دبلوماسي أمريكي: فرصة دبلوماسية لإحياء المحادثات النووية مع إيران
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
قال ريتشارد شميرر، الدبلوماسي الأمريكي السابق، إن المرحلة الراهنة تشهد ما يمكن وصفه بـ"فترة تهدئة" عقب التصعيد العسكري الأخير ضد إيران، مشيرًا إلى أن القيادة الإيرانية تبدو منشغلة حاليًا بالبحث عن حلول طويلة الأمد لتجنب أي مواجهات عسكرية مستقبلية.
وأوضح شميرر، في تصريحات تلفزيونية، أن هذا التوقيت يمثل فرصة مواتية لانطلاق مسار دبلوماسي جاد، خاصة في ما يتعلق بإحياء المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني، لافتًا إلى أن الدول الأوروبية ستدعم على الأرجح هذا التوجه، وأن طهران أبدت استعدادًا مبدئيًا للمشاركة فيه.
أول تعليق من إيران على تصريحات نتنياهو بشأن إسرائيل الكبرى
نتنياهو: معركتنا لا تقتصر على حماس… بل تشمل إيران ووكلاءها
وحول وضع البرنامج النووي الإيراني، أشار شميرر إلى أن مستوى تخصيب اليورانيوم لدى طهران لا يزال غير واضح بشكل كامل، رغم تأكيدات سابقة من واشنطن بأنها ألحقت به أضرارًا كبيرة وأخّرته لعدة سنوات. غير أن بعض التقديرات تشير إلى أن التأخير الفعلي قد لا يتجاوز بضعة أشهر، ما يستدعي العودة إلى طاولة المفاوضات للحصول على ضمانات حقيقية من إيران بعدم استئناف التخصيب بمستويات عسكرية.
وأضاف أن إيران، من جانبها، تسعى إلى الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة وأوروبا تتيح لها استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، مع تزويدها بالمواد النووية اللازمة لذلك، وهو ما يمثل جوهر المرحلة المقبلة من المحادثات المتوقعة.
وأكد شميرر أن الدور الأوروبي لن يكون هامشيًا في هذه العملية، حتى وإن لم يتجسد في مشاركة مباشرة على طاولة المفاوضات، موضحًا أن الأوروبيين يدرسون تفعيل آلية "الزناد" أو "السناب باك" حال إخلال طهران بالتزاماتها النووية، بما يعيد فرض العقوبات الأممية تلقائيًا.
ويرى مراقبون أن هذه اللحظة السياسية تتسم بحساسية شديدة، إذ تتقاطع فيها الاعتبارات النووية مع التحولات الجيوسياسية الإقليمية، خاصة مع تراجع نفوذ إيران ووكلائها في المنطقة نتيجة المواجهات المتكررة مع إسرائيل. كما أن تمسك إدارة الرئيس ترامب بحصر المفاوضات في الملف النووي دون الخوض في القضايا الإقليمية قد يختصر مسار المحادثات، لكنه في الوقت نفسه يترك ملفات خلافية مفتوحة لمستقبل غير مضمون.
ويشير خبراء إلى أن نجاح هذا المسار الدبلوماسي يتوقف على قدرة الأطراف على التوصل إلى صيغة توازن بين حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وحق المجتمع الدولي في ضمان عدم انحراف هذا البرنامج نحو الأغراض العسكرية، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة اختبارًا حقيقيًا لجدية جميع الأطراف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران القيادة الإيرانية الدول الأوروبية البرنامج النووي الإيراني طهران إيران إلى أن
إقرأ أيضاً:
بسبب زيارة إيران.. قائد الجيش في جنوب أفريقيا يضع بلاده في أزمة دبلوماسية
وزارة الخارجية الجنوب أفريقية أعربت عن استيائها من تصريحات مافوانيا خلال الزيارة، فيما ذهب "التحالف الديمقراطي" — الشريك الرئيسي في حكومة الوحدة الوطنية — إلى المطالبة بإحالته على محكمة عسكرية، معتبرًا أن ما صدر عنه يشكل "انتهاكًا لحياد الجيش". اعلان
اندلعت أزمة داخلية في جنوب أفريقيا، الخميس، بعد أن وجّهت الرئاسة انتقادات لاذعة لقائد القوات المسلحة الجنرال رودزاني مافوانيا، على خلفية زيارة رسمية قام بها إلى إيران هذا الأسبوع، تخللتها دعوات لتعزيز التعاون مع طهران، في وقت تعمل فيه بريتوريا على إصلاح علاقاتها المتوترة مع واشنطن.
وزارة الخارجية الجنوب أفريقية أعربت بدورها عن استيائها من تصريحات مافوانيا خلال الزيارة، فيما ذهب "التحالف الديمقراطي" — الشريك الرئيسي في حكومة الوحدة الوطنية — إلى المطالبة بإحالته على محكمة عسكرية، معتبرًا أن ما صدر عنه يشكل "انتهاكًا لحياد الجيش".
Related منظمات غير حكومية في جنوب أفريقيا تحذر: تجميد ترامب للمساعدات سيحرم مرضى الإيدز من العلاججنوب أفريقيا تفتح تحقيقًا في واحدة من أبرز جرائم الفصل العنصري بعد عقود من الصمتجنوب أفريقيا للعدل الدولية: "غزة تحوّلت إلى جحيم مفتوح" وتدعو لمحاسبة إسرائيلتأتي هذه التطورات بينما تبذل حكومة الرئيس سيريل رامابوزا جهودًا دبلوماسية مكثفة لتطبيع العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والسعي للتوصل إلى اتفاق يرفع الرسوم الإضافية البالغة 30% عن الصادرات الجنوب إفريقية إلى الأسواق الأميركية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة، فينسنت ماغوينيا، في مؤتمر صحفي: "نحن بصدد إدارة عملية بالغة الحساسية لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وأي تصريحات غير منسقة من مسؤولين حكوميين أو عسكريين قد تزيد الوضع تعقيدًا في هذه المرحلة الحرجة"، مضيفًا أن الرئيس رامابوزا لم يكن على علم مسبق بالزيارة.
وبحسب صحيفة طهران تايمز، فقد دعا مافوانيا، خلال لقائه كبار القادة العسكريين الإيرانيين، إلى تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين. فيما نقلت قناة برس تي في الإيرانية عنه قوله إن جنوب إفريقيا وإيران "تتقاسمان أهدافًا مشتركة"، متطرقًا إلى انتقاد سياسة إسرائيل في غزة.
واعتبر ماغوينيا أن الزيارة جاءت في "مرحلة تشهد توترًا جيوسياسيًا متصاعدًا وصراعًا محتدمًا في الشرق الأوسط"، ما يجعل توقيتها "غير موفق".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة