الوعي الرقمي... مهارة العصر والأمان
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
في زمنٍ تتسابق فيه التكنولوجيا مع الزمن، لم تعد المهارات الرقمية حكرًا على المتخصصين، بل أصبحت لغة الحياة اليومية، ومفتاحًا لا غنى عنه للتعلم، والعمل، والتواصل، وحتى الحماية الذاتية.
الوعي الرقمي لم يعد رفاهية... بل صار بمثابة درعٍ واقٍ، وبوصلةٍ ناعمة تقودنا نحو الاستخدام الآمن والواعي للتقنية. فهو المهارة التي تمنحك الثقة في عالمٍ متصل على مدار الساعة، وتمنعك من أن تكون مجرد رقم في طوفان المعلومات المضللة والتهديدات الخفية.
ما هو الوعي الرقمي ولماذا يُعد ضرورة مجتمعية اليوم؟
الوعي الرقمي (Digital Literacy) هو القدرة على استخدام التقنيات الرقمية بذكاء ومسؤولية وفهم ما يدور في العالم الرقمي من أدوات، منصات، تحديات، وفرص.
ووفقًا لتقارير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) واليونسكو 2024–2025:
"فإن الوعي الرقمي أصبح مهارة أساسية إلى جانب القراءة والكتابة والحساب".
ووفق أيضاً تقرير "Digital 2025" العالمي، فإن:
• أكثر من 80% من الوظائف المستقبلية ستتطلب مهارات رقمية متقدمة
• والطلب على المهارات الرقمية تضاعف في آخر 5 سنوات بنسبة +120%
لماذا يحتاج المجتمع إلى الوعي الرقمي؟
1. للشمول الرقمي العادل
• ملايين الأفراد حول العالم، خصوصًا في المناطق الريفية وكبار السن، لا يمتلكون المهارات الرقمية الأساسية.
• في الولايات المتحدة فقط، يعاني أكثر من ثلث السكان من فجوة في استخدام الإنترنت أو الحواسيب الحديثة.
2. لمواجهة المعلومات المضللة
• تصاعدت خطابات الكراهية والأخبار الزائفة عبر الإنترنت، ما يتطلب وعيًا رقميًا قويًا لتفكيك المحتوى وفهم مصداقيته.
• دراسة حديثة (2025) أظهرت أن البرامج التعليمية التفاعلية ساعدت في تحسين كشف الصور المزيفة (deepfakes) بنسبة 13 نقطة مئوية.
3. للاستفادة من الخدمات الرقمية الصحية والمالية
• الوعي الرقمي يُعد عاملًا حاسمًا في الوصول العادل للخدمات الحكومية، والمالية، والصحية في ظل انتشار الخدمات عن بُعد.
• تقرير لمنظمة الصحة العالمية أشار إلى أن الافتقار للوعي الرقمي يُقلل من الاستفادة من التطبيب عن بُعد والرعاية المنزلية بنسبة تصل إلى 40%.
تأثير الوعي الرقمي في مختلف جوانب الحياة:
كيف نُعزّز الوعي الرقمي في المجتمع؟
• دمج التعليم الرقمي في المناهج الدراسية مبكرًا.
• برامج تدريبية مجتمعية لفئات كبار السن وربات البيوت والفئات الأقل استخدامًا للتقنية.
• تنمية التفكير النقدي والإعلامي عبر ورش ومواد تفاعلية.
• إشراك القطاع الخاص في توفير حلول وتقنيات متاحة للمجتمع.
مثال: استونيا وفنلندا دمجتا المهارات الرقمية في التعليم من الصفوف الأولى، ما عزز جاهزية المجتمع للثورة الرقمية.
الوعي الرقمي ليس فقط مهارة تقنية... إنه أسلوب حياة يحمي خصوصيتنا، ويُعزز فُرصنا، ويمنحنا صوتًا واعيًا في فضاء مفتوح فلنجعل الوعي الرقمي جزءًا من ثقافتنا اليومية، وننقله لأطفالنا ومجتمعاتنا، لأن المستقبل لا ينتظر من لا يجيد لغته.
