مراكب رزق.. تسليم 21 مركب صيد لأهالي قرية النمسا بالأقصر
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
في مشهد إنساني وتنموي يفتح أبواب الأمل أمام العشرات من أسر الصيادين بمحافظة الأقصر
شهدت قرية النمسا التابعة لمركز إسنا اليوم الخميس احتفالية كبرى نظمتها مؤسسة صناع الخير للتنمية – عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي – بالشراكة مع البنك المصري لتنمية الصادرات EBank لتسليم 21 مركب صيد حديث لصغار الصيادين ضمن مبادرة "مراكب رزق" التي تهدف إلى تمكين الفئات الأكثر احتياجًا وتوفير مصدر دخل كريم ومستدام لهم .
حضر الاحتفالية الدكتور هشام أبو زيد نائب محافظ الأقصر وعلى الصادق رئيس مدينة اسنا ومحمد حسين وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة وهاني عبدالفتاح الرئيس التنفيذي لمؤسسة صناع الخير والدكتور محمد عبدالجليل نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة وغادة أنيس رئيس قطاع المسؤولية المجتمعية بالبنك المصري لتنمية الصادرات وسط أجواء من البهجة والأمل التي عمت الصيادين وأسرهم.
وأكد هاني عبدالفتاح أن تسليم هذه المراكب يمثل حلقة جديدة في سلسلة من التدخلات التنموية المتكاملة التي تنفذها المؤسسة تحت مظلة التحالف الوطني بهدف تحسين جودة الحياة في القرى الأكثر احتياجًا موضحًا أن الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع المصرفي تجسد على أرض الواقع مبادئ التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأشار عبدالفتاح إلى أن مبادرة "مراكب رزق" تقدم نموذجًا عمليًا لتمكين الفئات المستهدفة عبر تزويدها بأدوات الإنتاج اللازمة مما يسهم في خلق فرص عمل حقيقية ويعزز من قدرات الصيادين على مواجهة التحديات الاقتصادية.
من جانبها أعربت غادة أنيس عن تقديرها لجهود مؤسسة صناع الخير في إنجاح المبادرة مؤكدة أن هذا المشروع يعد باكورة التعاون بين الجانبين ولن يكون الأخير حيث يخطط البنك لتنفيذ المزيد من المشروعات والمبادرات التنموية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر في مختلف المحافظات.
وفور استلامه المركب الجديد أعرب الصياد فضل أحمد عن فرحته الكبيرة قائلاً إن هذه المراكب ستغير حياة الصيادين للأفضل وستفتح أمامهم آفاقًا جديدة للعمل والإنتاج مما يعود بالنفع على أسرهم وعلى القرية بأكملها.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية التحالف الوطني للعمل الأهلي التي تركز على توفير مشروعات صغيرة مستدامة تضمن دخلاً ثابتًا للأسر المستفيدة وتدعم الاقتصاد المحلي على ضفاف النيل في صعيد مصر.
https://youtube.com/shorts/fNDj1HVaHS4
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاقصر اخبار الاقصر محافظ الاقصر
إقرأ أيضاً:
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم.. بين السياسة والوفاء لمصر
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، اسم يرن في تاريخ مصر السياسي والدبلوماسي كرمز للنزاهة والجدية والتفاني في خدمة الوطن. ولد في مدينة الإسكندرية عام 1876، في بيت معروف بالتجارة والثقافة، حيث كان والده أحمد يحيي من كبار تجار القطن، ينتمي منذ بداياته إلى حزب الوفد، وكان له موقف راسخ في خدمة وطنه.
عبدالفتاح يحيى نشأ في بيئة تجمع بين العمل التجاري والاجتماعي، ما أكسبه فهما عميقا للاقتصاد والمجتمع المصري، كما ورث عنه حب الوطن والانتماء الوطني الذي سيصنع لاحقا مسارا سياسيا غنيا بالعطاء والإنجازات.
في حياته العملية، تجسد دور عبدالفتاح باشا في شتى مناحي السياسة والدبلوماسية، فقد تقلد مناصب عديدة بداية من وزارة العدل، مرورا بمجلس الشوري، وصولا إلى رئاسة وزراء مصر.
