قالت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من القدس المحتلة، إن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة حزب اليمين المتطرف، تستعد للمصادقة على مخطط استيطاني في منطقة "أي 1" شرق القدس، يربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس، في خطوة قد تقطع أوصال الضفة الغربية وتزيد التوتر مع الفلسطينيين.

خبير سياسي: ما يهم إسرائيل في المرحلة الحالية الضفة الغربية والقدس أبو ردينة: نرفض السياسات الإسرائيلية المتمثلة في إعادة احتلال غزة ومحاولات ضم الضفة الغربية سياسات الاستيطان

وأوضحت المراسلة، خلال مداخلة مع الإعلامية أحمد أبو زيد، أن الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، المعروف بدعمه لسياسات الاستيطان، وصف المشروع بأنه خطوة لتثبيت السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مؤكدًا أن إقامة دولة فلسطينية تُعد "انتحارًا لإسرائيل"، مضيفًا أن الحكومة الإسرائيلية تعمل بتنسيق كامل مع نتنياهو ولدى دعم من اللوبي الأمريكي والإدارة الأمريكية لتنفيذ هذه الخطط.

وفي هذا السياق، صادق وزير المالية الإسرائيلي مؤخرًا على بناء 3000 وحدة استيطانية جديدة، بالإضافة إلى 401 وحدة أخرى ضمن المخطط، في حين أصدرت سلطات الاحتلال أكثر من 13 أمر هدم وإخلاء لمنازل فلسطينية في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس، ضمن ما يسمى بشق شارع "نسيج الحياة الاستيطاني"، بهدف توسيع المستوطنات وقطع التواصل الجغرافي بين القدس وبقية الضفة الغربية.

التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية

وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن هذه الخطوات تأتي بعد تأجيلات متكررة على مدى عشرين عامًا نتيجة ضغوط دولية ودبلوماسية فلسطينية، ما يجعل هذه المصادقة خطوة حاسمة في تعزيز التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وأشارت المراسلة إلى أن المخطط يهدف إلى تحويل القرى الفلسطينية إلى كنتونات معزولة، وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني، في إطار سياسة التوسع الاستيطاني والسيطرة الإسرائيلية على كامل الضفة الغربية.

على صعيد متصل، قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، إنّ مصر وغزة وإسرائيل مشتركين في معبر كرم أبو سالم، ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي لأنه الطرف المحتل يفتش جميع المشاحنات في أثناء دخولها غزة، ولا يوجد أي قوة في الأرض تمنعه من التفتيش، وبالتالي، فإنه يستبعد من هذه الشاحنات ما يريد.

وأضاف رشوان، في حواره مع الإعلامي محمود السعيد، مقدم برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "بالنسبة إلى مطالبات السماح بإدخال شاحنات المساعدات إلى غزة، لنفترض، أن هذه الشاحنات عبرت إلى الناحية الأخرى، فستكون أول خطوة هي الدخول كرم أبو سالم، الذي يشهد أهم تجمع للجيش الإسرائيلي خارج غزة".

وتابع: "عندما تصل هذه الشاحنات إلى كرم أبو سالم حيث جيش الاحتلال الإسرائيلي، هل يمكن لسائقي الشاحنات ومن معهم إجبار جيش الاحتلال على دخول الشاحنات قطاع غزة".

وأردف: "لنفترض أن الجيش الإسرائيلي خضع لمن لا نعرف كيف سيخضع لهم، ثم فتح الباب للشاحنات.. نقول، إن الجيش الإسرائيلي يسيطر على كل الطرق، ومن ثم، فإن الذهاب من شرق غزة حيث معبر كرم أبو سالم حتى غربها في البحر الأبيض المتوسط سيكون به مجازفة".

وواصل: "في يناير، كانت الشاحنات المصرية التي تدخل كرم أبو سالم وتفرغ بعدها على شاحنات فلسطينية يحصل عليها سائقون فلسطينيون ويقومون بإدخالها في أنحاء القطاع، ونتيجة الضغط الشديد على الشاحنات، قررت مصر أن الشاحنات المصرية ستدخل بسائقيها المصريين من معبر كرم أبو سالم حتى الشمال في جباليا.. وبالتالي، فإننا نسأل، هل يمكن لجنسيات مختلفة أن تكون بين السائقين كي يحرجوا الإسرائيليين، نتحدث مثلا عن جنسيات أمريكية وأوروبية؟".

