصر أن حالة الصمت القائمة بلغت حد التواطؤ أو التراخي في مواجهة ما يجري، منتقدة غياب تحرك دولي جاد يمكنه وقف الجرائم الإسرائيلية أو ردع مشاريع الاحتلال الاستيطانية والتهجيرية".
واختتم: "تؤكد القاهرة أن القضية الفلسطينية ليست مجرد أزمة إنسانية كما يحاول البعض تصويرها اختزالا أو تهربا من جوهرها، بل هي قضية سياسية بامتياز، من قضايا التحرر الوطني وتقرير المصير، وينبغي أن يبقى التعاطي معها ضمن هذا الإطار، دون السماح بانحراف النقاش نحو مسارات تفرغها من مضمونها الحقيقي".
وفي بيان مشترك، وصفت اللجنة هذا الإعلان بأنه تصعيد خطير ومرفوض بشكل قاطع، معتبرة أنه انتهاك صارخ للقانون الدولي، ومحاولة مرفوضة لتكريس احتلال غير شرعي وفرض أمر واقع بالقوة، بما يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
موقف موحد ضد التهجيركما أكدت اللجنة رفضها التام لأي محاولات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدة على دعمها الكامل للجهود الدولية الجارية لوقف إطلاق النار، التي تقودها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق لتبادل المحتجزين والأسرى، باعتباره مدخلا إنسانيا أساسيا لتخفيف حدة التصعيد، وإنهاء العدوان الإسرائيلي، وبدء مرحلة جديدة من الجهود الإنسانية.
وفي هذا السياق، شددت اللجنة على أهمية الشروع الفوري في تنفيذ الخطة العربية – الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة، داعية إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمر إعادة الإعمار المقرر عقده في القاهرة قريبا، باعتباره خطوة ضرورية لمعالجة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع.
وأشارت اللجنة إلى أن الخطة الإسرائيلية الأخيرة ما هي إلا امتداد لانتهاكات ممنهجة، ترتكز على القتل والتجويع ومحاولات التهجير القسري وضم الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى إرهاب المستوطنين، وهي ممارسات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وتشكل تهديدا مباشرا لأي فرصة لتحقيق السلام، وتقوض كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لإنهاء الصراع.
موقف مصري حازم.. التهجير خط أحمروفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، شدد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي على أن تهجير الفلسطينيين "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه، مؤكدا رفض مصر التام لكافة السياسات التوسعية الإسرائيلية، ومشددا على ضرورة العودة إلى مسار السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية.
وفي سياق متصل، كشفت وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمّدت على مدى الأشهر الخمسة الماضية عرقلة دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة، ما ساهم بشكل مباشر في تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية.
وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل 11 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 212 وفاة، بينهم 98 طفلا، في مشهد يعكس حجم الكارثة التي يعيشها سكان القطاع في ظل الحصار والتجويع الممنهج.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة المساعدات الإنسانية رفح فلسطين الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: قمة السلام بشرم الشيخ هدفها لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة
أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي أن قمة شرم الشيخ للسلام هدفها الأساسي هو الإعلان عن متابعة تنفيذ اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة.
وقال الدكتور عبد العاطي - في لقاء خاص للقناة الأولى المصرية على هامش أسبوع القاهرة للمياه - "إن قمة شرم الشيخ تهدف إلى التأكيد على كل طرف أن يحترم تعهداته والتزاماته خاصة فيما يتعلق بإعادة الانتشار والانسحاب من قطاع غزة والتدفق الكامل للمواد الإغاثية والطبية إلى داخل القطاع، بالإضافة إلى إطلاق سراح الرهائن والأسرى والمحتجزين الفلسطينيين ثم بدء التفاوض حول المرحلة الثانية".
وأضاف أن مصر عازمة على استضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة ، وسيتم ذلك بالتنسيق الكامل والتعاون مع الولايات المتحدة.
وأوضح أنه سيتم فتح المعابر الإسرائيلية التي تربط إسرائيل بقطاع غزة للسماح بتدفق كل المساعدات بلا قيود للوفاء باحتياجات الشعب الفلسطيني المتشبث بأرضه والصامد عليها الذي تعرض لمجاعة من صنع البشر ، مؤكدا أن الاتفاق واضح تماما في تحديد حد أدنى من الشاحنات التي ستتدفق إلى القطاع من كافة الاتجاهات ومن كافة المعابر التي تربط إسرائيل بالقطاع .
وفيما يتعلق بالموقف المصري في مواجهة التحديات المائية ، شدد الوزير على أن الموقف المصري أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته اليوم بمناسبة الأسبوع الثامن للمياه 2025 ، وهو أن مصر لن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بالمساس بأمنها المائي أو بمصالحها الوجودية.