ضوابط وأخلاقيات التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.. مفتي الجمهورية يوضحها
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
أجاب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على سؤال يقول: ما هي الضوابط الشرعية وأخلاقيات التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي؟.
وقال مفتي الجمهورية، في حواره مع “صدى البلد”، إنه يجب التعامل مع التقنيات الحديثة بميزان الأخلاق ومقاصد الشريعة.
وأضاف مفتي الجمهورية، أن الفضاء الرقمي والذكاء الاصطناعي ينبغي أن يكونا وسائل بناء لا معاول هدم؛ أدوات لنشر الخير لا لإشاعة الفتن.
وأشار إلى أن الإسلام دين منفتحٌ على التطور العلمي، فقد استفدنا من كل جديد ينفع الناس ضمن إطار الضوابط الشرعية، فالمبدأ العام أنَّه لا ضرر ولا ضرار في استخدام هذه التقنيات، لذا نضع حزمة من الأخلاقيات الشرعية للتعامل معها، منها “الصدق في نقل المعلومات وتحرِّي الدقَّة، واحترام خصوصيات الناس وعدم التجسس أو انتهاك الحقوق عبر التكنولوجيا”.
وأكد أنه يجب تجنُّب خطاب الكراهية والتحريض الذي قد تنتشر وسائله عبر المنصات الرقمية، إضافةً إلى ذلك، أرى ضرورة وجود رقابة أخلاقية وقانونية على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصةً في المجالات الحسَّاسة كالتشخيص الطبي أو المعاملات المالية، لضمان التزامها مبادئ العدل وعدم التمييز بين البشر
ولفت مفتي الجمهورية، أنه من التحديات الخطيرة التي نبَّهتُ إليها تقنية “التزييف العميق" التي تُستخدم لنشر الأكاذيب وتزييف الحقائق؛ هذا لون من التضليل يحرِّمه الإسلام بلا شك، فلا بد من محاصرة استخدام التقنية في الكذب أو الاعتداء على سمعة الآخرين.
وأكد مفتي الجمهورية، أن الضابط الشرعي الأساس هو أن تبقى هذه الأدوات في خدمة القيم الإنسانية، ونحتاج إلى ميثاق أخلاقي عالمي يُنظِّم استخدامات الذكاء الاصطناعي على أساس من العدل والرحمة وصيانة الكرامة الإنسانية ، لا مجرَّد المنفعة المادية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد الذكاء الاصطناعي تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخلاق الضوابط الشرعية الذکاء الاصطناعی مفتی الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية للشباب: اجعلوا التقنية لخدمتكم ولا تصبحوا رهائن لها
أجاب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، خلال حواره مع “صدى البلد”، على سؤال يقول: “ما نصيحتكم للشباب بشأن الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الفتوى؟”.
وقال مفتي الجمهورية، إنه ينصح الشباب بأن يتعاملوا مع تطبيقات الفتوى القائمة على الذكاء الاصطناعي بقدر كبير من الوعي والحذر.
وأضاف مفتي الجمهورية: صحيح أن هذه التطبيقات قد توفر إجابات سريعة، لكنها لا تغني عن الرجوع إلى العلماء الثقات وأهل الاختصاص الشرعي، فينبغي للشاب المسلم أن يُفرِّق بين أدوات المعرفة العامة المتاحة له، وبين أدوات الإفتاء الشرعي الموثوق.
وأوضح مفتي الجمهورية: لقد دعوتُ غير مرّة إلى التمييز بين ما هو معلومات دينية عامة وما هو فتوى شرعية ملزمة، فبرامج الذكاء الاصطناعي قد تقدِّم أحيانًا فتاوى غير دقيقة أو خاطئة؛ لأنها تعتمد على ما تغذَّت به من بيانات، وقد تنتشر بذلك فوضى فكرية؛ إذا أخذ الناس بكل ما تقوله الآلة دون تمحيص.
ووجه مفتي الجمهورية، رسالة للشباب: استخدموا التقنية الحديثة للبحث المبدئي والاستزادة من المعلومات، ولكن عندما يتعلَّق الأمر بحكم شرعي يخصُّكم أو سؤال ديني دقيق؛ تأكدوا من مراجعة أهل العلم الموثوقين، فقد أمرنا الله- تعالى- بقوله: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ ، وهذا توجيه صريح بأن المرجعية الأخيرة في ديننا هي للعلماء الربانيين.
وأضاف: كما يمكن للتطبيقات أن تكون وسيلة مساعدة نافعة؛ إذا كانت تحت إشراف جهة دينية معتبرة، وتأكدنا من صحة معلوماتها، أما الاعتماد الكلي عليها؛ فغير مقبول.
كما نصح الشباب بعدم الانبهار الأعمى بالتقنية؛ فالفتوى ليست مجرد معلومة يجيب بها التطبيق، بل بصيرة دينية تحتاج فهمًا واسعًا للمقاصد وحكمةً في التنزيل على الواقع.
وأكد أن دار الإفتاء ترحِّب دائمًا بتساؤلات الشباب واستفساراتهم عبر قنواتها الرسمية الموثوقة، وهي تطوِّر من أدواتها التقنية أيضًا لتقديم خدمة الفتوى بشكل عصري وآمن في نفس الوقت، لذا، فخلاصتي للشباب: “اجعلوا التقنية في خدمتكم، ولا تجعلوا أنفسكم رهائن لإجاباتها المجردة دون وعي أو استشارة للعلماء”.