لم يكن مجرد سياسي تقليدي؛ بل كان رجلا يرى في السياسة وسيلة لخدمة المواطنين وتحقيق العدالة، خلال توليه وزارة العدل، حرص على تطوير النظام القضائي وتعزيز استخدام اللغة العربية في المحاكم المختلطة، مؤمنا أن اللغة ليست وسيلة للتواصل فحسب، بل هوية وطنية يجب الحفاظ عليها ودعمها.
وقد برز اسمه بشكل أكبر عندما تولى رئاسة مجلس الوزراء بين عامي 1933 و1934، حيث شكل حكومة كان هدفها خدمة الشعب المصري وتعزيز الاستقلال السياسي للبلاد.
كان في هذه المرحلة محوريا في سن نظام أداء اليمين القانونية للوزراء أمام الملك، خطوة رائدة عززت من شفافية العمل الحكومي ونظام المساءلة داخل الدولة.
لم يقتصر دوره على الجانب السياسي الداخلي، بل امتدت بصماته إلى السياسة الخارجية، حيث احتفظ أثناء رئاسته للوزارة بمنصب وزير الخارجية، ما أتاح له أن يمثل مصر في المحافل الدولية ويثبت مكانتها بين الأمم.
عبدالفتاح باشا لم يكن بعيدا عن هموم المواطن البسيط، فقد أصدر قرارا بتخفيض إيجار الأطيان الزراعية عام 1932 بمقدار ثلاثة أعشار قيمتها، وهو قرار يعكس اهتمامه المباشر بمصالح الفلاحين والطبقة العاملة في الريف، ويبرهن على حبه لبلده وحرصه على العدالة الاجتماعية.
كما كان له موقف حاسم من مؤسسات الإدارة المحلية التي لم تكن تعكس تطلعات المصريين، حيث قام بحل مجلس بلدي الإسكندرية الذي كان ذا صبغة دولية وأعضاؤه أجانب، مؤكدا أن مصر للأهالي وأن قراراتها يجب أن تخدم مصالح الشعب المصري أولا.
إضافة إلى ذلك، عمل على تنظيم وزارة الخارجية بشكل دقيق، محددا اختصاصات إداراتها، وهو ما ساعد على تعزيز كفاءة العمل الدبلوماسي، وفتح الطريق أمام جيل من الدبلوماسيين الذين يتطلعون لبناء مصر على أسس متينة.
كل هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة لرؤية وطنية واضحة وإيمان راسخ بأن مصر تستحق قيادة واعية ومخلصة تعمل بلا كلل من أجلها.
حين نتحدث عن عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، نتحدث عن رجل جمع بين الصرامة والنزاهة والحكمة والإنسانية، رجل لم ينس جذوره ولم يبتعد عن هموم شعبه، رجل جعل من السياسة أداة لخدمة الوطن والناس على حد سواء.
إن تاريخه يذكرنا بأن القيادة الحقيقية ليست مجرد منصب، بل مسؤولية تجاه الوطن والمواطن، وأن الحب الحقيقي لمصر يظهر في القرارات الصغيرة والكبيرة، في العدالة الاجتماعية، وفي الدفاع عن هوية البلاد ومصالحها.
عبدالفتاح باشا ترك إرثا عميقا في الذاكرة المصرية، ليس فقط كسياسي ودبلوماسي، بل كمواطن عاش وحلم وعمل من أجل مصر، وعلمنا أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تمارس يوميا، وأن الالتزام بحقوق الناس هو السبيل لبناء وطن قوي وكريم.
وبالرغم من مرور السنوات، يظل اسمه محفورا في صفحات التاريخ، مثالا للنزاهة، للحكمة، وللإخلاص، وللحب الحقيقي لمصر، حب يتجاوز الكلمات ويصل إلى الأفعال، لتبقى مصر دائما في المقدمة، ولتبقى ذكراه مصدر إلهام لكل من يحب وطنه ويعمل من أجل رفعتها.