المستشار فرحان حسن الشمري
X: https://twitter.com/farhan_939
e-mail: [email protected]
التكنولوجياالذكاء الاصطناعيقد يعجبك أيضاًNo stories found.المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المهارات الرقمیة الوعی الرقمی
إقرأ أيضاً:
افتتاح المنتدى اللبناني لحوكمة الإنترنت... شحادة: لبنان سيبقى لاعبًا أساسيًا في الساحة الرقمية
افتتح وزير المهجّرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الدكتور كمال شحادة، أعمال المنتدى اللبناني لحوكمة الإنترنت 2025، بمشاركة نخبة من الخبراء والفاعلين في مجال السياسات الرقمية، وممثّلين عن القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني والمجتمع التقني.
وأكد شحادة في كلمته الافتتاحية أنّ "لبنان كان، وسيبقى، لاعبًا أساسيًا في الساحة الرقمية الإقليمية والدولية"، مشيرًا إلى أنّ "المنتدى يشكّل منصة وطنية جامعة تتيح للبنان إيصال رؤيته الرقمية إلى المحافل العالمية، ولا سيما المنتدى العالمي لحوكمة الإنترنت (IGF)".
كما أشار إلى أنّ "منتدى لبنان لحوكمة الإنترنت أصبح خلال السنوات الماضية جزءًا فاعلًا من النقاشات الرقمية الدولية، عبر مشاركته في جلسات مشتركة مع دول متقدمة مثل سويسرا وكندا، وتعاونه المستمر مع منظمات إقليمية ودولية متخصّصة". وأوضح أنّ "هذه المشاركة لم تكن بروتوكولية، بل حوارًا حقيقيًا أثبت حضور الخبرات اللبنانية وقدرتها على التأثير وصياغة السياسات الرقمية الحديثة".
ونوه "بقرار الحكومة تكليف ثلاثة خبراء لبنانيين لدعم البعثة الدبلوماسية اللبنانية في الأمم المتحدة ولتمثيل لبنان رسميًا في مفاوضات WSIS+20 في نيويورك للمرة الأولى"، مؤكّدًا أن "مساهمات الفريق اللبناني، بالتعاون مع مصر والأردن، أثمرت اعتماد معظم المقترحات العربية في النسخة الأخيرة من الوثيقة الدولية".
وفي السياق، لفت إلى أنّ "انتشار الخبرات اللبنانية في مؤسسات عالمية مثل ICANN، وRIPE NCC، وISOC، والاتحاد الدولي للاتصالات، والأمم المتحدة، يشكّل دليلًا على أنّ لبنان ما يزال حاضرًا بقوة في منظومة الحوكمة الرقمية العالمية رغم التحديات الداخلية".
ولفت الى ان "الجهود التي تقودها الحكومة في مجالات التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، وتعزيز البنية التحتية للإنترنت"، مؤكدًا أنّ "لبنان يمتلك كل المقومات للعودة إلى دوره الريادي انطلاقًا من طاقاته البشرية الفريدة وإرادته في النهوض".
وفي ختام كلمته، دعا المشاركين إلى "العمل على صياغة توصيات عملية تُرفع إلى المنظمات الدولية المعنية بحوكمة الإنترنت، بما يعكس رؤية لبنان لبناء مستقبل رقمي مستدام، آمن، ومنفتح للجميع".
وبعد الجلسة الافتتاحية، شارك الوزير شحادة في جلسة حوارية متخصصة حول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في لبنان، حيث ناقش التحديات والفرص والآليات الوطنية المطلوبة لتعزيز الابتكار الرقمي ودعم الاقتصاد المعرفي.
مواضيع ذات صلة المنتدى الرقمي الدولي الثالث للشباب في لبنان 2025.. عودة لبنان إلى الخريطة الرقمية العالمية Lebanon 24 المنتدى الرقمي الدولي الثالث للشباب في لبنان 2025.. عودة لبنان إلى الخريطة الرقمية العالمية