وأردف: "هل سيسمح الجيش الإسرائيلي بالدخول، مع العلم أنه كان يفتش الشاحنات رغم دخولها في فترة الاتفاقات، وكان التفتيش يستغرق وقتا، وبالتالي، فإننا نسأل، ما القوة الجبرية التي يمكن تجعل هذا الجيش الذي لم يتورع عن قتل 60 ألف إنسان وجرح 150 ألف آخرين يتخلى عن إجرامه فجأة نتيجة وجود شاحنات بداخلها أشخاص طيبون وصلوا حتى كرم أبو سالم".

وواصل: "ورغم ذلك، نفرض أن هذه الشاحنات دخلت غزة، وهي منطقة القتال الأساسية الآن، هل سيتمتع الجيش الإسرائيلي –فجأة- بتسامح إنساني غير مفهوم وغير معقول فيسمح لهذه الشاحنات أن تمشي على أهم محورين أمنيين وهما فيلادلفيا وموراج؟!".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الضفة الغربية غزة فلسطين الاحتلال بوابة الوفد الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة هذه الشاحنات کرم أبو سالم

إقرأ أيضاً:

تقرير حقوق الإنسان الأمريكي: عنف "إسرائيل" بالضفة في أعلى مستوياته

صفا

كشف تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن أوضاع حقوق الإنسان في العالم للعام 2024، أن العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 2005.

وجاء في التقرير السنوي لهذا العام: "وصل العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، إلى أعلى متوسط يومي له منذ أن بدأت الأمم المتحدة في تسجيل البيانات عام 2005. وفي 29 يوليو/تموز، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بأن على الحكومة الإسرائيلية واجب حماية الفلسطينيين في الضفة الغربية من هذا العنف".

وأشار التقرير، الذي استفاض في الإشارة إلى هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى أن 90 بالمئة من أهالي قطاع غزة، وفقا للأمم المتحدة، تعرضوا للنزوح نتيجة لأوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر القسم المخصص لقطاع غزة أن "العديد من العاملين في المجال الإنساني إما قُتلوا أو أصيبوا".

وأشار إلى أن معظم الفلسطينيين الذين اعتُقلوا في مداهمات بغزة نُقلوا إلى "إسرائيل"، وأن هناك تقارير تفيد باختفاء العديد منهم.

الجدير بالذكر أن التقرير، الصادر عن الولايات المتحدة التي تدعم "إسرائيل" دعما مطلقا، يتناول بإسهاب هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، ويُشير إلى المجازر الإسرائيلية في غزة على أنها "حوادث فردية".

ووفقا لادعاءات متداولة في وسائل إعلام أمريكية، تم اختصار أجزاء التقرير المتعلقة بـ"إسرائيل"، التي أُعدّت في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، بعد تولي إدارة دونالد ترامب السلطة.

كما ذكرت وسائل الإعلام أن وزارة الخارجية الأمريكية في عهد ماركو روبيو أجرت اختصارات كبيرة، لا سيما في الأجزاء المتعلقة بغزة.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 شهيدا و154 ألفا و88 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

وبموازاة حرب الإبادة بقطاع غزة، صعد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس، فقتلوا ما لا يقل عن 1013 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • السلطة الفلسطينية تدين مخططًا استيطانيًا جديدًا في الضفة الغربية| تفاصيل
  • السلطة الفلسطينية تدين مخطط الاحتلال لمصادقة استيطانية جديدة في الضفة الغربية
  • إسرائيل تصادق على مخطط استيطاني يربط معاليه أدوميم بالقدس ويزيد التوتر في الضفة
  • سموتريتش: قيام دولة فلسطينية يعرض وجود إسرائيل للخطر
  • E1 .. مخطط استيطاني إسرائيلي لعزل القدس الشرقية عن الضفة الغربية
  • بعد تجميد استمر عقدين.. سموتريتش يصادق على أكبر مشروع استيطاني لتقسيم الضفة الغربية المحتلة
  • تقرير حقوق الإنسان الأمريكي: عنف "إسرائيل" بالضفة في أعلى مستوياته
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 3 فلسطينيين ويصيب آخرين في الضفة الغربية
  • المستوطنون يهجّرون 30 عائلة فلسطينية من عين عمار بالضفة الغربية