المولد النبوي في مناطق الحوثيين.. موسم ديني يتحول إلى منصة جبايات وإتاوات ممنهجة
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
في الوقت الذي يُفترض فيه أن يكون المولد النبوي مناسبة دينية روحانية لتعزيز قيم المحبة والتكافل، تحوّله ميليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها إلى موسم سنوي للابتزاز المالي وفرض الإتاوات، في مشهد يصفه مراقبون بأنه استغلال فج للشعائر الدينية لأهداف سياسية ومادية.
ومع كل عام، يتكرر السيناريو نفسه: تزيين الشوارع باللون الأخضر، تنظيم الفعاليات الدعائية، وضخ الخطاب الطائفي، لكن خلف هذه المظاهر تختبئ حملة جبايات واسعة تستنزف جيوب المواطنين والتجار، وتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية.
هذا العام، بدأت المليشيا موسم الجبايات قبل موعد المولد النبوي بشهر كامل، في خطوة قال مراقبون إنها تهدف لتعظيم العائدات المالية عبر خطة مُحكمة لإطالة فترة الابتزاز. وشملت الحملة جميع القطاعات التجارية والخدمية، من المحلات والمطاعم والفنادق إلى الباعة المتجولين، مع فرض تكاليف إلزامية لتزيين المباني والشوارع، وإجبار التجار على طلاء واجهات محلاتهم باللون الأخضر وتعليق صور وشعارات قيادات الجماعة.
ووفق مصادر محلية، لم يسلم حتى السكان في الأحياء السكنية، إذ فُرضت عليهم مساهمات مالية أو عينية لتمويل الفعاليات، تحت تهديد السلاح أو الاعتقال أو إغلاق المحال التجارية ومصادرة الممتلكات. وتحدثت المصادر عن مبالغ "خيالية" تُجبى من التجار، بينما يتعرض الرافضون أو العاجزون عن الدفع لمضايقات مباشرة وغرامات إضافية.
الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أطلقوا حملة رقمية واسعة تحت وسم #الحوثي_يتاجر_بالمولد_النبوي، لفضح ما وصفوه بـ"الموسم السنوي للنهب المنظم". وأكد المشاركون أن الجماعة تنفق مليارات الريالات على فعالياتها ومظاهرها الدعائية لخدمة مشروعها الطائفي، في وقت يرزح فيه ملايين اليمنيين على حافة المجاعة، وتستمر رواتب الموظفين في الانقطاع منذ سنوات.
ويؤكد الناشط سعيد الهتاري أن هذه الممارسات جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تعزيز سلطة الحوثيين وترسيخ أفكارهم الطائفية، عبر توسيع شبكاتهم المالية على حساب معيشة اليمنيين. وحذّر من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى مزيد من الانكماش الاقتصادي وضرب النشاط التجاري، نتيجة ضخ الأموال المنهوبة في جيوب قيادات الجماعة بدلًا من دورة الاقتصاد الطبيعي.
ويجمع المراقبون على أن المولد النبوي في مناطق الحوثيين لم يعد مجرد مناسبة دينية، بل تحول إلى أداة سياسية واقتصادية، حيث يُستخدم الدين كغطاء لفرض الولاء، وتمويل الحروب، وتعزيز النفوذ، وسط تجاهل كامل لاحتياجات الناس الأساسية من غذاء ودواء وخدمات، ما يزيد من حالة السخط الشعبي ويعمّق الانقسام المجتمعي.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: المولد النبوی
إقرأ أيضاً:
صيام يوم المولد النبوي الشريف.. دار الإفتاء توضح حكم الشرع
أوضحت دار الإفتاء المصرية، تزامنًا مع اقتراب المولد النبوي الشريف، حكم صيام هذا اليوم المبارك، ردًا على سؤال وُجه إليها حول اعتياد بعض الأشخاص صيام يوم المولد شكرًا لله تعالى على نعمة بعثة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكدت الدار عبر موقعها الرسمي أن يوم مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو يوم امتن الله فيه على العالمين بوجود خير الأنام، مما يستوجب إظهار الشكر والامتنان لله تعالى بالإكثار من العبادات والطاعات، وفي مقدمتها الصيام.
وأضافت أن هذا اليوم يستحق أن يُعبَّر فيه عن الفرح والسرور والحفاوة، حيث يفوق فرح المؤمن بمولده الشريف فرحه بأي مناسبة أو عيد آخر.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن صيام يوم المولد النبوي الشريف يُعد مشروعًا وعملاً حسنًا، لما فيه من شكر لله على نعمه، واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يخص يوم الإثنين – يوم مولده – بالصيام.
واختتمت بأن الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُعد من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لما فيه من تعبير عن المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أصل من أصول الإيمان، مشيرة إلى قوله تعالى: {لَعَمْرُكَ} \[الحجر: 72].
حكم شراء الحلوى في المولد النبوي
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال وُجّه إليها حول حكم شراء الحلوى وتبادلها كهدايا في مناسبة المولد النبوي الشريف، وذلك بعدما ظهرت آراء تزعم أن هذه الحلوى بمثابة أصنام، وأن هذا الفعل بدعة محرمة لا يجوز للمسلم القيام به أو المشاركة فيه بأي صورة، سواء بالشراء أو الإهداء أو الأكل منها.
وأوضحت الدار عبر موقعها الرسمي أن شراء الحلوى في هذه المناسبة، والتهادي بها بين الناس، أمر جائز شرعًا، بل يُعد مستحبًّا ومندوبًا إليه؛ لأنه يعبر عن محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه.
كما شددت على أن هذا السلوك لا يدخل في البدع المذمومة، ولا يمت بصلة لما يطلق عليه "الأصنام".
وأضافت دار الإفتاء أن الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإظهار الفرح بها، من أعظم القربات وأفضل الأعمال، ويُستحب إحياء هذه الذكرى بكل مظاهر السرور والطاعات التي تُقرّب إلى الله تعالى.
ويدخل في ذلك ما جرت به العادة من شراء الحلوى وتبادلها بين الأهل والأصدقاء في هذه المناسبة الشريفة، باعتبارها تعبيرًا عن المحبة الصادقة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم واتباعًا لما كان يحبه.